الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد:
فإن الفتن التي يعيشها مجتمعُنا – بل أمَّتنا – قد استحكمتْ وأحاطت بنا، والناس فيهم باحثون عن الحق يعيشون به وله، وهم على يقين بأن ما سواه ضلال.وفيهم متردِّدون بين الظن واليقين؛ [ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ] [الجاثية: 32]، وكثير منهم مُرجِفون، أتباع كل ناعق.
ومع كثرة الحوادث، واتِّساع دائرة العنف والعنف المضاد، بدأ الناس يتساءلون عن الفاعل، ونظرًا لغياب الشريعة؛ فإن الناس يبحثون عن الفاعل بأهوائهم!
من الفاعل؟!
إننا شعبٌ مسلم مسالم، تعلَّمْنا من ديننا أن الله يحب الرِّفق في كل أمر وشأن، لا نحب الفساد في الأرض ولا نسعى إليه، ومن صفاتنا التي وصَفَنا الله بها أننا: [ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ] [الفتح: 29].
فما الذي غيَّرنا، وجعل حياتنا صراعًا مريرًا، وأوقع بيننا العداوة والبغضاء؟!
لقد سألْنا كبارَ العلماء من الأزهر والأوقاف عن الفاعل الحقيقي، فكان جوابهم وسائل الإعلام، ونحن – أنصارَ السنة – نقرِّر ونكرِّر في وضوح وجلاء أن الذي أفسد هذا المجتمعَ، ودمَّر أخلاقه، ونشر الإرهاب فيه: وسائلُ التعليم ووسائل الإعلام!
وعلى كل قارئ أن ينظر في كتب أبنائه المدرسية نظرةً فاحصة، وسوف يكتشف – بغير عناء – جملة من الحقائق المؤلمة:
الحقيقة الأولى: أن وظيفة وزارة التعليم هي إفساد أخلاق أبنائنا، وإخراجُ جيل ضائع لا يعرف دينه و لا ربَّه!
الحقيقة الثانية: أن كتب وزارة التعليم تطعن في الأنبياء بأسلوبٍ يفوق ما جاء في مسلسل (العائلة) في رمضان!
ولا يمكنك أن تقرأ هذه العبارة في كتاب اللغة الإنجليزية للثانوية العامة: “لا أعتقد أن محمدًا كان جادًّا في العمل على حل المشكلة؛ فإنه لم يكن مخلصًا أبدًا”! وكان بإمكان المؤلف أن يستخدم أسماءً أخرى؛ مثل: جون وبطرس، وجرجس ونيكسون! وفي كتاب اللغة الفرنسية للصف الثالث الإعدادي صورة عارية تمامًا لرجل، وقد ذكروا أنها صورة آدم – عليه السلام!
والحقيقة الثالثة: أن كتب التعليم تحثُّ أبناءنا على الذَّهاب إلى السينما، ومعرفة أسماء المغنين والمغنيات، والراقصين والراقصات، ويمكن لأولياء الأمور أن يتابعوا ذلك من خلال الكتب ونماذج الامتحانات.
الحقيقة الرابعة: يلتزم الأبناء من خلال المقررات الدراسية بدراسة عددٍ وافر من القصص الجنسية الفاضحة، وهم في سن المراهقة، بدلاً من دراسة قصص الصحابة والصالحين؛ لماذا؟!
الحقيقة الخامسة – وهي تعتصر لها القلوب ألمًا -: أن هذه المناهج الدراسية هي مصدر الانحراف والتطرف! كيف ذلك؟
وبيان ذلك أن الأبناء يكتسبون ثقافتَهم، ويبْنون أخلاقهم من عدة مصادر: البيت – المدرسة – المسجد – الشارع، فما يبنيه المسجد تهدمه المدرسة، وما يصلحه البيت يفسده الشارع!
وينشأ الأبناء في صراع مدمِّرٍ وهم يرَون ذلك التناقضَ الصارخ في المجتمع، حتى إذا اشتدت الأزمة النفسية عندهم، وبلغت القلوبُ الحناجر، بدؤوا يبحثون لأنفسهم عن مهرب ومفر، وعندها ينقسم الجيل الواحد إلى طرائقَ ومذاهب، وأفكارٍ وتوجهات، ثم يقال لهم: أيها الشباب، لماذا انحرفتم وضللتم؟! ويتعجب العقلاء من هذا السؤال، ويقولون: كيف نلوم أبناءنا ولا نلوم أنفسنا على أمرٍ نحن الذين صنعناه؟!
ويعود السؤال ليطرح نفسه: مَن المسؤول عن الضياع، وفساد الأخلاق، وانحراف الأبناء؟
إنها وسائل التعليم ووسائل الإعلام، وبعبارة أخرى: إنها أقلام وأفلام؛ أقلامٌ تهدم العقيدة وتجتالنا عن ديننا، وتفسد الأخلاق وتخرب الفضيلة، وأفلامٌ تفعل ذلك ومثلَه معه!
وإذا كنا قد نبَّهنا في هذه الكلمات على خطر وسائل التعليم ومناهج التدريس بوزارة التعليم، فإننا على موعد قادم – إن شاء الله – للحديث عن وسائل الأعلام، التي سعتْ في الأرض فسادًا والله لا يحب الفساد، وعملتْ – وما زالت – على استفزاز الرأي العام وإثارته لو استطاعت ضد الدين وعلمائه من جانب، وضد الحكومة ورجال السلطة من جانب آخر.
ومن حق القارئ علينا أن يعرف الحقيقة؛ ولذلك فإننا نسوق هنا نصوصًا للتأمل والتدبر.
وعلى أولياء الأمور – بصفة خاصة – أن يقارنوا بينها وبين مناهج التعليم عندنا؛ حتى يتبين لهم الأهداف الحقيقية من تطوير التعليم في مصر.
وإليك النصوصَ (اقرأ – تدبر- احذر- انصح غيرك) من أقوال اليهود:
1- سوف ندمِّر الحياة الأسرية بين الأمميين (غير اليهود) ونفسد أهميتها التربوية.
2- إن أمنيتنا هي تنظيم جماعة من الناس يكونون أحرارًا جنسيًّا، نريد أن نخلق الناس الذين لا يخجلون من أعضائهم التناسلية!
وفي سنة 1779م عُقد أول اجتماع للمجلس التأسيسي للولايات المتحدة الأمريكية بعد استقلالها برئاسة (بنيامين فرانكلين)، والذي ألقى خطابًا قال فيه: “إن هؤلاء اليهود يدخلون البلاد بصفة دخلاء مساكين، وما يلبثون أن يمسكوا بزمام مقدَّراتها، ثم يتعالوا على أهلها ويَحرِموهم من خيرات بلادهم!
أيها السادة:
اطردوا هذه الطغامةَ الفاجرة من بلادنا قبل فوات الأوان؛ ضمانًا لمصلحة الأمَّة وأجيالها القادمة، وإلا فإنكم سترَوْن بعد قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون، وستجدون أنهم قد سيطروا على الدولة والأمة، ودمَّروا ما بنيناه بدمائنا، وثِقُوا أنهم لن يرحموا أحفادنا، بل سيجعلونهم عبيدًا في خدمتهم، بينما هم يقبعون خلف مكاتبهم، يتندرون بسرور بالغٍ بغبائنا، ويَسْخرون من جهلنا وغرورنا.
أيها السادة:
ثقوا أنكم إذا لم تتخذوا هذا القرار فورًا، فإن الأجيال الأمريكية القادمة ستلاحقكم بلعناتها، وهي تئنُّ تحت أقدام اليهود”!
هل التطابق بين ما يحدث في مجتمعنا وهذه النصوص هو محض اتفاق (مصادفة)؟ أم هو مكر الليل والنهار؟!
سؤال يدرك جوابه الكرام القارئون، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.