الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد .
فقد أجمع المسلمون في مصر – حكامًا ومحكومين – على ضرورة مواجهة هذا الانحراف والشذوذ الذي تمثل في عبادة الشيطان فيما يعرف ( بتنظيم عبدة الشيطان ) ، واتفق الجميع على أهمية معرفة أسباب هذه الظاهرة وطرق علاجها ووسائل منع تكرارها ، ومعاقبة أهلها!!
وكم نادينا وحذرنا من خطورة الانحراف عن عقيدة التوحيد ، ومخالفة عقيدة السلف الصل ، وتجاهل المسئولون تحذير علماء الأمة من خطر وسائل الإعلام على الشباب إلى أن وقع المحذور ، وتتابعت الشرور ، وإلى الله عاقبة الأمور !
وقد حذر الرحمن من عبادة الشيطان في قوله تعالى : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي ءَادَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) [ يس : 60] .
وعبادة الشيطان إنما تكون بطاعته ، واتباع ما يأمر به ، وعندما يكون الحديث عن هذه العبادة فإنها لا تنحصر في هؤلاء الشباب الذين اكتشف أمرهم ، ووضح فساد اعتقادهم .
فإن الطرق الصوفية قد جمعت في صفوفها من يعبد الشيطان، ويسمع له ويطيع ! وإليك البيان:
بالقرب من ميدان السيدة زينب ، رضي الله عنها ، يوجد مقر لطريقة صوفية سرية باطنية، شيخها يسمى ( عمر أمين حسنين ) ، مات منذ 6 سنوات ، ويسمون أنفسهم الطريقة البيومية العمرية نسبة إلى شيخ الطريقة ، ومقر الطريقة شقة فاخرة بأغلى وأحلى أنواع الأثاث عامرة، وتقدم فيها للمريدين أطعمة شهية فاخرة لم ترها عين الفقراء في مصر ، ولا سمعت بها آذانهم، ولا خطرت على قلوبهم ! وهذا الطعام والشراب والأثاث الذي يزيد في مستواه على فنادق السبعة نجوم دليل قاطع على الزهد الذي تتغنى به الصوفية في الماضي والحاضر !!
وهذه الطريقة يجتمع فيها الشرك مع الموسيقى، والغناء مع الاختلاط ، والخرافات مع الضلالات ، والبدع مع الأطعمة الشهية ، التي تجعل لعاب المريدين يسيل أنهارًا ، حتى يفنى الأكل في البطن حسب نظرية الفناء الصوفي !!
ونحن نسوق هنا بعض الوقائع التي تقع في مقر الطريقة يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع ، فإن الدعوى لا تُقْبل إلا ببينة .
– أولاً: تدير الطريقة، وتتلقى الوحي من شيخها الميت ( امرأة )، ولن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة، كما في ( صحيح البخاري )، رحمه الله.
– ثانيًا : تزعم هذه المرأة في كل حضرة من كل أسبوع أنه يدخل عليهم عدد وافر من الأولياء الأموات ، منهم السيدة زينب وعلى بن أبي طالب والحسن والحسين والسيدة نفيسة ، وأهل البقيع ورابعة العدوية وصباح ، وكل من هب ودب !!
– ثالثًا : تبدأ شيخة الطريقة المزعومة في تلقي رسائل ، ومكالمات شيخ الطريقة الميت وتقوم بتوصيلها للحاضرين من العامة والخاصة دون أن يكون لأحد الحاضرين حق المناقشة أو الاعتراض ؛ لأن من اعترض انطرد ، ومن انطرد فإنه يحرم من الوجبات المجانية الشهية التي قد لا يجدها في غير الحضرة الشيطانية !!
– رابعًا : يخاطب شيخ الطريقة الميت العامة من المريدين عبر شيخة الطريقة بكلمات كفرية وألفاظ شركية منها : ( أحبابي أوصيكم بوصية تجعلكم دائمًا في الطريق يقظين ، وفي المسيرة فطنين ، لا تطيعوا المعجزات لفرط أمطارها عليكم – حبًّا – ولا تستهينوا بأمر قَدَرُه عندي عنكم مستور ) !!
وتفسر شيخة الطريقة هذا الكفر بكفر أشد فتقول : يعني كل حركة وسكنة كرامة ومعجزة من عمى !! وانبهار المحدث – أي المريد ، بالقديم – وتقول أيضًا : لو كل واحد تأمل ( عطا يا عمي ) مقدارها أد إيه ؟ وغرقان في ( نعم عمي ) بأي صورة ؟! مفيش يوم يمر من غير ما يمتلئ ببصمات عمي الشريفة ؟؟!! دى حاجة تخلي القلب خاشع وساجد ؟! أي للعم شيخ الطريقة .
لما الواحد يطلب من عمى طلب ويسأل عمي سؤال ، ( تجاب حوائجة قبل أن ترفع حواجبه)؟!
لو هذه الأمور أصبحت عادية، فإن القلب يفقد الخشوع والاستضعاف والإحساس بالافتقار إلى العم ؟! ثم تستطرد في كلام خلاصته أن عمها شيخ الطريقة لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين !!
فهل هناك كفر وراء هذا الكفر أو شرك فوق هذا الشرك ، ويتولى خلافة الطريقة ظاهرًا رجل يقال له : هشام ، والذي لا ينقضي منه العجب أن في المريدين الذين ينصتوت إلى الشرك بخشوع وخضوع : أساتذة جامعات !! وأطباء ! ومنهدسين ووكلاء وزارة وطيارين في شركة مصر للطيران وغير هؤلاء ممن فسدت عقولهم ، فتحول التدين عندهم إلى طقوس تشوه جمال وجلال الإسلام الذي رضيه الله دينًا لعباده ..
وتزعم شيخة الطريقة أن الشيخ الميت لا يقتصر على التوجيهات العامة التي يوجهها لكل المريدين – وهي كلها ضلال مبين – كما رأينا ، بل يوجه الميت حديثه إلى بعض الحاضرين بصفة خاصة ، تقول شيخة الطريقة المزعومة : عمي يوجه حديثه لروح من الأرواح ، ويقول لصاحب هذه الروح : ولدي الغالي ، وصلتني مناجاتك !! فهي دائمًا واصلة … فوجدت دمعة عين تترقرق … فتركتها تذرف ( فهي سكن الحب والغرام وأكسيد السهد والهيام ؟ يا عاشق ! يا ولهان . ..
ويسأل الخليفة شيخة الطريقة : مين ؟ يعني يقصد من بهذا الكلام ؟
فقتول له المرأة : الدكتور عصام حمدي !!
فيقول الخليفة : الفاتحة زيادة في شرف عمي عليها السلام ، وهذه كلها كما ترى ضلالات ظاهرة ، وبدع منكرة .
وتستمر الشيخة المزعومة في نقل كلام شيخ الطريقة الميت ، وكله ضلال بغير اعتراض ، ومنكر بغير نكير ! فتخبر أحد المريدين بأن عمها عمر يقول له : لقد وقعت سيدتنا الكريمة عليها السلام – يقصد السيدة زينب – على طلبك !! فكل آت قريب ؟! وهذا عند الصوفية ليس عجيبًا ولا غريبًا؛ لأن السيدة – عندهم رئيسة الديوان، فهي بحكم منصبها توقع على الطلبات ليلاً ونهارًا ! وهذه الحقيقة لا يؤمن بها إلا أهل الطريقة ! بينما يلهث غيرهم من عامة الناس خلف الوزراء وأعضاء مجلس الشعب لتوقيع طلباتهم دون جدوى !!
وتعتقد شيخة الطريقة أن شيخها الميت له نصيب من صفات الألوهية !! فهي تقول : إنه ممسك بالميزان الحساس ، ميزان فيه النقير والقطمير له حساب !!
وتخبر المرأة أحد المريدين أن عمها شيخ الطريقة يقول له: ( لقد أجريت لك العملية الظاهرية ، تغطية للظاهر ؟؟ أما العملية الباطنية فقد تمت بمعرفتي ؟ ومعرفة من كلفت !! وقد أرسلت لك على ذلك إشارة !! ) .
وتسوق شيخة الطريقة دليلاً آخر على ضلال الصوفية ، ومدى احتقارها لعقول البشر ، فتقول: ( يتجلى سيدي على البيومي ، عليه السلام ، ويأذن بالعهد إلى اثنين من الأرواح .. ويقول : إن هذين الروحين قد عجل بإعطائهما العهد بناء على توجيه سيدتنا الكريمة ، عليه السلام ، ويعلن عمى الفرقان والعهد على أصحاب هذين الروحين ؟!
وما ذكرناه أقل بكثير مما تركناه، وآخر عجيبة نسوقها في هذا المقال هي أن خليفة الطريقة شاب عمره يزيد قليلاً عن 25 سنة، وهو لم يتزوج، ويعمل طيارًا في شركة مصر للطيران، وهو الطيران الحقيقي وليس طيران النعش عند الصوفية ! وشيخة الطريقة تطمع وترجو أن يكون هذا الشيخ الصوفي زوجًا لابنتها أو على هذه الحقيقة قامت الطريقة !!
وتحتاج هذه الطريقة وأمثالها إلى :
– بيان من المجلس الصوفي الأعلى الذي يزعم دائمًا أن الصوفية صفاء ونقاء ، والحقيقة أنها جمع نذور ، وتقديس قبور !
– استذكار وتحذير للمسلمين يصدر عن مشيخة الأزهر الشريف .
– متابعة وملاحقة من وزارة الداخلية لحماية المريدين الأبرياء من ضلال وانحراف شيوخ الطرق الأشقياء !
– الدعوة إلى الله على بصيرة لتصحيح المفاهيم الخاطئة من كل الدعاة إلى الله .
ويبقى دور القارئ الكريم ومشاركته في التبصير والتحذير لعشيرته الأقربين ، وإخوانه المقربين ، وللمسلمين أجمعين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .