السؤال:
أمي إنسانية طيبة القلب جدًا، وهذا يدفع بعض الناس إلى ظلمها واستغلال طيبتها في أذيتها، ولي أخت من أبي تعامل أمي بجفاء، وقبل أيام أوقعت أمي في مشكلة مع أبي، فدخلت أمي في حالة من البكاء وكادت أن تترك البيت، ثم قطعت أختي الكلام معنا، فلا تكلمنا ولا نكلمها، وقد مر على ذلك أكثر من ثلاثة أيام
فماذا نفعل معها، وكادت أن تخرب بيتنا؟
علمًا بأن أختي هذه مصلية وقائمة وتتابع المحاضرات العلمية
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على المصطفى سيدنا محمد بن عبد الله، وبعد: فإني أوصيك بوصية لأختك من أبيك، المصلية القوامة كما قُـلتِ. قال الله تعالي:” إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ….”، وفي الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه”، وفي صحيح قوله صلي الله عليه وسلم: “إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقًا”، وقوله: “الكلمة الطيبة صدقة”، ولتعلم أختكِ أن برها لزوجة أبيها من جنس برها لأبيها، فإن أساءت لزوجة أبيها فقد أساءت لأبيها وهكذا.
ونفس الكلام يقال لأمكِ أيضًا، فإن لكل ذي حق حقه، هذا أولاً.
وثانيا: لابد من المواجهة وتصفية الأمور ومعرفة المخطئ لخطئه، ثم المسامحة، وذلك لعدم تكرار الخطأ، ومنعاً للهجر المحظور بدون بيّنة.
وأما المخاصمة والمقاطعة هكذا والاستمرار فيها بدون معرفة المخطئ من عدمه، فهذا لا يجوز، وقد يظن كل طرف أن الحق معه، والخطأ مع غيره.
ويجب على والدكِ عقد مجلس بين الطرفين وتصفية الأمور وإعطاء كل ذي حق حقه سواء لزوجته أو ابنته، لقول النبي صلي الله عليه وسلم في حديث ابن عمر الصحيح: “ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته،… والرجل راع علي أهل بيته وهو مسئول عنهم…”.
حفظني الله وإياكم من شر شياطين الجن والأنس.