الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، الذي أرسله ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.،أما بعد،فإن سُنة نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-، لها منزلة عظيمة في الإسلام، ولا يستطيع مسلم أن يستغني عنها، ولكن أعداء الإسلام دائماً لنا بالمرصاد، يريدون أن يشككوا أمتنا الإسلامية في ثوابتها كمن يطعنون في الصحابة وفي سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- وفي وقتنا الحاضر ظهرت فرقة من الناس، يسمون أنفسهم بالقرآنيين، والقرآن منهم براء، يَدعون تمسكهم بما جاء في القرآن الكريم فقط، وينكرون العمل بسنة نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم- بحجة أن السنة قد دخلها أحاديث ضعيفة وموضوعة، ويعتقدون ـ حسب زعمهم ـ أن السنة بها أحاديث يعارض بعضها بعضاً، من أجل ذلك،أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام بمنزلة السنة في الإسلام، فأقول وبالله التوفيق:
أهمية الرسالة الخاتمة:
لمَّا أراد الله أن يختم رسالته إلى أهل الأرض اصطفى محمداً-صلى الله عليه وسلم- ليكون رسولاً إلى الجن والإنس كافة، فلما بلغ سن الأربعين أنزل الله عليه الكتاب الخاتم الذي ليس بعده كتاب ألا وهو القرآن الكريم، وهو الكتاب المهيمن على جميع الكتب التي قبله. قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) (المائدة: 48) إن الله قد تولى بنفسه حفظ هذه الرسالة الخاتمة.
قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
ثم عهد الله إلى رسوله بيان ما جاء مجملاً في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل: 44) وشهد الله تعالى له أن بيانه هذا من الوحي الشريف.
قال تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى . وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم 1 : 5)
اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصية ربانية:
قال سبحانه: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) وقال جل شأنه: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (النور:51)، وقال سبحانه: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقال جل شأنه أيضاً: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36)
وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (الحشر: 7)
وقال سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
السنة هي الحكمة:
ذَكَرَ اللهُ في كتابه العزيز الحكمة في العديد من آيات الذكر الحكيم مقرونة بالقرآن الكريم، والذي لا شك فيه أن المراد بالحكمة في هذه الآيات الكريمات، والسنة النبوية الشريفة، قال الله تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) (البقرة: 129)
قال الإمام الشافعي: في قوله تعالى: (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) ذكر الله الكتاب وهو القرآن، وذكر الحكمة فسمعت من أرضاه من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- . (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة للسيوطي صـ7)
حفظ الصحابة لسنة النبي-صلى الله عليه وسلم- :
كان الصحابة يحرصون على مذاكرة السنة فرادى أو مجتمعين مع اليقظة وشدة التحري وبَذْلِ الوُسْعِ في إصابة النص الذي ورد عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، عملاً بتوجيهه الكريم-صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه الترمذي عن ابن مسعود أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: “نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ. (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني 2140)
قال أنس بن مالك: كنا نكون عند النبي-صلى الله عليه وسلم-، وربما كنا نحواً من ستين إنساناً فيحدثنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ثم يقوم فنتراجعه بيننا هذا، وهذا وهذا، فنقوم وكأنما قد زرع في قلوبنا (الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي جـ2 صـ 264)
أبو هريرة: كان أبو هريرة يجزئ الليل ثلاثاً، ويجعلُ منه جزءاً لتذكر أحاديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- (سنن الدارمي264)
كان ابن عباس وزيد بن أرقم يتذاكران السنة. (مسند أحمد جـ4 صـ274)
الرحلة في طلب السُّنة:
قام كثيرٌ من العلماء بالرحلة من أجل طلب حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنهم:
1) أبو أيوب الأنصاري: يخرج من المدينة إلى مصر قاصداً عقبة ابن عامر ليسأله عن حديث واحد (مسند أحمد جـ4 صـ159)
2) بسر بن عبيد الله الحضرمي: قال كنت لأركب إلى مصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه (سنن الدارمي563)
3) أبو العالية: قال كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم. (سنن الدارمي564)
4) سعيد بن المسيب: قال كنت أسافر مسيرة الأيام والليالي في الحديث الواحد . (الجامع لأخلاق الراوي جـ2 صـ339)
5) البخاري: قال البخاري: دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين وإلى البصرة أربع مرات وأقمت بالحجاز ستة أعوام ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدثين. (مقدمة البخاري لابن حجر العسقلاني 502)
6) مسلم بن الحجاج: ذهب لسماع الحديث إلى مكة والكوفة والمدينة ومصر. (مقدمة صحيح ابن خزيمة جـ1 صـ8: 9)
7) ابن خزيمة: بدأ رحلته في طلب الحديث وهو في السابعة عشر من عمره، فسمع من علماء كثيرين في نيسابور ومَرْو والرَّي وذهب إلى الشام والجزيرة ومصر وواسط وبغداد والبصرة والكوفة وسمع من البخاري ومسلم. (مقدمة صحيح ابن خزيمة جـ1 صـ8: 9)
السنة ضرورية لفهم القرآن:
يجب على مسلم أن يعلم أنه لا يمكن الاستغناء عن سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وذلك لأنها ضرورية، لفهم ما جاء مجملاً في القرآن الكريم، وســوف نذكر أمثلة للأحكام التي جاءت مجملة في القرآن وبينتها السنة المطهرة.
أولاً: الصلاة: إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، جاء ذكرها في القرآن الكريم:
فكيف تكون إقامتها؟ السنة النبوية وحدها هي التي تجيب على هذا السؤال، فقد بينت السنة عدد الصلوات وكيفية إقامتها وشروطها وأركانها.
ثانياً: الزكاة: جاءت مقترنة بالصلاة ومجملة في آيات كثيرة مثل قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وقال تعالى:(وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) فقامت السُّنَّة ببيان هذا الإجمال فوضحت مقدار الزكاة وشروطها ومصارفها وكذلك زكاة الفطر في نهاية رمضان.
ثالثاً: الصوم: جاء الصوم بنوع من التفصيل في القرآن كما هو واضح في سورة البقرة وكانت هناك أسئلة لم تجيب عليها آيات القرآن الكريم مثل: ما حُكْمُ من أكل أو شرب ناسياً؟ وما حُكْمُ من جامع امرأته في نهار رمضان؟
رابعاً: الحج: فرض الله الحج على الناس, وبين بعض تفصيلاته في القرآن ثم جاءت السنة فبينت باقي الأحكام التي لم تَرِدْ في القرآن كما في حديث حجة الوداع من رواية جابر في صحيح مسلم.
خامساً : البيوع : تحدث القرآن عن البيع والتجارة قال تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) (البقرة: 275) ومع هذا جاءت السنة فوضحت أنواعاً من البيوع المنهي عنها ومنها:
1ـ بيع المسلم على بيع أخيه. 2ـ بيع النجش. 3ـ بيع الملامسة.
4ـ بيع تلقي الركبان.5ـ بيع حاضر لباد. 6ـ وبيع الشاة المصراة.
فكل البيوع المشتملة على الغرر والجهالة محرمة بالسنة.
سادساً: الحدود: يقول الله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38)، وهذا كلام مجمل يحتاج إلى بيان
فمثلاً : نريد أن نعرف ما هو المقدار الذي إذا أخذه السارق تقطع يديه؟ وما هو حد اليد؟ هل هو من المنكب؟ هل هو من المرفق؟ هل هو من مفصل اليد؟
ـ فنقولُ أن السنة وحدها هي التي أجابت على هذه الأسئلة فبينت أنه لا قطع إلا في ربع دينار (مائة وخمسون جنيها تقريباً) فصاعداً وأن القطع يكون من مفصل الكف.
سابعاً: الأطعمة: قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ) (المائدة:3) جاءت السنة القولية فبينت أن ميتة الجراد والسمك حلال وكذلك الكبد والطحال من الدم حلال .
روى البيهقي عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:”أُحلت لنا ميتتان ودمان: أما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان: فالكبد والطحال” (حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني حديث 210)
قال تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) (الأنعام 145)
وجاءت السنة النبوية فحرمت أشياء لم تُذكر في هذه الآية :
روى مسلمٌ عن ابن عباس قال:” نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ” (مسلم حديث 1934)
روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ فَأَكْلُهُ حَرَامٌ” (مسلم 1933)
روى الشيخان عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر منادياُ فنادى1 في الناس: “إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ. (البخاري حديث 5528/ مسلم حديث 1940)
ثامناُ: اللباس والزينة:
قال تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (لأعراف:32)
جاءت السنة المطهرة فبينت أن من الزينة ما هو محرم على الرجال مثل: الذهب والحرير.
روى النسائيُّ عن علي بن أبي طالب: “أن النبي-صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي. ( حديث صحيح)(صحيح النسائي للألباني جـ3 صـ376)
روى النسائيُّ عن أبي موسى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أُحِلَّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِإِنَاثِ أُمَّتِي وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا” (حديث صحيح) (صحيح النسائي للألباني جـ3 صـ376: 377)
آيات لا يمكن فهمها فهماً صحيحاً إلا بالسُّنة:
1) قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82)
روى البخاريُّ عن ابن مسعود-رضى الله عنه- قال:” لما نزلت(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ)، قال: ليس كما تقولون: (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) بشرك، أَوَلم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). (البخاري حديث 3360)
2) قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (النساء: 101)
فظاهر هذه الآية يقتضي أن قصر الصلاة في السفر مشروط له الخوف ولذا سأل الصحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك .
روى مسلم عن يعلى بن أمية قال:”قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا } فَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ فَقَالَ عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ” (مسلم حديث 686)
أعداء السنة:
أعداء السنة هم : أهل البدع والضلالات،كالخوارج والجهمية والمعتزلة والشيعة ومن يسمون أنفسهم بالقرآنيين وغيرهم كثير ممن ذكرهم أهل العلم في كتبهم.