الإيمان باليوم الآخر

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة و السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه ومن سار على سنته إلى يوم الدين، أما بعد:فإن الإيمان باليوم الآخر ركنٌ من أركان الإسلام، أحببت أن أُذكر نفسي وإخواني الكرام بأهميته، فأقول وبالله التوفيق:

 إن الله تعالى خلقَ الإنسان وقدَّرَ عليه أن يَمرَّ بأربعة مراحل من الحياة، وهي:

المرحلة الأولى: حياته وهو جنين:

 الجنين في بطن أمه كائن حي، يحس ويتحرك ويتألـم و ينمو ويمرض و يَصِحَّ حتى يقضى في رحم أمه المدة التي قدَّرها له الله تعالى. قال سبحانه: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون14:12)

 فهذه سبع أحوال ذكرها الله في هذه الآية لخلق الإنسان قبل نفخ الروح فيه . (جامع العلوم والحكم صـ59)

وبعد نفخ الروح ينمو حتى يخرج من رحم أمه طفلاً ضعيفاً كما نراه في حياتنا الدنيا. قال تعالى :(وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) (الحج:)

المرحلة الثانية : حياته في الدنيا :

 ينتقل الإنسان من ضيق الرحم إلي هذه الدنيا الفسيحة، فيحيا فيها حياة تختلف عن حياته في رحم أمه، فقد أصبح يتغذى من فمه ويبصر بعينه ويسمع بأذنيه ويبطش ويمشى علي رجليه وقد منحه الله عقلاً وآتاه علماً ليفكر في هذا الكون الفسيح ويعمره بما يخدم حياته في الدنيا والآخرة .

المرحلة الثالثة: حياته في البرزخ:

 إذا مات الإنسان انتقل من حياته الدنيوية إلي حياة برزخية في قبره تختلف عن حياته في الدنيا ولا يستطيع أحد من البشر أن يعرف حقيقة هذه الحياة إلا بما ثبت في القرآن الكريم وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهذه الحياة البرزخية في القبر لا ينكرها إلا جاحد بالقرآن والسنة، وهي أول منازل الآخرة.

 قال تعالى:(وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر:46)

 روى البخاريُّ عن ابن عباس قال:(مَرَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا) ( البخاري 218 )

المرحلة الرابعة حياته في الآخرة:

 بعد حياة الإنسان في البرزخ تقوم الساعة، ويبعث الله الناس من قبورهم فيحاسبهم علي أعمالهم. قال تعالي: (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيد .فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ .خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ .وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) ( هود 105 :108 )

*الإيمان باليوم الآخِر من أركان الإيمان :

 قال تعالي:(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (البقرة:4)، وقال سبحانه : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ( البقرة 177 )

، وقال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:136)

 وقال جل شأنه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ( المائدة 69 )

 وقال سبحانه: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ .أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (التوبة 18 :19 )

روي مسلمٌ عن عمر بن الخطاب ـ في حديث سؤال جبريل ـ حيث قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-:(فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ ) (مسلم حديث 1 )

* متى تقوم الساعة ؟

 لقد استأثر الله وحده بوقت قيام الساعة فلا يعلم ذلك الوقت ملك مقرب أو نبي مرسل. قال تعالي: (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الأعراف 187 ) وقال سبحانه: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (الزخرف: 66)

 وقال سبحانه: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ)

(محمد:18 )

 روي مسلمٌ عن عمر بن الخطاب ـ في حديث سؤال جبريل ـ قال: (فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ) ( مسلم حديث 1 )

*اقتراب يوم القيامة:

 لقد تحدث القرآن الكريم عن قرب قيام الساعة في كثير من آياته فقال تعالى: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل:1)، وقال جل شأنه: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) (الأنبياء : 1 ) وقال سبحانه: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر:1)

 وقال سبحانه: )قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً . أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ . فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ. قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً) ( الإسراء 50: 51 ) وقال سبحانه: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) (الأحزاب 63 )، وقال سبحانه عن اقتراب يوم القيامة: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً . وَنَرَاهُ قَرِيباً . يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ . وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ . وَلا يَسئلُ حَمِيمٌ حَمِيماً .يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ .وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ .وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ . وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ . كَلَّا إِنَّهَا لَظَى. نزَّاعَةً لِلشَّوَى . تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى.وَجَمَعَ فَأَوْعَى) (المعارج6 ــ 18)

*الحكمة من تقديم علامات الساعة :

 الحكمة من تقديم أشراط الساعة ودلالة الناس عليها تنبيه الناس من رقدتهم وحثهم علي الاحتياط لأنفسهم بالتوبة كي لا يتباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم فينبغي على الناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة، قد نظروا لأنفسهم وانقطعوا عن الدنيا واستعدوا للساعة الموعود بها .

*علامات اقتراب الساعة : إن لاقتراب يوم القيامة علامات صغرى وعلامات كبرى.

* علامات الساعة الصغرى :

 هذه العلامات الصغرى لقيام الساعة كثيرة، فمنها ما وقع فعلاً ومنها ما هو واقع الآن ومنها ما لم يقع . وهذه العلامات قد أخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من أحاديثه الشريفة وسوف نذكر طرفاً منها :

1) بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-: روى البخاريُّ عن سهل بن سعد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَوْ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى) (البخاري حديث6503 )

2) قتال اليهود والانتصار عليهم : روى البخاري عن أبي هريرة أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: (تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِئ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ) ( البخاري حديث 2925 )

3) موت النبي-صلى الله عليه وسلم- وفتح بيت المقدس وكثرة المال وفتنة عظيمة تدخل كل بيت وهدنة مع الروم: روى البخاري عن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ(كثرة الموت) يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ (داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة)، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ(الروم) فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً(راية) تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا) (البخاري حديث 3176 )

4) قلة العلم وكثرة النساء : روى البخاريُّ عن أنس أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ) ( البخاري حديث 81 )

5) اتباع المسلمين لليهود والنصارى : روى البخاريُّ عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ) ( البخاري 7319 )

6) إلقاء السلام علي المعارف : روى أحمد عن ابن مسعود أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ) (حديث حسن)(مسند أحمد جـ 6صـ 368ـ حديث 3848)

7) خروج نار عظيمة بالمدينة تضئ أعناق الإبل ببُصْري : روى الشيخان عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى) ( البخاري حديث 718 / مسلم 2902 )

وقعت هذه العلامة في المدينة عام 654 واستمرت خمسة أيام.

( فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ13 صـ85 ) (النهاية الفتن والملاحم لابن كثير جـ1 صـ 26 : 27 )

8) القتال بين فئتين عظيمتين من المسلمين دعوتهما واحدة : روى البخاريُّ عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ) ( البخاري حديث 7121 )

قال ابنُ حجر العسقلاني: المراد بالفئتين”عليٌ -رضى الله عنه- ومن معه “و” معاوية -رضى الله عنه- ومن معه ” ( فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ13 صـ92 )، وقد حدثت المقتلة في موقعة صفين. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ6 صـ713 )

9) انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب : روى مسلمٌ عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو) ( مسلم حديث 2894 )

10) ظهور الدجالون الذين يدٌعون النبوة:روى الشيخانِ عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ)

 (البخاري حديث 3609 / مسلم كتاب الفتن حديث 84)

11) انتشار المزارع والأنهار في الجزيرة العربية : روى مسلمٌ عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) ( مروجاً أي : رياضاً ومزارع ) ( مسلم ـ كتاب الزكاة حديث 60 )

12) ضياع الأمانة : روى البخاريُّ عن أبى هريرة أن أعرابياً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- متي الساعة ؟ فقال-صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ. قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا. قَالَ إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ) ( البخاري حديث ـ 59 )

13) التفاخر بزخرفة المساجد : روى أبو داودَ عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ) (حديث صحيح) (صحيح أبى داود للألباني حديث 432)

قال صاحب كتاب عون المعبود :

 قوله -صلى الله عليه وسلم-: “حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ “أي: يُتفاخر في شأنها أو بنائها، يعنى يتفاخر كل أحد بمسجده، ويقول مسجدي أرفع أو أزين أو أوسع أو أحسن رياء وسمعة اجتلاباً للمدح. (عون المعبود ج2 ص83 )

علامات الساعة الكبرى :

 روى مسلمٌ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: (اطَّلَعَ النَّبِيُّ-صلى الله عليه وسلم- عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ مَا تَذَاكَرُونَ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ) (مسلم جـ4 حديث 2901)

تتابع أشراط الساعة الكبرى :

 روى ابنُ حبان عن أبي هريرة أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (خروج الآيات بعضها على بعض يتتابعن كما تتابع الخرز) (حديث صحيح)(صحيح ابن حبان جـ2 رقم1882)

أسماء يوم القيامة :

 إن ليوم القيامة أسماء كثيرة منها: “يوم القيامة ـ يوم الحسرة ـ يوم الزلزلة ـ يوم الواقعة ـ يوم القارعة ـ يوم الغاشية ـ يوم الراجفة ـ يوم الحاقة ـ يوم الطامة ـ يوم الصاخة ـ يوم التلاق ـ يوم التناد ـ يوم الحشر ـ يوم النشور ـ يوم الجزاء ـ يوم الوعيد ـ يوم العرض ـ يوم الفصل ـ يوم الدين ـ يوم الآزفة ـ يوم الصاعقة ـ اليوم الموعود ـ يوم الفرار ـ يوم الحق ـ يوم الوزن ـ يوم القضاء ـ يوم الرادفة ـ يوم الجمع ـ يوم البعث ـ يوم القصاص ـ يوم اليقين ـ يوم الفزع الأكبر ـ يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ـ يوم يقوم الناس لرب العالمين ـ يوم ينفخ في الصور”

(النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير صـ191)

النفخ في الصور :

 هناك نفختان عظيمتان ينفخهما الملك الموكل بالنفخ في الصور وهو إسرافيل :

النفخة الأولى :يُصعق بها جميع الخلائق إلا ما شاء الله.

النفخة الثانية: يقوم بها الناس من قبورهم للحساب والعرض على الله. قال تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (الزمر:68)

وقال سبحانه: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم:48)

روى مسلمٌ عن سهل بن سعد أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ(بياض إلى حمرة) كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ (الدقيق)، لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ(ليس فيها سكن أو بناء ولا أثر) (مسلم حديث 2790)

قال عمرو بن ميمون : “أرض بيضاء لم يُسْفك عليها دم ولم يُعمل عليها خطيئة” (تفسير ابن كثير جـ2 صـ563 )

روي مسلمٌ عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ } فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ: عَلَى الصِّرَاطِ) ( مسلم 2791 )

*كيف يَحشر الله الناس ؟

 قال تعالي: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً) (مريم:86:85)

 روي الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّارُ تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا) ( البخاري حديث 6522/مسلم 2861)

 روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا(غير مختونين). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- يَا عَائِشَةُ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ) ( مسلم حديث 2859 )

الـمُدَّة بين النفختين: روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا قَالَ أَبَيْتُ قَالَ أَرْبَعُونَ شَهْرًا قَالَ أَبَيْتُ قَالَ أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ أَبَيْتُ) (البخاري حديث4814 /مسلم حديث2955)

صفة أرض المحشر :

 قال تعالى : (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً) (طـه 105:107 )

صفة ميزان الأعمال:

 قال تعالي: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47)، وقال سبحانه: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وَمَنْح خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ) (الأعراف8: 9)

الميزان له كِفّتان حقيقيتان:

 وذلك بدليل ما رواه أحمد والترمذي من حديث البطاقة عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أن رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- قال: (فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ) (حديث صحيح) (أحمد جـ2 صـ213)( صحيح الترمذي للألباني حديث 1970)

وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين .

وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .