السؤال:
أنا شاب كنت أقوم بالنصب والاحتيال على الناس للحصول على المال، وذلك بادعائي أني معالج روحاني أعالج كل الأمراض، والحقيقة أنني لا أفقه أي شي في الروحانيات، فكان يأتيني زبائن أحيانًا يطلبون أمرًا مباحًا، كعلاج مرض نفسي أو روحي وكنت أخدعهم بأن علاجاتي كلها في القرآن وحسب الشريعة الإسلامية، وأحيانًا يأتيني أشخاص يطلبون مني أمورًا محرمة كجلب الحبيب لممارسة البغاء أو التفريق بين زوجين، وكنت أيضا أخدعهم وأدَّعي كذبًا بأني أستطيع الجلب والتفريق، وبعد أن جمعت مبلغًا من هذا العمل المحرم المشين، سُرق مني كله
وأنا الآن قد تبت إلى الله، وتركت هذا العمل، وندمت على ما فعلت، وليست توبتي بسبب سرقة المال والله
فهل ينبغي عليَّ أن أعيد المال الذي نصبتُ به على الناس على الرغم من أنه قد سُرق؟
علمًا أنه ليس باستطاعتي جمع أموال من أجل إعادتها ولا أستطيع الوصول للناس الذين نصبت عليهم.
الجواب:
الحمد لله وبعد، فإن عملك هذا قد جمع بين محرمات عدة منها:
1- الغش.
2- أكل أموال الناس بالباطل.
3- التعاون على الإثم والعدوان.
والتوبة من الذنب تستلزم الإقلاع عنه، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، وهذا بين العبد وربه، ومن مستلزماتها فيما بين العبد والعبد إضافة إلى ما سبق رد المظالم إلى أهلها.
وهذا الشرط فيه مسائل وتفريعات فقهية ليس هذا مجالها.
والمطلوب منك فيما يتعلق بسؤالك رد ما أخذته إن علمته، وإن لم تعلمه فتصدق بحقه عندك، وإن لم تعرفهم لكثرتهم، فأنت مدين بما أخذته بغلبة ظنك وفي ذمتك، وإن كنت فقيرًا فتجوز لك الزكاة لسد دينك هذا، وإن علمت أحدًا من أهل المال والفضل والإحسان، فاطلب منه تبرئتك من ديونك بشرط ألا يترتب على ذلك مفسدة ظاهرة في حقك
وأخشى أن تكون ملتحيًا فهذه مشكلة أخرى يترتب عليها الكثير من الفتن والمفاسد لإخوانك المحترمين من أهل الفضل والحق والتدين بالقول والعمل.
أسأل الله الهداية للجميع.