المقدمة
الحمدُ لله الذي خَلَقَ السموات والأرض، ولم يكن له شريك في الملك، وخَلَقَ كُلَّ شيء فقدره تقديراً، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً. أما بعد:
فإن سعيد بن زيد -رضى الله عنه- هو أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، فأحببت أن أُذَكِرَ نفسي وإخواني الكرام بشيء من سيرته العطرة .
أسألُ اللَه تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعَ به طلاب العِلْمِِ.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين .
وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمه ونسبه:
هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل بن عبد العُزى بن رياح بن عَدي بن كعب بن لُؤي، ويُكنى أبا الأعْوَر.
أمه: فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد من خزاعة.
(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ289:290)
وسعيد بن زيد -رضى الله عنه- ابن عم عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- ،يجتمعان في نُفيل ،وكان صِهر عمر، زوج أخته فاطمة بنت الخطاب وكانت أخته عاتكة بنت زيد زوجة عمر بن الخطاب، تزوجها عمر بعد أن قُتلَ عنها عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم. (أسد الغابة لابن الأثير جـ2صـ253)
أولاد سعيد بن زيد:
رزق اللهُ تعالى سعيد بن زيد -رضى الله عنه- من الأولاد بأربعة وثلاثين:من الذكور:أربع عشرة،ومن الإناث:عشرون. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ292)
إسلام سعيد بن زيد:
روى ابنُ سعدٍ عن يزيد بن رومان قال : أَسْلَمَ سعيدُ بن زيد بن عمرو بن نُفيل قبل أن يدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم ،وقبل أن يدعو فيها. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ292)
هجرة سعيد بن زيد:
هاجر سعيدُ بن زيد -رضى الله عنه- إلى المدينة،وآخى النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين أُبي بن كعب. (أسد الغابة لابن الأثير جـ2صـ253)
علْم سعيد بن زيد:
روى سعيد بن زيد -رضى الله عنه- ثمانية وأربعين حديثاً، اتفقا له الشيخانِ على حديثين، وانفرد البخاري بثالث.
روى عن سعيدَ بن زيد عبدُ الله بن عمر، وأبو الطُفَيْل، وعمرو بن حُرُيث، وزِر بن حُبيش، وأبو عثمان النهدي، وعروة بن الزبير، و عبد الله بن ظالم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وطائفة.
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ1صـ125 و143)
جهاد سعيد بن زيد:
لم يشهد سعيد بن زيد -رضى الله عنه- بدراً لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسله مع طلحة بن عبيد الله في مهمة عسكرية،قبل غزوة بدر.
روى ابنُ سعدٍ عن حارثة الأنصاري:لما تحين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسبان خبر العير، فخرجا حتى بلغا الحوراء فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرت بهما العير وبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه فندب أصحابه وخرج يريد العير فسارت عير قريش نحو الساحل، وأسرعت وساروا الليل والنهار فرقاً(خوفاً) من الطلبة وخرج طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يريدان المدينة ليخبرا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبر العير ولم يعلما بخروجه فقدما المدينة في اليوم الذي لاقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النفير من قريش ببدر فخرجا من المدينة يعترضان رسول الله فلقياه منصرفاً من بدر فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة وضرب لهما رسول الله بسهامهما وأجورهما في بدر فكانا كمن شهدها. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ293:292)
شهد سعيدُ بن زيد أحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،وشهد معركة اليرموك،وفتح دمشق. (الإصابة لابن حجر العسقلاني جـ2صـ44)
دخول الإسلام في قلب عمر في بيت سعيد بن زيد:
روى ابنُ سعدٍ عن أنسِ بنِ مالك قال: خرج عمر بن الخطاب متقلد السيف فلقيه رجلٌ من بني زُهرة قال أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمداً، قال: وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمداً؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت(دخلت في دين محمد) وتركت دينك الذي أنت عليه، قال الرجلُ أفلا أدلك على العجب يا عمر، إن ختنك(صِهرك سعيد بن زيد) وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه قال فمشى عمر غاضباً حتى أتاهما وعندهما رجلٌ من المهاجرين، يُقالُ له خبَّاب، فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، فدخل عليهما فقال ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟ قال: كانوا يقرؤون طه فقالا ما عدا حديثاً تحدثناه بيننا ، قال: فلعلكما قد صبوتما، قال فقال له سعيد بن زيد: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديداً فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها بيده نفحة فدمى وجهها فقالت وهي غضبى: يا عمر إن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فلما يئس عمر قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه، وكان عمر يقرأ الكتب، فقالت أخته: إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ ، فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى *وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) (طه:14:1) فقال عمر دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت، فقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك ليلة الخميس اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام،ثم قال خباب: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدار التي في أصل الصفا(دار الأرقم بن أبي الأرقم) فانطلق عمر حتى أتى الدار، قال وعلى باب الدار حمزة بن عبد المطلب وطلحة بن عُبيد الله، وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى حمزة خوف القوم من عمر قال حمزة :نعم، فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا يسلم ويتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً. قال النبي عليه السلام داخل يوحى إليه، قال فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتى عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال أما أنت منتهياً يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة اللهم هذا عمر بن الخطاب ،اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب، قال فقال عمر أشهد أنك رسول الله، فأسلم، وقال اخرج يا رسول الله. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ203:202)
مناقب سعيد بن زيد:
روى الترمذيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ.
(حديث صحيح)(صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 2946)
استجابة دعوة سعيد بن زيد:
روى مسلمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ أَنَّ أَرْوَى ( بنت أويس ) خَاصَمَتْهُ فِي بَعْضِ دَارِهِ فَقَالَ: دَعُوهَا وَإِيَّاهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا قَالَ فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الْجُدُرَ، تَقُولُ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ مَرَّتْ عَلَى بِئْرٍ فِي الدَّارِ فَوَقَعَتْ فِيهَا، فَكَانَتْ قَبْرَهَا . ( مسلم حديث 138 )
لماذا لم يكن سعيد بن زيد من أصحاب الشورى ؟
قال الذهبي : لم يكن سعيد بن زيد متأخراً عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لئلا يبقى له فيه شائبة حظ،لأنه زوج أخته فاطمة،وابن عمه، ولو ذكره عمر في أهل الشورى لقال الرافضي: حابى ابن عمه.فأخرج عمر منها ولده وعصبته.فكذلك فليكن العمل لله.
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ1صـ138)
والد سعيد زيد على دين إبراهيم:
كان زيد بن عمرو بن نُفَيل (والد سعيد)يعبد اللهَ تعالى على دين إبراهيم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(1)روى البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ(اسم مكان) قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْوَحْيُ فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُفْرَةٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ وَأَنْزَلَ لَهَا مِنْ السَّمَاءِ الْمَاءَ وَأَنْبَتَ لَهَا مِنْ الْأَرْضِ ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ.(البخاري:حديث:3826)
(2) روى البخاريُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنْ الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ فَقَالَ إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فَأَخْبِرْنِي فَقَالَ لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ قَالَ زَيْدٌ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ قَالَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا قَالَ زَيْدٌ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَقَالَ لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ قَالَ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ قَالَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا قَالَ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام خَرَجَ فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ. (البخاري:حديث:3827)
(3) قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ(بن عروة بن الزبير) عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ لَا تَقْتُلْهَا أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا. (البخاري:حديث:3823)
وفاة سعيد بن زيد:
تُوفي سعيد بن زيد -رضى الله عنه- بالعقيق(مكان قريب من المدينة)وغسَّله سعد بن أبي وقاص ثم حُمل على رقاب الرجال فدفن بالمدينة ونزل في حفرته سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين من الهجرة. وكان سعيد يوم مات ابن بضع وسبعين سنة.
(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ294)
رَحِمَ اللهُ سعيدَ بن زيد رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء. ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.
وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين .