هذه عقيدتنا وهذا منهجنا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا المبعوث رحمة للعالمين . أيها القارئ الكريم . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد .

مع بداية مرحلة جديدة من مراحل الدعوة إلى الله عز وجل ألتقى بك على صفحات مجلتك ” التوحيد ” وهى تأخذ طريقها وتمضى قدماً بفضل الله ورحمته .

وفى بداية هذا اللقاء أستأذن الكرام القارئين فى أن أضع لنفسى ولإخوانى الخطوط العريضة التى ينبغى لكل مسلم يبحث عن سعادة ونجاة الآخرين أن يستمسك بها .

فأقول مستعيناً بالله وحده :

ديننا يقوم على دعائم ثلاثة عقيدة صحيحة عبادة مشروعة أخلاق فاضلة. وكل واحدة من هذه الثلاث بحاجة إلى بيان:

فالعقيدة الصحيحة : هى عقيدة السلف الصالح . والسلف الصالح هم : الصحابة الكرام ومن تباعهم بإحسان .

والعبادة المشروعة : هى العبادة التى قام عليها دليل من الكتاب والسنة ولم تكن مبتدعة .

والأخلاق الفاضلة : هى كل خلق فاضل دعت إليه الشريعة وجثت عليه وأمرت به .

وهذه المسائل ليست من أمور الثقافة العامة بل هى أسباب النجاة والطريق الموصل إلى الله .

فأما عقيدتنا فهذا بيانها :

1) الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره .

2) من الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه فى كتابه ، وبما وصفه به رسوله – صلى الله عليه وسلم -من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، بل نؤمن بأن الله ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ، ولا ننفى عن الله ما وصف به نفسه ، ولا نشبهه بأحد من خلقه .

3) القرآن كلام الله منزل من عنده غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.

4) من الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، والبعث بعد الموت، والحوض والميزان والصراط والجنة والنار.

5) الإيمان قول وعمل . يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .

6) لا نحكم بالكفر على مسلم إذا ارتكب معصية ولو كبيرة . بل نقول إنه مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته . ومن تاب تاب الله عليه ومن مات بغير توبة – مسلماً – فهو فى مشيئة الله : إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .

7) نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ونمسك عما شجر من الخلاف بينهم ونؤمن بأن لهم من الفضائل والأعمال الصالحة ما يوجب مغفرة ما صدر منهم . وكل من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على ذلك فهو أفضل من كل تابعى جاء بعده .

8) تصدق بكرامات الأولياء وما يجرى على أيديهم من خوارق العادات ، والولى هو كل  مؤمن تقى . ونحذر من أولياء الشيطان الذين تجرى على أيديهم الخوارق الشيطانية وهم متبعون لغير سبيل المؤمنين.

9) نتمسك بالسنة ونعلمها لعامة المسلمين ونحارب البدعة ونبينها حتى يحذرها المسلمون.

10) لا نشهد لأحد بالجنة ولا نحكم على أحد بأنه من أهل النار إلا ما أخبرت به النصوص الشرعية من الشهادة بالجنة أو القطع بالنار.

11) نرجو للمحسن من المسلمين حسن الخاتمة ونخاف على المسىء منهم سوء الخاتمة .

12) الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان . فالجنة دار أوليائه ، والنار عقاب لأعدائه .

13) الاستعانة بالأموات ونداؤهم والاستعانة بهم شرك بالله . وكذا الأحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله .

14) أفضل هذه الأمة – بعد نبيها – أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على رضى الله عنهم أجمعين.

15) نبىَّ واحد أفضل من جميع الأولياء .

16) الإيمان بجميع الكتب المنزلة من عند الله، والقرآن الكريم أفضلها وهو ناسخ لما قبله ومهيمن عليه. وكل كتاب قبل القرآن فقد وقع فيه تحريف وتبديل وأما القرآن فقد حفظه الله لفظاً ومعنى ؛  قال تعالى :  ” ِإنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ” .

17) لا يعلم الغيب إلا الله وحده وهو سبحانه يطلع بعض رسله على شئ من الغيب. لقوله تعالى : ” عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ” .

18) الذهاب إلى الكهان والعرافين والدجالين كبيرة من الكبائر. واعتقاد صدقهم كفر بالله عزوجل .

19) لا يجوز لنا أن نتفرق فى الدين ولا نسعى فى الفتنة بين المسلمين . ويجب رد ما اختلفنا فيه إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة .

* وأما منهجنا فى الدعوة إلى الله ، فهو موضوع لقائنا القادم إن شاء الله .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .