إنهم يكيدون كيداً .. وأكيد كيدًا

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى .. وبعد .

فإن الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله فى كونه وخلقه ! وعاقبة هذا الصراع قد أخبرنا الله بها فى مثل قوله : ” إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ” وقوله :” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” وقوله : ” ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا ” .

وإن لهذا الدين رباً يحميه! وينصره ، وهو سبحانه قادرٌ على أن يبعث على أعداء دينه جميعاً عذاباً من فوقهم ومن تحت أرجلهم وأن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ! بل هو قادرٌ على أن لا يجعل على الأرض من الكافرين والمنافقين دياراً !! وما ذلك على الله بعزيز . ولأننا واثقون من ذلك كله مؤمنون به فنحن على يقين من نصر الله وإن طال الليل وأحاطت بنا الفتن ” إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ” فإذا خطر على قلب مسلم هذا السؤال: متى نصر الله؟ فإنه يردد قول الحق : ” أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ” !! وقد تعلمنا من كتاب الله ” إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ” .

* وليس عجيباً أن يحارب الإسلام من أعدائه !

فإن الهجمة الشرسة التى تقودها أمريكا – رائدة التنصير فى العالم – ومعها أوربا ضد الإسلام هى امتداد للحروب الصليبية ! والحروب الصليبية امتداد لعداوة الفرس والروم !! وهم ” يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ” وحقيقتهم : ” قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ” !!

فقد حذر نيكسون من الإسلام القادم ونصح بضرورة التعجيل بالقضاء عليه ! وعمل بنصيحته أعداء الإسلام فى الشرق والغرب !!

وصرح رئيس يوغسلافيا السابقة ( الصرب والجبل الأسود حالياً ) بأنه لا أحد يقبل بوجود الإسلام فى أوربا !! وأن مهمته الأولى هى منع إقامة دولة إسلامية فى أوربا !!! وأخذ يضرب المسلمين بوحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ! ولكنهم ” كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ” .

وما أشبه الليلة بالبارحة ! لقد جمعت قريش من كل قبيلة رجلاً للقضاء على الإسلام بقتل النبى الكريم -صلى الله عليه وسلم- !

واليوم جمع أعداء الإسلام من كل دولة جيشاً للقضاء عليه !

هل تعرف دولة غير مسلمة لا تحارب الإسلام ؟!!

حتى الذين لا يحاربونه بالسيف فإنهم يعملون جاهدين على تدمير أخلاق المسلمين واقتصادهم!

ولسائل أن يسأل : إذا كان هذا هو حال أعدائنا معنا ، وهو ليس بغريب ولا عجيب ! فما هو موقف المسلمين من الإسلام فى ديار الإسلام ؟! .

والجواب : أن الأحداث الأخيرة فى مجتمعنا ، والفتن التى تعرض لها بلدنا تمخض عنها ثلاثة أقسام متباينة يختلف كل منها عن الآخر :

* القسم الأول : العلماء والدعاة إلى الله على بصيرة ومن ورائهم جمهور المسلمين الذين يجتهدون فى تعلم أحكام دينهم وتطبيقها فى واقع حياتهم . وهؤلاء هم السواد الأعظم من المجتمع والحمد لله فمن أراد النجاة بنفسه والعصمة من الفتن فليلحق بركب العلماء ، ولا يطلب العلم إلا من مصدره الصحيح .

وينبغى على كل مسلم أن يعلم أنه مسئول أمام الله عن دينه : تعلماً .. وفهماً .. وتطبيقاً .. ودعوة إليه .

* القسم الثانى : قلة منحرفة تهاجم الإسلام تحت ستار مهاجمة الإرهاب ! وهذه القلة تتمثل فى الماسونية المصرية !! ويقودها فى مصر .. ؟ و .. ؟ و ..

والعلمانية المصرية وروادها هم .. ؟ و .. ؟ و ..

