الرؤيا (4)

محمد جميل غازي

17- كلامه صلى الله عليه وسلم في الرؤيا:

* يقول صاحب فيض القدير (ج6 ص131): “وكذا يقال في كلامه في النوم فما وافق سنته فهو حق، وما لم يوافقها فخلل في سمع الرائي”.

* وقد سئل شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن رجل زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مر أمتي بصيام ثلاثة أيام، وأن يعيدوا بعدها ويخطبوا. فهل يجب الصوم أو يندب أو يجوز أم يحرم؟ وهل يكره أن يقول أحد للناس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم بصيام أيام لأنه كذب عليه ومستنده الرؤيا التي سمعها من غير رائيها أو منه؟ وهل يمتنع أن يتسمى إبليس باسم النبي صلى الله عليه وسلم ويقول للنائم إنه النبي عليه الصلاة والسلام أو يأمره بطاعة ليتوصل بذلك إلى معصية؟ كما يمتنع عليه التتشكل في صورته الشريفة أم لا؟ وبه تتميز الرؤيا له صلى الله عليه وسلم الصادقة من الكاذبة؟ وهل يثبت شيء من أحكام الشرع بالرؤيا في النوم؟ وهل المرئي ذاته صلى الله عليه وسلم أو روحه أو مثل ذلك؟

فأجاب:

– لا يجب على أحد الصوم ولا غيره من الأحكام بما ذكر ولا يندب، بل قد ينكر، أو يحرم، لكن إن غلب على الظن صدق الرؤيا فله العمل بما دلت عليه ما لم يكن فيه تغيير حكم شرعي، ولا يثبت بها شيء من الأحكام لعدم ضبط الرؤيا لا للشك في الرؤيا.

– ويحرم على الشخص أن يقول: أمركم النبي صلى الله عليه وسلم بكذا – فيما ذكر – بل يأتي بما يدل على مستند من الرؤيا، إذ لا يمتنع عقلاً أن يتسمى إبليس باسم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول للنائم: إنه النبي، ويأمره بالطاعة.

* والرؤيا الصادقة هي الخالصة من الأضغاث:

والأضغاث أنواع:

الأول: تلاعب الشيطان ليحزن الرائي كأن يرى أنه قطع رأسه.

الثاني: أن يرى أن بعض الأنبياء يأمره بمحرم أو محال.

الثالث: ما تتحدث به النفس في اليقظة تمنيًا فيراه كما هو في المنام.

وبعد: فهذه بعض التساؤلات، والإجابات حول ” الرؤيا ” أردت من إيرادها في هذا المقال إزالة بعض الغموض عن هذا الموضوع الخطير، حتى لا يستغله استغلالاً سيئًا بعض من لا علم عنده ولا فهم، فيعبث بالدين وبأحكامه!!

خاصة وأن أكثر الخرافات والبدع التي منيت بها هذه الأمة إنما جاءتها من هذا الطريق!

نسأل اللَّه أن يوفقنا لما فيه رضاه، ونعوذ بالله أن نذكر به وننساه.