جاء في حديث صلاة الكسوف في العدد الماضي أن كسوف الشمس كان يوم مات إبراهيم عليه السلام – ابن النبي – صلى الله عليه وسلم – ونحب أن نعرف به ، وذلك يدعونا أن نبين أن غزوة الحديبية أنزل الله تعالى في شأنها قوله: ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) [ الفتح :1].
وكان خروج النبي – صلى الله عليه وسلم – إليها بسبب ما رآه في نومه وهو بالمدينة أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام وأخذ مفاتيح الكعبة وطافوا واعتمروا وحلق ، وحلق بعض أصحابه وقصر بعضهم ، ففرح المسلمون بهذه الرؤيا وتجهزوا للعمرة ، فخرجوا إليها ، وكان خروجهم في يوم الاثنين غزة ذي القعدة للعام السادس من الهجرة ، وخرجت معهْ زْوجته أم سلمة ، وأحرموا بالعمرة من ذي الحليفة فصدته قريش عن العمرة ، وأبرموا معه صلحًا تعسف المشركون في بنوده ، وقبل النبي – صلى الله عليه وسلم – على حزن من المسلمين ، فعلمهم النبي – صلى الله عليه وسلم – حكم من أحصر في العمرة أو الحج فنحروا هدي الإحصار.
فكانت هذه الهدنة فتحًا عظيمًا مبينًا للمسلمين ، فلما رجع النبي – صلى الله عليه وسلم – منها في ذي الحجة من العام السادس للهجرة ، فمكث بالمدينة عشرين ليلة أو قريبًا منها ، ثم خرج في المحرم من العام السابع إلى خيبر ففتحها ، .
أما هذه الليالي العشرين التي مكثها النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة فغزا فيها ( ذا قَرَد) التي صد بها غارة من بني فزارة كانت أغارت على إبل ورعاة للمسلمين ، وكان ذلك قبل خيبر بثلاث ليال .
وفي هذه الليالي العشرين بالمدينة خطب النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه على منبره ، فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ، ثم قال : ( أما بعد … أيها الناس إن الله قد بعثني رحمة وكافة، فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى بلاد الأعاجم ، فلا تختلفوا كما اختلف بنو إسرائيل على عيسى ابن مريم ) ، فقالوا : وكيف اختلفوا ؟ قال : ( دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه ، فأما من بعثه مبعثًا قريبًا فرضي وسلم ، وأما من بعثه مبعثًا بعيدًا فكره وجهه وتثاقل ) ، فقال المهاجرون : يا رسول الله إنا لا نختلف عليك في شيء أبدًا فمرنا وابعثنا ، فنقش النبي – صلى الله عليه وسلم – خاتمًا من فضة ، جعل نقضه ( محمد رسول الله ) ، وكتب كتبًا للملوك ، ختمها وأرسل مع كل رسالة رسولاً ، فبعث رسله فخرجوا في ذي الحجة ، فبعث إلى النجاشي ملك الحبشة بكتاب مع عمرو بن أمية الضمري ، وبعث إلى كسرى بكتاب مع عبد الله بن حذافة السهمي ، وأمره أن يذهب إلى عظيم البحرين ليدفعه إلى كسرى ، وبعث برسالة إلى هرقل (القيصر ) ملك الروم مع دحية بن خليفة الكلبي ، أمره أن يدفعه إلى حاكم بصرى ليوصله إلى هرقل ، وبعث إلى المنذر بن ساوي حاكم البحرين بكتاب مع العلاء بن الحضرمي ، وبعث بكتابة إلى هوذة بن علي ملك اليمامة ، وأرسله مع سليط بن عمرو العامري ، وبعث بكتابه إلى الحارث بن أبي شمس الغساني أمير دمشق مع شجاع بن وهب الأسدي ، وبعث بكتاب إلى جيفر ملك عمان ، وأخيه عبد ، ابني الجلندي ، وبعثه مع عمرو بن العاص ، وبعث إلى جبلة بن الأيهم الغساني ، وإلى الحارث بن عبد كلال الحمري ملك اليمن .
أما مصر فكان ملكها ( المقوقس ) ، واسمه جريج بن متى ، وبعث النبي – صلى الله عليه وسلم – له برسالة مع حاطب بن أبي بلتعة .
فكتب النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المقوقس ملك مصر والإسكندرية رسالة جاء فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله ، إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت ؛ فإن عليك إثم القبط : ( يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُون ) [ آل عمران : 64] ، وبعث بالكتاب مع حاطب بن أبي بلتعة ، فلما دخل عليه قال له : إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى ، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ، فانتقم به ، ثم انتقم منه ، فاعتبر بغيرك ، ولا يعتبر غيرك بك ، فقال : إن لنا دينًا لن ندعه إلا لما هو خير منه ، فقال حاطب : ندعوك إلى دين الله وهو الإسلام ، الكافي به الله، فَقْدَ ما سواه ، إن هذا النبي دعا الناس ، فكان أشدهم عليه قريش ، وأعداهم له اليهود ، وأقربهم منه النصارى ، ولعمري ما بشارة موسى بعيس إلا كبشارة عيس بمحمد ، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوارة إلى الإنجيل ، وكل نبي أدرك قومًا فهم من أمته ، فالحق عليهم أن يطيعوه ، وأنت ممن أدركه هذا النبي ، ولسنا ننهاك عن دين المسيح ، ولكنا نأمرك به ، فقال المقوقس : إني قد نظرت في أمر هذا النبي ، فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ، ولا ينهى عن مرغوب فيه ، ولم أجده بالساحر الضال ، ولا الكاهن الكاذب ، ووجدت معه آية النبوة ، بإخراج الخبء ، والإخبار بالنجوى ، وسأنظر وأخذ كتاب النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فجعله في حُقٍّ من عاج ، وختم عليه ودفعه إلى جارية له ، ثم دعا كاتبًا له يكتب بالعربية ، فكتب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى محمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط ، سلام عليك ، أما بعد : فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه ، وما تدعو إليه ، وقد علمت أن نبيًّا بقي ، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك ، وبعثت لك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم ، وبكسوة ، وأهديت إليك بغلة لتركبها ، والسلام عليك .
ومن جملة ما ذكره حاطب – رضي الله عنه – في بعثه إلى المقوقس أنه قال : فجئته بكتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فأنزلني في منزله ، وأقمت عنده ، ثم بعث إليَّ وقد جمع بطارقته ، وقال : إني سائلك عن كلام فأحب أن تفهم عني ، قال : قلت : هلم ، قال : أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي ؟ قلت : بلي ، هو رسول الله ، قال : فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها ؟ قال : فقلت : عيسى ابن مريم أليس تشهد أنه رسول الله ؟ قال : بلى ، قلت : فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألا يكونن دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله إلى السماء الدنيا ؟ فقال لي : أنت حكيم قد جاء من عند حكيم .
خرج حاطب بن أبي بلتعة – رضي الله عنه – من مصر عائدًا إلى المدينة ، وهو في الطريق أخذ يدعو الرفقة التي معه ، وهم : ( مارية وسيرين ) ، وعبد اسمه ( مأبور ) يدعوهم إلى الإسلام ، فأسلمت مارية وسيرين في الطريق ، بينما تأخر إسلام مأبور ، فلم يسلم إلا بعد أن وصل إلى المدينة ، فكان وصولهم إلى المدينة في المحرم من العام السابع ، واختار النبي – صلى الله عليه وسلم – لنفسه مارية المصرية ( القبطية ) ، فكانت من سراريه ، وكانت جميلة، وصارت ذات دين وعبادة ، يطؤها بملك اليمين ، فولدت له غلامًا سماه ( إبراهيم ) ، وكان مولده في شهر ذي الحجة من العام الثامن للهجرة ، وبشره بمولده أبو رافع ، وكان زوجًا لقابلته ( سلمى ) ، فرح النبي – صلى الله عليه وسلم – بمولده فرحًا عظيمًا ، وأرضعته ( أم سيف ) امرأة قين ( حداد بالمدينة ) ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يزوره ويحمله ، قال أنس بن مالك – رضي الله عنه – : ( ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، كان إبراهيم مسترضعًا في عوالي المدينة ، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وأنه ليدخن ، وكان ظئره قينًا ( أن أي زوج المرضعة كان حدادًا له كير يملأ بيته دخانًا لعمله ذلك ) .
فلما كان اليوم الذي مات فيه إبراهيم – عليه السلام – خرج حتى جاء بيت أبي سيف وأخذ الغلام على يديه ، فإذا هو يجود بنفسه ، فبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فقال عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : ( يابن عوف إنها رحمة ، إن العين لتدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) ، وقال أيضًا : ( لولا أنه أمر حق ووعد صدق ، وإن آخرنا سيلحق أولنا ؛ لحزنَّا عليك حزنًا أشد من هذا ) ، ثم غُسل وكفن ، وصلى عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ، ودفن بالبقيع إلى جوار عثمان بن مظعون – رضي الله عنه – وكان عمره يوم مات ستة عشر شهرًا ، وقيل : ثمانية عشر شهرًا .
وكان كسوف الشمس في هذا اليوم الذي مات فيه إبراهيم – عليه السلام – والشمس قدر رمحين أو ثلاثة ، أي في الصباح ، والمتأمل يرى أن الوقت من خروج النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى العوالي ، ثم شهوده موت ابنه إبراهيم ، ثم غسله والصلاة عليه ودفنه ، وكسوف الشمس وهي قدر رمحين أو ثلاثة ، هذا الوقت كأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أدرك كسوف الشمس حال الدفن ، فرجع فمر بين الحِجْر مسرعًا كما جاء في الحديث ، ثم أمر من ينادي : ( الصلاة جامعة ) ، ثم صلى تلك الصلاة الطويلة ، وخطب هذه الخطبة البليغة ، فلم يمنعه حزنه الشديد على إبراهيم – عليه السلام – من الصلاة والخطبة والبيان .
