الشيعة تهدم الشريعة

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفي.. وبعد :

فما زال الحديث موصولاً عن الشيعة لبيان خطرها ، والتحذير من شرها ، وقد أشرنا في المرة السابقة إلى جوانب من عقيدتهم الفاسدة ، وضلالهم أكبر من أن تحصيه هذه السطور ، أو يحاط به في كلمات أو صفحات ، فعقيدتهم ليست كعقيدتنا ، وشريعتهم ليست كشريعتنا !! اللهم إلا في أمور يسيرة أضعف من أن يقوم عليها تقارب أو يبنى عليها تفاهم .

فالشيعى إذا أراد أن يلحق بأهل السنة وينتسب إليهم فليس أمامه إلا التوبة والبراءة من عقائد الشيعة الشنيعة ! وحتى لا يبدو الكلام غريباً أو مريباً فإننا نسوق الأدلة من كتبهم ، والبرهان من أقوالهم .

جاء في كتاب ” عقائد الإمامة ” لمحمد رضا المظفر – عميد كلية الفقه بنجف العراق – هذا النص : ” ونعتقد أن الأئمة الذين لهم صفة الإمامة الحقة هم مرجعنا في الأحكام الشرعية المنصوص عليهم بالإمامة اثنى عشر إماماً ، نص عليهم النبى صلى الله عليه وآله جميعاً بأسمائهم !!! ثم نص المتقدم منهم على من بعده على النحو الآتى ” . ثم ذكر الأسماء مرتبة هكذا : على بن أبى طالب – رضى الله عنه – الحسن والحسين – رضى الله عنهما – على زين العابدين ابن الحسين – محمد على الباقر – جعفر بن محمد الصادق – موسى بن جعفر الكاظم – على بن موسى الرضا – محمد بن على الجواد – على بن محمد الهادى – الحسن ابن على العسكرى – محمد بن الحسن المهدى .

فإذا تدبرت تبين لك أن الأمانة بالوراثة ، وأنها محصورة في ذرية على بن أبى طالب فقط ، فكل المذكورين أبناؤه وأحفاده ! وهذا يبنون عليه بطلان خلافة أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ! والإمام الثانى عشر المذكور هو محمد بن الحسن بن على العسكرى ولد سنة 256هـ ومات 261هـ ولكن الشيعة ينفون وفاته ! ويقولون : إنه الإمام الغائب وسوف يعود!! وإنه ما زال حياً منذ سنة 256هـ حتى اليوم !! وقد مرت بالأمة الإسلامية أحداث عظيمة جسيمة كنا فيها في مسيس الحاجة إلى هذا الإمام المعصوم المعدوم ، ولكنه لم يخرج ولن يخرج !! ومع ذلك فقد أكد الخمينى في كتابه ” الحكومة الإسلامية ” خروج هذا الإمام المنتظر بقوله : ” لقد مر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدى أكثر من ألف عام ، وقد تمر ألوف السنين قبل أن تقضى المصلحة قدوم الإمام المنتظر ” !!

وأصح كتاب كما ذكرنا من قبل عند الشيعة – بعد القرآن – هو كتاب : ” الكافي ” جاء فيه : ” عن أبى جعفر قال : بنى الإسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية!! ” والولاية تعنى الاعتقاد بالإمامة التي عند الشيعة.

وجاء في نفس الكتاب : ” وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ! وما يدريهم – أى غير الشيعة – ما مصحف فاطمة عليها السلام ، قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات ! والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ” !!! هل رأى القارئ كفراً أعظم من هذا ؟

وينبغى أن يعلم أننا لا نتحدث عن شيعة الأمس فقط ، بل وشيعة اليوم أيضاً فإنهم يعتقدون عقيدة أسلافهم كاملة غير منقوصة ..

وهدم الشيعة للشريعة أمر يعرفه كل من اطلع على كتبهم ، ووقف على عقيدتهم والعجيب أنهم يحلون ويحرمون بأهوائهم لا يحتكمون إلى الكتاب ، ولا يعترفون بالسنة إلا ما جاء من طريق إمام معصوم ، وقد أفضى بهم ذلك إلى مزيد من المخالفة للشريعة ، والافتراء عليها .

ومن المعلوم أنه قد ثبت بالأدلة الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم نكاح المتعة تحريماً مؤبداً إلى يوم القيامة. ومع ذلك فإن الشيعة ما زالت تستحل نكاح المتعة، وتعتقد إباحته !! لأن تحريمه لم يأت من طريق الأئمة ! ومن الطريف أن على بن أبى طالب رضى الله عنه كان ينهى عن نكاح المتعة نهياً شديداً ، ومع أن الشيعة تزعم – كذباً – أ،ه إمامهم الأول إلا أنهم يخالفونه بدعوى أن قوله هذا لم يثبت عندهم وإن ثبت عند أهل السنة .

ومن عقائد الشيعة التى وضعها علماؤهم أنه لا جهاد إلا مع الإمام المعصوم الغائب ، لذلك فقد ذكر ابن تيمية – رحمه الله – في ” منهاج السنة ” أنه قيل لبعض شيوخهم قديماً : إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس وسبوا الحريم وأخذوا الأموال ، هل نقاتلهم ؟ فقال : لا !! المذهب أنا لا نغزو إلا مع المعصوم ! فقال: ذلك المستفتى مع عامته: والله إن هذا لمذهب نجس ! فإن هذا المذهب يفضى إلى فساد الدين والدنيا .

والشيعة في تعصبها تبلغ حد العمى ، وقد ذكر أهل العلم حكاية مشهورة عن قاسم بن زكريا – وهو رجل من أهل السنة – قال : دخلت على بعض الشيعة – وقد قيل : إنه عباد بن يعقوب – فقال لي : من حفر البحر ؟! فقلت : الله تعالى ، فقال : تقول من حفره ؟ قلت : من حفره ؟ قال : على بن أبى طالب . قال : من جعل فيه الماء ؟ قلت : الله . قال : تقول من هو الذي جعل فيه الماء ؟ قلت : من هو ؟ قال : الحسن !! قال: فلما أردت أن أقوم قال: من حفر البحر ؟ قلت: معاوية، قال: ومن الذي جعل فيه الماء ؟ قلت : يزيد ! فغضب من ذلك وقام .

وكان غرض القاسم أن يقول: هذا القول مثل قولك، يريد بذلك إبطال هذه الخرافة الشيعية التي تزعم أن علياً حفر البحر والحسن جعل فيه الماء ؟!

ولئن سألتهم عن شيء من عقيدتهم الباطلة فلن تظفر منهم بشيء، والسبب أن عقيدتهم تبيح لهم أن يظهروا خلاف ما يبطنون، وأن يبطنوا خلاف ما يظهرون، ويعتبرون ذلك ديناً لهم.

لذلك فإنك تجد فرقاً كبيراً بين ما يعلنونه على الناس من موافقة الشريعة ونصر الإسلام، وما يضمرونه من هدم لها، ورد لأحكامها. والله من وراء القصد .