النذور والنيات

السؤال:

أعمل في منطقة تبعد عن بلدتي مسافة 230 كم ذهابًا، وكنتُ أذهب وآتي في الشهر ستة عشر مرة ذهابًا وإيابًا، وأتعب كثيرًا في السفر، وأشعر بالوحدة عندما أكون بمفردي في العمل، وأرتكب بعض الذنوب، وحاولت الانتقال إلى مكان أقرب لبلدتي ولكن دون جدوى، فقلت إذا وفقني الله وانتقلت من تلك المنطقة إلى مكان بلدتي سأخرج مبلغًا من راتبي كل شهر، ونسيت ذلك، والآن لا أذكر هل كان ذلك مني نذرًا أم مجرد نية وتأتيني الوساوس كثيرًا بأنني بذلك أتهرب من الوفاء، مع العلم أنني لست من النوع البخيل
ويوجد بنفسي كثير من الوساوس منها الوضوء والصلاة وغيرها
فماذا أفعل؟

الجواب:

الحمد لله وبعد،
فإنك أكثرت من مشكلتك وتكلفت فيها بسبب الوساوس التي تشكو منها، فأسأل الله أن يعافيك منها، وأنصح بمراجعة طبيب مسلم ثقة مختص في الأمراض النفسية، لمساعدتك في حل مشكلة الوساوس، وأنصحك بكثرة ذكر الله، وأذكار الصباح والمساء والدعاء بالليل والناس نيام، والمحافظة على أداء الصلوات في جماعة، وسبل الطاعة، ومصاحبة الأخيار الصالحين
وأما عن محل السؤال: فهذا نذر معلق على انتقالك من عملك غير المرغوب فيه، ولا يتحقق الوفاء به إلا إذا تم الانتقال المرغوب فيه، ويلزمك الوفاء به إلا عند العجز فهو في الذمة.
وأما عن القدر المحدد خروجه من مرتبك أكل شهر أم مرة واحدة، فهذا يرجع إلى نيتك فأنت الحكم بغلبة الظن، وغلبة الظن تغني عن اليقين عند تعذره وتعسره، فأيهما غلب على ظنك فالزمه
وفقك الله.