السؤال:
نحن مهندسون وطلاب في الهندسة، و نحتاج إلى تحميل العديد من الكتب العلمية، وغالبًا تكون هذه الكتب محفوظة الحقوق للنشر، ونحن نقوم برفعها على الإنترنت ليستفيد الجميع منها، فماذا نفعل؟
الجواب:
الحمد لله وبعد، فإن الأصل في حقوق التصنيف والنشر حفظها لأهلها، ولكل ذي حق حقه، وفي المقابل يجب إعانة طالب العلم، ولذا يجب مراعاة حاجة طالب العلم للمصنَّف سواء من مصنِّفه أو من ناشره، وذلك من وجهين:
1- أن يكون رحيمًا في تحديد السعر لقوله صلى الله عليه وسلم: “رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع….”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” ومفهومه: وأن يكره له ما يكره لنفسه.
2- أن يُميز بين طالب ميسور الحال وآخر معسر الحال، فيتعين عليه مساعدة المعسر، وفي المقابل يجب على الطالب الصدق في بيان حاله، لأن الجميع محرم عليهم أكل أموال الناس بالباطل، ومحرم عليه الغرر والضرر كذلك.
وهذا الذي أصلته غير قائم غالبًا.
وعليه فالمطلوب أولًا طلب الكتاب من مصدره، وإخبار الطالب بحاله إن كان معسرًا، فإن امتنع صاحب الحقوق عن إعانته، فله أن ينسخه من غير حرج، لأن الأصل إعانته لقوله صلى الله عليه وسلم: “من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل”، والأحاديث في الباب كثيرة، وبهذا لا يعكر عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ” لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه”، هذا إن كانت عند مسلم، وأما إن كانت عند كافر فكذا من حيث الأصل، والطالب ينسخ ما يريده فقط، وأما إشاعة المنسوخ على الملأ، فلا أرى ذلك يحل
والله أعلم.