بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يجب على كل مسلمٍ أن يؤمن بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله الكرام لهداية الناس. والإيمان بالكتب السماوية أحدُ أركان الإيمان الست، ولا يصح إيمان العبد إلا بها، والإيمان بالكتب السماوية ثابتٌ بالكتاب والسُّنة وإجماع الأمة.
أولاً: القرآن الكريم:
(1) قال الله تعالى:( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة :285)
(2) وقال سبحانه:( الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (آل عمران:4:1)
(3) وقال جَلَّ شأنه:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد:25)
ثانياً: السُّنة :
روى مسلمٌ عَنْ عُمَر بْنِ الخطاب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (وذلك في حديث سؤال جِبْرِيل) أنَّ جِبْرِيلَ قَالَ للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ, وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. (مسلم حديث:1)
ثالثاً: الإجماع :
أجمع أهل العلم على وجوب الإيمان بجميع الكتب السماوية، وأنه ركن من أركان الإيمان الست، وأن منكر الكتب السماوية كافرٌ وخارجٌ عن مِلة الإسلام وذلك بعد إقامة الحجة عليه .
وَالْإِيمَانُ بِكُتُبِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَجِبُ إِجْمَالًا فِيمَا أَجْمَلَ وَتَفْصِيلًا فِيمَا فَصَّلَ, فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كُتُبِهِ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَالْإِنْجِيلَ عَلَى عِيسَى وَالزَّبُورَ عَلَى دَاوُدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:(وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا) (النِّسَاءِ: 163) وَالْقُرْآنَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, وَذَكَرَ صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى, وَقَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنِ التَّنْزِيلِ عَلَى رُسُلِهِ مُجْمَلًا . (معارج القبول لحافظ حكمي جـ2صـ80)
قالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) (النِّسَاءِ: 136)
وَقَالَ سبحانه: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (الْبَقَرَةِ: 136)
وَقَالَ سبحانه مخاطباً نبيه مُحَمَّداً، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (الشُّورَى: 15)
تحريف أهل الكتاب للكتب السماوية:
أن الله تعالى لما أمَرنا بالإيمان بالكتب السماوية السابق، أمَرنا بالإيمان بها على ما أنزل الله تعالى، وبالصورة الصحيحة التي نزلت على رسل الله تعالى، وليس المقصود بالإيمان بالكتب السماوية:أن نؤمنَ بما في أيدي الناس الآن من الكتبِ الـمُحَرَّفَةِ، لأن أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، قد بدلوا وغيروا كتبهم السماوية بعد رسلهم، وقد أثبت الله تعالى هذا التحريف في القرآن الكريم. (العقيدة الصافية لسيد عبد الغني صـ86)
(1) قال سبحانه:(مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ) (النساء:46)
وقال جلَّ شأنه:(وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) (المائدة:41)
(2) وقال جَلَّ شأنه:( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78)
قال الإمامُ ابنُ كثير (رحمه الله): يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللَّهِ، أَنَّ مِنْهُمْ فَرِيقًا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَيُبَدِّلُونَ كَلَامَ اللَّهِ وَيُزِيلُونَهُ عَنِ الْمُرَادِ بِهِ، لِيُوهِمُوا الْجَهَلَةَ أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ كَذَلِكَ، وَيَنْسُبُونَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا وَافْتَرَوْا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.(تفسير ابن كثير جـ3صـ97)
(3) وقال تعالى:( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) (المائدة:13)
القرآن الكريم ناسخ لجميع الكتب السابقة:
يجب على كلِّ مُسْلِمٍ أن يؤمنَ بأن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية إلى قيام الساعة، وهو ناسخ لجميع الكتب السماوية السابقة.
(1) قال الله تعالى:( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) (المائدة:48)
(2) وقال سبحانه:( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (الفرقان:1)
(3) وقال جل شأنه:( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) (الأعراف:158)
(4) وقال تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ:28)
الله تعالى يتولى حفظ القرآن :
كانت الكتب السماوية السابقة تنزل خاصة بأهل زمان مُحَددٍ، ولم يتعهد الله تعالى بحفظ هذه الكتب، ولذا أصابها التحريفُ والتَّغْيِيرُ.وأما القرآن العظيم فقد تَكَفَّلَ سبحانه بحفظه إلى أن يرفعه. قال سبحانه:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
قال الإمامُ ابنُ كثير (رحمه الله): قَرَّرَ تَعَالَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ الذِّكْرَ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، وَهُوَ الْحَافِظُ لَهُ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ. (تفسير ابن كثير جـ8 صـ246)
الإيمان بالرسل
الإيمان برسل الله تعالى من أصول عقيدة أهل السُّنة والجماعة، وهو أحدُ أركان الإيمان الست، ولا يصح إيمان العبد إلا بالإيمانِ بهم جميعاً.
الفرق بين الرسول والنبي:
الرَّسُولُ: كُلُّ ذَكَرٍ مِن بني آدم أوحى اللهُ تعالى إليه بشرعٍ وأمَرَه بتبليغه، مثل، نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
النَبِيُّ: كُلُّ ذَكَرٍ مِن بني آدم أوحى اللهُ سبحانه إليه بأمْرٍ واختصه به دون غيره، ولم يأمره الله بتبليغه للناس , مثل: يُوشع بن نون صاحب موسى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
فَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ، وَليْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولٌ . (معارج القبول لحافظ حكمي جـ2صـ81)
معنى الإيمان بالرسل:
هو الإيمان الجازم بأن الله تعالى اصطفى هؤلاء الرسل الكرام، وخصهم برسالاته وجعلهم واسطة بينه سبحانه وبين الناس، ونؤمن بأن هؤلاء الرسل قد بلغوا رسالات ربهم، وأنهم قد أدوا الأمانة ونصحوا لأممهم، وأقاموا الحجة الواضحة عليهم. (معارج القبول لحافظ حكمي جـ2صـ82)
الإيمان بالرسل ثابتٌ بالكتاب والسُّنة وإجماع الأمة.
أولاً: القرآن الكريم:
(1) قال الله تعالى:( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة :285)
(2) وقال سبحانه:(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل:36)
(3) (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء:136)
(4) وقال جَلَّ شأنه: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر:24)
ثانياً: السُّنة :
روى مسلمٌ عَنْ عُمَر بْنِ الخطاب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (وذلك في حديث سؤال جِبْرِيل) أنَّ جِبْرِيلَ قَالَ للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ, وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. (مسلم حديث:1)
وروى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ (الإخوة لأب)، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ.»(مسلم حديث: 2365)
ثالثاً: الإجماع :
أجمعَ أهلُ العِلْمِ على وجوب الإيمان بجميع رُسُلِ الله تعالى، وأنه ركنٌ من أركان الإيمان الست، وأن منكر الرسل كافرٌ وخارجٌ عن مِلة الإسلام وذلك بعد إقامة الحجة عليه .
عدد الأنبياء والرسل:
إن الله تعالى أرسل عدداً كبيراً من الأنبياء والرسل، منهم من ذكرهم الله في كتابه ومنهم من لم يذكرهم.
قال تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء:164)
وقال سبحانه:(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (غافر:78)
ذَكَرَ اللهُ تعالى في كتابه خمسة وعشرين رسولاً، ذكر منهم ثمانية عشر رسولاً في سورة الأنعام.
قال سبحانه:(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) (الأنعام:86:83)
وذّكَرَ تعالى سبعة رسل في سور متفرقة وهم:آدم، وإدريس، وهود، وصالح، وشعيب، وذو الكفل، ومحمد، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أجمعين.
وأولو العزم من الرسل خمسة وهم:نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أجمعين(تفسير ابن كثير جـ13صـ56)
وذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن الكريم.
قال الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) (الأحزاب:7)
وقال سبحانه:( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (الشورى:13)
الإسلام دين جميع رسل الله:
الإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين وإن اختلفت شرائعهم وأحكامهم، فجميعهم متفقون على الأصل الأول وهو: التوحيد والإسلام.
(1) أخبر سبحانه عن نوح قوله:(وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (يونس:72)
(2) وأخبر تعالى عن إبراهيم قوله: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (البقرة:131)
(3) وقال جل شأنه:(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) (يونس:84)
(4) وأخبر سبحانه عن حواري عيسى(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) (المائدة:111)
الكفر بنبي يعني الكفر بجميع الأنبياء :
الإيمان بجميع الأنبياء واجبٌ، فمن كفر بنبي فقد كفر بجميع الأنبياء والمرسلين.
(1) قال تعالى:(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:105)
قال الإمامُ ابنُ كثير(رحمه الله): يَتَنَزَّلُ تَكْذِيبُهُمْ لَنُوحٍ بِمَنْزِلَةِ تَكْذِيبِ جَمِيعِ الرُّسُلِ.(تفسير ابن كثير جـ10صـ357)
(2) وقال سبحانه:(كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:123)
(3) وقال تعالى:( كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:141)
(4) وقال جل شأنه:(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:160)
(5) وقال سبحانه:(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) (القمر:33)
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب العلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .