” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ” .
إن الله قد أضاء لنا الدنيا بشمس مشرقة وجعل لنا الأبصار للنهتدى . وهو سبحانه أنزل القرآن وبعث خير الأنام فكان النور المنبعث من القرآن ورسالته أصفى وأنقى وأهدى وأجدى من ضوء الشمس فى رابعة النهار .
فأصبح دين الإسلام خيراً لكل الخلق من الماء والهواء والغذاء والدواء . به تدخل السعادة على القلوب وعلى البيوت وعلى الأسواق والأعمال وعلى الأمم والشعوب . فإذا دخل الإسلام إلى أمة أسعدها ، وإلى بيت أسعده وإلى قلب أسعده . ولا سعادة بغير الإسلام . ” فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” .
لذا كان لابد من البيان الكافى لكل أوامر الإسلام عقيدة وعبادة وسلوكاً وتعاملاً وأن نُرجع كل أمر وقع الخلاف به لله وللرسول ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ” ؟
فلابد من الدعة إلى الله وأن تتضافر الجهود وألا تتضارب وأن يكون نور القرآن وهداية الإسلام هى التى تظل هذه الدعوة وذلك الحوار ، وليتق الله سبحانه كل من يريد إسكات الأصوات الهادية إلى الله بالقرآن فذلك هو الذى يؤدى إلى العمل فى الظلام حيث لا يستبين الحاطب الحية من الحطبة .
كيف ونحن فى بلد مسلم وأمة مسلمة يؤذن لكل من أراد الاستهزاء بدين الله أن يقول ما أراد وأن يكتب ما يشاء ويصورها حرية فكر وهو يحاور نفسه وشيطانه ولا يسمح بالحوار الحقيقى ويلقى التهم ويخلط ويخبط . والويل والثبور لكل من أراد التوضيح أو حاول البيان ، فأفسدوا على الناس ما فتحته أمتهم من حوار حقيقى فأصبح حواراً وهمياً .
الأقلام التى تنشر لها الصحف كلها وإن اختلفت مشاربها قد خلت من مدافع عن دين الله إلا من رحم ربى يستوى عنده الوثنى فى كفره مع المسلم فى توحيده لا يفرق بين الخارجى والمجىء ولا بين الرافضى والناصب يستوى عنده الاستدلال بما فى البخارى مع الاستدلال بما فى الأغانى وبين ما جاء فى القرآن وما جاء فى المستطرف .
وحتى صارت الأضحوكات عندهم حقائق مثل أن تطبيق الشريعة يوقع الظلم بغير المسلمين أو أن حرية المرأة تضيع إذا علمنا بالإسلام ، والعنف مرفوض تماماً ولكن هل يتولد العنف فى النور أم فى الظلام ؟ الإرهاب رذيلة دائماً ولكن هل يواجه بالإرهاب أم بالبيان ؟ لذا فإن الجماعة تدعو كل أصحاب الأقلام والمتصدين لوسائل الإعلام :
أولاً : أن نتقى الله فى أقلامنا وقرائنا وأن نوقن أننا سنقف غداً بين يدى الله ليس معنا نصير ولا لنا معاون أو ظهير : فيسألنا عن الهداية التى قدمناها والإضلال الذى أحدثناه فإن تلبيس الحق على الناس وإلقاء التهم على الأبرياء ووصم جماعات الدعوة بسمة الخوارج ظلم خاصة وأنهم تتلمذوا على أيدى المستشرقين والمستغربين وشربوا من المدارس التى تسمى العلماء رجال دين وذلك أمر غريب عن الإسلام .
ثانياً : إذا تملكت منبراً أو كتبت صفحة فليكن قلمك ولسانك منضبطاً بضوابط الشريعة أى ما كان عليه أهل السنة والجماعة من أهل القرون الفاضلة فإن اتباعهم فريضة على كل مسلم .
ثالثاً : العناية بالتوعية العامة للمسلمين صغيراً وكبيراً حتى لا تصبح أصول الإسلام خافية سواء كانت عقيدة وعبادة أو معاملة وسلوكاً .
رابعاً : حماية الشوارع والطرقات من كل الرذائل فى الملصقات والإعلانات فضلاً عن المسالك الفاضحات .
خامساً : ما دامت الحكومة تريد حواراً حقيقياً فليس من حق وسائل الإعلام ولا أصحاب الأقلام أن يديروه حواراً وهمياً يفترضون فيه السؤال ويجيبون عليه .
سادساً : وسائل الإعلام ضمير الأمة النابض وصورتها فى الداخل والخارج وكل من خرج من مصر يصدمه أن يرى الناس ينظرون إلى أهل مصر جميعهم من منظار الأقلام التى يشاهدون والأقلام التى يقرأون فأين السواد الأعظم الذى لا يمثل فيهم هؤلاء واحد فى الألف .
سابعاً : إذا كان هناك من سعى لوضع قانون للإرهاب حماية للمجتمع فإنه من الأكثر إلحاحاً أن يوضع قانون يحمى على الناس دينهم من المستهزئين به والعابثين بمقدساتة .
ثامناً : إن الإسلام قوى لأنه دين الله ، والله هو الذى ينصره إذا قعد عنه كل المدافعين ولا يحمى علينا أرضنا وعرضنا غير الإسلام وكل ما نشكوه من مظاهر عجز فى الإنتاج أو سوء فى الخدمات أو تفكك للأسر أو عنف وإرهاب إنما سببه انصرافنا عن الإسلام تعلماً وعملاً ومحاولتنا زوراً وبهتاناً إظهار إسلام تتميع فيه قضايا الإيمان وأركانه وشعائر الإسلام وتعاليمه ويستوى فيه الراكع الساجد مع السكير العربيد .
تاسعاً : سعادة المجتمع واستقراره غاية كل مؤمن ولا تكون إلا بتربية نظيفة أى على القرآن والسنة بفهم سلف الأمة مسايرة لكل تطور مسابقة لكل جديد لأن الشريعة الغراء كافية لكل ذلك .
عاشراً : لا نقول : ( الإسلام صالح لكل زمان ومكان ) فالعبارة قاصرة حيث يظن البعض أنه صالح وغيره كذلك صالح بل أصلح . لكن نقول : ( بالإسلام يصلح فساد كل زمان ومكان) لأن تطبيق غيره ينتج الفساد حتماً ولا يزول الفساد إلا بالإسلام فقط ومن ظن غير ذلك فهو واهم .
حادى عشر : الشيوعية قد تهاوت والرأس مالية تتزنح وكذلك كل المناهج الفكرية البشرية ولا بقاء إلا للإسلام لأن الله مالك الملوك ومالك الملك لم يعتزل ملكه لحظة ولن يتركه طرفة عين فكل دقة قلب فبالله وكل لفظة لسان فبقدره ولا يقع فى كونه إلا ما أراد والله لا يحاربه فى ملكه إلا مهزوم فى الدنيا معذب فى القبر هالك فى النار .
نسأل الله السلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر .