- معنى اسم الفتاح
- أنواع الفتح الرباني
- الآثار الإيمانية لاسم الفتاح
- كيف نتعبد باسم الله الفتاح
مقدمة
من أسماء الله الحسنى التي ينبغي للمسلم أن يعرفها جيدا ويتعبد الله تعالى بمقتضاها، اسم الله الفتاح، قال تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26].فهو سبحانه الفتاح الذي يحكم بين عباده بحكمه الشرعي والقدري، ويفتح لعباده منافع الدنيا والدين، ويفتح لمن اختصهم بلطفه وعنايته أقفال القلوب، ويفتح لهم أبواب الرزق الواسعة، بل يفتح كل مغلق فيكشف الكرب، ويزيل الغم، ويرفع البلاء إنه الله الفتاح.
الوقفة الأولى: معنى اسم الله الفتاح
المعنى في اللغة: الفتاح: صيغة مبالغة من الفتح، أي كثير الفتح على عباده؛ والفتح: ضدّ الإغلاق. قال الزجاجي: الفتاح والفاتح، أصله من فتح الباب بعد إغلاقه.(1)
معنى الاسم ودلالته في حق الله تعالى:
اسم الله الفتاح له العديد من المعاني العظيمة والشاملة التي ينبغي أن تكون حاضرة في عقل وقلب كل مسلم صادق، ومن تلك المعاني والدلالات:
المعنى الأول: الحاكم الذي يقضي بين عباده بالحق والعدل بأحكامه الشرعية والقدرية الجزائية.
قال الخطابي: الفَتَّاحُ: هو الحاكمُ بين عِبَاده، يقال: فتح الحاكم بين الخَصْمين، إذا
فَصَلَ بينهما. ومنهُ قولُ اللهِ سبحانه: {رَبنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحَق، وَأنتَ خيرُ الفَاتِحيْنَ}.(2)
قال ابن كثير: أي: افصل بيننا وبين قومنا، وانصرنا عليهم، {وأنت خير الفاتحين} أي: خير الحاكمين، فإنك العادل الذي لا يجور أبدا.(3)
وهذا الفتح في الدنيا، بأن ينصر الله الحق وأهله، ويذلّ الباطل وحزبه، وينزل بهم العقوبات، وأما في الآخرة فالله كذلك الفتاح، الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، فيُثيب الطائع بالجنات، ويعاقب العاصي بصنوف العذاب، ولهذا قال سبحانه: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26]
وقد سمّى الله تعالى يوم القيامة لعظمته وهوله بيوم الفتح كما قال سبحانه: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [السجدة: 28، 29]
المعنى الثاني: الذي يفتح لعباده أبواب الرحمة والرزق وما انغلق عليهم من الأمور.
قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: 2]
فهو سبحانه الفتاح، الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة والعلم لعباده، ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم، وييسر المتعسر عليهم، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق والهدى.(4)
قال الغزالي: الفتاح الَّذِي ينفتح بعنايته كل منغلق وبهدايته ينْكَشف كل مُشكل.(5)
وأعظم فتوحات الفتاح، فتح القلوب لقبول الحق، لذلك بعث الله الرسل لهداية الناس وفتْحِ قلوبهم وبصائرهم لاتباع الحق، ومن أسماء نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصفته في التوراة أن الله بعثه (ليَفْتَح بِه أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا).(6) وبفتح الله على يدي نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أشرقت الأرض برسالته بعد الظلمات، وتألفت به قلوب المسلمين بعد الشتات.
المعنى الثالث: أنه بمعنى الناصر لعباده المؤمنين.
من المعاني الجليلة لاسم الله الفتاح، أنه يفتح لعباده المؤمنين ما استعصى عليهم من القلوب والديار، قال تعالى ممتنا على نبيّه ومن معه من الصحابة على فتح مكّة: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] فالفتح والنصر بيد الله وحده، يفتح على من يشاء، ويخذل من يشاء
وقال تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19]
والمعنى: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.(7) وقال تعالى {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 13] إذًا، فليس علينا إلا أن نجتهد ونأخذ بالأسباب، أما النصر فهو من عند الله سبحانه وتعالى، عن سَهْل بْن سَعْدٍ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: (لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ).(8) نفهم من قوله: "يفتح الله على يديه" أن الفتح منه سبحانه، وإنما الأسباب من العباد.
الوقفة الثانية: أنواع الفتح الرباني
1- فتحه سبحانه أبواب السماء لنزول البركات والرحمات وإجابة الدَّعوات
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]
أي لفتحنا عليهم بركات السماء بالمطر، وبركات الأرض بالنبات والثمار، وكثرة المواشي والأنعام، وحصول الأمن والسلامة، ووسَّعْنَا عليهم الخير ويسرناه لهم من كل جانب.(9)
وقال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2] فلو اجتمعت قوى الأرض على غلق ما فتحه الله من رحمته ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا
وعَنِ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي، يَهْبِطُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ؟ فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ).(10)
2- فتحه أبواب الأعمال الصالحة لمن شاء من عباده
العطاء الرباني منهمر صباح مساء، ويدُ الله ملأى لا تنقصها نفقة، ولكنه سبحانه يعطي العبد على حسب استعداده وإقباله على الخير ومحبته له؛ {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20] فمن الناس مَن يفتح له الفتاح في القرآن، وحفظه، وتجويده، وتعليمه.
ومنهم من يفتح له في الصلاة، فتكون عنده أشد حلاوة من العسل.
ومنهم من يفتح له في الصيام، ومنهم من يفتح له فـي صلة الأرحام، ومنهم من يفتح له في مساعدة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، وتفريج كربات المكروبين، وتسديد ديون الغارمين، وكفالة اليتامى والمساكين، و{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة: 4]
3- ومنها ما يفتح الله على العبد المؤمن قبل موته بعمل صالح
ومن فُتوحات الفتاح ما يفتحه لعبده المؤمن من الأعمال الصالحة قبل موته ليختم له بالصالحات، عَنْ أَنَسٍ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ) فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ المَوْتِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ).(11)
وفي حديث أَبي عِنَبَةَ -رضى الله عنه- مرفوعا: (يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ عَمَلاً صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ).(12)
4- ومن ذلك فتحه سبحانه لعباده بابَ التوبة
ومن جمال فتحه سبحانه وكماله أن يفتح لعباده أبواب التوبة في كل وقت ليتوبوا إليه من ذنوبهم، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ سَبْعُونَ عَامًا، فَتَحَهُ اللهُ - عز وجل - لِلتَّوْبَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فلَا يَزَالُ ذَلِكَ الْبَابُ مَفْتُوحًا لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ).(13)
وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري -رضى الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا).(14)
5- ومن ذلك ما يفتح الله عز وجل على نبيِّه يوم القيامة مِن أنواع المحامد
وهذا الفتح للنبي -صلى الله عليه وسلم- كرامةً من الله له -صلى الله عليه وسلم- وإظهارا لمنزلته، ورحمة بالمؤمنين وبأمته خاصة، كما في حديث الشفاعة الطويل عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- عن رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وفيه (ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ).(15)
6- ومن أنواع الفتح، فتح الاستدراج
قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44]
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رضى الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ).ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الآية.(16)
لذلك ما خشي النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته الفقر وإنما خشي عليها ما يفتح لهم من زهرة الدنيا، فإما أن يتشغلوا بها عن عبادة الله وتعبيد الناس لربهم، وإما أن يتنافسوا ويتقاتلوا عليها فتهلكهم كما أهلكت من قبلهم، عن أبي سعيد الخدري -رضى الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (وَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ).(17)
الوقفة الثالثة: الآثار الإيمانية لاسم الفتاح
أولاً: محبته سبحانه والتعلق به وحده
إذا عرف العبدُ ربَّه باسمه الفتاح، فإن هذه المعرفة توجب له محبة ربه ودوام التعلق به وحده، لعلمه أن الذي بيده مقاليد كل شيء هو الله، وهو الذي بيده مفاتيح العلم والهدى والخير والرحمة والرزق، ومفاتيح ما انغلق من الأمور، فحريّ بمن يملك هذه المفاتيح ولا يملكها أحد سواه أن يُتعلق به ويُتوكل عليه فلا يرجى إلا هو، ولا يدعى إلا هو، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، قال سبحانه: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 2].
