تغيير المنكر بالقوة

السؤال:

زوجي مهتم جدًا بالدعوة إلى الله، وعندما نركب المواصلات مع سائق مشغل للأغاني، يبدأ زوجي بالحديث معه بأسلوب طيب ثم ينقلب الأمر إلى مشاجرة، وأحيانًا يقف الركاب في صف السائق ضد زوجي
فهل ما يفعله زوجي صحيح؟

الجواب:

الحمد لله وبعد، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب وجوبًا كفائيًا، والضابط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل : 125]، وفي صحيح قوله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان” وبينهما قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص:56].
وعليه فالعنف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجوز، لأجل ذلك فرق علماؤنا رحمهم الله بين إنكار المنكر باليد لمن يكون، وباللسان والقلب لمن يكون، جمعًا بين النصوص الواردة في الباب وجلب المصالح ودرء المفاسد، ولو  أن زوجك أحسن إلى السائق بشريط كاسيت يحمل خطبة وعْظيّة أو قرآنا لكان حسنًا، ولو أنه تلطف وأحسن كلامه ودعوته لكان حسنًا، وما حدث من زوجك خطأ منه.