السؤال:
تعرفت على شاب عبر الإيميل، وأعجبت كثيرًا بأخلاقه حتى أدمنت الحديث معه عبر الإيميل، وكان يسمي نفسه بعاشق الجنان، ويقول أنه سيستشهد، فتعلقت به وأحببته لأن قلبه متعلق بالله، وكل همه رضا الله لينال الجنان ويفوز بالشهادة ليلقى الحور العين، ومن شدة تعلقه بحور الجنة أصبحت أغار من الحورية، وعندما تقدم لخطبتي، رفضه أبي بسبب المهر ولأنه لم ينهي تعليمه بعد، وأنا الآن في السنة الرابعة من الجامعة، ولا أستطيع الاعتراض على أمر أبي، وفي نفس الوقت لا يزال قلبي متعلق بهذا الشاب،
وتقدم لخطبتي شاب آخر، لكنني لا أريد الزواج لكي أصبح حورية في الجنة للشاب الذي أحببته، وبنفس الوقت لا أستطيع الاعتراض على أبي حتى لا يغضب مني، فماذا أفعل؟
هل ما أريده مستحيل؟
وهل هذا حلال أم حرام؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد،
فإني أتعجب من هذه الأسئلة الكاشفة عن الانفتاح المخل المضيع للمبادئ والأخلاق السامية لدى المسلم الحقيقي، أسألُ عن الأبوين، ومسئوليتهما، فالرجل راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت بعلها (زوجها) وولده، أين المتابعة أين الإرشاد والتوجيه، أين التحذير من هذه القاذورات الملمات لخيبة الأمل والحزن والندامة.
وعلى كل حال هذا الذي في السؤال من العشق والغرام محرم وجريمة في حق السائلة وحبيبها المتلبس به الشيطان فألبسك لباسه، لباس الخزي والضياع بخزعبلات وتخيلات شيطانية.
أيتها السائلة! أوصيك بتقوى الله عز وجل والبعد عن النت والإيميل، فهو طريق الحب والعشق والغرام والفجور، فهذا سبيل الشيطان العدو لبني الإنسان، ومن تلبيساته قلب موازين الحق والباطل، فيصور الحق بصورة الباطل، والباطل بصورة الحق، وما ذاك إلا باستحواذه على سالك طريقه ومتبعه، فإن كنت تريدين العفة والطهارة والسعادة في الدنيا والآخرة فعليك بالوصية، وإلا فأنت وشأنك قال تعالى: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) [آل عمران : 28]، وقال: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) [السجدة : 18].