ثانيًا: الاستعداد ليوم الميعاد
لأن المؤمن يعلم يوقن بالوقوف بين يديه - عز وجل - يوم القيامة للفصل والحساب، حيث يفتح بين عباده ويحكم بينهم بالحق والعدل؛ وهذا الخوف يثمر الحذر من الظلم بأنواعه وبخاصة ظلم العباد والتعدي على حقوقهم؛ لأن الله الحكم العدل الفتاح العليم لا يُظلم عنده أحدٌ وسَيقتصُّ للمظلوم مِن ظالمه في يوم الفصل والحساب، وقد سمى الله عز وجل يوم القيامة بيوم الفتح، وذلك في قوله سبحانه: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ }[السجدة: 29].(18)
ثالثًا: الثقة في نصر الله تعالى وفتحه لعباده المؤمنين
فهو سبحانه الذي يأتي بالفتح لعباده المؤمنين وبيده النصر والتمكين، فلا يجوز بحال أن يَتطرق إلى نفس المؤمن اليأس من فتحه سبحانه ونصره إذا أبطأ {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} [المائدة: 52] فله سبحانه الحكمة من تأخير الفتح والنصر، وإذا انعقدت أسبابُ النصر وانتفت موانعه جاء نصر الله وفتحه، وحينئذ: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4 - 5].
وقد توجه الرسل - عليهم الصلاة والسلام - إلى ربهم الفتاح سبحانه أن يفتح بينهم وبين أقوامهم المعاندين فيما حصل بينهم من الخصومة والجدال: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: 15].أي: استنصرت الرسلُ ربَّها على قومها.(19)
قال نوح عليه الصلاة والسلام: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 117، 118].
وقال شعيب عليه الصلاة والسلام: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف: 89].
وقد استجاب الله سبحانه لرسله ولدعائهم ففتح بينهم وبين أقوامهم بالحق، فنجَّى الرسل وأتباعهم وأهلك المعاندين المعرضين عن الإيمان بآيات الله وهذا من الحكم بينهم في الحياة الدنيا.(20)
رابعًا: لما كان فتحه سبحانه نوعين: فتحه بحكمه الشرعي، وفتحه بحكمه القدري، فإن هذا الفهم يثمر في قلب المؤمن اغتباطه بفتحه سبحانه الشرعي الديني الذي هو شرعه على ألسنة رسله - عليهم الصلاة والسلام - وتوحيده وسؤال الله عز وجل الثبات عليه، كما أنه يثمر تفويض الأمور إلى فتحه بحكمه القدري وسؤال الله عز وجل الفتاح العليم مفاتيح الخير وما كان عاقبته خير، والاستعاذة به من مفاتيح الشر وما يؤول إليه.(21)
خامسا: الخوف من فتح الاستدراج
إذا علم المؤمن أن من أنواع الفتح فتح الاستدراج، وقف موقف المشفق من العطايا قبل البلايا لأنه لا يَدري رُبَّ عطيةٍ تحمل في طياتها رَزية، ورُبَّ بلية تحمل في طياتها عطية.
قال بعض السلف: إذا رأيتَ اللهَ يتابع عليك نِعَمَه وأنتَ مُقيمٌ على معاصيه فاحذره؛ فإنما هو استدراج منه يستدرجك به.(22)
سادسا: دوام التعرض لفتوح الفتاح في مظانها
الله هو الفتاح العليم الذي لا يغلق فتوح فضله ورحمته دون عباده لحظة واحدة، ولكن هذه الفتوح لا يحصّلها إلا مَن طلبها في مظانها، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا).(23) وأرجى ما تكون هذه الفتوح:
- في رمضان؛ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ( أَبْوَابُ السَّمَاءِ )، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ).(24)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ).(25)
- يوم الاثنين والخميس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا).(26)
- بعد زوال الشمس؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَقَالَ: (إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ).(27)
- آخر الليل؛ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ -رضى الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجَ عَنْهُ؟ ، فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ إِلَّا زَانِيَةٌ تَسْعَى بِفَرْجِهَا أَوْ عَشَّارٌ).(28)
- عند الفراغ من الوضوء، عن عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ).(29)
الوقفة الرابعة: التعبد باسم الله الفتاح
1- التمس الفتح من الفتاح
الفتح والنصر لا يكون إلا مِن الله؛ فهو الذي يفتح على عباده فالتمس منه الفتح.
قال محمد بن إسحاق بن خزيمة: كنتُ إذا أردتُ أن أصنف الشيء، أدخل في الصلاة مستخيرا حتى يُفتح لي، ثم أبتدئ التصنيف.(30)
وكان ابن تيمية يقول: ربما طالعتُ على الآية الواحدة نحوَ مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم وأقول يا مُعلِّم آدم وإبراهيم علمْنِي، وكنتُ أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأمرِّغ وجهي في التراب، وأسأل اللهَ تعالى وأقول يا معلم إبراهيم فهمني.(31)
قال ابن القيم: شهدت شيخ الإسلام قدس الله روحه إذا أعيَتْه المسائلُ واستصعبت عليه فرَّ منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللجأ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلَّما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ، ولا ريب أن مَن وفق هذا الافتقار علما وحالا، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد فقد أُعطي حظه من التوفيق، ومن حُرِمَه فقد مُنع الطريق والرفيق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.(32)
2- أزل الحواجز بينك وبين الفتح: وأعظمها الذنوب والمعاصي
قال أبو حازم سلمة بن دينار: إذا عزَم العبدُ على تَرْكِ الآثام أتتْهُ الفتوحُ من كل جانب.(33)
وقال بعض الصالحين دخلتُ على كُرْزِ بن وَبَرَة وهو يَبكي، فقلت: أتاك نعْيُ بعضِ أهلك؟ فقال: أشدُّ! فقلت: وجَعٌ يُؤلمُكَ؟ قال: أشدُّ! قلتُ: فما ذاك؟ قال: بابِي مُغْلَق وسِتْرِي مُسْبَل، ولمْ أَقرَأ حِزْبي البارحة، وما ذاك إلا بذنبٍ أحدثْتُه!.(34)
3- كن مفتاحًا للخير
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ).(35)
فعليك أن تكون مباركًا حيثُ ما كنتَ، وتظلُّ طوال الوقت تُفكِّر في أفكار وطرق لهداية الناس من حولك، وتفتيح أبواب الخير أمامهم.
4- سل ربك أن يفتح لك أبواب فضله ورحمته
ينبغي للمؤمن أن يسأل ربَّه أنْ يفتح له أبواب رحمته في كل وقت وعلى كل حال، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَو عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيّ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ).(36)
وعَنْ فَاطِمَةَ -رضى الله عنها- بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُولُ: (بِسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ)، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: (بِسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ).(37)
5- حقق التوحيد لربك والمتابعة لنبيك
أعظم المفاتيح للخير والرزق أن تُخْلِص في توحيدك لله وأن تُجرِّد متابعتك لرسوله -صلى الله عليه وسلم-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَا قَالَ عَبْدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى العَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).(38)
6- لا تيأس من تأخر الفتح وعَلِّق قلبَك بالله وحده
كن دائم التوكُّل والارتباط بمن له الأمر، ومَن خزائن الدنيا والآخرة بيده، ومقاليد السموات والأرض تحت مشيئته، وإياك واليأس والقنوط من تأخر الفتح.
قال ابن القيم: إذا رأيتَ البابَ مسدودا في وجهك، فاقنعْ بالوقوف خارجَ الدار مُستقبلا الباب سائلا مُستعطيا، فعسى؛ ولكن لا تولِّ ظهرك وتقول: ما حيلتي وقد سُدّ الباب دوني؟.(39)
وقال أيضا: لا تسأمْ مِن الوقوفِ على البابِ ولو طُردتَ، ولا تقطعْ الاعتذارَ ولو رُددتَ، فإن فتَحَ البابَ للمقبولين، فدونَكَ فاهْجُم هُجومَ الكذابين، وادخُلْ دُخولَ الطُفَيليَّةِ وابسُطْ كفَّ {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}.(40)
قال مروان العجلي: سألتُ ربي عشرين سنة في حاجة فما قضاها حتى الآن، وأنا أدعوه فيها ولا أيأس مِن قضائها.(41)
فما دام العبدُ يلحّ في الدعاء، ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء، فالله تعالى قريب من الإجابة، ومن أدمن قرعَ الباب، يوشك أن يُفتح له.(42)
- واعلم أن الفتح ليس له مكان ولا زمان فلا تدري متى وأين يأتيك الفتح
- هذا الإمام السرخسي إمام الحنفية في زمانه أملى كتابه المبسوط نحو خمس عشرة مجلداً وهو في السجن، كان محبوساً في الجُبِّ بسبب كلمة نصح قالها، وكان يُملى من خاطره من غير مطالعة كتاب وهو في الجب وأصحابه في أعلى الجب، وله كتاب في أصول الفقه وشرح السير الكبير أملاه وهو في الجب ولما وصل إلى باب الشروط حصل له الفرج فأُطلق فخرج في آخر عمره فأكمل الإملاء.(43)
- ويحكي ابن تيمية عن نفسه وهو في السجن فيقول: قد فَتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن.(44)
7- إذا فتح لك الفتاح باب خير، فسارع إليه وانتهز الفرص واحذر من الإعراض والتقاعس
إذا فتح الله لك باب خير، فرأيت في صدرك انشراحا له، وفي قلبك إقبالا فأسرع
وانتهز الفرصة ولا تتكاسل فيغلق الباب دونك فتندم وتتحسر.
