صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }، وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بقظٍ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعوف ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله ويفتح بها أعينًا عميًا وأذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا.
هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في موضعين أولهما في كتاب البيوع باب “كراهية السَّخب في الأسواق” برقم (2125)، وثانيهما في كتاب التفسير باب: “إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا” برقم (4838) كما أخرجه أيضًا في الأدب المفرد، وأخرجه الإمام أحمد في المسند 2/174، برقم (6622).
راوي الحديث
هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعيد بن سعد بن سهم.
قال الإمام الذهبي: الإمام الحبر العابد صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو نصر القرشي السهمي، وأمه هي رائطة بنت الحجاج بن منبه السهمية، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها. ثم قال: وقد أسلم قبل أبيه فيما بلغنا، ويقال: كان اسمه العاص، فلما أسلم غيره النبي بعبد الله.
وله مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل، حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا جمًا يبلغ ما أسند سبعمائة حديث، اتفق له الشيخان على سبعة وانفرد البخاري بثمانية ومسلم بعشرين، وقد روي أيضًا عن أبي بكر وعمر ومعاذ، وسراقة بن مالك وأبيه عمرٍو وعبد الرحمن بن عوف وأبي الدرداء وطائفة، وعن أهل الكتاب، وأدمن النظر في كتبهم، واعتنى بذلك.
روى أحمد بإسناد منقطع عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “نِعْم أهُلُ البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله”. ورُوي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: جمعت القرآن فقرأته في ليلة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : “اقرأه في شهر”. قلت: يا رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: “اقرأه في عشرين”. قلت: دعني أستمتع، اقرأه في سبع ليالٍ”، قلت: دعني أستمتع. قال: فأبى. [رواه النسائي، وأصله في الصحيحين].
قال الذهبي: وصح أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تنزل معه إلى ثلاث ليالٍ، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث. أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
ثم قال الذهبي: هذا السيد العابد الصاحب كان يقول لمَّا شاخ (أي كبرتْ سنه): ليتني قبلت رخصته صلى الله عليه وسلم ، وكذلك قال له عليه السلام في الصوم، ومازال يناقصه حتى قال له: “صُمْ يومًا وأفطر يومًا، صوم أخي داود عليه السلام”. وأخرج البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر حديثًا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب. وكانت له صحيفة كتبها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يسميها: الصادقة.
شرح الحديث
أولاً: المفردات:
أجل: حرف جواب كَنَعَمْ
شاهدًا: الذي يؤدي الشهادة أي شهد لأمته أو يشهد على الأمم السابقة، والشاهد: الدليل.
مبشرًا: المُبشِّرُ الذي يعد بالثواب وبالخير المفرح.
نذيرًا: أي منذرًا ومعلمًا ومحذرًا الناس عذاب الله ومخوفهم إياه.
حرزًا: الحرز الحصن أو المكان المنيع يُلجأ إليه.
الأميين: أي العرب.
فظ: الفظ: الجافي المسيء، أو سيئ الخلق.
غليظ: الغليظ القاسي.
سخاب: السَّخَبُ والصَّخَبُ: الضجة واضطراب الأصوات للخصام.
يدفع بالسيئة السيئة: لا يعامل المسيء بإساءته بل يحسن إليه.
يعفو ويغفر: العفو عدم المؤاخذة على الذنب، والمغفرة ستر الذنوب ومحوها.
الملة العوجاء: أي ملة الكفر والشرك.
أعينا عميا: أي الأعين التي عميت من تشربها للباطل والكفر والشرك.
آذانًا صمًا: أي التي درجت على سماع الباطل واللغو واللهو.
قلوبًا غلفًا: أي التي لا تعقل الحق ولا تأخذ به.
ثانيًا: معنى الحديث:
لقد كان الصحابة والتابعون حريصين على معرفة وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة بعد معرفتهم لصفته صلوات الله وسلامه عليه في القرآن الكريم، وذلك مما يزيد في إيمانهم وحبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم ولإقامة الحجة على أهل الكتاب الذين بشرت كتبهم نبي الإسلام نبي آخر الزمان، فكانوا يسألون من كان عنده علم من الكتب السابقة عما نيط من بشارة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو وصف له، ومن ذلك سؤال عطاء بن يسار رحمة الله عليه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وذلك أن عبد الله بن عمرو كان يقرأ التورأة، فأخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم موصوف في التوراة ببعض ما وصف به في القرآن، ولقد وصف صلى الله عليه وسلم في القرآن بأوصاف كثيرة منها:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46].
وقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ}، وقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 138]، وقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي جاء بها وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، أما في التوراة فقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم وصفه بأنه شاهد يشهد لأمته ويشفع لهم أو شاهد على الأمم السابقة أن رسلهم قد بلغوهم، ومبشرًا للمؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيرًا وجنة عرضها السماوات والأرض، ونذيرًا للكافرين بأن لهم عذابًا أليمًا وعذابًا عظيمًا وعذابًا مهينًا خالدين فيه أبدًا، وأنه حرز أي حصن للعرب، وأمان لهم من العذاب في الآخرة والخسف في الدنيا، ثم قال الله عز وجل له: أنت “عبدي ورسولي”، وبهذين الوصفين وصف في القرآن الكريم، فقد وصف بالعبودية في أشرف المقامات كالإسراء وإنزال الكتاب عليهم وما ناداه الله تعالى إلا بوصف النبوة أو الرسالة على خلاف ما جاء من نداء غيره من الرسل، فكلٌّ قد نودي باسمه، وسماه الله تعالى المتوكل أي الذي حقق صفة التوكل على الله عز وجل على حقيقتها، ثم نفى عنه الفظاظة والغلظة وهذا يستلزم أنه رءوف رحيم، حتى بغير المسلمين، فقد كان حريصًا على دخول الناس في الإسلام من أجل نجاتهم من النار وفوزهم بالجنة، كما نفى عنه الصخب في الأسواق، ونفى الصخب لا ينفي دخول السوق ولا الاتجار بها ولكن المقصود الصخب الذي فيه اختلاف ومنازعات وكذب وتزوير وغش وترويج للسلع بالحلف الكاذب، ثم وصف صلى الله عليه وسلم بأنه لا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يدفعها بالحسنة كما أمره ربه تبارك وتعالى، وقد أوصى صلى الله عليه وسلم أمته كما جاء في الحديث: “وأتبع السيئة الحسنة تمحها...”، وإنما سيماه العفو والصفح أو العفو والمغفرة، ولقد كان صلى الله عليه وسلم لا يعاقب على السيئة ولكن يعفو ويصفح، ولا سيما ما كان في حقه، وما غضب لنفسه ولا انتقم قط إلا أن تنتهك حرمات الله عز وجل فإنه حينئذ لا يقوم لغضبه شيء كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ثم قال في حديثه كما جاء في التوراة: ولن يغبضه الله حتى يقيم الملة العوجاء، والملة العوجاء هي ملة الكفر والشرك والجاهلية، فيها عبادة غير الله تعالى وتوجه إلى الأصنام والأوثان استغاثة واستعاذة وتوكلاً ودعاء وتوسلاً وتبتلاً، إلى غير ذلك، وإقامتها تقويمها حتى يصل إلى الطريق القويم والصراط المستقيم، والهداية إلى دين الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده، ولقد فُسِّر إقامة الملة العوجاء بقول: لا إله إلا الله، وهي كلمة التوحيد، وعهد الإخلاص وميثاق الإيمان بوحدانية الله تبارك وتعالى فإذا قال الناس: لا إله إلا الله فقد وحدوا الله تعالى فانفتحت أعينهم على الحق وكذلك الأعين والقلوب، فلا ترى إلا الحق ولا تسمع غير الحق، ولا تعقل سوى الحق، فتحيى لله وبالله متوكلة على الله.
هذا، ولقد جاء هذا الحديث عن عبد الله بن سلام أيضًا يرويه عنه عطاء بن يسار أخرجه الدارمي في سننه في المقدمة في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب قبل مبعثه، وقال عقبه: قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعبًا يقول مثل ما قال ابن سلام. وأخرج الدارمي أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأل كعب الأحبار: كيف تجد نعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في التوراة؟ فقال كعب: نجده محمد بن عبد الله، يولد بمكة، ويهاجر إلى طابة، ويكون ملكه بالشام، وليس بفحاش ولا صخاب في الأسواق، ولا يكافئ بالسيئة السيئة، لكن يعفو ويغفر، أمته الحمادون، يحمدون الله في كل سراء وضراء، ويكبرون الله على كل نجد يوضئون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم، يَصُفُّون في صلواتهم كما يَصُفُّون في قتالهم دويهم في مساجدهم كدوي النحل، يسمع مناديهم في جو السماء، ثم إن الدارمي ساق روايتين أخريين عن كعب تختلف ألفاظهما عن ذلك اختلافًا يسيرًا، وهي متقاربة المعنى، لكننا نجد في روايات كعب الثلاث وصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وصفه، فلقد جاء وصفهم أنهم حمادون أي كثيرو الحمد لله رب العالمين، فهم يحمدون الله على السراء والضراء ويحمدونه في كل منزلة، إن أصابتهم سراءُ شكروا الله فحمدوه، وإن أصابتهم ضراء صبروا على أقدار الله فحمدوه، بل إنهم يحمدون الله تعالى في صلواتهم فمن صلى الفرائض حمد الله في كل ركعة من صلواته فحمد الله سبع عشرة مرة، فإذا حافظ على ثنتي عشرة ركعة وثلاث الوتر فهذه خمس عشرة تحميدة تضاف إلى سبع عشرة فيكون العدد اثنتين وثلاثين تحميدة، فإذا حمدوا الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين فهذه خمس وستون ومائة تحميدة تضاف إلى ثنتين وثلاثين لتصبح سبعا وتسعين ومائة تحميدة في اليوم، هذه المرتّبة بخلاف الطارئة في السراء والضراء، فلذلك استحقت الأمة هذا الوصف أنهم الحمادون، ويكبرون الله تعالى على كل نجد أو على كل شرف أي على كل مرتفع، وذلك جاء في السنة أنهم كانوا إذا عَلْوا شرفًا كبروا وإذا نزلوا واديًا سبحوا، ثم وصفوا بوصف آخر وهو أنهم يوضئون أطرافهم، والوضوء للأطراف للوجه واليدين والرأس والرجلين، ويأتزرون في أوساطهم، وهذا من الستر أي يسترون أوساطهم أو أنصافهم كما جاء في رواية أخرى لكعب الأحبار، ثم وصفوا بوصف آخر وهو أنهم يَصُفُّون في صلواتهم كما يصفون في قتالهم، أما صف الصلاة فيطلب منهم تسوية الصفوف، ولقد ورد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما كان يدخل في الصلاة إلا بعد أن يتأكد من تسوية الصفوف خلفه، وأما صف القتال، فقد قال الله تعالى في سورة سماها سورة الصف لذكر صف القتال فيها قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف:4]، ولقد جمع الله لهم بين الشدة في القتال وبين الصلاة في القرآن الكريم، كما بين أن ذلك وصفهم في التوراة والإنجيل، حيث قال: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ}.
ثم جاء الوصف بعد ذلك بأنهم لهم دوي في مساجدهم بذكر الله تعالى وقراءة القرآن مثل دوي النحل، ووصفوا أخيرًا بأن لهم مناديًا ينادي بالصلاة، وهذا جاء في التوراة، توراة موسى عليه الصلام والسلام، ومعلوم أن اليهود كان لهم بوق يعلنون به عن صلاتهم، وبعدهم النصارى فلهم جرس ينادون به لصلاتهم، وأما هذه الأمة لهم مؤذن ينادي بالصلاة، وصوته يسمع في جو السماء.
ثالثًا: من فوائد الحديث:
1- أن رسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله حقًا، وأن ذلك ثابت بالكتب السابقة.
2- أن الله عز وجل أخبر عن وصف رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل.
3- أن القرآن حق من عند الله، وأنه جاء مصدقًا لما بين يديه من الكتب السابقة ومهيمنًا عليها.
4- أن أحبار اليهود وعلماء النصارى محجوحون بكتبهم التي جاء النص فيها على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه يجب عليهم أن يؤمنوا به ويتبعوه.
5- أن أحبار اليهود وعلماء النصارى يعرفون أن محمدًا حق، وأن القرآن حق، وأن الإسلام حق، كما يعرفون أبناءهم، وأنهم يكتمون حقًا هم يعلمونه.
6- أن هذه الأمة- أمة محمد صلى الله عليه وسلم - خير أمة أُخرجت للناس، وأنهم موصوفون بأعز الأوصاف وأحسنها في الكتب السابقة، فمن انتقصها حقها من الأمم السابقة فقد كذبوا رسلهم ووحي الله تعالى إليهم.
نسأل الله تعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.