المقدمة
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين, وأتم علينا نعمته, ورضي لنا الإسلام ديناً, والصلاة والسلام على نبينا محمد, الذي أرسله الله هادياً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً, أما بعد: فإن الإسلام قد شرع حقوقاً للمسلم على أخيه, ينبغي على كل مسلم معرفتها. وقد تناولت الحديث في هذه الرسالة عن إفشاء السلام والرد عليه, وعيادة المريض, واتباع الجنازة, ونصيحة المسلم لأخيه, وإجابة الدعوة, ثم ختمت الرسالة بالحديث عن تشميت العاطس.أسألُ الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا العمل خالصاًَ لوجهه الكريم وأن ينفع به طلاب العلم.وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رَبِّ العالمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
صلاح نجيب الدق
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الشيخانِ أَبي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلاَمِ, وَعِيَادَةُ المَرِيضِ, وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ, وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ, وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ. (البخاري حديث: 1240/مسلم حديث: 2162)
وفي رواية لمسلمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» وزاد فيها «وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ.» (مسلم ـ كتاب السلام ـ حديث:5)
سوف نتحدث عن حقوق المسلم على أخيه المسلم.
أولاً:إفشاء السلام:
إفشاء السلام: يعني إذاعته ونشره بين الناس.
معنى السَّلام:
قال الإمام النووي(رحمه الله): السَّلَام: هُوَ اِسْم اللَّه تَعَالَى, فَقَوْلُ: السَّلَامُ عَلَيْك أَيْ اِسْم السَّلَام عَلَيْك, وَمَعْنَاهُ: أَنْتَ فِي حِفْظه, كَمَا يُقَالُ: اللَّه مَعَك, وَاللَّه يَصْحَبك . وَقِيلَ: السَّلَامُ بِمَعْنَى السَّلَامَة, أَيْ السَّلَامَة مُلَازِمَة لَك . (مسلم بشرح النووي جـ7 صـ395)
السَّلام من أسماء الله الحسنى:
قال الله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر:23)
روى البخاريُّ (في الأدب المفرد) عَنْ أَنَسٍ بنِ مالكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ السَّلَامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى, وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ, فَأَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» (حديث حسن) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 1019)
روى البخاريُّ (في الأدب المفرد) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ قَالَ: إِنَّ السَّلَامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ, وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ, فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ, إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى الْقَوْمِ فَرَدُّوا عَلَيْهِ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِمْ فَضْلُ دَرَجَةٍ, لِأَنَّهُ ذَكَّرَهُمُ السَّلَامَ, وَإِنْ لَمْ يُرَدَّ عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَأَطْيَبُ (يعنى الملائكة) . (حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 793)
السلام تحية رضيها الله لعباده:
روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ . (البخاري حديث 6227 / مسلم حديث 2841)
السلام تحية أهل الجنة:
قال الله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:23: 24)
وقال سبحانه: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (يونس:10)
وقال جل شأنه: (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) (الأحزاب:44)
اليهود يحسدون المسلمين على السلام:
روى البخاريُّ(في الأدب المفرد) عَنْ عَائِشَةَ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا حَسَدَكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدُوكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ.»(حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 988)
فضل إفشاء السلام:
(1) روى أبو داودَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ جَلَسَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَشْرٌ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ, فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ. فَقَالَ: عِشْرُونَ. ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ. فَقَالَ: ثَلَاثُونَ . (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 4327)
تأمل أخي الكريم في هذا الثواب العظيم من رب كريم وكم تكون حسناتنا لو اتبعنا سُنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-عند تحية إخواننا المسلمين .
(2) روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ . (مسلم حديث 54)
قال الإمام النووي: قَوْله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا) معناه لَا يَكْمُل إِيمَانُكُمْ ولا يصلح حالكم إِلَّا بِالتَّحَابِّ وَأَمَّا قَوْله: (أَفْشُوا السَّلَام بَيْنكُمْ) فَهُوَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ الْمَفْتُوحَةِ . وَفِيهِ الْحَثُّ الْعَظِيمُ عَلَى إِفْشَاء السَّلَام وَبَذْله لِلْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ ؛ مَنْ عَرَفْت, وَمَنْ لَمْ تَعْرِف . وَالسَّلَامُ أَوَّل أَسْبَاب التَّآلُّفِ, وَمِفْتَاح اِسْتِجْلَاب الْمَوَدَّة . وَفِي إِفْشَائِهِ تَمَكَّنُ أُلْفَة الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ لِبَعْضِ, وَإِظْهَار شِعَارهمْ الْمُمَيِّز لَهُمْ مِنْ غَيْرهمْ مِنْ أَهْل الْمِلَل, مَعَ مَا فِيهِ مِنْ رِيَاضَة النَّفْس, وَلُزُوم التَّوَاضُع, وَإِعْظَام حُرُمَات الْمُسْلِمِينَ . (مسلم بشرح النووي جـ1 صـ312)
(3) روى الترمذيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ . (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2019)
قَالَ أبو بكر بْن الْعَرَبِيّ:مِنْ فَوَائِد إِفْشَاء السَّلَام حُصُول الْمَحَبَّة بَيْنَ الْمُتَسَالِمَيْنِ, وَكَانَ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ اِئْتِلَاف الْكَلِمَة لِتَعُمّ الْمَصْلَحَة بِوُقُوعِ الْمُعَاوَنَة عَلَى إِقَامَة شَرَائِع الدِّين وَإِخْزَاء الْكَافِرِينَ, وَهِيَ كَلِمَة إِذَا سُمِعَتْ أَخْلَصَتْ الْقَلْب الْوَاعِي لَهَا عَنْ النُّفُور إِلَى الْإِقْبَال عَلَى قَائِلهَا .(فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ11صـ21)
روى أبو داودَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال:إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا. (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث4331)
قال النووي: إذا سَلِّمَ عليه إنسانٌ, ثم لقيهُ على قُربٍ, يُسنُ لهُ أن يُسَلِّمَ عليهِ ثانياً وثالثاً وأكثر. (الأذكار للنووي صـ314)
حكم إلقاء السلام ورده:
قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) (النساء:86)
هذه الآية المباركة دليلٌ على أن رد السلام فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على رد السلام .
روى البخاريُّ (في الأدب المفرد) عَنِ الْحَسَنِ البصري قَالَ: التَّسْلِيمُ تَطَوَّعٌ, وَالرَّدُّ فَرِيضَةٌ.
(حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث: 794)
قال القرطبي: أجمع العلماء على أن الابتداء بالسلام سُّنَّة مُرَغَبٌ فيها, ورده فريضةٌ, لقوله تعالى: (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) . (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ5 صـ298)
رد الواحد السلام عن الجماعة:
روى أبو داودَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يُجْزِئُ عَنْ الْجَمَاعَةِ إِذَا مَرُّوا أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ وَيُجْزِئُ عَنْ الْجُلُوسِ أَنْ يَرُدَّ أَحَدُهُمْ .
(حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث:4342)
قال الإمام النووي: اِبْتِدَاء السَّلَام سُنَّة, وَرَدّه وَاجِب, فَإِنْ كَانَ الْمُسْلِم جَمَاعَة فَهُوَ سُنَّة كِفَايَة فِي حَقّهمْ, إِذَا سَلَّمَ بَعْضهمْ حَصَلَتْ سُنَّة السَّلَام فِي حَقّ جَمِيعهمْ, فَإِنْ كَانَ الْمُسْلِم عَلَيْهِ وَاحِدًا تَعَيَّنَ عَلَيْهِ الرَّدّ, وَإِنْ كَانُوا جَمَاعَة كَانَ الرَّدّ فَرْض كِفَايَة فِي حَقّهمْ, فَإِذَا رَدّ وَاحِد مِنْهُمْ سَقَطَ الْحَرَج عَنْ الْبَاقِينَ, وَالْأَفْضَل أَنْ يَبْتَدِئ الْجَمِيع بِالسَّلَامِ, وَأَنْ يَرُدّ الْجَمِيع . (مسلم بشرح النووي جـ7 صـ394)
السلام على المعارف:
اعتاد كثيرٌ من المسلمين إلقاء السلام على المعارف فقط, وهذا مخالفٌ لسُّنَّةِ نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي حثنا على إلقاء السلام على مَن نعرفه ومَن لا نعرفه مِن المسلمين .
روى الشيخانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ . (البخاري حديث 6236 / مسلم حديث 39)
قال النووي: قوله -صلى الله عليه وسلم- (تَقْرَأ السَّلَام عَلَى مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف) أَيْ تُسَلِّم عَلَى كُلّ مَنْ لَقِيته, عَرَفْته أَمْ لَمْ تَعْرِفهُ . وَلَا تَخُصّ بِهِ مَنْ تَعْرِفهُ كَمَا يَفْعَلهُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاس . (مسلم بشرح النوي جـ1 صـ286)
وقال النووي أيضاً:هذا الحديث فِيهِ دليلٌ على بَذْلِ السَّلَام على مَنْ عَرَفْت وَلِمَنْ لَمْ تَعْرِف وَإِخْلَاص الْعَمَل فِيهِ لِلَّهِ تَعَالَى لَا مُصَانَعَة وَلَا مَلَقًا وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ اِسْتِعْمَال خُلُق التَّوَاضُع وَإِفْشَاء شِعَار هَذِهِ الْأُمَّة .(مسلم بشرح النووي جـ1 صـ286)
آداب إلقاء السلام:
روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ .
(البخاري حديث 6232 / مسلم حديث 2160)
وروى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ . (البخاري حديث 6231)
رفع الصوت بالسلام:
روى البخاريُّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: أَتَيْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ, فَقَالَ: إِذَا سَلَّمْتَ فَأَسْمِعْ, فَإِنَّهَا تَحِيَّةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيْبَةً .
(إسناده صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 769)
قَالَ النَّوَوِيّ: وأَقَلُّهُ أَنْ يَرْفَع صَوْته بِحَيْثُ يُسْمِع الْمُسَلَّم عَلَيْهِ, فَإِنْ لَمْ يُسْمِعهُ لَمْ يَكُنْ آتِيًا بِالسُّنَّةِ .
وقال ابن حجر العسقلاني: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَرْفَع صَوْته بِقَدْرِ مَا يَتَحَقَّق أَنَّهُ سَمِعَهُ, فَإِنْ شَكَّ اِسْتَظْهَرَ . وَيُسْتَثْنَى مِنْ رَفْع الصَّوْت بِالسَّلَامِ مَا إِذَا دَخَلَ عَلَى مَكَان فِيهِ أَيْقَاظ وَنِيَام فَالسُّنَّة فِيهِ مَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ الْمِقْدَاد قَالَ ” كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِيء مِنْ اللَّيْل فَيُسَلِّم تَسْلِيمًا لَا يُوقِظ نَائِمًا وَيُسْمِع الْيَقْظَان ” (مسلم حديث 2055) (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ11 صـ20)
رد السلام أثناء خطبة الجمعة:
يُسَنُ للمسلم دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب أن يصلى ركعتين تحية المسجد ثم يجلس وينصت للإمام ولا يلقي السلام على أحدٍ من المصلين أثناء الخطبة, فإذا ألقى عليه أحدٌ السلام, لا يرد عليه بالقول ولكن يشير بيده. (المغني لابن قدامة جـ3 صـ198)
فضل المصافحة:
(1) روى أبو داودَ عَنْ الْبَرَاءِ بنِ عَازِب قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا .
(حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 4343)
(2) روى الطبرانيُّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ, عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ, وَأَخَذَ بِيَدِهِ, فَصَافَحَهُ, تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا, كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ».(حديث حسن) (السلسة الصحيحة للألباني جـ2 حديث 526)
ثانياً:عيادة المريض:
عيادة المريض هي: زيارته وتفقد أحواله, وهي حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم .
فضل عيادة المريض:
(1) روى مسلمٌ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ», قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «جَنَاهَا» (مسلم ـ حديث: 2568)
(2) روى البخاريُّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: أَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ وَفُكُّوا الْعَانِيَ(الأسير).
(البخاري حديث:5649)
(3) روى الترمذيُّ عن علي بن أبي طالب قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ. (حديث صحيح)(صحيح سنن الترمذي للألباني حديث:775)
(4) روى ابنُ ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ عَادَ مَرِيضًا نَادَى مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاك وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا. (حديث صحيح)(صحيح سنن ابن ماجه للألباني حديث:1184)
نبينا-صلى الله عليه وسلم- يعود المرضى:
(1) روى أبو داودَ عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَعُودُنِي لَيْسَ بِرَاكِبِ بَغْلٍ وَلَا بِرْذَوْنٍ (الحصان غير العربي).
(حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2654)
(2) روى أبو داودَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِعَيْنِي. (حديث حسن) (صحيح أبي داود للألباني حديث:2659)
(3) روى الحاكمُ عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-«يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ, وَيَزُورُهُمْ وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ, وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ». (حديث صحيح)(صحيح الجامع للألباني حديث 4877)
الدعاء للمريض:
يمكن للمسلم أن يرقي أخاه المسلم المريض ببعض الأدعية النبوية المباركة .
(1) روى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ, اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي, لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ, شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا . (البخاري حديث 5743 / مسلم حديث 2191)
(2) روى مسلمٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ ِأَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا, وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ . (مسلم حديث 2202)
(3) روى مسلمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ. فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ, بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ . (مسلم حديث 2186)
(4) روى البخاريُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ, طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . (البخاري حديث 7470)
(5) روى أبو داودَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ . (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2663)
(6) روى البخاريُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . (البخاري حديث 5016)
المعوذات هي: سورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وسورة(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) وسورة (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ).(فتح الباري للعسقلاني جـ8 صـ680)
النفث: النفخ مع ريق لطيف يُجعل في اليدين عقب قراءة المعوذات .
قَالَ القاضي عِيَاضٌ: فَائِدَةُ النَّفْثِ: التَّبَرُّكُ بِتِلْكَ الرُّطُوبَةِ أَوِ الْهَوَاءِ الَّذِي مَاسَّهُ الذِّكْرُ. (فتح الباري لابن حجر جـ10 صـ208)
آداب عيادة المريض:
لزيارة المريض آدابٌ ينبغي على المسلم معرفتها والعمل بها, وهذه الآداب يمكن إجمالها فيما يلي:
(1) إخلاص العمل لله تعالى وحده والابتعاد عن الرياء والسمعة .
(2) اختيار الوقت المناسب لزيارة المريض .
(3) غض البصر عن محارم المريض .
(4) عدم إطالة الجلوس عند المريض حتى يتضايق .
(5) أن يقلل السؤال عن المريض .
(6) أن لا يتكلم عند المريض بما يزعجه .
(7)إظهار الرأفة على المريض .
(8) الإخلاص في الدعاء للمريض .
(9) أن يوسع للمريض في الأمل .
(10) وصية المريض بالصبر على البلاء لما فيه من جزيل الأجر.
(11) تحذير المريض من الجَذَع واليأس من رحمة الله تعالى.
(12) إذا كان المرض هو مرض موت, نذكر المريض بمحاسن أعماله ونخفي عنه سيئها, حتى يحسن الظن بالله تعالى. (فتح الباري للعسقلاني جـ10 صـ131: 132)
ثالثاً:اتباع جنازة المسلم:
روى الحاكمُ عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ, وَيَزُورُهُمْ وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ, وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ». (حديث صحيح)(صحيح الجامع للألباني حديث 4877)
فضل اتباع الجنائز والصلاة عليها:
روى الشيخانِ عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ. قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ . (البخاري حديث 1325 / مسلم حديث 945)
قال الإمام ابن حجر العسقلاني(رحمه الله): فِي هَذا الحَدِيثِ التَّرْغِيبُ فِي شُهُودِ الْمَيِّتِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ وَالْحَضُّ عَلَى الِاجْتِمَاعِ لَهُ وَالتَّنْبِيهُ عَلَى عَظِيمِ فَضْلِ اللَّهِ وَتَكْرِيمِهِ لِلْمُسْلِمِ فِي تَكْثِيرِ الثَّوَابِ لِمَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ.(فتح الباري للعسقلاني جـ3 صـ236)
روى مسلمٌ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ . (مسلم حديث 947)
روى مسلمٌ عَنْ كُرَيْبٍ, مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ أَوْ بِعُسْفَانَ فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ النَّاسِ. قَالَ:فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَاسٌ قَدْ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ.قَالَ: أَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا شَفَّعَهُمْ اللَّهُ فِيهِ . (مسلم حديث 948)
الدعاء والاستغفار للميت:
(1) روى مسلمٌ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَصَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ يَقُولُ: «اللهُمَّ, اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ, وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ, وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ, وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ, وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ, وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ, وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ, وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ, وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ, وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ» (مسلم حديث 963)
(2) روى أبو داودَ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ, قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ, فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ” اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فِي ذِمَّتِكَ, فَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ, وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَمْدِ, اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.” (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2742)
رابعاً:نصيحة المسلم لأخيه المسلم:
روى مسلمٌ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ النَّبِيَّ, -صلى الله عليه وسلم-, قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ.»(مسلم حديث:55)
وروى مسلمٌ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ, وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»(مسلم حديث:56)
معنى النصيحة:
قَالَ الْخَطَّابِيُّ(رحمه الله): النَّصِيحَةُ كَلِمَةٌ يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ جُمْلَةٍ هِيَ: إِرَادَةُ الْخَيْرِ لِلْمَنْصُوحِ لَهُ.(جامع العلوم والحكم جـ1صـ229)
النَّصِيحَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ نَصَحَ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ إِذَا خَاطَهُ, فَشَبَّهُوا فِعْلَ النَّاصِحِ فِيمَا يَتَحَرَّاهُ مِنْ صَلَاحِ الْمَنْصُوحِ لَهُ بِمَا يَسُدُّهُ مِنْ خَلَلِ الثَّوْبِ . وَقِيلَ النَّصِيحَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ نَصَحْتَ الْعَسَلَ, إِذَا صَفَّيْتَهُ مِنَ الشَّمْعِ, شَبَّهُوا تَخْلِيصَ الْقَوْلِ مِنَ الْغِشِّ بِتَخْلِيصِ الْعَسَلِ مِنَ الْخَلْطِ. (مسلم بشرح النووي جـ2صـ37)
كيفية النصيحة للمسلمين:
قال الإمام النووي(رحمه الله): النَصِيحَةُ لعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ تَكُونُ بِإِرْشَادُهُمْ لِمَصَالِحِهِمْ فِي آخِرَتِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ وَكَفُّ الْأَذَى عَنْهُمْ فَيُعَلِّمُهُمْ مَا يَجْهَلُونَهُ مِنْ دِينِهِمْ وَيُعِينُهُمْ عَلَيْهِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَسَتْرُ عَوْرَاتِهِمْ وَسَدُّ خَلَّاتِهِمْ وَدَفْعُ الْمَضَارِّ عَنْهُمْ وَجَلْبُ الْمَنَافِعِ لَهُمْ وَأَمْرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ بِرِفْقٍ وَإِخْلَاصٍ وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ وَتَوْقِيرُ كَبِيرِهِمْ وَرَحْمَةُ صَغِيرِهِمْ وَتَخَوُّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَتَرْكُ غِشِّهِمْ وَحَسَدِهِمْ وَأَنْ يُحِبَّ لهم ما يجب لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَيَكْرَهُ لَهُمْ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْمَكْرُوهِ وَالذَّبُّ عَنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَحْوَالِهِمْ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَحَثُّهُمْ عَلَى التَّخَلُّقِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ النصيحة وتنشيط هممهم إِلَى الطَّاعَاتِ.(مسلم بشرح النووي جـ2صـ38)
روى الشيخانِ عَنْ أَنَسٍ بنِ مالكٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ, حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.» (البخاري حديث:13/مسلم حديث:45)
خامساً: إجابة الدعوة:
روى مسلمٌ عَنْ جَابِرٍ بنِ عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:«إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ, فَلْيُجِبْ, فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ, وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ» (مسلم حديث:1430)
روى البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا.»(البخاري حديث: 5173)
نبينا هو القدوة في إجابة الدعوة:
روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ, وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ» (البخاري حديث: 5178)
الكُرَاع: هو ما دون الكعب من قدم البقر والغنم, وهو قليل اللحم.
قال ابنُ حجر العسقلاني(رحمه الله): فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى حُسْنِ خُلُقِهِ -صلى الله عليه وسلم-وَتَوَاضُعِهِ وَجَبْرِهِ لِقُلُوبِ النَّاسِ وَعَلَى قَبُولِ الْهَدِيَّةِ وَإِجَابَةِ مَنْ يَدْعُو الرَّجُلَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ الَّذِي يَدْعُوهُ إِلَيْهِ شَيْءٌ قَلِيلٌ. قَالَ الْمُهَلَّبُ:لَا يَبْعَثُ عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى الطَّعَامِ إِلَّا صِدْقُ الْمَحَبَّةِ وَسُرُورُ الدَّاعِي بِأَكْلِ الْمَدْعُوِّ مِنْ طَعَامِهِ وَالتَّحَبُّبِ إِلَيْهِ بِالْمُؤَاكَلَةِ وَتَوْكِيدِ الذِّمَامِ مَعَهُ بِهَا. (فتح الباري للعسقلاني جـ9صـ154)
فوائد إجابة الدعوة:
(1) إجابة الدعوة وسيلة للحصول على الحسنات, لأنها طاعة لله تعالى ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- .
قال سبحانه:(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (النور:52)
(2) إدخال السرور على قلب صاحب الدعوة, ومشاركته في أفراحه.
روى الطبرانيُّ عَن ِعَبدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ. (حديث حسن)(صحيح الجامع الصغير للألباني حديث:176)
(3) تقوية الصِّلَة ونشر الحب والمودة بين المسلمين.
روى الشيخانِ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى. (البخاري حديث:6011/ مسلم حديث:2586)
الدعوة التي بها منكرات:
إذا كانت حفلات الزواج, أو الولائم, أو ما شابه ذلك خالية من المنكرات, كاختلاط الرجال بالنساء والغناء الماجن, أو إذا كان حضور المسلم إليها يؤدي إلى تغيير المنكر, جاز له حضورها للمشاركة في السرور وتلبية لدعوة أخيه المسلم, بل يعتبر حضوره واجباً إذا كان هناك منكر يستطيع تغييره وإزالته, وأما إذا كان في هذه الحفلات منكرات لا يستطيع إنكارها ولا تغييرها, فيحرم عليه حضورها .
(فتاوى اللجنة الدائمة جـ 19 صـ136)
سادساً:تشميت العاطس:
معنى التشميت:
التَّشْمِيتُ:الدُّعاءُ بالخَيْرِ والبَركةِ. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثيرجـ2صـ449)
الحكمة من مشروعية الحمد للعاطس:
قال الإمام ابن القيم(رحمه الله): لَمَّا كَانَ الْعَاطِسُ قَدْ حَصَلَتْ لَهُ بِالْعُطَاسِ نِعْمَةٌ وَمَنْفَعَةٌ بِخُرُوجِ الْأَبْخِرَةِ الْمُحْتَقِنَةِ فِي دِمَاغِهِ الَّتِي لَوْ بَقِيَتْ فِيهِ أَحْدَثَتْ لَهُ أَدْوَاءً عَسِرَةً, شُرِعَ لَهُ حَمْدُ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ مَعَ بَقَاءِ أَعْضَائِهِ عَلَى الْتِئَامِهَا وَهَيْئَتِهَا بَعْدَ هَذِهِ الزَّلْزَلَةِ الَّتِي هِيَ لِلْبَدَنِ كَزَلْزَلَةِ الْأَرْضِ لَهَا. (زاد المعاد لابن القيم جـ2صـ438)
آداب العطس:
روى التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا عَطَسَ غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ أَوْ بِثَوْبِهِ وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ.» (حديث حسن صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2205)
قَالَ ابنُ حَجَر العسقلاني(رحمه الله):مِنْ آدَابِ الْعَاطِسِ أَنْ يَخْفِضَ بِالْعَطْسِ صَوْتَهُ وَيَرْفَعَهُ بِالْحَمْدِ وَأَنْ يُغَطِّي وَجْهَهُ لِئَلَّا يَبْدُوَ مِنْ فِيهِ أَوْ أَنْفِهِ مَا يُؤْذِي جَلِيسَهُ وَلَا يَلْوِي عُنُقَهُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا لِئَلَّا يتَضَرَّر بذلك. قَالَ أبو بكر بن الْعَرَبِيِّ(رحمه الله): الْحِكْمَةُ فِي خَفْضِ الصَّوْتِ بِالْعُطَاسِ أَنَّ فِي رَفْعِهِ إِزْعَاجًا لِلْأَعْضَاءِ وَفِي تَغْطِيَةِ الْوَجْهِ أَنَّهُ لَوْ بَدَرَ مِنْهُ شَيْءٌ آذَى جَلِيسَهُ وَلَوْ لَوَى عُنُقَهُ صِيَانَةً لِجَلِيسِهِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ الِالْتِوَاءِ. (فتح الباري للعسقلاني جـ10صـ618)
