السؤال:
المرأة إذا غضب زوجها وحاولتْ أن تصالحه بكل السبل ولكنه لم يرضَ وظلَّ غاضبًا منها عدة أيام دون سبب يستوجب الغضب إلا أنها اخطأت في أمر أمرها به بسبب ضعف النفس أو كسلا أو التباس الأمر عليها أو فهمها خطأ أو غير ذلك دون تعمد أن تعصى أمره فهل عليها ذنب؟
وهل للرجل أن يأمر زوجته بكل ما يحب أن يأمر به، وإذا أخطأت أو زلّت في طاعة أوامره، يعاقبها بالهجر أو الغضب الشديد الذي يسبب الهموم والحزن؟
أليست المرأة بشرًا تصيب وتخطئ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فالإجابة عن هذا السؤال من وجهين:
الأول: الزوج مأمور بتقوى الله في زوجته، والإحسان إليها، ومعاملتها معاملة حسنة، وليحذر مخالفة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيها، ومثله يقال للمرأة، وليعلم الزوج والزوجة أنهما من البشر، وكل بني آدم خطاء، وإذا أخطأ الزوج في حق زوجته سارع بالاعتذار والاعتراف بخطئه، وكذلك المرأة، وهذا يقوي علاقة المودة والرحمة بينهما، فليتق الله الزوج في زوجته، والزوجة في زوجها، ولكل ذي حق حقه وتسوية الأمور سريعًا وعاجلًا تمنع تدخل الشيطان الجنّي والإنسي لمزيد من الشقاق والبعد.
الوجه الثاني: أن الزوجة ليست أمَة يبيعها الزوج ويشتريها يسبها ويشتمها، يأمرها وينهاها، دون عَرضه على الميزان الشرعي (الكتاب والسنة)، أمخالف هذا أم موافق.
والحياة الزوجية ليست كحياة الوحوش في الغابة، ومن الأفهام المتدنية عند كثير من الأزواج أنه ظن بنفسه أسدًا ضاريًا على زوجة معدومة الهوية لا حول لها ولا قوة، فهذا عطن في الأفهام وقد نسوا أو تناسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمرو رضي الله عنهما وفيه جملة من المبادئ أو الأسس، وفيه: “… فإن لكل ذي حق حقه” وهو صحيح، (أعطِ كل ذي حق حقه) وفي حديث عمرو بن الأحوص رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “واستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم” وهذا حديث حسن.
وفي حديث جابر عند مسلم: “… اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكتاب الله”.
وفي الكتاب: ﴿وعاشروهن بالمعروف﴾، وفي قوله: ﴿ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف﴾
هذا هو الميزان لنري أنفسنا أنقيم شرع الله وزنًا أم لا؟
أسأل الله أن يهديكما إلى الحق والرشاد، وأن يصرف عنكما شياطين الجن والأنس إنه على ذلك قدير فنعم المولى ونعم النصير.