المقدمة
الحمدُ لله، حمداً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، الذي بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيرًا ، وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً ، أما بعد :
فإن الإمام مالك بن أنس هو الأئمة الأربعة، أصحاب المذاهب المتبوعة، فأحببت أن أُذَكِرَ نفسي وإخواني الكرام بشيء من سيرته العطرة. أسألُ اللَه تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب العِلْمِِ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين.
صلاح نجيب الدق
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم والنسب:
هو: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي.
كُنيته أبو عبد الله.
وأمه: عالية بنت شَريك الأزدية. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ49:48)
ميلاد مالك بن أنس:
وُلِدَ مالك بن أنس سنة ثلاث وتسعين من الهجرة. وحملت به أمه ثلاث سنين. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ12:10)
صفات مالك بن أنس الخِلْقِية:
كان مالك بن أنس أشقر شديد البياض، متوسط القامة، كبير الرأس، أصلع. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ12)
قال عيسى بن عمر: ما رأيت بياضاً ولا حُمرةً أحسن من وجه مالك، ولا أشد بياض ثوب من مالك. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ69)
قال أبو عاصم النبيل(شيخ البخاري): ما رأيت مُحدِّثاً أحسن وجهاً مِن مالك. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ70)
اجتهاد مالك في طلب العلم:
طلب مالكُ العِلْمَ، وهو ابنُ بضع عشرة سنة، وتأهل للفُتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة،وحَدَّثَ عنه جماعة وهو شَابٌ، وقصده طلبةُ العِلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة هارون الرشيد، وإلى أن مات. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ:55)
قال مالك: كنت آتي نافعاً(مولى عبد الله بن عمر)، وأنا غلامٌ حديث السِّن، مع غلام لي، فينزل من درجه، فيقف معي، ويحدثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد، فلا يكاد يأتيه أحدٌ. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ:107)
كان مالك بن أنس يجلس إلى ربيعة بن أبى عبد الرحمن وعنه أخذ مالك العلم ثم اعتزله فجلس إليه أكثر من كان يجلس إلى ربيعة فكانت حلقة مالك في زمن ربيعة مثل حلقة ربيعة أو أكثر وأفتى معه ربيعة عند السلطان. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ37)
شيوخ مالك بن أنس:
أخذ مالكٌ العِلمَ عن نافع، مولى عبد الله بن عمر، وسعيد المقبري، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبد الله بن دينار،وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وأيوب السختياني عالم البصرة ، وجعفر بن محمد ، وربيعة الرأي، وزيد بن أسلم ،و سلمة بن دينار ، وسهيل بن أبي صالح ،وصالح بن كيسان ، عبد الله بن أبي بكر بن حزم ،وعبد الله بن دينار ، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان ، عبد الرحمن بن القاسم ، و محمد بن أبي بكر بن حزم ،وموسى بن عقبة ، وآخرين. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ:52:49)
مذهب مالك في تلقي العلم:
(1) قال ابنُ أبي أويس : سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. لقد أدركت سبعين ممن يقول :قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عند هذه الأساطين، وأشار إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أخذت عنهم شيئاً ،وإن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال لكان أميناً إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ16)
(2) قال مَعنُ بن عيسى ومحمد بن صدقة :كان مالك بن أنس يقول: لا يُؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ ممن سواهم، لا يُؤخذ من سفيه ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو إلى بدعته ، ولا من كذَّاب يكذب في أحاديث الناس وان كان لا يُتهم على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة، إذا كان لا يعرف ما يحمل وما يحدث به. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ16)
قوة حفظ مالك بن أنس:
قال مالك بن أنس: قدم علينا الزهري فأتيناه ومعنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن فحدثنا نيفا وأربعين حديثا ثم أتيناه الغد فقال انظروا كتابا حتى أحدثكم منه أرأيتم ما حدثتكم به أمس أي شيء في أيديكم منه ، فقال له ربيعة :ههنا من يرد عليك ما حدثت به أمس. قال: ومن هو؟ قال: ابن أبى عامر. قال: هات. قال: فحدثته بأربعين حديثاً منها. فقال الزهري: ما كنت أرى أنه بقي أحدٌ يحفظ هذا غيري. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ18)
لا أدري طريق مالك إلى النجاة:
(1) قال مالك بن أنس: جنة العالِمِ لا أدري، إذا أغفلها أصيبت مقاتله.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ37)
(2) قال عبد الرحمن بن مهدي: سأل رجلٌ مالكاً عن مسألة وذكر أنهم أرسلوه يسأله عنها من مسيرة ستة أشهر ، قال: فأخبر الذي أرسلك أني لا عِلْمَ لي بها ، قال: ومن يعلمها؟ قال: من عَلَّمه الله. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ38)
(3) قال الهيثم بن جميل: شهدت مالك بن أنس سُئِلَ عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها لا أدرى. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ38)
(4) قال خالد بن خداش : قدمت على مالك من العراق بأربعين مسألة فسألته عنها فما أجابني منها إلا في خمس مسائل. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ38)
تصدي الإمام مالك للفتوى:
(1) قال مالك بن أنس: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أَهْلٌ لذلك.
(حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ:316)
(2) قال خلف بن عمرو : سمعت مالك بن أنس يقول ما أجبت في الفُتيا حتى سألت من هو أعلم مني هل يراني موضعاً لذلك؟: سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك. فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك؟ قال: كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يَسأل من هو أعلم منه. (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ317:316)
عقيدة مالك بن أنس:
(1)قال كان مالك بن أنس: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ36)
(2) وقال مالك: القرآن كلام الله وكلام الله من الله وليس من الله شيء مخلوق.
(حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صت325)
(3)قال مالك:مَن قال القرآن مخلوق يُوجع ضرباً ويُحبسُ حتى يتوب.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ18)
(4) قال مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ18)
(5)قال ابنُ القاسم : سأل أبو السمح مالكا فقال يا أبا عبد الله أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم. يقول الله عز وجل ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) وقال لقوم آخرين ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) . (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ36)
(6) قال مَعْنُ بن عيسى سمعت مالكا يقول: ليس لمن سَبَّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفيء حق. قد قسم الله الفيء على ثلاثة أصناف فقال ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ) وقال ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) وقال ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ) وإنما الفيء لهؤلاء الثلاثة الأصناف.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ36)
(7) قال جعفر بن عبد الله قال كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت ( يضرب الأرض ) بعود في يده حتى علاه العرق ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأُخرج . (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ326:325)
حفظ الله تعالى لمالك:
(1)قال مالك بن أنس: دخلت على الخليفة، أبى جعفر المنصور، فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاث، ورزقني الله العافية من ذلك فلم أُقبل له يداً.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ42)
(2) قال مالك : والله ما دخلت على مَلكٍ مِن هؤلاء الملوك حتى أصل إليه، إلا نزع الله هيبته من صدري. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ66)
منزلة مالك عند الخلفاء:
(1) قال حسين بن عُروة : قدم الخليفة المهدي المدينة فبعث إلى مالك بألفي دينار أو بثلاثة آلاف ثم أتاه الربيع بعد ذلك فقال له: أمير المؤمنين يجب أن تعادله( تصاحبه في سفره ) إلى مدينة السلام ( بغداد ) فقال له مالك: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) والمال عندي على حاله. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ42)
(2)قال مالك بن أنس : لما حج أبو جعفر المنصور دعاني فدخلت عليه فحادثته وسألني فأجبته فقال: إني عزمت أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعت يعنى الموطأ فتُنسخ نسخاً ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها ولا يتعدوها إلى غيرها ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم قال فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث وروواْ روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم وإن ردهم عما اعتقدوه شديد ، فدع الناس وما هم عليه وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم فقال :والله، لو طاوعتني على ذلك لأمرت به. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ41)
تكريم مالك للعلم وأهله:
قال عمر بن المُحَبِّر: قدم الخليفة المهدي المدينة، فبعث إلى مالك، فأتاه، فقال لوالديه لهارون وموسى: اسمعا منه، فبعث إليه، فلم يجبهما، فأعلما المهدي، فكلمه، فقال: يا أمير المؤمنين، العِلمُ يُؤتى أهله.
فقال: صدق مالك، صيرا إليه، فلما صار إليه، فقال له مؤدبهما، اقرأ علينا، فقال: إن أهل المدينة يقرؤون على العالم، كما يقرأ الصبيان على المعلم، فإذا أخطؤوا، أفتاهم.
فرجعوا إلى المهدي، فبعث إلى مالك، فكلمه، فقال: سمعت ابن شهاب يقول: جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال، وهم يا أمير المؤمنين: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة، والقاسم، وسالم، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار، ونافع، وعبد الرحمن بن هرمز، ومن بعدهم: أبو الزناد، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وابن شهاب، كل هؤلاء يُقرأ عليهم ،ولا يقرؤون، فقال: في هؤلاء قدوة، صيروا إليه، فاقرؤوا عليه، ففعلوا. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ64:63)
رضا مالك بما قسمه الله له:
كَتبَ عبد الله العُمَري العابد إلى مالك بن أنس يحثه على اعتزال الناس والتفرغ للعبادة.
فكتب إليه مالك: إن الله قَسَّمَ الأعمال كما قسَّم الأرزاق، فرُبَّ رجل فُتح له في الصلاة، ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فُتح له في الصدقة ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فُتح له في الجهاد. فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خيرٍ وبِر. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ114)
مجالس الإمام مالك:
(1) كان مالك قد أعَدَّ منزله لمن يأتي من قريش والأنصار والناس، كان مجلسه مجلس وقار وحِلْم ، وكان رجلاً مهيباً نبيلاً ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث والحديثين وربما أذن لبعضهم فقرأ عليه وكان له كاتب قد نسخ كتبه يُقالُ له: حَبيب يقرأ للجماعة وليس أحدٌ ممن حضره يدنو منه ولا ينظر في كتابه ولا يستفهمه هيبة له وإجلالاً وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلاً. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ42:41)
(2) قال قُتيبة بن سعيد: كنا إذا دخلنا على مالك، خرج إلينا مزيناً مكحلاً مطيباً، قد لبس من أحسن ثيابه، وتصدر الحلقة، ودعا بالمراوح، فأعطى لكل منا مروحة. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ64)
(3) قال ابنُ أبي أويس: كان مالك إذا أراد أن يُحدِّثَ توضأ وجلس على فراشه وسرح لحيته وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة ثم حدَّث، فقيل له في ذلك فقال أحب أن أعَظِّمَ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ولا أحدِّث به إلا على طهارة ،متمكناً وكان يكره أن يحدث في الطريق، أو وهو قائم أو يستعجل، فقال أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ318)
ثناء العلماء على مالك:
(1) قال سفيان بن عُيينة :ما نحن عند مالك بن أنس، إنما كنا نتبع آثار مالك وننظر الشيخ إذا كان كتب عنه مالك كتبنا عنه. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ21)
(2) قال الشافعي:لولا مالك وابنُ عُيينة لذهب علم الحجاز.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ21)
وقال الشافعي : إذا جاءك الحديث عن مالك فشد به يديك.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ23)
وقال الشافعي: إذا ذُكِرَ العلماء فمالك النجم وما أحدٌ أمَنَّ عَلىَّ من مالك بن أنس.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ23)
وقال الشافعي : مالك بن أنس مُعلمي وعنه أخذت العلم.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ23)
(3) قال عُبيد الله بن عمر القواريري : كنا عند حماد بن زيد فجاءه نَعى(خبر وفاة) مالك بن أنس فسالت دموعه، وقال: يرحم الله أبا عبد الله، لقد كان من الدين بمكان، ثم قال حماد: سمعت أيوب السختياني يقول: لقد كانت لمالك حلقة في حياة نافع مولى عبد الله بن عمر. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ22)
(4) قال البخاريُّ: مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي،كان إماماً. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ31)
وقال البخاريُّ: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ114)
(5)قال وُهَيب بن خالد: كان مالك من أبصر الناس بالحديث والرجال. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ25)
(6)قال الشافعيُّ: قال محمد بن الحسن: أقمت على مالك بن أنس ثلاث سنين وكسراً، وكان يقول إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث. وكان إذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله وكثر الناس عليه حتى يضيق عليهم الموضع، وإذا حدَّث عن غير مالك لم يجئه إلا اليسير. (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ330)
(7)قال عبد الرحمن بن مهدي لا أُقدِّمُ على مالك في صحة الحديث أحداً.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ25)
(8) قال يحيى بن سعيد القطان :كان مالك بن أنس إماماً في الحديث.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ26)
(9) قال أبو داود السجستاني: رَحِمَ اللهُ مالكاً ،كان إماماً، رَحِمَ اللهُ الشافعي، كان إماماً، رَحِمَ اللهُ أبا حنيفة ،كان إماماً.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ32)
(10) قال أبو زُرعة الرازي أول شيء أخذت نفسي بحفظه من الحديث حديث مالك، فلما حفظته ووعيته طلبت حديث الثوري وشُعبة وغيرهما.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ32)
(11) قال أبو حاتم الرازي : الحجة على المسلمين الذين ليس فيهم لَبسٌ(شكٌ): سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس،وسفيان بن عُيينة، وحماد بن زيد.
