الإيمان بالله
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الإيمانُ بالله تعالى وتوحيده هو أول دعوة رسل الله تعالى إلى
الناس، وأول طريق السائرينَ المُخْلِصِينَ إلى الله عز وجل، هو أساس العقيدة
الإسلامية.
معنى التوحيد:
الإيمانُ الجازمُ بأن اللهَ تعالى وحده هو خالقُ كلِّ شيءٍ، وأنه
سبحانه وتعالى وحده المستحق للعبادة.
أنواع التوحيد:
ينقسم توحيد الله تعالى إلى ثلاثة أنواع وهي :
(1) توحيد الربوبية . (2) توحيد الألوهية .(3) توحيد الأسماء
والصفات. (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز
الحنفي جـ1صـ7)
أولاً: توحيد الربوبية
المقصود بتوحيد الربوبية :هو توحيد الله تعالى بأفعاله سبحانه، بمعنى
الاعتقاد الجازم بوجود الله تعالى، وأنه سبحانه وحده هو الخالق، الرازق، المحي، المميت،
المعز، المذل، المتصرف في هذا الكون، ما شاء سبحانه كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو على
كل شيء قدير .(نواقض الإيمان لعبد العزيز محمد علي صـ96)
(1) قال سبحانه:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)
(2) وقال تعالى:( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ
النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ
الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ
الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)
(3) وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا
تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة22:21)
(4) وقال جَلَّ شأنه:(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (الأعراف:54)
(5) وقال سبحانه:(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(فاطر:1)
هذا النوع من التوحيد أقرَّ به المشركون ولم يدخلهم ذلك في
الإسلام، لأنهم كانوا يصرفون بعض أنواع الدعاء، كالدعاء والذبح والاستغاثة والنذر،
لمعبوداتهم، كالأصنام، والملائكة، الجن.وقد أقام اللهُ تعالى الحجة البالغة على
المشركين:
(1) قال تعالى:(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ
فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) (يونس31)
(2) وقال جل شأنه:( قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ
يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (المؤمنون:89:84)
(3) وقال سبحانه:( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف:9)
(4) وقال تعالى:( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ
اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (الزخرف:87)
لم ينكر توحيد الربوبية قديماً إلا
الدهرية، والشيوعيون في وقتنا الحاضر.
قال الله تعالى عنهم:(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا
نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ
عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (الجاثية:24)
ثانياً: توحيد الألوهية
الألوهية : معناها :العِبَادَةُ .
والألوهيةُ مأخوذةٌ مِن الإله وهُوَ الْمَـأْلُوهُ:أي الْمَعْبُودُ، المحْبُوبُ، المطَاعُ، الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ
لِذَاتِهِ.(
مجموع فتاوى ابن تيمية جـ1صـ88)
المقصود بتوحيد الألوهية: هو توحيد الله تعالى بأفعال العباد، التي
أمرهم بها سبحانه، بمعنى إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة، كالدعاء، والخوف
والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة، وغير ذلك، لأن الله سبحانه
وحده هو المستحق للعبادة.
(نواقض الإيمان لعبد
العزيز محمد علي صـ133)
قال تعالى:( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (الأنعام163:162)
توحيد الأُلوهية هو
الذي مِن أجله خَلَقَ اللهُ تعالى الجن والأنس.
وقال سبحانه:( قال
تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ
مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) (
الذاريات : 56 : 58 )
وتوحيد الأُلوهية هو الذي جاءت به أنبياءُ الله تعالى ورسله إلى
الناس.
قال تعالى : (وَلَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا
الطَّاغُوتَ ) ( النحل : 36 )
وقال سبحانه:( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ
مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا
فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)
قال الإمام أبو العز الحنفي(رحمه الله): تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ
مُتَضَمِّنٌ لِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ دُونَ الْعَكْسِ. فَمَنْ لَا يَقْدِرُ
عَلَى أَنْ يَخْلُقَ يَكُونُ عَاجِزًا، وَالْعَاجِزُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ
إِلَهًا. قَالَ تَعَالَى: (أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ
يُخْلَقُونَ) (الأعراف: 191) وَقَالَ تَعَالَى:
(أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (النحل: 17)
وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: (قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ
إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا) (الإسراء: 42) (شرح العقيدة
الطحاوية للحنفي جـ1صـ23)
ثالثاً: توحيد الأسماء
والصفات
المقصود بتوحيد الأسماء والصفات : هو الإيمان بأسماء الله تعالى
وصفاته كما جاءت في كتاب الله على مراد الله وكما جاءت في سُّنة رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على مراد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، دون تحريف أو
تعطيل أو تشبيه أو تكييف مصداقاً لقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ( الشورى : 11 )( شرح العقيدة الواسطية للهراس صـ19 )
أسماء الله ليست محدودة :
أسماء الله تعالى الحسنى ليست محصورة في عَددٍ مُعينٍ ولا يعلم
عددها إلا الله سبحانه تعالى.
روى أحمدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا
قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ
عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ
فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ
أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ
اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ
رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا
أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ :يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ
الْكَلِمَاتِ .قَالَ: أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ.
( حديث صحيح ) ( السلسلة الصحيحة للألباني جـ1 حديث 199 )
موقف المسلم من صفات الله
تعالى:
عقيدة أهل السُّنةِ والجماعة هي الإيمان بأن الله تعالى موصوف
بصفات الكمال والجلال .فأهل السُّنَّةِ يؤمنون بما وصف الله تعالى به نفسه في
القرآن الكريم، وبما وصفه به رسول الله -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سُنته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا
تشبيه، فالله عز وجل ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وهو
كما قال سبحانه : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ( الشورى : 11 )
ولذا يجب علينا أن نثبت كل ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته
له رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من
غير تأول، فنثبت على سبيل المثال صفة الحياة الدائمة.
قال سبحانه:( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ
الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) (البقرة:255)
ونثبت له سبحانه صفة الوجه.قال تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا
فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) ( الرحمن : 26
: 27 )
وقال سبحانه : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )
( البقرة : 115 )
ونثبت له صفة اليدين.قال تعالى : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا
مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ
الْعَالِينَ ) ( ص : 75 )
ونثبت له أيضاً صفة الساق . قال جلَّ شأنه : (يَوْمَ يُكْشَفُ
عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) ( القلم : 42 )
وكذلك نثبت له صفة الاستواء على العرش . قال تعالى :
(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) (طه : 5 )
معنى الاستواء:
الاستواء لا يخرج عن أربعِ معانٍ وهي:استقر، عَلا، ارتفع، صعد.(نونية
ابن القيم صـ87)
ونثبت له سبحانه صفة العِلْمِ الكامل.قال جَلَّ شأنه:( وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ
عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) (البقرة:255)
وكذلك صفتي السمع والبصر، قال سبحانه:(قَالَ لَا تَخَافَا
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) ( طه :46)
قال تعالى :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ
فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ )(المجادلة : 1 )
ونثبت أيضاً صفة الرضا، قال جَلَّ شأنه:(رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )(المائدة : 119 )
وكذلك صفة المحبة قال تعالى : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )(المائدة : 54 )
كذلك صفة الغضب، قال سبحانه: (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ ) ( النساء : 92 )
وكذلك صفة الكلام، قال جَلَّ شأنه: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى
تَكْلِيمًا ) ( النساء : 164 )
هكذا باقي صفات الله تعالى . (
شرح العقيدة الواسطية للهراس صـ16: صـ 88 )
كلمة التوحيد
معنى لا إله إلا الله :
لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ تعني:لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. (فتح المجيد صـ65)
فضل كلمة التوحيد:
كلمة التوحيد كلمةٌ
جليلةُ القدر، عظيمةُ الشأن، لها فضائل كثيرة، فنقول وبالله تعالى
التوفيق:
(1) من أجل لا إله إلا
الله، خلق الله تعالى الكون
قال الله تعالى(وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ
رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (الذاريات
57:56)
(2) من أجل لا إله إلا
الله، خلق الله تعالى الجنة والنار، وجعل الثواب والعقاب
روى الشيخانِ عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصامت، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ
وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ
حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ
الْعَمَلِ. (البخاري حديث 3435/ مسلم حديث 28)
وروى البخاريُّ عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قال:قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ. (البخاري حديث 425)
(3) من أجل لا إله إلا
الله أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب
قال الله تعالى (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ
بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل:2)
وقال سبحانه (وَلَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا
الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ
الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُكَذِّبِينَ)(النحل:36)
وقال جل شأنه(وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)
قال الإمامُ ابنُ
كثير(رحمه الله)( كل نبي بعثه الله يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له) (تفسير ابن كثيرجـ 9 صـ 398)
(4) توحيد الله تعالى، هو
أول ما يجب على الناس معرفته
قال الله تعالى(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) (محمد :19)
روى الشيخانِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ـ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ ـ:
إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَإِذَا
جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ
أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ
فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى
فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ
أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ. (البخاري حديث 3435/
مسلم حديث 19)
(5) لا إله إلا الله، هي كلمة التقوى، التي
ذكرها الله في القرآن
قال سبحانه( إِذْ
جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ
الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا
وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (الفتح:26)
روى الترمذيُّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وَأَلْزَمَهُمْ
كَلِمَةَ التَّقْوَى) قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . (حديث
صحيح)(صحيح الترمذي للألباني حديث 2603)
روى ابنُ جرير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: (وَأَلْزَمَهُمْ
كَلِمَةَ التَّقْوَى) (الفتح: 26) يَقُولُ: " شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ، فَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى، يَقُولُ: فَهِيَ رَأْسُ التَّقْوَى
" (تفسير الطبري جـ 26صـ 105)
(6)
لا إله إلا الله، هي الكلمة الطيبة، التي
ذكرها الله تعالى في القرآن
قال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا
كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي
السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) (إبراهيم 25:24)
روى ابنُ جرير الطبري عن ابن عباس، قوله:( كَلِمَةً طَيِّبَةً)،
شهادةُ أن لا إله إلا الله، (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ)، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ، (
أَصْلُهَا ثَابِتٌ)، يَقُولُ:لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثَابِتٌ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ،
(وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)، يَقُولُ: يُرْفَعُ بِهَا عَمَلُ الْمُؤْمِنِ إِلَى
السَّمَاءِ.
(تفسير
الطبري جـ 13صـ 203)
(7) لا إله إلا الله، تضمن العز والتمكين
لأهلها، في الدنيا، والفلاح في الآخرة
قال الله تعالى(وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)
(8) من أجل لا إله إلا
الله
فرض الله تعالى الجهاد
قال
سبحانه(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ
فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) ( البقرة:193)
وقال جل شأنه(يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ
يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا
يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ
صَاغِرُونَ) ( التوبة:29:28)
(9) لا إله إلا الله تعصم الدماء، و
الأموال، و الأعراض
روى الشيخانِ عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أُمِرْتُ
أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ
قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا
بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ. (البخاري حديث 2946/
مسلم حديث 21)
وكان النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعرف المنافقين، وذكر
أساءهم لحذيفة بن اليمان، ولكن لما قال المنافقون كلمة التوحيد، عصم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنفسهم، وأموالهم، وترك
حسابهم على الله تعالى.
روى البخاريُّ عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا قالَ:بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْحُرَقَةِ فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ
فَهَزَمْنَاهُمْ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ
فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ فَطَعَنْتُهُ
بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قُلْتُ كَانَ مُتَعَوِّذًا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى
تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ) (البخاري حديث 4269)
(10) كلمة التوحيد هي
الكلمة التي يُصَدَّقُ قائلها
روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاللَّهُ أَكْبَرُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَأَنَا
أَكْبَرُ وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ قَالَ: يَقُولُ
اللَّهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي. وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ قَالَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي
لَا شَرِيكَ لِي وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ
الْحَمْدُ قَالَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا لِيَ الْمُلْكُ وَلِيَ الْحَمْدُ
وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا
بِي.وَكَانَ يَقُولُ مَنْ قَالَهَا فِي مَرَضِهِ ثُمَّ مَاتَ لَمْ تَطْعَمْهُ
النَّارُ (حديث صحيح)(صحيح
الترمذي للألباني حديث 2727)
(11) قبول الأعمال الصالحة عند الله تعالى يتوقف على
إخلاص كلمة التوحيد
قال الله تعالى(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) ( الكهف:110) وقال سبحانه(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ
وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ
الشَّاكِرِينَ) (الزمر 66:65)
روى مسلمٌ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى
الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي
تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ . (مسلم حديث 2985)
قال الإمام النووي(رحمه الله)(عند شرحه لهذا الحديث): مَعْنَاهُ
أنا غَنِيٌ عَنِ الْمُشَارَكَةِ وَغَيْرِهَا فَمَنْ عَمِلَ شَيْئًا لِي
وَلِغَيْرِي لَمْ أَقْبَلْهُ بَلْ أَتْرُكْهُ لِذَلِكَ الْغَيْرِ والمراد أن عمل
المرائي باطل لا ثواب فِيهِ وَيَأْثَمُ بِهِ.(مسلم بشرح النووي جـ 9صـ 343)
(12) كلمة التوحيد هي
أفضل ما قاله النبيون
روى الترمذيُّ عن عبد
الله بن عَمْرِو بْنِ العاص أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ
عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (حديث صحيح)(صحيح
الترمذي للألباني حديث 2837)
روى ابنُ ماجه عن جَابِرِ بْن عَبْدِ اللَّهِ قال:سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يَقُولُ: أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ. (حديث حسن)(صحيح ابن
ماجه للألباني حديث 3065)
(13) كلمة التوحيد هي
أفضل الحسنات :
روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا
شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ
مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا
مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ
بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ . (البخاري حديث 3293/ مسلم حديث 2691)
(14) كلمة التوحيد تفتح
أبواب السماء، وأبواب الجنة
روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-: مَا قَالَ عَبْدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا، إِلَّا
فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ
الْكَبَائِرَ. (حديث حسن)(صحيح الترمذي للألباني حديث 2839)
روى مسلمٌ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عُمَرَ بنِ الخطاب
أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ
الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ
الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ . (مسلم
حديث 234)
(15) كلمة التوحيد هي آخر ما يخرج به المسلم من الدنيا
ينبغي للمسلم إذا رأى احتضار أخيه المسلم أن يلقنه كلمة لا إله
إلا الله، رجاء أن يموت عليها.
روى مسلمٌ عَنْ أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ:قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ك لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. (مسلم حديث 916)
روى أبو داودَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.(حديث
صحيح)(صحيح أبي داود للألباني حديث 2673)
(16) كلمة التوحيد تشفع
لصاحبها يوم القيامة
روى مسلمٌ عنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ:لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَ عِنْدَهُ
أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يَا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ
اللَّهِ.فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا
طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْرِضُهَا
عَلَيْهِ وَيُعِيدُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ
مَا كَلَّمَهُمْ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا
لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي
قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
)وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إِنَّكَ لَا
تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ ) (مسلم حديث24)
روى البخاريُّ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ:قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ
بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ
لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ
. (البخاري حديث 99)
روى البزارُ عَن أبي هُرَيرةَ، قال : قال رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَن قال: لا إله
إلاَّ الله نفعته يوماَ من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه.
(حديث
صحيح)(صحيح الجامع للألباني حديث 6434)
(17) كلمة التوحيد ثقيلة
في ميزان الحسنات يوم القيامة:
روى الترمذيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى
رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً
وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ
أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا
يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ
لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ
بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ
مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ
قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ
السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ.
(حديث
صحيح)(صحيح الترمذي للألباني حديث 2127)
(18) كلمة التوحيد تمنع
خلود أصحاب المعاصي من الموحدين في النار
روى البخاريُّ عنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ قال: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- َيقُولُ اللهُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي
وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا(من النار) مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ. (البخاري حديث 7510)
روى مسلمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُغِيرُ(يهجم
على الأعداء) إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَكَانَ يَسْتَمِعُ الْأَذَانَ فَإِنْ سَمِعَ
أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلَّا أَغَارَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ
اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْفِطْرَةِ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
خَرَجْتَ مِنْ النَّارِ . (مسلم حديث 382)
شروط كلمة التوحيد
شهادة لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لها سبعةُ شروط يجب أن تتحقق
جميعاً لكي ينتفع بها قائلها .وهذه الشروط هي:
(1)
العلم (2) اليقين (3)
القبول (4) الانقياد (5)
الصدق (6) الإخلاص (7) المحبة
وسوف نتحدث عن هذه الشروط بإيجاز.
الشَّرْطُ الْأَوَّلُ:
الْعِلْمُ:
المقصود بذلك العلم بمعنى كلمة لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، والمراد
منها.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ} [مُحَمَّدٍ: 19]
وَقَالَ تَعَالَى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آلِ عِمْرَانَ: 18) وَقَالَ تَعَالَى: (قُلْ هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزُّمَرِ: 9] وَقَالَ تَعَالَى: (إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فَاطِرٍ: 28) وَقَالَ تَعَالَى:
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا
الْعَالِمُونَ) (الْعَنْكَبُوتِ: 43) .
روى مسلمٌ عَنْ عُثْمَانَ بن عفان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ".(مسلم حديث:26)
الشَّرْطُ الثَّانِي:
الْيَقِينُ:
المقصود بذلك أَنْ يَكُونَ المسلمُ مُسْتَيْقِنًا بِمَدْلُولِ
كلمة لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَقِينًا جَازِمًا، فَإِنَّ الْإِيمَانَ لَا
يُغْنِي فِيهِ إِلَّا عِلْمُ الْيَقِينِ لَا عِلْمُ الظَّنِّ، فَكَيْفَ إِذَا
دَخَلَهُ الشَّكُّ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ) (الْحُجُرَاتِ: 15) فَاشْتَرَطَ فِي صِدْقِ إِيمَانِهِمْ بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ كَوْنَهُمْ لَمْ يَرْتَابُوا أَيْ: لَمْ يَشُكُّوا، فَأَمَّا
الْمُرْتَابُ فَهُوَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ، الَّذِينَ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ
يَتَرَدَّدُونَ) (التَّوْبَةِ: 45)
روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي
رَسُولُ اللَّهِ، لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا
إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ"(مسلم حديث:27)
روى مسلمٌ عَنْ أبي
هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَهُ بِنَعْلَيْهِ
فَقَالَ: "مَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ
بِالْجَنَّةِ"(مسلم حديث:31)
الشَّرْطُ الثَّالِثُ :
الْقَبُولُ:
المقصود بذلك أن يقبل المسلم ما اقْتَضَتْهُ كلمة لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ.
قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ
سَبَقَ مِنْ إِنْجَاءِ مَنْ قَبِلَهَا وَانْتِقَامِهِ مِمَّنْ رَدَّهَا. قَالَ
تَعَالَى: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ
إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا
عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا
وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ
كَافِرُونَ*فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُكَذِّبِينَ) (الزُّخْرُفِ: 23-25). وَقَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ
الْمُؤْمِنِينَ) (الرُّومِ: 47)
روى البخاريُّ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَثَلُ مَا
بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ
أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ
الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ،
فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ
مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ
تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا
بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ
رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ»(البخاري حديث:79)
الشَّرْطُ الرَّابِعُ :
الِانْقِيَادُ :
المقصود بذلك التسليم الكامل مع الرضا لما دلت عليه كلمة لَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ
وَأَسْلِمُوا لَهُ) (الزُّمَرِ: 54)، وَقَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا
مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) (النِّسَاءِ: 125) . وَقَالَ
تَعَالَى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (لُقْمَانَ: 22)أَيْ: بِلَا إِلَهٍ إِلَّا
اللَّهُ (وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) وَمَعْنَى يُسْلِمُ وَجْهَهُ
أَيْ: يَنْقَادُ وَهُوَ مُحْسِنٌ مُوَحِّدٌ، وَمَنْ لَمْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى
اللَّهِ وَلَمْ يَكُ مُحْسِنًا فَإِنَّهُ لَمْ يَسْتَمْسِكْ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقَى.
الشَّرْطُ الْخَامِسُ:
الصِّدْقُ:
المقصود بذلك هُوَ أَنْ يوافقَ قول اللسان بكلمة لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ تصديق القلب بها تصديقاً جازماً.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ
يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (الْعَنْكَبُوتِ:3:1)
وَقَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ
قَالُوهَا كَذِبًا: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ
وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا
كَانُوا يَكْذِبُونَ) (الْبَقَرَةِ: 8-11)
روى البخاريُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا
حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ"(البخاري حديث:128)
فَاشْتَرَطَ فِي إِنْجَاءِ مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنَ
النَّارِ أَنْ يَقُولَهَا صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، فَلَا يَنْفَعُهُ مُجَرَّدُ
اللَّفْظِ بِدُونِ مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ.
الشَّرْطُ السَّادِسُ:
الْإِخْلَاصُ
المقصود بذلك هو إخلاص جميع الأعمال الصالحة لله تعالى وحده، وتنقيتها
من كل مظاهر الشرك والنفاق والرياء والسمعة.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا
لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (الْبَيِّنَةِ:
5)وَقَالَ تَعَالَى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزُّمَرِ: 2)
وَقَالَ تَعَالَى:
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ
لَهُمْ نَصِيرًا، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ
وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (النِّسَاءِ:
146)
روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَنْ قَالَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مَنْ قَلْبِهِ."(البخاري حديث:99)
وروى البخاريُّ عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قال:قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ. (البخاري حديث 425)
الشَّرْطُ السَّابِعُ
"الْمَحَبَّةُ:
المقصودُ بذلكَ المحبة لِمَا اقْتَضَتْهُ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ
كلمة لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلِأَهْلِهَا الْعَامِلِينَ بِهَا الْمُلْتَزِمِينَ
لِشُرُوطِهَا، وَبُغْضٍ مَا نَاقَضَ ذَلِكَ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ
مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ
آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) (الْبَقَرَةِ: 165)، وَقَالَ تَعَالَى: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) (الْمَائِدَةِ: 54)، فَأَخْبَرَنَا اللَّهُ
-عَزَّ وَجَلَّ- أَنَّ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَشَدُّ حُبًّا لَهُ؛ وَذَلِكَ
لِأَنَّهُمْ لَمْ يُشْرِكُوا مَعَهُ فِي مَحَبَّتِهِ أَحَدًا كَمَا فَعَلَ
مُدَّعُو مَحَبَّتِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دونه أندادا
يحبونهم كَحُبِّهِ، وَعَلَامَةُ حُبِّ الْعَبْدِ رَبَّهُ تَقْدِيمُ مُحَابِّهِ
وَإِنْ خَالَفَتْ هَوَاهُ وَبُغْضُ مَا يُبْغِضُ رَبُّهُ وَإِنَّ مَالَ إِلَيْهِ
هَوَاهُ، وَمُوَالَاةُ مَنْ وَالَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمُعَادَاةُ مَنْ
عَادَاهُ، وَاتِّبَاعُ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاقْتِفَاءُ أَثَرِهِ وَقَبُولُ هُدَاهُ. (معارج القبول لحافظ حكمي جـ1صـ332:327)
نواقض كلمة التوحيد
المراد بنواقض كلمة التوحيد: مفسداتها؛ أي الأمور التي إذا
فَعَلها المسلمُ، فسد توحيده وانتقض؛ ولا يكون من المسلمين.
ونواقض شهادة لا إله إلا اللهُ عشرةٌ وهي:
الأول: الشرك في عبادة
الله تعالى.
قال تعالى: (إِنَّ
اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ) (النساء: 48)وقال تعالى:( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ
حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة: 72) ومن ذلك دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر والذبح
لهم.
الثاني: من جعل بينه وبين
الله تعالى وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر.
الثالث: من لم يكفر المشركين
أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.
الرابع: من اعتقد أن هدي غير
النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكمل
من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو
كافر.
الخامس: من أبغض شيئا مما جاء
به الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-ولو
عمل به فقد كفر.قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: 9)
السادس: من استهزأ بشيء من
دين الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أو ثوابه أو عقابه كفر. والدليل قوله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ
وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ
إِيمَانِكُمْ) (التوبة: 65 :66)
السابع: السحر .
والدليل قوله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى
يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) (البقرة: 102)
الثامن: مناصرة المشركين
ومعاونتهم على المسلمين.
قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)( المائدة: 51) .
التاسع : من اعتقد أن بعض
الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال جل شأنه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل
عمران: 85)
العاشر: الإعراض عن دين الله
لا يتعلمه ولا يعمل به .قال سبحانه: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ
ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (السجدة: 22) (العقيدة
الصحيحة لابن باز صـ39:36)