وحديثنا في هذا العدد في ( باب السنة ) ، إنما هو تعقيب على وقوع الكسوف للشمس يوم موت إبراهيم – عليه السلام – وشهود النبي – صلى الله عليه وسلم – لموته ، ثم غسله ، ثم الصلاة عليه ، ثم دفنه ، ثم كسوف الشمس ، كل ذلك ولا يزال الوقت ضحى عند كسوف الشمس ، وهي قدر رمحين أو ثلاثة ، وإنما أقصد بهذا الحديث أن أعرف بمسائل :
– الأولى : عظم النبي – صلى الله عليه وسلم – بارتفاعه فوق الأعراض البشرية إذا ظهر أمر شرعي ، فهو بين حزنه وبكائه على موت ولده وكسوف الشمس ، وقول الناس : كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقدم الأمر الشرعي على العَرَض البشري .
– الثانية : حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – حياة دعوة كاملة ، فمع مكث النبي – صلى الله عليه وسلم – في أمر الحديبية من خروجه إلى عودته حول الأربعين يومًا لما عاد إلى المدينة مكث قريبًا من عشرين ليلة كان فيها الكثير من المسائل الهامة :
1- خطبته في أصحابه ، ودعوته إياهم إلى القيام بواجب الدعوة ، وإرسالهم إلى ملوك الدنيا، وتدبيره لهؤلاء الرسل الذين استطعنا أن نحصي منهم عشرة ، كل ذلك في الأيام القليلة التي كانت بعد رجوعه من الحديبية حتى بلغ بعضهم إلى وجهته في ذي الحجة ولم يدخل عليه المحرم إلا وهو في طريق عودته ، كما ظهر ذلك في بعثه حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس.
2- أن أهل المدينة كانوا في جهاد مستمر ، حيث أغارت بنو فزارة على إبل بالمدينة ؛ واستطاعوا أن يقتلوا الراعي ، ويأسروا امرأة ، ويأخذوا الإبل ، وقد ظهر بحديث مسلم شجاعة سلمة بن الأكوع ، الذي هزم القوم وحده ، وقام بعمل بطولي ، فكان خروج النبي – صلى الله عليه وسلم – إنما هو لمطاردة من قاموا بهذه الغارة ، وأن ذلك كان قبل خروجهم إلى خيبر بثلاثة أيام .
3- أنه في المحرم بعد رجوعه – صلى الله عليه وسلم – من الحديبية كان خروجه لغزوة خيبر ، وهي من الغزوات الكبار ، وكانت هي التي قال الله تعالى في حقها : ( وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ …. ) [ الفتح : 20] .
– الثالثة : تصحيح بعض المفاهيم حول ( مارية القبطية ) ، حيث أن لفظة القبطية معناها المصرية ، وليست اسمًا لدين معين ، وأنها أسلمت بدعوة حاطب بن أبي بلتعة لها قبل وصول المدينة ، وأنها كانت ذات دين ، حتى إنها لما ماتت في خلافة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان يحشد الناس للصلاة عليها لدينها ، وبيان أنها لم تكن زوجة للنبي – صلى الله عليه وسلم – ، وإنما كانت ملك يمين ، وأن للإماء والعبيد في الإسلام نظام جميل دقيق ، يدل بذاته على العزة والرحمة ، وأن نظام الرق في الإسلام يبقى رمز فخر للإسلام دينًا ، وللمسلمين تاريخًا ، ونأسف كثيرًا عندما يغزونا من لا يعرف رحمة ولا إنسانية ، فيصور لنا نظام الرق على أنه تخلف ورجعية ، فيوافق ذلك فراغ قلب من علوم الإسلام ، فيفلح الغزاة في خبثهم ؛ وتأثيرهم لعدم عنايتنا بتعلم أمر ديننا ، والتعرف على محاسنه .
– الرابعة : ذكر الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة ، وبيان حكمته وعقله ورجاحته وشجاعته ونفوذه إلى مصر لدعوة المقوقس وجميل الحوار معه ، ودعوته للوفد الذين معه في هدية المقوقس إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ، حتى أسلمت مارية وسيرين ، والناس لا يعلمون عن حاطب – رضي الله عنه – إلا أنه أرسل رسالة إلى عظماء قريش يفشي فيها سر النبي – صلى الله عليه وسلم – بشأن فتح مكة ، فلما أرسل النبي – صلى الله عليه وسلم – ما جاء بالرسالة ، وحدَّث حاطبًا ؛ اعتذر ، فقبل النبي – صلى الله عليه وسلم – عذره ، وأنزل الله عز وجل قوله : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) [ الممتحنة : 1] ، فكانت من مناقب حاطب أن خاطبه رب العزة سبحانه بقوله : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا) [ الممتحنة : 1] ، نفيًا للنفاق ، وإثباتًا للإيمان ، وتأكيدًا لقبول العذر ، وتعليمًا له ، ولمن بعده .
وحاطب بن أبي بلتعة من المبشرين بالجنة ، فلقد أخرج مسلم في ( صحيحه ) في فضائل أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – باب من فضائل حاطب ، حديث جابر بن عبد الله أن عبدًا لحاطب جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يشكو حاطبًا ، فقال : يا رسول الله ليدخلن حاطب النار ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( كذبت لا يدخلها ، فإنه شهد بدرًا والحديبية) .
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم .