السؤال:
من حوالي 20 سنه تقريبًا كان عندنا جار من عائلتنا، وكان رجلًا فقيرًا جدًا غير متزوج، ولا يمتلك إلا قطعتين صغيرتين من الأرض المباني وله أختان شقيقتان وأخ من أب، فأوصى هذا الرجل أبى بأن تعطى بعد موته قطعتا الأرض لأخواته البنات الأشقاء دون أخيه من أبيه؛ لأنه لا يبرهم ولا يسأل عنهم، بالإضافة إلى أن شقيقاته فقيرات وليس لهن أقارب، لكن جارنا هذا مات قبل كتابة الوصية، فأشار ناس من الأقارب على أبى أن يضع بصمة الميت على ورقة وصية يكتبونها حتى يستريح الميت في قبره، ففعل ذلك، وبعد حوالي 10 سنين توفى والدي.
فما الحكم في ذلك؟ وهل على أبى إثم أم لا؟ وإن كان عليه إثم فكيف أكفر عن أبى؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد،
فكان ينبغي لوالدك ألا ينفذ هذه الوصية الجائرة، لأنه “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إنما الطاعة في المعروف”، والمعروف أن يترك التركة لأحكام الشريعة، ومسألة البر وعدم البر منفكة ولها حكم آخر.
وكان لصاحب الوصية أن يسأل عن مشروعية تخصيص أحد الورثة بهبة أو عطية في حدود الثلث لشيء يراه كعاهة فيه أو مرض … الخ، مع تعليل لبقية الورثة وإخبارهم للم الشمل والألفة بين الأخوة والأسرة.
ومن جانب آخر فقد زوَّر والدك، وكأنه شهد شهادة زور، ومثله بطانته الذين أعانوه على ذلك، والدال على الشر كفاعله، ثم ألا تراه أنهم جهلة بأحكام الدين، لمّا قالوا: حتى يستريح الميت في قبره، كيف ذلك؟ وما السبيل إلى ذلك؟
على كل حال الواجب عليك إظهار الحقيقة تبرئة لذمة والدك، وليغضب من يغضب، وليخاصمك من يخاصمك فحق الله ورضا الله مقدم على أي حق مهما كان.
وأسأله أن يغفر له وأن يتجاوز عن سيئاته إنه الغفور الرحيم، وأسأله سبحانه الهداية إلى الحق والرشاد إنه نعم المولى ونعم النصير.