إن الخطر كل الخطر والبلاء كل البلاء فى هؤلاء الذين يتسترون بالقومية ويلتحفون بالإنتماء لمصر المسلمة !! وهم فى حقيقة أمرهم يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ! إنهم الماسونية المصرية !! التى هى امتداد ونتاج الماسونية العالمية !! إنهم يعيشون بيننا وهدفهم تخريب هذا المجتمع من داخله !! إنهم يتكلمون بألسنتنا ، ولكنهم يهدمون صرح اللغة بدعوتهم إلى العامية ! إن أجسادهم تنتمى لمصر ، ولكن عقولهم وأرواحهم وولاءهم لأعداء هذا البلد الذين يريدون به كيداً !!

إن أهدافهم لا تخفى علينا بعد أن رأيناها واقعاً فى حياتنا ! إن الحكومة والشعب يجب أن يقفا فى خندق واحد للدفاع عن الإسلام الذى تريد هذه الماسونية الحاقدة أن تخرجه من ديارنا وأن تبعده عن واقعنا .

إن هذه العصابة تعمل جاهدة فى تحريض الحكومة على الشعب ، وتحرض الشعب على حكومته ولا تدخر وسعاً فى سبيل ذلك ! فعندما تقوم الحكومة بإعلان الحرب على الإرهاب .

تعلن الماسونية الحرب على الإسلام ! ولأنهم ينظرون إلى الإسلام بعيون نيكسون فهم يرون الفرصة الآن سانحة كما نصحهم نيكسون للقضاء على الإسلام !! ونحن نضحك من ضلالهم لأنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يقضوا على الإسلام فلن يستطيعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً !!

وهذه نماذج من الهجوم على الإسلام فى وسائل الإعلام تبين الجهود التى تبذلها الماسونية لحرب الإسلام والمسلمين :

* الاستهزاء المتكرر بالحجاب والنقاب واللحية والعلماء. وقد وصلت هذه الجرأة منتهاها عندما نشرت روزاليوسف أن المتبرجة ترتكب معصية واحدة والمنقبة ترتكب معصيتين !! وهذا القول كفر من قائله !!

* الهجوم على السنة والاستهزاء بها !! وهذا يحدث يومياً فى وسائل الإعلام وبخاصة من الماسونى المعروف المدعو مصطفى حسين بجريدة الأخبار !!

* الاستهزاء بالعلماء وتشويه صورتهم كما فى بعض الأفلام التى تعرض الآن وفيها رجل عالم أزهرى يعمل إمام مسجد ويقع فى قصة حب مع امرأة ويقصد الماسونيون بذلك تشويه صورة العلماء حتى تنعدم ثقة الناس فيهم وينفضوا من حولهم .

* طبع الكتب التى تهاجم الدين وتشكك فيه وتطعن فى الأنبياء ! وتنكر الألوهية كما فعلت الهيئة المصرية للكتاب فى طبعها لكتابى ” آية جيم ” و ” بهاء الجسد واكتمالات الدائرة ” و.. وكذلك المجلات المتخصصة فى تدمير أخلاق المسلمين وعقيدتهم مثل ” فصول ” و ” إبداع ” و ” روزاليوسف ” و .. إلخ .

* القسم الثالث : يعيشون من أجل الدنيا ، ويؤمنون بالآخرة !! يصدقون كل ما يسمعون ! وكل ما يقرءون ! وما لا يقرءون ! يستوى عندهم الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء مع الفتوى التى تصدر عن بعض الفنانين !!

قد يقرأ حديثاً رواه البخارى ثم يقرأ كلاماً يخالفه فى آخر ساعة ، فيتحير أو يقدم الثانى على الأول !!

يتابع باهتمام غلاء الأسعار ولا يشغله مصيره إلى جنة أم نار !! يغادر على دنياه إن ضاع منها شىء ولا يغار على دينه وإن انتهكت محارمه !

قد حق فيه قول القائل

أبُنىّ إنّ من الرجال بهيمةًً

فى صورة الرجل السميع المبصر !

فطنٌ بكل مصيبة فى ماله

وإذا أصيب بدينــه لم يَشعــر

إن هذا البلد المسلم يحتاج إلى جهود المخلصين لا جهود المنافقين. إنهم يكيدون كيداً، ويمكرون مكراً، والله من ورائهم محيط. ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .