السؤال:
ما حكم أن يخص الشخص يوم النصف من شعبان بالصيام عن غيره؟
الجواب:
أولا. الفضل الوارد في ليلة النصف لا في يومه.
ثانيا. الأصل في العبادة المنع إلا بدليل، و لم يرد في تخصيص يوم النصف لنفسه و لا ليلته عبادة معينة غير إخلاص التوحيد، و إزالة الشحناء.
هذه فوائد مجمعة من بعض إخواننا:
أقوال العلماء في ليلة النصف من شعبان:
قال القاضي أبو بكر ابن العربي في كتاب ( أحكام القرآن ) ج/4/117 : وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُعَوَّلُ عليه لا في فضلها ، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلفتوا إليها.
قال أبو شامة : « قال أهل التعديل والتجريح : ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح ». [الباعث على إنكار البدع والحوادث ص33].
وقال الشيخ علي محفوظ الأزهري : « ومن البدع الفاشية في الناس: احتفال المسلمين في المساجد بإحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والدعاء عقب صلاة المغرب يقرؤونه بأصوات مرتفعة بتلقين الإمام ؛ فإن إحياءها بذلك على الهيئة المعروفة لم يكن في عهد رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه – ولا في عهد الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين-“.
وقال أيضاً : “وجملة القول أن كل الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان دائر أمرها بين الوضع والضعف وعدم الصحة ». [الإبداع ص286، 287].*
وقال القرطبي – رحمه الله تعالى في تفسيره [ 16/ 128] : “وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُعَوَّل عليه ، لا في فضْلها ، ولا في نسخ الآجال فيها ، فلا تلْتَفتُوا إليها”.
وَقَالَ العَلَّامَةُ جَمَالُ الدِّينِ الْقَاسِمِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «قَالَ أَهْلُ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْرِيحِ : لَيْسَ فِي فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ حَدِيثٌ يَصِحُّ » [إصلاح المساجد (99) ].
وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله – : «فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزًا لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرها؛ لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس بنص الأحاديث عن رسول الله ﷺ ، فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي دَلَّ ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى، لا يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص ، ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها نبه النبي ﷺ على ذلك ، وحث الأمة على قيامها وفعل ذلك بنفسه..» اهـ من مجلة الجامعة الإسلامية عدد (26) ص (9).
وقال الشاطبي في تعداده لأوجه البدع: “ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته”[ الاعتصام (1/46)]).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز : « وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها ، وأما ما ورد في فضل الصلاة والقيام فيها ؛ فكله موضوع كما نبَّه على ذلك كثير من أهل العلم ». [التحذير من البدع ص11].
وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: “صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة ، لأنه لم يثبت مشروعيته. [مجموع الفتاوى (20-26)].
وبالجُملة : فإنَّ ما وَرَدَ في فضل ليلة النصف من شعبان لا يُحْتَج به ، ولا يُعتمد عليه ، ولا يحل الأخْذ به ، ولا العمل بمقتضاه ، لا في فضائل الأعمال ، ولا في غيرها.
والخير كل الخير في الاتباع ، والشر كل الشر في الإبتداع والله من وراء القصد
والله أعلم.