السؤال:
أخي الأكبر مصاب بالإيدز ونحن نخفي مرضه على الناس من باب الستر عليه، ولكنه أخيرًا تعرف على فتاة وأقام معها علاقة وواعدها بالزواج وأخفى عليها حقيقة مرضه، وهي الآن تنتظر منه أن يخطبها فهل عليَّ وعلى أمي وأبي إثم إن سترنا عليه ولم نخبر أحدًا بمرضه؟
مع العلم أننا لن نوافق على زواجه أبدًا.
الجواب:
الحمد لله وبعد:
أولًا: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” فكما تحبوه لولدكم أحبوه لغيره وكما تكرهوا له تكرهوا لغيره.
ثانيا: الإصابة بالإيدز؛ الإصابة بالإيدز لها طريقان:
الأول: بطريق الزنا.
الثاني: بطريق نقل الدم وهو مرض فتاك معد يجب معالجته إن وُجد
ثالثا: يحرم على ولدكم الزواج وهو مصاب بهذا المرض، ويحرم عليكم حرمة بالغة إخفاء مرضه إن سوّل الشيطان له ولكم الزواج.
وأحيطكم بما يتفرع عن ذلك من مسائل فقهية منها:
1- أنه إن تزوج بفتاة محترمة عفيفة فقد تعمد إصابتها بهذا المرض – مرض الموت البطيء فيأخذ حكم مَن قتل نفسا عمدًا قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة : 32]، وقال: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء : 93]، وقال: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة : 33]
2- للزوجة ووليها أخذ ما فرضتم لها كاملًا بعد فسخ العقد وغير ذلك مما لا يحب المسلم العادل مع نفسه وغيره أن يدخل فيه.