أنصار السنة .. وأنصار البدعة !

الحمد لله الذى لم يتخذ ولداً ، ولم يكن له شريك فى الملك ، ولم يكن له ولى من الذل ، والصلاة والسلام على رسوله الذى بلغ ما أنزل إليه من ربه ، وعلى آله وصحبه .. أما بعد .

فإننا لو سألنا وزيراً من الوزراء فى أى بلد إسلامى : هل أنت من أنصار السنة ؟ !! فإن الجواب الصحيح أن يقول : نعم أنا من أنصار السنة !! ولكن كثيراً من الناس يسبق لسانه عقله ! فلا يضع الحق فى نصابه .

إن كل مسلم على وجه الأرض ينبغى أن يكون من أنصار السنة لا من أنصار البدعة ! وأن ينصر الحق وليس الباطل . وقد أمرنا الله بذلك فى كتابه فى قوله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ” ( الصف /14 ) .

أقول هذا القول لأدفع به شبه المبطلين وفساد المفسدين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون !

وأريد أن أحدث القارئ الكريم حديثاً أرجو من الله وحده بره وذخره ، وأتمنى أن أساهم به فى إزالة اللبس وبيان الحقيقة .

إن خطة محكمة يتولى كبرها العلمانيون فى مصر للقضاء على الإسلام تحت ستار القضاء على الإرهاب !!

فمنهم من يطعن فى القرآن ! ومنهم من يحارب الحجاب والنقاب ! ومنهم من يشوه صورة اللحية ! ومنهم من يستهزئ بالدين وأحكامه ؟ وقد وصف الله عز وجل قوماً فى كتابه بأنهم يعلنون الإيمان فى قولهم ” وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ” ( النور : 47 ) .

ولكنهم لا يفعلون شيئاً سوى القول ! فلا امتثال ولا إذعان ولا احتكام بل هو الإعراض والتولى ! ” ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ” ( النور : 47 ) وأخطر شىء على الإسلام أن يحارب من داخله جهلاً أو قصداً ، فإن أعداء الإسلام الظاهرين من الكافرين والمشركين لا يخفى أمرهم على أحد ، وقد نبأنا الله من أخبارهم .

أما هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام ثم يكونون حرباً عليه فإنهم أخطر شىء على هذا الدين ، وأشد ضرراً عليه من أعدائه الظاهرين ! وقد حاول أسلافهم أن يفعلوا ذلك من قبل فلم يستطيعوا ، مع أنهم كانوا أشد منهم قوة ! وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ! حاول قاسم أمين أن ينزع عن المرأة المسلمة حجابها كما فعل إبليس مع آدم وحواء ! وكان يريد بذلك أن يخرج المرأة من الفضيلة إلى الرذيلة ، ولكن الله رد كيده فى نحره ، فلم تحرر المرأة المسلمة من عبوديتها لربها وخالقها بل عادت إليه عوداً حميداً وهى تردد مع غيرها من النساء المؤمنات ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ” ( الأحزاب : 59 ) .

* الحجاب فريضة محكمة وليس حرية شخصية ..

من المعلوم الواضح الذى لا يخفى أن الحجاب فريضة من الله على المرأة المسلمة فهو ليس حرية شخصية تخير المرأة بين لبسه وخلعه ، وإذا كان الحجاب كذلك فإنه يجب على كل مسئول أن يدعو إليه وأن يأمر به لا أن ينهى عنه ولا يُحاربه ! ويجب على المؤسسات التعليمية بصفة خاصة لأنها موضع القدوة أن تحرص عليه سواء للمدرسات أو الطالبات ، فلا يجوز أن نقول إنه حرية شخصية ولا أن نسوى بينه وبين الأزياء الأخرى التى هى من وحى الشيطان ولا نقول إنه موضة قديمة ، كما لا يجوز أن نقول إن ارتداء الحجاب للتلميذات الصغيرات بوادر تطرف كما قال بعض الصحفيين بجريدة الأهرام !! فإن هذا كله علامة على جهل قائله ! بل نقول إن الحجاب شرف لنسائنا ، وفريضة ربنا ، نأمر به وندعو إليه ونسمع لله ونطيع فى هذا وفى غيره !

* تشويه صورة الإسلام بالدعاوى الكاذبة !!

وأعجب ما تراه وتسمعه أن يؤتى بامرأة منتقبة وهى تتاجر فى المخدرات ! ، أو بلص أطلق لحيته ليسرق مستتراً بها ! ثم تتحدث وسائل الإعلام عنهما حديثاً طويلاً مشوهاً وتصول وتجول كأسد أدرك فريسته ! ولماذا النقاب ؟ ولماذا اللحية ؟ إذا ارتدت امرأة نقاباً ثم باعت المخدرات فإننا نحارب النقاب !! ونطارد المنتقبات ونشوه الصورة ! أى شريعة أمرت بهذا ؟

والجواب : شريعة العلمانية !

وإذا أطلق رجل لحيته ثم سرق فإننا نحارب اللحية وليس السرقة !! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” والذى نفسى بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ” ولم يقل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لمزقت نقابها وكشفت وجهها !!

إن الله قد أوجب علينا أن نقيم حد السرقة لا أن نكشف وجه المرأة ، وأوجب علينا أن نعاقب السارق بما شرع لا أن نحلق لحيته !!

وهذا كله مبنى على فرض صحة وثبوت هذه الوقائع ، وإن كان يغلب على الظن أنها من قبيل التمثيل الفنى الذى يراه الناس فى الأفلام خاصة بعد محاولة اغتيال وزير الإعلام !!

إن شريعة العلمانية تريد أن تفسد علينا شريعتنا ، وأن تشوه صورة إسلامنا ، ولا نستبعد أن يخرجوا علينا غداً بالجديد المنكر الذى لا نعرفه فيقولوا :

تم القبض على رجل يسرق فى المسجد وهو يصلى فنحن نمنع الصلاة أو نغلق المساجد كما فعلنا بالنقاب .

ويبقى سؤال مهم : إذا سرق رجل وهو يحج وقد أطلق لحيته ! فهل نمنع الحج خوفاً من السرقة ؟ أم نحلق لحيته ؟ أم نقطع يده ؟

إن شريعة العلمانية تقول : حد السرقة هو حلق اللحية !! وحد الاتجار فى المخدرات هو خلع النقاب !!

” فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ” .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .