السؤال:
أنا كمسلم معتقد إعتقادًا تامًا أن ديني هو الصحيح والأديان الباقية جميعها باطلة، ويجب عليَّ إذا دعاني نصراني إلى دينه أن أتركه ولا أستجيب له
أليس النصراني يعقد في دينه مثل الذي أعتقد؟ وكلانا كافر بالنسبة إلى الآخر؟
ولو كنت مكانه وولدت في أسرة نصرانية لكنت سأعتقد مثل ما يعتقدون
فكيف سيدخل النصراني النار وقد ولد في أسرة كافرة وليس له ذنب في ذلك؟
الجواب:
أولا. ينبغي أن تعرف بعض المعلومات:
١ – الديانة النصرانية تنتسب كما يقولون هم إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم كان حنيفا مسلما لم يدع لله الصاحبة و الولد، وهم يقولون ذلك، و يقولون نحن موحدون لسنا مشركين لأنهم لو قالوا نحن مشركين أو نقول بثلاثة أرباب لما صحت لهم هذه النسبة.
٢ – أصل النصرانية اليهودية، فهم من اليهود، و يعتمدون الكتاب المقدس العهد القديم أصلا تشريعيا لهم و اليهود موحدون في الجملة لا يقولون بتعدد الأرباب، و لا يقولون بهذا الثالوث الذي يقول به النصارى، و هم ينتسبون لليهود في الجملة و يقولون إنها أصل ديانتهم.
٣ – العقائد النصرانية التي يتبعها النصارى مأخوذة مما يعرف بالمجامع المسكونية و حدث الانقسام الكنسي بينهم بعد مجمع خلقيدونية في القرن الرابع بعد ميلاد المسيح و في هذا المجمع و ثلاثة مجامع قبله قرر التثليث و اختلفوا حول طبيعة المسيح.
٤ – التشريع عندهم إنما أخذ من تشريعات بولس لا من العهدين القديم و الجديد.
٥ – لم يدع أحد من النصارى غير ما سبق، فهذا مجرد وصف.
٦ – عجز النصارى عن إيجاد نص صريح في العهدين فيه التصريح بربوية المسيح أو أنه أحد ثلاثة آلهة تعبد.
٧- عقيدتهم لا يسندها عقل فلا يمكن لأب بختلف في صفاته، و شخصيته عن الابن، و كذا ابن يختلف عنه، وكذا الروح القدس الذي يختلف عنهما أن يكون إلها واحدا.
٨ – فعقيدة النصارى لا تثبت بعقل صريح و لا نقل صحيح.
وكل من اقترب منها عرف ذلك.
٩- البحث على من وقع في نفسه الريب أصبح واجبا داخل عقيدته و خارجها، أما من لم يعرف عقيدته و دينه وعقله و إيمانه فليس الحديث معه كذا النصارى و اليهود ينتظرون نبيا يكون في آخر الزمان موصوف في كتبهم و على الرغم من تحريفها فالأوصاف ما زالت موجودة في هذه الكتب فذلكم الفرق.
أما الذي يعذر بجهله فهم أهل الفترة الذين لا يعرفون دينا و ليست فيهم بقايا دين يمكنهم أن يهتدوا به إلى الحق.