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ32)
(12) قال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يقول:مالك بن أنس أحسن حديثاً عن الزهري من ابن عُيينة. قلت:فمعمر بن راشد؟ قال: مالك أتقن. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ29)
(13) قال أسَدُ بن الفُرات: إذا أردت الله والدار الآخرة فعليك بمالك بن أنس. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ94)
(14)قال يحيى بن معين: مالك بن أنس من حجج الله على خَلقه. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ94)
(15) قال أبو عمر بن عبد البر: كان مالك بن أنس يُفتي في زمان كان يفتي فيه يحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر ومثلهم. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ27)
قبس من كلام الإمام مالك:
قال الإمام مالك (رحمه الله):
(1) كُلُّ أحدٍ يُؤخذ من قوله، ويُترك، إلا صاحب هذا القبر -صلى الله عليه وسلم-.
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ93)
(2) العِلمُ نورٌ يجعله اللهُ حيث يشاء، ليس بكثرة الرواية. (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ319)
(3) حقٌ على من طلب العِلم أن يكون له وقارٌ وسكينةٌ وخشيةٌ. والعلم حسنٌ لمن رُزق خيره، وهو قَسْمٌ من الله، فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يُوفق للخير، وإن من شقاوة المرء أن لا يزال يخطئ ،وذلٌ وإهانةٌ للعلم أن يتكلم الرجلُ بالعلم عند من لا يطيعه.
(حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ320)
(4) إذا لم يكن للإنسان في نفسه خيرٌ، لم يكن للناس فيه خير. (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ321)
(5) جاء رجلٌ إلى مالك وسأله عن مسألة، فقال له: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا .فقال الرجل: أرأيت. قال مالك:( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (النور:63) (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ326)
(6) قال مالك بن أنس لفتى من قريش: يا ابنَ أخي: تعلَّم الأدب قبل أن تتعلم العِلم.
(حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ330)
(7) قال ابنُ وَهْب: سمعت مالكاً يقول: ما تعلمت العِلم إلا لنفسي،وما تعلمت ليحتاج الناس إليَّ، وكذلك كان الناس(أي العلماء). (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ8صـ66)
ابتلاء الإمام مالك بن أنس:
قال أبو داود: ضرب جعفرُ بن سليمان(والي المدينة) مالك بن أنس في طلاق المكره ( حيث قال طلاق المكره لا يقع ) ولما ضُربَ مالكاً، حُلِقَ رأسه، وحُمل على بعير فقيل له: نادِ على نفسك. فقال: ألا مَن عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، وأنا أقول طلاق المكره ليس بشي. فبلغ جعفر بن سليمان أنه ينادي على نفسه بذلك فقال: أدركوه أنزلوه. (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ6صـ316)
وفاة الإمام مالك بن أنس:
تُوفى مالك بن أنس صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة فى خلافة هارون الرشيد وصلى عليه أمير المدينة يومئذ، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس، في موضع الجنائز، ودُفن بالبقيع، وكان الإمام مالك يوم مات ابنُ خمس وثمانين سنة. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر صـ45)
رَحِمَ اللهُ مالك بن أنس رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.
وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين.