مناقب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
الحمد لله رب العالمين، حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على خير خلق الله والمصطفى رحمة وهداية للناس نبينًا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فعن سعيد بن زيد أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد أنه أخذ شيئًا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ أَخَذَ شبرًا مِنَ الأَرْض ظُلْمًا طُوِّقَهُ إلى سَبْع أَرَضِينَ). فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا، فقال: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واقتلها في أرضها. قال: فما متت حتى ذهب بصرها. ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت.
هذا الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم، أخرجه مسلم في كتاب المساقاة باب (تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها) برقم (1610)، وأخرجه البخاري بنحوه في كتاب بدء الخلق باب (ما جاء في سبع أرضين) برقم (3198)، وأخرجه مختصرًا برقم (2452)، وأخرجه بدون القصة الترمذي في كتاب الديات برقم (1418)، وكذلك الدارمي في سننه في كتاب البيوع باب (من أخذ شبرًا من الأرض برقم) (2606)، وأخرجه الإمام أحمد من حديث عائشة وسعيد بن زيد (1/187- 190، 2/387، 388، 432).
أولاً: ترجمة سعيد بن زيد رضي الله عنه:
هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد الله بن قُرْط بن زِراح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمه فاطمة بنت بَعْجَة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمَّر بن حيان، من خزاعة، وكنيته سعيد أبو الأعور، وهو ابن عم عمر بن الخطاب وصهره، كانت تحته فاطمة بنت الخطاب، وكانت أخته عاتكة بنت زيد بن عمرو تحت عمر بن الخطاب.
خبر زيد بن عمرو بن نفيل
أخرج ابن سعد في الطبقات بسنده عن عامر بن ربيعة قال: كان زيد بن عمرو بن نفيل يطلب الدين، وكره النصرانية واليهودية وعبادة الأوثان والحجارة، وأظهر خلاف قومه واعتزال آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم، ولا يأكل ذبائحهم، فقال لي: يا عمر، إني خالفت قومي، واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد وإسماعيل من بعده، وكانوا يصلون إلى هذه القبلة، فأنا أنتظر نبيًا من ولد إسماعيل يبعث، ولا أُراني أُدْركُهُ، وأنا أومن به وأصدقه، وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام، قال عامر: فلما تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت وأخبرته بقول زيد بن عمرو، وأقرأته منه السلام فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورَحَّمَ عليه، وقال: (قد رأيته في الجنة يسحب ذيولاً).
وأخرج أيضًا بسنده عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائمًا مسندًا ظهره على الكعبة يقول: يا معشر قريش، ما منكم اليوم أحدٌ على دين إبراهيم غيري، وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مهلا، لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها. قال: وسئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يُبعث يوم القيامة أمة وحده.
وقد ذكر عن سعيد بن المسيب أنه ذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال: توفي وقريش تبني الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، ولقد نزل به وإنه ليقول: أنا على دين إبراهيم، فأسلم ابنه سعيد بن زيد أبو الأعور واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى هو وعمر بن الخطاب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن زيد بن عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غفر الله لزيد بن عمرو ورحمه، فإنه مات على دين إبراهيم). قال: فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه واستغفر له، ثم يقول سعيد بن المسيب: رحمه الله وغفر له.
ذكر إسلام سعيد بن زيد وجهاده:
أسلم سعيد بن زيد قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها، وساق ابن سعد في طبقاته قال: لما هاجر سعيد بن زيد إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي أبي لبابة. وقال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعيد بن زيد ورافع بن مالك الزَّرَقي، بينما قال ابن الأثير في أسد الغابة: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بن كعب رضي الله عنه.
لم يشهد بدرًا رضي الله عنه، وذلك لأنه كان قد أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قبل خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة بعشر يتحسَّسَان خبر البعير، فبلغا الحوراء، فلم يزالا مقيمين هناك حتى مَرَّتْ بهم العير، فَتَسَاحَلَتْ، فبلغ نبي الله الخبر قبل مجيئهما، فَنَدَبَ أصحابه وخرج يطلب العير، فتساحَلَتْ وساروا الليل والنهار، ورجع طلحة وسعيد إلى المدينة ليخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، ولم يعلما بخروجه، فقدما المدينة يوم الوقعة ببدر، فخرجا من المدينة ليلحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقياه بتُرْبَانَ بين مَلَلَ والسَّيَّالة منصرفًا من بدر، فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمانهما وأجورهما ببدر، فكانا كمن شهدها.
وشهد سعيد رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا والخندق والمشاهد كلها.
وقال ابن الأثير في أسد الغابة: وقال سعيد بن جبير: كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ؛ كانوا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال، ووراءه في الصلاة.
قال الإمام الذهبي في السير: لم يكن سعيد متأخرًا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر - رضي الله عنه - لئلا يبقى له فيه شائبة حظ، لأنه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي: جَابَى ابنَ عمه. فأخرج منها ولده وعصبته. فكذلك فليكن العمل لله تعالى.
وقال الذهبي أيضًا: روى غير واحد عن مالك قال: مات سعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص بالعقيق. وقال الواقدي: توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل: توفي سنة ثمان وخمسين بالعقيق، وخرج إليه ابن عمر رضي الله عنهما، فغسله وحنطه وصلى عليه، وقالت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص: غَسَّلَ سعيدَ بنَ زيدٍ سعدُ بنُ أبي وقاص وحنطه، ونزل في قبره سعدُ بن أبي وقاص وابن عمر، وصلى عليه ابن عمر.
ثانيًا: شرح الحديث:
في هذا الحديث قصة أَرْوَى بنت أويس مع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه، وأنها ادَّعَتْ عليه أنه اقتطع صغيرة (أي جزءًا مبنيًا كالجدار) من أرضها وضمها إلى أرضه، فَشَكَتْهُ إلى مروانَ بنِ الحكمِ والي المدينة أيام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، فلما أرسل مروان إلى سعيد بن زيد رضي الله عنه، وحضر سعيد عند مروان؛ قال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أي أن سعيدًا رضي الله عنه تساءل متعجبًا عما ادعته هذه المرأة بشأنه، فقال له مروان: وماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فروى سعيد الحديث، قائلاً: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طُوِّقه إلى سبع أرضين). استدل على عدم فعل ما ادعته المرأة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في بعض روايات القصة أن سعيدًا ترك لها ما ادعته، وهذا غاية الورع والتقوى، ولذلك قال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا.
وأما قوله: (من أخذ شبرًا). ففي بعض الروايات في الصحيح: (من أخذ شيئًا)، والروايات يفسر بعضها بعضًا فشيئًا أعم من الشبر. ومعناه من أخذ قليلاً من الأرض أو كثيرًا بظلم فإنه يعاقب به يوم القيامة.
وقوله: (طُوِّقه إلى سبع أرضين). قال النووي في شرح مسلم: (الأرَضُونَ بفتح الراء، وفيها لغة قليلة بإسكانها، قال: حكاه الجوهري وغيره. قال العلماء: هذا تصريح بأن الأرض سبع طبقات، وهو موافق لقوله تعالى: {سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}. وقول من قال: المراد بالحديث سبع أرضين من سبعة أقاليم، لا أن الأرض سبع طباق، تأويل باطل أبطله العلماء.
(طوقه) له أوجه ذكرها الحافظ في الفتح: أحدها أنه يكلف نقل ما ظلم منها في القيامة إلى المحشر ويكون كالطوق في عنقه. وثانيها: أنه يعاقب بالْخَسْفِ إلى سبع أرضين أي فتكون كل أرض في تلك الحالة طوقًا في عنقه، وهذا الوجه يؤيده حديث ابن عمر ثالث أحاديث الباب بلفظ: (خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين). وثالثها كالأول ولكن بعد أن ينقل جميعه يجعل كله في عنقه طوقًا، ويعظم قدر عنقه حتى يسع ذلك، كما ورد في غلظ حلد الكافر ونحوه. ورابعها: يحتمل أن يكون التطويق تطويق الإثم، والمراد به أن الظلم المذكور لازم له في عنقه لزوم الإثم.
وسادسها: يحتمل أن تتنوع هذه الصفات لصاحب هذه الجناية، أو تنقسم هذه الصفات على أصحاب هذه الجناية فيعذب بعضهم بهذا وبعضهم بهذا بحسب قوة المفسدة وضعفها.
وأما سعيد بن زيد رضي الله عنه فبعد ما روى الحديث وبين براءته من الظلم، وتنازل للمرأة عن الذي ادعته كذبًا وظلمًا وزورًا، بعد ذلك كله، توجَّهَ إلى الله تعالى بالدعاء على أروى بنت أويس قائلاً: اللهم إن كانت كاذبة فأعمِ بصرها، وفي رواية لمسلم فَعَمِّ بصرها، واقتلها في أرضها، وفي رواية واجعل قبرها في دارها، وفي رواية أخرى واجعل قبرها في بئرها. قال ابن عبد البر: فعميت أروى، وجاء سيل فأبدى ضفيرتها، فرأوا حقها خارجًا من حق سعيد، فجاء سعيد إلى مروان، فقال: أقسمت عليك لتركبن معي ولتنظرن إلى ضفيرتها، فركب معه مروان وركب أناس معهما حتى نظروا إليها. ثم إن أروى خرجت في بعض حاجتها بعدما عميت فوقعت في البئر فماتت. قال: وكان أهل المدينة يدعو بعضهم على بعض يقولون: أعماك الله كما أعمى أروى يريدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك الله كما أعمى الأروى، يريدون الأروى الحيوان الوحشي المعروف يظنونها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم.
ثالثًا: من فوائد الحديث:
1- تحريم الظلم والغضب وتغليظ عقوبته.
2- إمكان غضب الأرض وأنه من الكبائر.
3- أن من ملك أرضًا ملك أسفلها إلى منتهى الأرض، وله أن يمنع من يحفر تحتها بغير رضاه.
4- أن من ملك ظاهر الأرض ملك باطنها بما فيه من حجارة ثابتة وأبنية ومعادن ونحوها.
5- في الحديث منقبة عظيمة لسعيد بن زيد رضي الله عنه، حيث أجيبت دعوته ورأى الناس أثرها بأعينهم، وكذلك ورعه، وعدم إثارة الخلاف مع المرأة التي شكته، وأنه تنازل عن حقه لدعواها مع احتجاجه بالحديث على تحريم الظلم.
رابعًا: بعض مناقب سعيد بن زيد رضي الله عنه:
1- اختياره الضرب والهوان على الكفر.
عن سعيد بن زيد قال: لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام أنا وأخته، وما أسلم. أخرجه البخاري. ومعناه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قبل أن يسلم يعذب سعيدًا وزوجَهُ فاطمة بنت الخطاب بسبب إسلامهما، ومع ذلك كان سعيد يتحمل ذلك في سبيل دينه، رضي الله عنه.
2- سعيد أحد الشعرة المشهود لهم بالجنة:
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة). (الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 50).
وقد أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وهو أصح من الرواية السابقة.
3- سعيد ممن شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالشهادة:
عن سعيد بن زيد، وأنس بن مالك، وبريدة، وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين. قال سعيد بن زيد رضي الله عنه: أشهد أن عليًا من أهل الجنة. قيل: وما ذاك ؟ قال: هو في التسعة، ولو شئت أن أسمي العاشر لسميته، قال: اهتز هراءُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اثبت حراءُ فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد). قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأنا، يعني نفسه). فأما حديث سعيد فأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وأما حديث أنس وبريدة فأخرجه أحمد، وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني (وصححه الألباني).
هذا، ولا شك أن سعيدًا من السابقين الأولين من المهاجرين، وأنه معدود في البدريين مع أنه لم يشهد الوقعة، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم له، وأثبت له أجره، وهو كذلك ممن بايعوا تحت الشجرة، وهو ممن أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وهو من أوائل خير أمة أخرجت للناس، وهو من الأمة الوسط التي تكون شهداء على الناس، إلى غير ذلك مما أفاء الله سبحانه وتعالى على هذه الفئة وهذا القرن من الناس الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم أنه خير الأمة على الإطلاق.
ثم نختم الحديث عن العشرة بما كتبه الإمام الذهبي رحمة الله عليه في نهاية ترجمة سعيد بن زيد رضي الله عنه، قال:
فهذا ما تيسر من سيرة العشرة، وهم أفضل قريش، وأفضل السابقين المهاجرين، وأفضل البدريين، وأفضل أصحاب الشجرة، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة.
فأبعد الله الروافض، ما أغواهم وأشد هواهم، كيف اعترفوا بفضل واحد منهم وبخسوا التسعة حقهم ؟ واتفروا عليهم بأنهم كتموا النص في علي أنه الخليفة. فوالله ما جرى من ذلك شيء، وأنهم زوَّروا الأمر عنه بزعمهم، وخالفوا نبيهم، وبادروا إلى بيعة رجل من بني تميم يتجرد ويتكسب، لا لرغبة في أمواله، ولا لرهبة من عشيرته ورجاله، ويحاك!! أيفعل هذا من له مسكة عقل ؟ ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة، ولو جاز وقوعه من جماعة لاستحال وقوعه والحالة هذه من ألوف من سادة المهاجرين والأنصار، وفرسان الأمة وأبطال الإسلام، لكن لا حيلة في بُرْءِ الرفض فإنه داء مزمن ومرض عُضَال، والهدي نور يقذفه الله في قلب من يشاء، فلا قوة إلا بالله.
نسأل الله تعالى أن ثبتنا على الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأن يثبت حَبَّ الله عز وجل وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أصحابه في قلوبنا، وأن يرزقنا بحبهم الجنة في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.