روى الإمام أحمد في مسنده فقال حدثنا عفان أخبرنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس: ((أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن إليه، فأتاه فاحتصنه، فسكن، قال: ولو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة)). إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 6: 129 – 130 عن هذا الموضوع، وقال: ((وهذا الإسناد على شرط مسلم، ولم يروه إلا ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة وهو في ابن ماجه 1: 223 وحنين الجذع من المعجزات الكونية الثابتة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالتواتر القطعي، خلافًا لما يعتقده البعض من أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له معجزه إلا القرآن، وقال الحافظ ابن كثير في التاريخ 6: 125: ((باب حنين الجذع شوقًا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وشفقًا من فراقه وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة، بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن، وفرسان هذا الميدان، ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة، ثم ضم إلى الباب بما روى أبو حاتم الرازي عن عمرو بن سواد قال: ((قال لي الشافعي: ما أعطى الله نبيًا ما أعطى الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أعطى عيسى إحياء الموتى؟ فقال: أعطى محمدًا الجذع الذي كان يخطب على جنبه حتى هيء له المنبر، فلما هيء له المنبر حن حتى سمع صوته فهذا أكبر من ذلك)).
حديث البراء بن عازب في ذلك
قال الخباري: حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: ((كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا ورويت أو صدرت ركابنا)). تفرد به البخاري إسنادًا ومتنًا.