يقول خالد بن معدان: إذا فُتح لأحدكم بابُ خيرٍ فليُسرع إليه، فإنه لا يَدري متى يُغلق عنه.(45)
قال ابن القيم: حذارِ حذارِ من التهاون بالأمر إذا حضر وقتُه، فإنك إن تهاونتَ به ثبَّطَك اللهُ وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبةً لك: {إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} [التوبة: 83].(46)
وقال أيضا: إن الرجلَ إذا حضرتْ له فرصةُ القربة والطاعة فالحزمَ كلّ الحزم في انتهازها والمبادرة إليها، والحذرَ من تأخيرها والتسويف بها، ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكُّنِهِ من أسباب تحصيلها، فإن العزائمَ والهمم سريعةُ الانتقاض قلَّما ثبتت؛ والله سبحانه يُعاقب مَن فَتح له بابا من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يُمكِّنُه بعدُ مِن إرادته عقوبةً له، فمَن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك.(47)
إذَا هَبَّتْ رِيَاحُك فَاغْتَنِمْهَا...فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ
وَلَا تَغْفُلْ عَنْ الْإِحْسَانِ فِيهَا...فَمَا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ
وَإِنْ دَرَّتْ نِيَاقُك فَاحْتَلِبْهَا...فَمَا تَدْرِي الْفَصِيلُ لِمَنْ يَكُونُ(48)
--
(1) اشتقاق أسماء الله (ص: 189)
(2) شأن الدعاء للخطابي(1/ 56)
(3) تفسير ابن كثير(3/ 448)
(4) شأن الدعاء للخطابي (1/ 56) وموسوعة فقه القلوب للتويجري (1/ 179)
(5) المقصد الأسنى للغزالي (ص: 86)
(6) رواه البخاري (2125) من حديث عبد الله بن عمرو -رضى الله عنهما-.
(7) شأن الدعاء للخطابي(1/ 56)
(8) رواه البخاري (4210) ومسلم (2406)
(9) تفسير الرازي (14/ 322) وتفسير البيضاوي (3/ 25)
(10) رواه أحمد (1/ 388) وصححه الألباني في إرواء الغليل (2/ 199)
(11) رواه أحمد (3/ 120) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 117)
(12) رواه أحمد (4/ 200) وصححه لغير شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند، ط الرسالة (29/ 323)
(13) رواه أحمد (4/ 240) والترمذي (3535) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 215)
(14) رواه مسلم (2759)
(15) رواه البخاري (2712) ومسلم (194)
(16) رواه أحمد (4/ 145) وجوّد إسناده الألباني في مشكاة المصابيح (3/ 1436)
(17) رواه البخاري (3158) ومسلم(2961)
(18) ولله الأسماء الحسنى- الشيخ الجليل (1/ 418)
(19) تفسير ابن كثير(4/ 484)
(20) ولله الأسماء الحسنى- الشيخ الجليل (1/ 418)
(21) ولله الأسماء الحسنى- الشيخ الجليل (1/ 419)
(22) الداء والدواء (ص: 35)
(23) رواه الطبراني في الأوسط (2856) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 4/ 512)
(24) رواه البخاري (1898) ومسلم (1079)
(25) رواه النسائي(4/ 129) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 72)
(26) رواه مسلم (2565)
(27) رواه الترمذي (478) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/ 367)
(28) رواه الطبراني (8391) و الشجري في أماليه (989) وصححه الألباني في الصحيحة (3/ 62)
(29) رواه مسلم (234)
(30) سير أعلام النبلاء (14/ 369)
(31) العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (ص: 42)
(32) إعلام الموقعين (4/ 132)
(33) سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 794)
(34) إحياء علوم الدين (1/ 356)
(35) رواه ابن ماجه (238) وابن أبي عاصم في السنة (296) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 135)
(36) رواه مسلم (713)
(37) رواه الترمذي (314) وابن ماجه (771 ) وصححه لغيره الألباني في تحقيق فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص: 71)
(38) رواه الترمذي (3590) وحسنه الألباني في تحقيق كلمة الإخلاص (ص: 60)
(39) بدائع الفوائد (3/ 226)
(40) الفوائد لابن القيم (ص: 51)
(41) الاستذكار (2/ 526)
(42) جامع العلوم والحكم (2/ 404)
(43) الفوائد البهية في تراجم الحنفية للكنوي (ص: 158)
(44) العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (ص: 44)
(45) حلية الأولياء (5/ 211)
(46) بدائع الفوائد (3/ 180)
(47) زاد المعاد (3/ 503)
(48) أدب الدنيا والدين (ص: 203)