ويمكرون ويمكر الله

الحمد لله الذى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون !! وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين …

وبعد ،،،

  ما أشبه الليلة بالبارحة ! واليوم بالأمس !! ها هى قريش تحارب الإسلام وتصد عن سبيل الله قبل الهجرة وبعدها يوم أن كانت على الكفر .

  ويمكر المشركون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليثبتوه ! أو يقتلوه ! أو يخرجوه ! ويخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرهم مهاجراً إلى ربه وهم لا يشعرون {ورد الله الذين كفروا لم ينالوا خيراً }.

  بالأمس كانوا يمكرون ! واليوم راحوا يمكرون ! وغداً يدوم مكرهم ، ويمتد كيدهم ! قد بدت البغضاء من أفواههم ، وما تخفى صدورهم أكبر !

 واليوم – وقد خلت قرون وقرون – يقف الإسلام شامخاً برغم كثرة أعدائه ، وضعف أتباعه!

  إننى أريد من القارئ الكريم أن يعيش معي هذه الكلمات التي سأتلوها عليه ، وأن يعيها بأذن واعية .

إن هناك حقائق قد غفل عنها الغافلون. ونحن اليوم فى أشد الحاجة إلى مدارستها وفهمها :

وأول الحقائق: أن لهذا الدين ربا يحميه ! وينصره بنا أو بغيرنا { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}. وأن هذا الدين باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ! وترتيبا على هذا فنحن واثقون من نصر الله القريب ! وإن رغمت أنوف ! وكل ما نراه حولنا من استضعاف للمسلمين ، وإرقة لدمائهم ، وسلب لثرواتهم يزيدنا يقينا فى نصر الله القريب ! الذى وعد به المستضعفين من عباده المؤمنين ! { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم فى الأرض } القصص .

وأما الحقيقة الثانية : فإن الحق تبارك وتعالى قد حذرنا فى كتابه من عدونا ، وبيّن لنا خطره على ديننا فى آيات عديدة تحتاج من كل مسلم أن يحفظها عن ظهر قلب ليعرف عدوه وماذا يريد منه .. وهذه بعض الآيات .

 أعداء الإسلام كما وصفهم القرآن

1- { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } !! .

2- { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } .

3- { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا }!!

4- { ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة } !.

5- { كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله } .

6- { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم } !!.

7- { كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم } البقرة .

8- { وترى كثيراً منهم يسارعون فى الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون} المائدة 62 .

9- { يحرفون الكلم من بعد مواضعه } المائدة 41.

10- { لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }.

11- {إن كثيراً من الأخبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله }.

12- { وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر }.

وثالث الحقائق : تتمثل فى الإجابة على هذا السؤال :

 ما هى البغضاء التى بدت من أفواه أعدائنا ؟

  والجواب : أن العداوة والبغضاء قد بدت فى أقوالهم وأفعالهم والواقع يشهد بذلك وينطق به :

– فاليهود قد بدت البغضاء فى أقوالهم وأفعالهم لا أقول فى فلسطين فحسب بل ضد مسلمى العالم أجمع ! .

– وأمريكا أعلنت ولاءها للمسلمين فى أقوالهم !. وعداءها الشديد لهم فى أفعالها ، وقامت بدور والثعلب الماكر ليسهل عليها قيادة العالم .

– والهنود جعلوا هدفهم الأول إبادة المسلمين فى الهند وكشمير ! .

– والصليبيون قد اجتمعوا قد صعيد واحد للقضاء على الأمة الإسلامية وعلى الصحوة التى ظهرت فى مشارق الأرض ومغاربها .

– والرافضة قد بدت عداوتهم لأهل السنة ظاهرة جلية لا تقبل مراء ولا جدلاً ! .

 ومع كل هذه العداوة التى لم تعد خافية على أحد فما زال فينا – نحن المسلمين – من يحبهم ويحب من يحبهم !! .

 * وأما الحقيقة الرابعة : فإن هرقل جد الصليبين وملك الروم قد سأل أبا سفيان سؤالاً عن المسلمين فى مبدأ أمرهم فى مكة – يوم أن كانوا مستشعفين – قال هرقل : أيرتد أحد من المسلمين سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟! قال أبو سفيان : لا. قال هرقل : كذلك الإيمان حين تخالط بشاشة القلوب !! فمهما حاول أحفاد هرقل أن يصرفوا المسلمين عن دينهم فلن يستطيعوا أن يخرجوا الإيمان من قلوبهم لأن بشاشته قد خالطت القلوب !

وآخر الحقائق : ما بشرنا الله به فى كتابه ووعد به فى قوله تعالى { وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط } آل عمران 120 .

  بالصبر والتقوى نحمى أنفسنا من كيد أعدائنا ونقى أنفسنا شر مكرهم .

 ومن الصبر أن نصبر على طاعة الله . ونصبر عن معاصيه ومناهيه .

 ومن التقوى أن نحتكم إلى شريعة الله ومن التقوى أن يتعاون الراعى والرعية على أن تعود الأمة جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .

  ومع بداية عام هجرى جديد نسأل الله العلى القدير بأسمائه وصفاته أن يأخذ بأيدى حكامنا إلى الحق وأن يرزقهم البطانة الصالحة التى تعينهم على الخير وتمنعهم من الشر وأن يصلح ذات بيننا وأن يجمع على الحق قلوبنا وأن يعز الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين إنه ولى ذلك والقادر عليه -صلى الله عليه وسلم- على نبينا محمد وآله وصحبه .