حكم صلاة الجنازة في المسجد

حكم صلاة الجنازة في المسجد(1)

عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في المسجد فتصلي عليه. فأنكر الناس ذلك عليها، فقالت: ما أسرع ما نسى الناس ما صلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم على سهيل ابن البيضاء إلا في المسجد (2) .

وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه (3). يدل الحديثان على جواز صلاة الجنازة في المسجد. ولقد وردت الأحاديث بصلاة الجنازة على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في المسجد.

هذا ولقد خالف أبو حنيفة ومالك حيث كرها صلاة الجنازة في المسجد. والحجة عندهما حديث أبي هريرة السابق برواية( من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له) (4) وفي رواية (فليس له أجر).

وحديث أبي هريرة رواه صالح مولى التوأمة وقد اختلط بآخر عمره. وأجاب بعضهم بأن الراوي عن صالح هو ابن أبي ذئب وقد سمع منه قبل الاختلاط .

لكن الاضطراب في اللفظ بين (فلا شيء عليه – فلا شيء له- فليس له أجر) يسقط الاحتجاج ولقد أحسن النووي في المجموع فقال: أما رواية (فلا شيء له) إن صحت فتحمل على (فلا شيء عليه) كقوله تعالى ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا )الإسراء – 7  أي فعليها.

وعليه فصلاة الجنازة في المسجد جائزة وهذا رأي الجمهور وعليه عمل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم.

———-

(1) كتبت هذا حيث ورد في عدد ربيع الأول ضمن فتوى تحريم بناء القبور في المساجد أن الأحناف يكرهون صلاة الجنازة في المسجد فأردت إيضاح المسألة بذلك.

(2) رواه مسلم وأبو داود والطحاوي والنسائي وابن ماجه والترمذي.

(3) رواه أبو داود.

(4) رواية في بعض نسخ أبي داود وأحمد والطحاوي.