السؤال:
يحتل بعض الشباب مواقف السيارات وكثيرًا من الشوارع الداخلية ويطالبون أصحاب المحلات والسيارات بدفع المال مقابل حراستها، واتخذوها مهنة، مع العلم أنه لم يكلفهم أحد بهذه الوظيفة، وليس هناك خطر على المحلات والسيارات لكن الناس يدفعون لهم اتقاءً لشرهم ولمنعهم من العمل في الجريمة
فما حكم هذا الأمر؟
علمًا أن من هؤلاء الشباب من يقف معنا في المسجد للصلاة.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله – صلي الله عليه وسلم – وبعد، فالإجابة عن هذا السؤال تتلخص في الآتي:
1- هذا تسول بطريقة حديثة وهذا مذموم شرعًا.
2- إن كان فاسقًا شريرًا وطلب مالًا فالمتعدى عليه بين حالتين:
الأولى: إن كان من ذوي الركن الشديد أو يملك دفعه، دَفَعَهُ ولم يعطه شيئًا، ونصحه بعمل محترم يحترم نفسه فيه.
الثانية: وإن كان ضعيفًا في نفسه وحاله، وخشي ضرره حسبما يراه، فله أن يدفع له شيئًا دفعًا لضرره، والإثم عليه، وما أخذه باطل وسحت، وليعلم أنه من شر الناس عند الله؛ لأنه ممن يُتقى شر فحشه.
3- وإن كان مسلمًا فلا يساعده على ذلك بحجة الحياء، أو من باب حل مشكلة اجتماعية… إلخ؛ لأن ذلك من باب التعاون على سوء الخلق وخوارم المروءة… إلخ ، وأنت قلت: أن هؤلاء اتخذوها مهنة، لما تسدله عليهم من رخاء عاجل وبدون معاناة ولا نصب.
4- يجب رفع الأمر إلى المسؤلين في البلاد لمنع هذا العبث وتفشيه لما يترتب على ذلك من حرج وضرر وأكل أموال الناس بالباطل.
5- أقول لهؤلاء اتقوا الله في دينكم وفي أنفسكم وفي مجتمعكم، وابحثوا عن عمل شريف محترم ولو براتب قليل، واعلموا أن المؤمن له أنَفَة وعزة في نفسه، فلا تَتَدَنوا بهذا الاحتيال على إخوانكم.