السؤال:
ما العلم الذي يجب على المسلم معرفته؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله – صلي الله عليه وسلم – وبعد، فإن العلم هو المعرفة؛ معرفة الإنسان لشيء لا يعلمه أو يجهله، هذا من حيث العموم.
والعلم قسمان:
الأول: الشرعي.
والثاني: التجريبي الدنيوي.
والقسم الأول هو الأصل عند المسلم، والثاني له تبع.
والسؤال الوارد عن العلم الشرعي، وهو قسمان:
– الأول : فرض عين.
– والثاني: فرض كفاية، قال الله تعالى: ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ [آل عمران : 18]، وقال: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر : 9]، وقال: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة : 122]، وقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل : 43]، وقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه : 114]، وفي صحيح مسلم الأربعة: “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة”، “ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه”، والأحاديث في الباب كثيرة، وباسم العلم بوب الأئمة أبوابًا.
ومعني أن العلم فرض هو علم ما لا يسع جهله، يعني يتعيَّن معرفته، ويدخل فيه كل من المسلمين المكلفين رجالًا ونساءً، شبابًا وشابات، ومن ذلك:
1- الاعتقاد: كأصول الإيمان الستة: وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكأصول الإسلام الخمسة: وهي شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا. ويتفرع عنها الآتي:
2- التعبد (عموم وخصوص).
3- التعامل (عموم وخصوص).
4- الأدب والأخلاق (عموم وخصوص).
وأحيل السائل إلى حديث عمر – رضي الله عنه – في صحيح مسلم والأربعة بحديث جبريل.
وأما الكفائي: هو ما يسع الإنسان جهله، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثموا جميعًا، ومقصوده التعمق في العلم لشرعي، ففي آل عمران: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران : 104]، وقال: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران : 110]، وسبق في التوبة (122).
والشاهد من هذا العرض المختصر – العلم قبل القول والعمل، وذلك على الأصلين الكتاب وصحيح السنة بفهم سلف الأمة، وفي ذلك تفاصيل ليس هذا مجالها، وأما عن حديث: “طلب العلم فريضة على كل مسلم” فهو حديث حسن لغيره، وليس فيه لفظ “ومسلمة”، وفقهه تفهمه مما ذكرت.