السؤال:
أنا شاب وطلبت العون من أحد الأصحاب لقضاء بعض الأمور، فلم يقضها لي.
فما حكم من استطاع أن ينفع أخاه المسلم ولم يفعل؟
وما حكم من لا يحب الخير للآخرين؟
الجواب:
الحمد لله وبعد، أخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل”.
والنفع له طريقان:
الأول: يتعين عليه إذا عظمت المصيبة، وتفحلت الأمور كحفظ نفس أو مال أو عرض …الخ، وتركه عمدًا إثم يستحق العقوبة من الله تعالى.
الثاني: مستحب وهو الأصل لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: “من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والأخرة”، وقوله: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” ..الخ.
والأصل أن يحب المسلم لأخيه المسلم ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وفي الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد…”، والحديث الآخر: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”.
الثاني: نظرة المسلم لأخيه المسلم لها طريقان:
1- نظرة حسد – وهو تمني زوال ما عند الغير – وحقد ..الخ وهذا محرم.
2- نظرة غبطة – وهو تمني ما عند الغير مع حبه له وبقاء ما عنده – وهذا لا حرج فيها.
ويجمعهما قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر أوصيك أن تنظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك.
وفقني الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.