الطريق إلى الولد الصالح
الذرية بلا شك عزيزة غالية، فهي قطع الأكباد وثمار القلوب، وعماد الظهور وقرة العيون وزينة الحياة، ثم هي بعد ذلك أمانة من الله سامية يضعها بين أيدي العباد ليرعوها حق رعايتها، ويصونوها حق صيانتها، ولكن الآباء في العهود الأخيرة أهملوا أبناءهم إهمالاً شنيعاً، لا نقول: أهملوهم في الطعام والثياب والفراش والسكن، فذلك قدر من العيش ميسور للناس مع اختلاف في الأحوال والأشكال، ولكنهم أهملوهم فيما هو أهم وأعظم وأخطر وأكبر؛ أهملوهم في تقويم نفوسهم وتطهير أرواحهم وتدعيم أخلاقهم، في تنشئتهم على الدين والعبادة، وفي ضرب القدوة الصالحة لهم، وفي تحديد الطريق المستقيم أمامهم، ومن هنا خرج الأولاد بلا هدفٍ ولا إيمان، وبلا رصيد من عزيمةٍ أو أخلاق، فتفرقت بهم السبل وتوزعتهم الأهواء، وتقسمتهم الأخطاء وعاشوا في دنياهم بأفئدة هواء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
وهذا ما تناوله إن شاء الله تعالى في هذا الموضوع في العناصر التالية عناصر
1- اختيار الأم الصالحة التي تصلح لحمل هذه الأمانة وذلك له معايير: على رأسها الدين حيث يصف الله تعالى الزوجات الصالحات بقوله تعالى: فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والقانتات هن المطيعات للأزواج والحافظات للغيب أي إنهن يحفظن الأزواج في غيابهم وفي أموالهم وفي أنفسهم وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: ((الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ"([1])
قال الغزالي ‘: ويسأل عن دينها ومواظبتها على صلاتها ومراعاتها لصيامها وعن حياتها ونظافتها وحسن ألفاظها وقبحها وبرها بوالديها. . . ويبحث عن خصال والدها ودينه وحال والدتها ودينها وأعمالها ولَمَّا ذكر النبي ﷺمرغبات الرجال في النساء قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ÷ عَنِ النَّبِيِّ ﷺقَالَ: " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ "([2])
قال الخطابي: فيه من الفقه مراعاة الكفاءة في المناكح وأن الدين أولى ما اعتبر فيها. ([3])
ومَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺأَخْبَرَ بِمَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي الْعَادَةِ فَإِنَّهُمْ يَقْصِدُونَ هَذِهِ الْخِصَالَ الْأَرْبَعَ وَآخِرُهَا عِنْدَهُمْ ذَاتُ الدِّينِ فَاظْفَرْ أَنْتَ أَيُّهَا الْمُسْتَرْشِدُ بِذَاتِ الدِّينِ. . وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى مُصَاحَبَةِ أَهْلِ الدِّينِ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِأَنَّ صَاحِبَهُمْ يَسْتَفِيدُ مِنْ أَخِلَاقِهِمْ وَبَرَكَتِهِمْ وَحُسْنِ طَرَائِقِهِمْ وَيَأْمَنُ الْمَفْسَدَةَ من جهتهم([4]) وعليه فينبغي أن يكون النظر إلى باب الدين قبل النظر إلى جانب الحسن فإنه إذا قل جانب الدين لم ينتفع ذو مروءة بتلك المرأة([5]). وفي الحقيقة فإن كل جمال يزول وذهب إلا جمال الدين والخلق فإنه باق في طبع المرأة الصالحة الملتزمة بدينها([6]).
ومن هذه المعايير النسب والأسرة الطيبة فإن وراثة المولود لا يحددها الوالدان المباشران بل هو يرث من جدوده وآبائهم وإن علوا؛ ألا ترى أن قوم مريم عليها السلام قالوا لها: يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا. أي: يا أخت هذا الرجل الصالح؛ أبوك كان رجلا فاضلا خَيِّرًا وأُمُّكِ كانت من الصالحات ولم تكن من البغايا الزواني فكيف أتيت أنت بهذا الولد ومن أين جاءك
هذا والولد قد ينزع إلى أحد أخواله أو أعمامه أو أجداده كما قال النبي ﷺ: لعل ابنك هذا نزعه عرق ([7]). فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ لِي غُلاَمٌ أَسْوَدُ، فَقَالَ: ((هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ ))قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((مَا أَلْوَانُهَا؟ ))قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: ((هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟
))قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَأَنَّى ذَلِكَ؟ ))قَالَ: لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ، قَالَ: ((فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ))([8])
وقد قال النبي ﷺ: تخيروا لنطفكم فأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم ([9]).
فالأم الصالحة تعلم أولادها القرآن وسنة النبي ﷺومكارم الأخلاق والحلال والحرام وإذا صحبتهم إلى أهلها الصالحين ازدادوا خيرًا وأدبا وعلمًا
وإذا زارت بهم زارت أهل خير وفضل وعلم وصلاح من أمثالها فيزدادُ الأولادُ أدبًا إلى أدبِهم.
ولا يمنع أن ينضاف إلى الدين طلب الجمال فالنفس بفطرتها الطبيعية تميل إلى الصور الحسنة([10])؛ وقد قال النبي ﷺلبعض أصحابه عندما أراد الزواج: فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا([11]). . والْمُرَادُ صِغَرٌ – وهو المعتمد- وَقِيلَ زُرْقَةٌ وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ لِجَوَازِ ذِكْرِ مِثْلِ هَذَا لِلنَّصِيحَةِ([12]).
وكذلك المرأة ينغي لها أن تختار لولدها أبا صالحا ذا دين وحسن خلق وأن يكون ذا علم وحسب حتى لا يضيعها ويضيع أولادها فبصلاح الأب يصلح الأبناء في الغالب بل ويعود عليهم وعلى أحفادهم فضل صلاحه أما تقرأ قول الله تعالى: وكان أبوهما صالحا. . الخ القصة في سورة الكهف
وقد قال النبي ﷺ: مثل الجليس الصالح والجليس السوء. . الحديث
والزوجة أكثر مجالسة للك ولأولادك فهل ترضي أن أيكون جليس أولادك كنافخ الكير لا يتعلمون منه إلا السووء؟ وكذلك الزوجة زوجها أكثر جليس لها ولأولادها. . ([13])
2-الدعا له قبل ولادته: فقد وصف الله تعالى عباده بقولهم: ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما وزكريا عليه السلام لما طلب الولد قال: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا. . . ويقول: رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. وإبراهيم عليه السلام يقول: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
ويقول: رب هب لي من الصالحين. . .
والذي بلغ أشده وبلغ أربعين سنة يقول: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن اعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي. فأكثر يا عبد الله من طلب الذرية الصالحة ومن الدعاء بصلاح الذرية. ([14])
3-الدعاء قبل الجماع فعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَبْلُغُ النَّبِيَّ ﷺقَالَ: ((لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ))([15])
4- عدم التدخين فالتدخين ضار بصحة الأم أثنا الحمل وبعده وله ضرر بالطبع على الطفل أثناء الحمل وهو داخل الرحم فالمرأة التي تتعاطى الدخان تضر بنفسها وتضر بولدها وهو ما زال داخل الرحم وبالتالى بعد خروجه إلى الحياة لو خرج حيا وهذا أمر خطير وقد حذر الأطباء من ذلك كثيرَا وقد حرم الله تعالى شرب الدخان لأنه من الخبائث. . . الخ.
5- أن تتغذى الأم غذاء جيدًا أثناء الحمل لأن التقصير في هذا الانب يعود بآثار سيئة على الجنين.
6- شكر الله علي المولود ولو كان أنثى: علي الوالدين والأهل شكر الله علي ما رزقهم ولدً كان أو بنتًا، ويكون هذا الشكر والامتنان باللسان والقلب والفعل. ([16])
7- تحنيك المولود بعد ولادته: وهو مضغ تمرة، ودلك حنك المولود بها،. . . بحركة لطيفة، فعن أبي موسي قال: ولد لي غلام، فأتيت به النبي ﷺفسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إلي، وكان أكبر ولد أبي موسي([17]). ولعل الحكمة في ذلك إثارة اللسان ليتحرك، ولتتحرك عضلات الفم مما يهيئ المولود للرضاعة، وكذلك إيصال كمية من السكريات إلي دم الوليد للوقاية من نقص السكر في الدم الذي يمثل أحد الأخطار التي يتعرض لها الوليد. ([18])
8- البشارة به والفرح عند ولادته ولو كان أنثى: وفى القرآن ما يشير إلى ذلك كما في قصة زكريا {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} (آل عمران: 39) وقوله: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً} (مريم: 7)، ويمكن أن تكون التهنئة مادية بتقديم الهدايا وغيرها([19])، فيستحب لمن ُولِد له مولود أن تزف له البشري، وأما قوله في التهنئة بما جاء في الأثر عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: بورك لك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره. ([20]) فجائز بشرط أن لا يعتقد أنه مرفوع إلى النبي ﷺولا أنه سنه عنه ([21]).
وهذه البشارة والتهنئة يجب أن تشمل كل مولود ذكرًا كان أو أنثي دون تفريق بينهما. ([22])
9- تسميته اسما حسنًا: علي الأبوين أن يحسنا اختيار اسم المولود، فقد أوصي رسول اللهﷺ بحسن اختيار الأسماء، إذ جاء رجل فسأله عن اسمه فقال:
اسمي (حَزن) فقال ﷺ: (أنت سهل)([23]). وسأل امرأة عن اسمها، فقالت: اسمي (عاصية). قال: (بل أنت (جميلة)) ([24]). وقد بين الرسول ﷺأن خير الأسماء وأحسنها عبد الله، و عبد الرحمن، قال رسول ﷺ: (إن أحب أسمائكم إلي الله: عبد الله وعبد الرحمن)([25]). ولا يجوز تسمية المولود بالأسماء التي تشير إلي عبادة غير الله: وعبد الكعبة، وعبد الرسول، وعبد النبي، وعبد الحسين، وعبد المسيح، وما شابه ذلك.
ومن الأسماء المكروهة التي نهي النبي ﷺعن التسمي بها ما جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تسمين غلامك يسارًا ولا رباحًا ولا نجيحًا ولا أفلح)([26]) حتى لا يساء استخدام الاسم، كأن يقول أحد: هنا رباح؟ فيقال: لا، وهكذا. كما لا يجوز تسمية الأبناء بأسماء الشياطين والجبابرة: كالأعور، وفرعون، وقارون، وهامان وكذلك لا يجوز التسمية بأسماء الله -عز وجل- وكذلك لا ينبغي التسمي بالأسماء الغربية، مثل: ديانا، وليزا، وسيمون. فذلك من مظاهر التغريب الذي يحدث للمجتمع المسلم.
ويستحب تكنية الصبي كأبي الخير، وأبي عمير؛ وذلك تكريمًا له وإشعارًا له بالاحترام في كبره بما يقوي شخصيته اجتماعيا ونفسيا، فضلا عن أنها سنة من السنن التي سنها لنا الرسول ﷺ.
10- حلق رأسه: يستحب حلق رأس المولود إذا كان ذكرًا وفي الأنثي خلاف بين الفقهاء، وذلك في اليوم السابع لإزالة شعر الرأس، ولعل في إزالته تقويةً له، وفتحًا لمسام الرأس، وكذلك تقوية لحاسة البصر والسمع والشم، فعن علي -رضي الله عنه- عق رسول الله ﷺعن الحسن بشاة، وقال: (يا فاطمة، احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة) ([27]).
والتصدق بوزن شعره فضة فيه دعوة رمزية إلي التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وفي ذلك تحقيق للتراحم والتعاون بين أفراد المجتمع. ([28])
11- العقيقة عنه يوم سابعه. وهي من السنن التي حث عليها الإسلام، فعن أم كرز الكعبية أنها سألت رسول الله ﷺعن العقيقة، فقال: (عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاه، لا يضركم ذكرانًا كن أم إناثًا)([29]) أي: الذبائح. وعَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: الغُلاَمُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُسَمَّى، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ ([30]) قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُذْبَحَ عَنِ الغُلاَمِ العَقِيقَةُ يَوْمَ السَّابِعِ، فَإِنْ لَمْ يَتَهَيَّأْ يَوْمَ السَّابِعِ فَيَوْمَ الرَّابِعَ عَشَرَ، فَإِنْ لَمْ يَتَهَيَّأْ عُقَّ عَنْهُ يَوْمَ حَادٍ وَعِشْرِينَ، وَقَالُوا: لاَ يُجْزِئُ فِي العَقِيقَةِ مِنَ الشَّاةِ إِلاَّ مَا يُجْزِئُ فِي الأُضْحِيَّةِ. ويستحب في العقيقة التصدق وتوزيع اللحم، والأفضل أن تُطبَخ العقيقة، ويهدي منها إلي الفقراء والمساكين. والعقيقة فيها معني القربان، والشكر، والفداء، والصدقة، وإطعام الطعام شكرًا لله، إظهارًا للنعمة، وتمتين لروابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، وإرفاد موارد التكافل الإجتماعي برفد جديد([31]).
12- الختان وهو من سنن الفطرة: قال رسول الله ﷺ: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الآباط): قال ابن قدامة: فَأَمَّا الْخِتَانُ فَوَاجِبٌ عَلَى الرِّجَالِ، وَمَكْرُمَةٌ فِي حَقِّ النِّسَاءِ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ عَلَيْهِنَّ. هَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. . . ثم قال: وَيُشْرَعُ الْخِتَانُ فِي حَقِّ النِّسَاءِ أَيْضًا، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثُ النَّبِيِّ ﷺ: ((إذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ))فِيهِ بَيَانُ أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَخْتَتِنَّ([32]). . وهو عند الشافعية واجب على الذكور والإناث([33]). والختان من تمام الحنيفية التي شرعها الله علي لسان إبراهيم -عليه السلام- كما أنه يميز المسلم عن بعض أصحاب العقائد الأخري. . ([34])
13- حق الطفل في الرضاعة من أمه إلى حين يتقوى – إلى سنتين -
قال تعالي: { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ } [البقرة: 233].
وقال عز وجل: { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا } [الأحقاف: 15].
ويقرب من ذلك حضانة الطفل؛ فالطفل في سنواته الأولي يحتاج إلي من يقوم بشئونه، وهي أمر مشترك بين الزوجين فإذا وقع الطلاق، الطلاق فلا يمكن للصغير إلا أن يكون مع أحد أبويه، وهنا تكون الأم أولي بحضانته؛ لأن المرأة أقدر علي تربية الطفل، وأدري بما يلزمه، وأكثر شفقة عليه، وقد وكل الإسلام القيام علي أمر تربية الصغير إلي أمه؛ لأنها ترضع، والصغير يحتاج إلي الرضاعة؟ ، ومما يدل على ذلك حديثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي، وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي)). وقد حرم الله تعالى التفريق بين الولد وأمه صغيرًا كان أو كبيرًا، من غير ضرورة تقتضي التفريق بينهما؛ فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺيَقُولُ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ([35])
14- تدريبه على الكلام وتسهيله عليه وقت التكلم: قال ابن القيم: فَإِذا كَانَ وَقت نطقهم فليلقنوا لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله وَليكن أول مَا يقرع مسامعهم معرفَة الله سُبْحَانَهُ وتوحيده([36])
15- توفير الراحة والهدوء والغذاء الطيب وتجنيبه مجالس اللهو: قال ابن القيم: وَمِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ الطِّفْل غَايَة الِاحْتِيَاج الاعتناء بِأَمْر خلقه فَإِنَّهُ ينشأ على مَا عوده المربي فِي صغره من حرد وَغَضب ولجاج وعجلة وخفة مَعَ هَوَاهُ وطيش وحدة وجشع فيصعب عَلَيْهِ فِي كبره تلافي ذَلِك وَتصير هَذِه الْأَخْلَاق صِفَات وهيئات راسخة لَهُ فَلَو تحرز مِنْهَا غَايَة التَّحَرُّز فضحته وَلَا بُد يَوْمًا مَا وَلِهَذَا تَجِد أَكثر النَّاس منحرفة أَخْلَاقهم وَذَلِكَ من قبل التربية الَّتِي نَشأ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ يجب أَن يتَجَنَّب الصَّبِي إِذا عقل مجَالِس اللَّهْو وَالْبَاطِل والغناء وَسَمَاع الْفُحْش والبدع ومنطق السوء فَإِنَّهُ إِذا علق بسمعه عسر عَلَيْهِ مُفَارقَته فِي الْكبر وَعز على وليه استنقاذه مِنْهُ فتغيير العوائد من أصعب الْأُمُور يحْتَاج صَاحبه إِلَى استجداد طبيعة ثَانِيَة وَالْخُرُوج عَن حكم الطبيعة عسر جدا وَيَنْبَغِي لوَلِيِّه أَن يجنبه الْأَخْذ من غَيره غَايَة التجنب فَإِنَّهُ مَتى اعْتَادَ الْأَخْذ صَار لَهُ طبيعة وَنَشَأ بِأَن يَأْخُذ لَا بِأَن يُعْطي ويعوده الْبَذْل والإعطاء وَإِذا أَرَادَ الْوَلِيّ أَن يُعْطي شَيْئا أعطَاهُ إِيَّاه على يَده ليذوق حلاوة الْإِعْطَاء ويجنبه الْكَذِب والخيانة أعظم مِمَّا يجنبه السم الناقع فَإِنَّهُ مَتى سهل لَهُ سَبِيل الْكَذِب والخيانة أفسد عَلَيْهِ سَعَادَة الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَحرمه كل خير ويجنبه الكسل والبطالة والدعة والراحة بل يَأْخُذهُ بأضدادها وَلَا يريحه إِلَّا بِمَا يجم نَفسه وبدنه للشغل فَإِن الكسل والبطالة عواقب سوء ومغبة نَدم وللجد والتعب عواقب حميدة إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا فِي العقبى وَإِمَّا فيهمَا فأروح النَّاس أتعب النَّاس وأتعب النَّاس أروح النَّاس فالسيادة فِي الدُّنْيَا والسعادة فِي العقبى لَا يُوصل إِلَيْهَا إِلَّا على جسر من التَّعَب قَالَ يحيى بن أبي كثير لَا ينَال الْعلم براحة الْجِسْم ويعوده الانتباه آخر اللَّيْل فَإِنَّهُ وَقت قسم الْغَنَائِم وتفريق الجوائز فمستقل ومستكثر ومحروم فَمَتَى اعْتَادَ ذَلِك صَغِيرا سهل عَلَيْهِ كَبِيرا ويجنبه فضول الطَّعَام وَالْكَلَام والمنام ومخالطة الْأَنَام فَإِن الخسارة
فِي هَذِه الفضلات وَهِي تفوت على العَبْد خير دُنْيَاهُ وآخرته ويجنبه مضار الشَّهَوَات الْمُتَعَلّقَة بالبطن والفرج غَايَة التجنب فَإِن تَمْكِينه من أَسبَابهَا والفسح لَهُ فِيهَا يُفْسِدهُ فَسَادًا يعز عَلَيْهِ بعده صَلَاحه وَكم مِمَّن أَشْقَى وَلَده وفلذة كبده فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بإهماله وَترك تأديبه وإعانته لَهُ على شهواته وَيَزْعُم أَنه يُكرمهُ وَقد أهانه وَأَنه يرحمه وَقد ظلمه وَحرمه ففاته انتفاعه بولده وفوت عَلَيْهِ حَظه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِذا اعْتبرت الْفساد فِي الْأَوْلَاد رَأَيْت عامته من قبل الْآبَاء([37])
15- تأديبه وتعليمه بالرأفة والرحمة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليهخ وسلم " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب ". ([38])
16- تعليمه الصلاة والذهاب به إلى المسجد إذا كان مميزًا: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ"([39]). فإذا كان الرجل في منزله وسمع الآذان، فعليه أن يذهب فورا إلي المسجد ويصطحب معه أولاده، وبذلك يربي فيهم حب الصلاة، ويعودهم علي الذهاب إلي المسجد، فالولد يراقب اهتمامات ولده. . . وعلى الأم تحث أولادها على الصلاة، ففى الحديث " المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها " متفق عليه.
17- تربية الأطفال علي اتباع السنة: فعن عمر بن أبي سلمة، قال: كنت غلاما في حجر رسول الله ﷺ، فكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله ﷺ: ((يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ))فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ ([40])
وزجرهم عند مخالفة أمره ونهيهﷺ، وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺيَقُولُ: لاَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا، قَالَ: فَقَالَ بِلاَلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ: فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺوَتَقُولُ: وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ([41]).
وفي رواية: أحدثك عن رسول الله ﷺ وتقول هذا فوالله ما أكلمك أبداً، قال فما كلمه عبدالله حتى مات. ([42])
18- تربية الأطفال علي حفظ السر: وهذه أم سليم رضي الله عنها تأمر ابنها أنس أن يحفظ سر رسول اللهﷺ؛ فعن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ، فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِﷺ لِحَاجَةٍ، قَالَتْ: مَا حَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ، قَالَتْ: لَا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللهِ ﷺأَحَدًا قَالَ أَنَسٌ: وَاللهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَ يَا ثَابِتُ([43])
19- تربية الأطفال علي ترك الحرام: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أخذ الحسن بن علي (رضي الله عنهما) تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله ﷺ: كُخِ كُخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة " ([44]) وهكذا كان الصالحون يخافون علي أنفسهم وأولادهم من أكل الحرام. . فهذا والد الامام البخاري (‘) كان تاجرا، فلما مرض، قال له: يا بني! لقد تركت لك خمسين الف درهم لا أجد فيها درهما فيه شبهة.
20- تربية الأطفال علي الصدق: عن عبد الله بن عامر - رضي الله عنه - قال: دعتني أمي يوما ورسول الله ﷺ قاعد في بيتنا، فقالت: ها،؟ تعال أعطيك، فقال ﷺ: " ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمراً. فقال لها: أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة " ([45]).
فلو كذبت المرأة أولادها في الحديث معهم. . حتى ولو كان الحديث في التسلية أو الضحك. . لعلمتهم الكذب وهي لا تشعر. فيجب علي المرأة أن تراعي الصدق مع أولادها، فلو طُرق الباب وفتح الولد الباب فسأله الطارق عن أبيه، نعوده أن يقول الصدق.
21- تربية الأطفال علي الخوف من الله - عز وجل -: ففي وصايا النبي ﷺ العشر، لمعاذ قال: وأنفق علي عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبا، وأخفهم في الله "([46]).
22- تربية الأطفال علي حب العلم وطلبه. قال وكيع: قالت أم سفيان الثوري لسفيان: يا بني! اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي. . وقالت له: يا بني! إذا كتبت عشرة أحرف، فانظر هل تري في نفسك زيادة في حلمك ووقارك، فإن لم يزدك فاعلم أنه لا يضرك ولا ينفعك.
23- تربية الأطفال علي الشجاعة ومجالسة الكبار للاستفادة منهم.
24- التربية علي حب الحياء والستر.
25- التربية علي الزهد وحب الفضائل.
26 - التربية علي بر الآباء وطاعتهم
27- نُربي في نفوس الأطفال علو الهمة:
فمن العجز أن يزدري المرء بنفسه، فلا يقيم لها وزنا، وأن ينظر إلي من هو فوقه من الناس، نظر الحيوان الأعجم إلي الحيوان الناطق، فإن الرجل إذا صغرت نفسه في عينه يأبي لها من أعماله إلا ما يشاكل منزلتها عنده، فتراه صغيراً في مروءته وهمته، صغيراً في ميوله وأهوائه. . صغيرا في في جميع شؤونه وأعماله، فإن عظمت نفسه عظم بجانبها كل ما كان صغيراً في جانب النفس الصغيرة.
وقد اجتمع فى الحجر عبد الله بن الزبير، ومصعب بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - فقالوا تمنوا:
فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة. وقال عروة بن الزبير: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عنى العلم. وقال مصعب بن الزبير: أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين. وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة. فنالوا ما تمنوا. . ولعل ابن عمر قد غفر له. فنربي في الطفل علو الهمة، والنظر إلي العظماء ليكون عظيما مثلهم.
28- ومما يذكر في هذا الشأن الإمام الشافعي‘ حيث يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين "([47]).
- وفي بيت واحد، من بيوت المسلمين نبغ ثلاثة إخوة في العلم، وهم:
1) نصر الدين بن الأثير. . عُرف بالأدب. . ومن كتبه (المثل السائر).
2) محمد مجد الدين بن الأثير. . ونبغ في علم الحديث. . ومن كتبه (النهاية في غريب الحديث، وجامع الأصول في أحاديث الرسول)
3) علي عز الدين بن الأثير، وقد نبغ في علم التاريخ، وهو صاحب كتاب الكامل في التاريخ.
وكأن الله عز وجل حقق فيهم نية والديهم، فقد ظهرت نواياهم من خلال أسمائهم (نصر الدين. . مجد الدين. . عز الدين).
29- العدل بين الأبناء. عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ ^، وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً، فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟ "، قَالَ: لاَ، قَالَ: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ"، قَالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ))([48]).
نسأل الله أن يحفظ أبنائنا من كل سوء
والحمد لله رب العالمين
([20]) ضعيف. مسند ابن الجعد (3398)، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (201) وفيه الهيثم بن حماد قال عنه يحيى بن معين في رواية الدروي (3401) ضعيف، وقال في رواية الدارمي (844): ليس بشئ. ، وقال أحمد بن حنبل: منكر الحديث ترك حديثه. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 81)( 330).
([34])موسوعة الأسرة المسلمة (1/ 549). فائدة: وهناك فوائد صحية عديدة للختان أوضحها الأطباء، ومنها:
- التخلص من الإفرازات الدهنية والسيلان الشحمي المقزز للنفس، وتقليل الإصابة بالسرطان، وتجنب الإصابة بسلس البول الليلي الناتج من التهاب المثانة، والتقليل من الالتهابات في الحشفة وقناة مجري البول، وتجنب اختناق المخرج في بعض الحالات.
والختان مستحب للأنثي، وهو مكرمة لها، وتزيين لها، ونظافة، وتهذيب للشهوة، ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار عدم المبالغة فيه؛ لأن ذلك يضعف شهوتها. فعن أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي ×"لا تَنْهِكِي (لا تبالغي في القطع)؛ فإن ذلك أحظي للمرأة وأحب للبعل"، وعن ميمونة زوج النبي ×أنها قالت للخاتنة: إذا خفضت فأَشِمِّي ولا تنهكي، فإنه أسري للوجه، وأحظي عند زوجها. والمعني أنَّ الخافضة إذا استأصلت جلدة الختان ضعفت شهوة المرأة؛ فَقَلَّت حظوتها عند زوجها، كما أنها إذا تركتها كما هي، فلم تأخذ منها شيئًا زادت شهوتها، وإذا أخذت منها وأبقت، كان ذلك تعديلا للخلقة والشهوة، فالأولي الاعتدال في الأخذ
ومن فوائد الختان للبنات ما يلي: 1. الختان عَلَماً لمن يضاف إلى ملة إبراهيم ودينه ـ عليه السلام ـ. 2. الختان طهارة ونظافة وتزيين وتحسين للخلق. 3. الختان تعديل للشهوة وتنظيم لها وجعلها متوسطة بين الحيوانية والجمادية. 4. الختان زينة، وأي زينة أحسن من أخذ ما طال وجاوز الحد من جلدة القلفة وشعر العانة والإبط والشارب و ما طال من الظفر. 5. الختان بهاء للوجه وضياء يظهر عليه وتخلص من الكسفة التي ترى عليه. 6. الختان أحب للبعل - أى للزوج - ويكون أئدم للحب بين الزوجين 7. الختان يساعد على الحد من السحاق - وهو مباشرة المرأة للمرأة -. 8. ومن فوائد الختان ما ذكره الدكتور أبو بكر عبد الرزاق فى كتاب رأى العلم والدين فى ختان الأولاد والبنات: أن الافرازات الدهنية المنفرزة من الشفرين الصغيرين إن لم يقطعها مع جزء من البظر فى الختان، تتجمع وتترنخ ويكون لها رائحة غير مقبولة، وتحدث التهابات قد تمتد إلى المهبل بل إلى قناة مجرى البول. 9. هذا القطع كما أشرنا يقلل الحساسية للبنات حيث لا شيء لديها ينشأ عند احتكا ك جالب للاشتهاء، وحينئذ لا تصير البنت عصبية. نقلا عن كتاب أخطاء عامة تقع فيها النساء (ص: 21).
([35]) سنن أبي داود (2276) وحسنه الألباني. فائدة في شروط الحاضن: (1) الإسلام: فلا حضانة لغير المسلمة. (2) عدم الزواج، (3) الأمانة والخلق وحسن السيرة (4) العلم بأصول التربية مع القدرة عليها. (5) السلامة من الأمراض النفسية والعقلية أو الأمراض المعدية. (6) التفرغ لحضانة الصغير: إذ هو الأصل والعلة الأولي التي جعلت للأم حق الحضانة. وكل عمل تقوم به الأم، أو أي نشاط تمارسه - إلا إذا كانت مضطرة إلي ذلك - يكون من شأنه أن يقلل من عطائها لأبنائها واهتمامها بهم، فهو عمل أو نشاط غير مقبول؛ لما يترتب عليه من حرمان الطفل حقه في الحب والرعاية، ومن مخالفة لفطرة المرأة ورسالتها التي جُبِلت عليها. نقًلا عن موسوعة الأسرة المسلمة (1/ 577).