أحب الأعمال إلي الله: الجهاد في سبيل الله (1)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألتُ رسول الله – صلي الله عليه وسلم – : أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : الصلاة على وقتها ، قلت : ثم أي ؟ قال : بر الوالدين، قلت : ثم أي ؟ قال جهاد في سبيل الله .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ….

فالجهاد : هو بذل الجهد واستنفاد الطاقة في سبيل حصول مقصود ولما كان الخلق والشرع من الله سبحانه كما قال سبحانه : ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) كانت مشروعية الجهاد في الإسلام حتى يعمل الخلق بأمر الله سبحانه ، ولما كان صراع الشيطان منذ خلق آدم مستمر مع آدم وبنيه بالإغراء والإغواء شرع الجهاد لقطع سبل الشيطان على الخلق وجمعهم على شرع الله ودينه فالجهاد مطلوب في كل حين للشيطان ولما يترتب على وساوسه وحيله المتصلة والمؤمن مطالب بجهاد الشيطان والنفس والكافرين والمنافقين والبغاة والفاسقين وأصحاب البدع .

أقسام الجهاد ومراتبه :

للجهاد أقسام ذكرها ابن القيم في زاد المعاد نذكرها هنا بتصرف :

المرتبة الأولى : مجاهدة الشيطان بدفع ما يلقى من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان وهي من العبد استعاذة بالله واستقامة على شرعه ومن العلماء بيان العقيدة وتصحيحها .

المرتبة الثانية : مجاهدة الشهوات : وهي بالصبر على التزام الحلال واجتناب الحرام واليقين في وعد الله للمؤمنين الطائعين ووعيده للعصاة المذنبين .

المرتبة الثالثة : جهاد النفس في طلب العلم وتحمل مشاقه فالعلم بالتعلم ومن لم يصبر على ذل التعلم صغيرًا عاش ذل الجهل طويلاً .

المرتبة الرابعة : جهاد النفس في مداومة العمل بذلك العلم حتى لا تقع في الغضب أو الضلال ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ).

المرتبة الخامسة : جهاد الدعوة إلى الله وتعليم الخلق : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .

المرتبة السادسة : الصبر على مشاق الدعوة إلى الله والبقاء مع القائمين عليها في كل حين ومكان ( وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .

المرتبة السابعة : جهاد الكفار والمنافقين بالقلب بغضًا لحالهم مع اعتزال الجوارح لهم .

المرتبة الثامنة : جهاد الكفار والمنافقين باللسان دعوة إلى الله وبيانًا لسبيله وإزالة للحجج وقطعًا للشكوك وهذه المرتبة تسبق القتال للكافرين ولكنها تستمر مع المنافقين .

المرتبة التاسعة : الجهاد بالمال وهو بذله في مصارفه من صور الجهاد .

المرتبة العاشرة : الجهاد بالنفس وهي حصيلة الإيمان وبرهان اليقين وهو المسمى بالجهاد إذا أطلقت الكلمة ولم تقيد وهذه المرتبة ألزم مراتب جهاد الكافرين خاصة .

أما البغاة وأصحاب البدع وأهل الفسق والفجور فجهادهم له ثلاث مراتب :

الأولى : باليد حال القدرة بغير وقوع مضرة أكبر .

الثانية : باللسان حال العجز عن اليد .

الثالثة : بالقلب وذلك أضعف الإيمان .

يقول ابن القيم بعد عرض هذه المراتب – فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد – (ومن مات ولم يغز ولم يحدِّث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ) .

والجهاد أعلى مراتب الإسلام لقوله – صلي الله عليه وسلم – : (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) .

وحكم الجهاد أنه فرض (بالنفس والمال) أو أحدهما وهو على الكفاية إذا قام به من المسلمين من يكفيهم ويتعين في ثلاثة مواضع :

الأول : إذا التقى الزحف وحضرت المعركة لقوله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ) وقال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ(15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ) .

الثاني : إذا دعا إمام المسلمين للنفير العام .

الثالث : إذا هاجم الكفار المسلمين في ديارهم . قال تعالى : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سميت المجاهدة سبيلاً إلى الله تعالى لأن من يسلكها ويتوصل بها إلى الله ليتمكن من إظهار عبادته تعالى ونشر الدعوة إلى دينه وتوحيده والدفاع عن الحق وأهله ، فالقتال دفاع في سبيل الله لإزالة الضرر العام وهو منع الحق وتأييد الشرك وذلك بردع الذين يفتنون الناس عن دينهم وينكثون بعهدهم . وليس الجهاد طلبًا لحظ النفس ولا لأهواء البدن وشهواته ولا لحب سفك الدماء وإزهاق الأرواح ولا لأجل الطمع والكسب والمال .

لذا فإن النبي – صلي الله عليه وسلم – سُئل : الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياءً أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله . (متفق عليه) .

والجهاد في سبيل الله له ضوابط شرعية دقيقة فهو إنما يكون في أهل القتال ولقد بين القرطبي ذلك في تفسير قوله تعالى :  ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) .

القتال لا يكون في النساء ولا في الصبيان ومن أشبههم ، كالرُّهبان والزَّمْنَى والشيوخ والأجَرَاء فلا يُقتلون . وبهذا أوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان حين أرسله إلى الشام ، إلا أن يكون لهؤلاء إذاية ، أخرجه مالك وغيره .

وللعلماء فيهم صُوَر ست :

الأولى : النساء إن قاتلن قُتِلْن ، قال سُحْنون : في حالة المقاتلة وبعدها ، لعموم قوله : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) ، ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) [ البقرة :191] . وللمرأة آثار عظيمة في القتال ، منها الإمداد بالأموال ، ومنها التحريض على القتال ، وقد يخرجن ناشرات شعورهن نادبات مثيرات معيِّرات بالفرار ، وذلك يبيح قتلهن ؛غير أنهن إذا حصلن في الأسر فالاسترقاق أنفع لسرعة إسلامهن ورجوعهن عن أديانهن ، وتعذّر فرارهن إلى أوطانهن بخلاف الرجال .

الثانية : الصبيان فلا يُقتلون للنّهي الثابت عن قتل الذرّية ، ولأنه لا تكليف عليهم ، فإن قاتل الصبيُّ  قُتل .

الثالثة : الرُّهبان لا يُقتلون ولا يُسترقّون ، بل يُترك لهم ما يعيشون به من أموالهم ، وهذا إذا انفردوا عن أهل الكفر ، لقول أبي بكر ليزيد : (وستَجِد أقوامًا زعموا أنه حَبَسوا أنفسهم لله ، فذرهم وما زعموا أنه حَبَسُوا أنفسهم له ) فإن كانوا مع الكفار في الكنائس قُتلوا . ولو ترّهبت المرأة فروى أشهب أنها لا تُهاج . وقال سُحْنون : لا يغيّر الترهَّب حكمها . قال القاضي أبو بكر بن العربي : (والصحيح عندي رواية أشهب ، لأنها داخلةٌ تحت قوله : (فذرهم وما حَبَسُوا أنفسهم له ) .

الرابعة : الزَّمنى . قال سُحْنون : يُقتلون . وقال ابن حبيب : لا يُقتلون . والصحيح أن تُعتبر أحوالهم ؛ فإن كانت فيهم إذاية قُتلوا ، وإلا تُركوا وما هم بسبيله من الزَّمانة وصاروا مالا على حالهم وحشوة .

الخامسة : الشيوخ . قال مالك في كتاب محمد : لا يُقتلون . والذي عليه جمهور الفقهاء : إن كان شيخًا كبيرًا هَرمًا لا يُطيق القتال ، ولا يُنتفع به في رأي ولا مدافعة فإنه لا يُقتل , وبه قال مالك وأبو حنيفة . وللشافعي قولان : أحدهما : مثل قول الجماعة . والثاني : يُقتل هو والراهب . والصحيح الأول لقول أبي بكر ليزيد ، ولا مخالف له فثبت أنه إجماع . وأيضًا فإنه ممن لا يُقاتل ولا يعين العدوّ فلا يجوز قتله كالمرأة . وأمّا إن كان ممن تخشى مضرّته بالحرب أو الرأي أو المال فهذا إذا أُسر يكون الإمام فيه مخيرًا بين خمسة أشياء : القتل أو المنّ أو الفداء أو الاستْرقاق أو عقْد الذمة على أداء الجزية .

السادسة : الُعسفاء ، وهم الأُجراء والفلاحون ، فقال مالك في كتاب محمد : لا يُقتلون . وقال الشافعي : يُقتل الفلاحون والأجراء والشيوخ الكبار إلا أن يُسلموا أو يؤدّوا الجِزْية . والأول أصحّ ، لقوله عليه السلام في حديث رَبّاح بن الربيع (الحقْ بخالد بن الوليد فلا يقتلنَّ ذرّية ولا عَسيفًا) وقال عمر بن الخطاب : اتقوا الله في الذرية والفلاحين الذين لا يَنْصبون لكم الحرب . وكان عمر بن عبد العزيز لا يَقتل حرّاثًا ، ذكره ابن المنذر .ا هـ .

ولقد ذكر رب العزة الجهاد في كتابه الكريم ودعا إليه ورغب فيه بما يحرك النفس المؤمنة فتتحمل مشاقه وتقوم بأعبائه من ذلك ما جاء في قوله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) .

وقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْءَانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .

وقد حث النبي – صلي الله عليه وسلم – على الجهاد والأحاديث غير منحصرة في ذلك منها حديث أبي هريرة في الصحيحين : قيل يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال : (لا تستطيعونه) . فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا كل ذلك يقول : (لا تستطيعونه) ثم قال : (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا قيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ) .

وفي رواية البخاري : (أن رجلاً قال يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد ؟ قال : (لا أجده ) ثم قال : (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر) فقال ومن يستطيع ذلك ؟ .

وعن سلمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يقول : (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه . وإن مات فيه جرى على عمله الذي كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن الفتّان) .

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن : رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال : (كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر) .

ولمن أراد المزيد من الحديث في الجهاد فعليه بكتاب رياض الصالحين باب الجهاد في سبيل الله ، والمسلم المجاهد في سبيل الله ينتصر على عدوه بنصر الله تعالى وهو مطالب بجمع العدة وحشد العدد إلا أنها ليست هي سبب النصر فالله سبحانه يقول : ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ) .

يقول القرطبي في تفسيره : الآية تحريض على القتال واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه قلت : (القائل القرطبي) هكذا يجب علينا أن نفعل ، لكن الأعمال القبيحة والنيات الفاسدة منعت من ذلك حتى ينكسر العدد الكبير منا قُدام اليسير من العدو كما شاهدناه غير مرة ، وذلك بما كسبت أيدينا .

وفي البخاري : وقال أبو الدرداء : إنما تقاتلون بأعمالكم . وفي المسند ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) . فالأعمال فاسدة والضعفاء مهملون والصبر قليل والاعتماد ضعيف والتقوى زائلة . قال الله تعالى : ( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ ) وقال : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا ) . وقال : ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون ) . وقال : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ) وقال : ( إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) فهذه أسباب النصر وشروطه وهي معدومة عندنا غير موجودة فينا فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحل بنا . بل لم يبق من الإسلام إلا ذكره ، ولا من الدين إلا رسمه لظهور الفساد ولكثرة الطغيان وقلة الرشاد حتى استولى العدو شرقًا وغربًا وبحرًا وعمت الفتن وعظمت المحن ولا عاصم إلا من رحم . (انتهى من تفسير القرطبي) فتأمل كأن الشيخ رحمه الله يكتب لنا ويترجم عن حالنا .

فالجهاد في سبيل الله هو الدين وتركه ترك للدين والرجوع إليه رجوع للدين فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال : (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) .

ونحن كلامنا على الجهاد أماني . ومن أغراهم الشيطان حرفوا معنى الجهاد إلى قتال الفتنة ونشطوا فيها كأنها عندهم هي دين الله حتى صار الأمر بالجهاد عندهم سفك دماء المسلمين وإدخال الرعب في قلوب الآمنين .

فكلمة الجهاد واقعة بين أماني المترفين وسفه الجاهلين وقال القرطبي : شأن الأمم المتنعمة المائلة إلى الدعة تتمنى الحرب أوقات الأنفة فإذا حضرت الحرب كعت وانقادت لطبعها . وعن هذا المعنى نهى النبي – صلي الله عليه وسلم – بقوله : (لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا ) انتهي .