كيفية التشميت:
روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ:” إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ, وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ, فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ, فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.”(البخاري حديث: 6224)
روى الشيخانِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-, فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ, فَقِيلَ لَهُ, فَقَالَ:«هَذَا حَمِدَ اللَّهَ, وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ.» (البخاري حديث 6221 / مسلم حديث 2991)
روى مسلمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ, فَشَمِّتُوهُ, فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ, فَلَا تُشَمِّتُوهُ.» (مسلم حديث:2992)
فائدة مهمة:
قَالَ النَّوَوِيُّ(رحمه الله): يُسْتَحَبُّ لِمَنْ حَضَرَ مَنْ عَطَسَ فَلَمْ يَحْمَدْ اللهَ أَنْ يُذَكِّرَهُ بِالْحَمْدِ, لِيَحْمَدَ فَيُشَمِّتُهُ. وَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهُوَ مِنْ بَابِ النَّصِيحَةِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ.(الأذكار للنووي صـ344)
حكى ابن بَطَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِنْدَهُ فَلَمْ يَحْمَدْ, فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ يَقُولُ مَنْ عَطَسَ؟ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. (فتح الباري للعسقلاني جـ10صـ626)
عدد مرات التشميت:
روى ابنُ السُّني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيُشَمِّتْهُ جَلِيسُهُ, وَإِنْ زَادَ عَلَى ثَلَاثٍ فَهُوَ مَزْكُومٌ, وَلَا تَشْمِيتَ بَعْدَ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ»(حديث صحيح)(السلسلة الصحيحة للألباني حديث:1330)
روى أبو داودَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ «شَمِّتْ أَخَاكَ ثَلَاثًا فَمَا زَادَ فَهُوَ زُكَامٌ»(حسن) (صحيح أبي داود للألباني حديث 4210)
قَالَ النَّوَوِيُّ (رحمه الله): إِذَا تَكَرَّرَ الْعُطَاسُ مِنْ إنسَانٍ مُتَتَابِعًا فَالسُّنَّةُ أَنْ يُشَمِّتَهُ لِكُلِّ مرّة إِلَى أَن يبلغ ثَلَاث مَرَّات. (الأذكار للنووي صـ341)
تشميت العاطس أثناء خطبة الجمعة:
يُسَنُ للمسلم دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب أن يصلى ركعتين تحية المسجد ثم يجلس وينصت للإمام فإذا عطس حمد الله تعالى في سره, وإذا عطس أحدٌ فلا يشمته . (المغني لابن قدامة جـ3 صـ198)
فوائد تشميت العاطس:
قَالَ ابنُ دَقِيقِ الْعِيدِ(رحمه الله): مِنْ فَوَائِدِ التَّشْمِيتِ تَحْصِيلُ الْمَوَدَّةِ وَالتَّأْلِيفُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَأْدِيبُ الْعَاطِسِ بِكَسْرِ النَّفْسِ عَنِ الْكِبْرِ وَالْحَمْلِ عَلَى التَّوَاضُعِ لِمَا فِي ذِكْرِ الرَّحْمَةِ مِنَ الْإِشْعَارِ بِالذَّنْبِ الَّذِي لَا يعرى عَنهُ أَكثر الْمُكَلّفين. (فتح الباري للعسقلاني جـ10صـ618)
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رَبِّ العالمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.