الأصابع الخفية (1)

الحمد لله … والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد .

فإن السياسة العالمية وكذلك النظام العالمي الجديد يرتكزان على النفاق وسوء الأخلاق؛ إذ إن السياسة المعاصرة لا يمكن أن تلتقي أو تجتمع مع الأخلاق الفاضلة !! وثمة علامات استفهام كثيرة في أمور شتى قد لا يعرف لها المسلم المعاصر تفسيرًا ولا تأويلاً !

وأحداث كثيرة تقع في مجتمعنا وفي العالم من حولنا يكتنفها الغموض الشديد ! ونكسة عظيمة في بلاد الإسلام مقرونة بالإصرار على الباطل ، والإعراض عن الحق !

والكثير من الناس على عقيدة باطلة ، وأخلاق سافلة ، والقليل أصحاب قلوب مخلصة قد نوَّر الله بصائرهم ، وأصلح بالهم .

والمتدبر في القرآن الكريم يرى أنه قد أبان – في وضوح وجلاء – أصناف البشر ، وذكر أنهم ليسوا سواء ! فتحدث عن الكافرين والمشركين والمجوس واليهود والنصارى والمسلمين.

وهذه الأصناف – ما عدا المسلمين – بينها عموم وخصوص ، وقد أخبرنا القرآن الكريم عن الصفات والخصائص التي تتميز بها كل طائفة ، وتختص بها دون غيرها .

وحينما يجهل المسلم هذا الجانب من المعرفة القرآنية فإنه لن يستطيع أبدًا أن يقف على حقيقة ما يحدث في عالم اليوم ، ولن يجد جوابًا صحيحًا دقيقًا لما يراه أو يسمع به !

لقد تحدث القرآن عن اليهود كأحد أصناف البشر ، فوصفهم بصفات قبيحة ذميمة تجعلهم أقرب ما يكون إلى عالم القردة والخنازير ، وأبعد ما يكون عن الجنس البشري لولا أنهم ينتسبون إلى آدم عليه السلام !، ومع ذلك فقد قالوا عن أنفسهم : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ  ‎) .

وتحدث اليهود عن أنفسهم ففصَّلوا ما أجمله القرآن عنهم ، ووضعوا خطة محكمة لإذلال العالم بأسره ، واتخاذ الجنس البشري عبيدًا ، وخدمًا للأقلية اليهودية المشردة ، وارتفعت صيحات التحذير من اليهود في دول كثيرة في أمريكا ، وفي أوربا ، وفي بلاد الإسلام .

وشاءت إرادة الله أن تنكشف ( بروتوكولات حكماء صهيون ) وتطبع في كتاب بعدِّة لغات مختلفة . وقد عقد اليهود لأجل صياغة هذه النصوص ثلاث وعشرين مؤتمرًا بدأت في سنة 1897 م برئاسة هرتزل ، وانتهت في سنة 1951 م بمؤتمر في مدينة القدس !!!

وقبل أن نسوق هنا نصوصًا من كلام أحبار وحكماء اليهود فإننا نثبت أولاً هذه العبارات التي كتبها مترجم الكتاب إلى اللغة العربية الأستاذ محمد خليفة التونسي مصدرًا بها طبعته الأولى؛ يقول المترجم عن خطورة الكتاب:

هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر في العالم ، ولا يستطيع أن يقدره حق قدره إلا من يدرس البروتوكولات كلها كلمة كلمة في أناة وتبصر ، ويربط بين أجزاء الخطة التي رسمتها ، على شرط أن يكون بعيد النظر ، فقيهًا بتيارات التاريخ وسنن الاجتماع ، وأن يكون ملمًّا بحوادث التاريخ اليهودي والعالمي بعامة لا سيما الحوادث الحاضرة وأصابع اليهود من ورائها ، ثم يكون خبيرًا بمعرفة الاتجاهات التاريخية والطبائع البشرية ، وعندئذ فحسب ستنكشف له مؤامرة يهودية جهنمية تهدف إلى إفساد العالم وانحلاله لإخضاعه كله لمصلحة اليهود ولسيطرتهم دون سائر البشر .

ولو توهمنا أن مجمعًا من أعتى الأبالسة الأشرار قد انعقد ليتبارى أفراده أو طوائفه منفردين أو متعاونين في ابتكار أجرم خطة لتدمير العالم واستعباده ، إذن لما تفتق عقل أشد هؤلاء الأبالسة إجرامًا وخسة وعنفًا عن مؤامرة شر من هذه المؤامرة التي تمخض عنها المؤتمر الأول لحكماء صهيون سنة 1897 ، وفيه درس المؤتمرون خطة إجرامية لتمكين اليهود من السيطرة على العالم ، وهذه البروتوكولات توضح أطرافًا من هذه الخطة .

وبعد هذا البيان فإنه من حق القراء علينا أن نسوق لهم – هنا – جملة من نصوص الخطة الماكرة التي جاءت في ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ، وعددها الذي تم اكتشافه أربعة وعشرون ، والله يعلم ما يسرون وما يعلنون !

وقد تحدث حكماء اليهود في البروتوكول الأول عن استبدال سُلطة الدين بسُلطة الذهب !! فقالوا: ( لقد طغت سُلطة الذهب على الحكام المتحررين ؛ ولقد مضى الزمن الذي كانت فيه الديانة هي الحاكمة !… وإن الاستبداد المالي – والمال كله في أيدينا – سيمد إلى الدولة عُودًا لا مفر لها من التعلق به ؛ لأنها إذا لم تفعل ستغرق في اللجة لا محالة ) !

ثم تحدث اليهود في نفس البروتوكول عن دورهم الخطير في إفساد أخلاق الأمم والشعوب فقالوا: ( ومن المسيحيين أناس قد أضلتهم الخمر، وانقلب شبانهم مجانين ! بالموسيقى، والمجون المبكر اللذين أغراهم به وكلاؤنا ، ومعلمونا، وخدمنا في البيوتات الفنية ! وكتبتنا، ومن إليهم ونساؤنا في أماكن لهوهم ! وإليهن أضيف من يُسميَّن: ( نساء المجتمع ) يعني: (سيدات المجتمع ) أو ( علية النساء ) !

ثم تحدث حكماء اليهود – في نفس البروتوكول الأول – عن العنف والشر ! فقالوا : ( يجب أن يكون العنف هو الأساس ! .. إن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير ! ولذلك يتحتم ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا !!

وقبل أن ننتقل إلى البروتوكول الثاني نوَّد أن نلفت الأنظار بشدة إلى أن الواقع يدل دلالة قاطعة على أن اليهود قد نفذوا فينا – وفي النصارى من قبلنا – نصَّ ما جاء في البروتوكول الأول ؛ فتحقق لهم احتكار الذهب ، والتحكم في اقتصاد العالم ! والأخطر منه أنهم أفسدوا أخلاقنا وأخلاق النصارى من قبلنا بالخمر والموسيقى و النساء والرشوة والخديعة والخيانة !! ولم يكن نجاحهم في ذلك مستمدًّا من قوتهم أو ذكائهم ، وإنما كان مستمدًّا من ضعف إيماننا ، وبعدنا عن الله ، وقد أورثنا ذلك ذلاًّ ومهانة نتقلب فيهما ، ولا يرتفعان عنا إلا بالتوبة والعودة إلى الله ، فهل نحن فاعلون ؟!

وأما البروتوكول الثاني فأهم ما فيه أمران في غاية الخطر:

الأول : جاء فيه ( إن الطبقات المتعلمة ستختال زهوًا أمام أنفسها بعلمها ، وستأخذ جزافًا في مزاولة المعرفة التي حصلتها من العلم الذي قدمه إليها وكلاؤنا رغبة  في تربية عقولهم حسب الاتجاه الذي توخيناه ) . ا هـ .

والواقع يشهد بأن فينا من وقع في الفخ الذي نصبه حكماء صهيون.

وأما الأمر الثاني فقد قال عنه أحبار اليهود:

( إن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس ، فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور ، وتعلن شكاوى الشاكين ، وتولد الضجر أحيانًا بين الغوغاء ، وأن تحقيق حرية الكلام قد ولد في الصحافة ، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة ، فسقطت في أيدينا ، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذًا ، وبقينا نحن وراء الستار ، وبفضل الصحافة كدسنا الذهب ، ولو أن ذلك كلفنا أنهارًا من الدم ، فقد كلفنا التضحية بكثير من جنسنا ، ولكن كل تضحية من جانبنا تعادل آلافًا من الأمميين ( غير اليهود ) أمام الله .

وأخيرًا أيها القارئ الكريم فإن ما ذكرناه هو إشارة إلى بعض الجوانب المتعلقة بالأصابع الخفية … وللحديث بقية .

ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو حسبنا ونعم الوكيل.