مناقب الزبير بن العوام حواري البشير النذير
الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: «مَنْ يَأتينا بخبر القوم؟» فقال الزبيرُ: أنا، ثم قال: «مضنْ يَأتينَا بخبر القوم؟» فَقَالَ الزُّبيرُ: أنَا، ثم قال: «مَنْ يَأتينا بخبر القَوم؟» فقال الزبيرُ: أنا، قال: «إنَّ لِكلّ نبيّ حَواريًا، وحَوَارِيَّ الزُّبَيرُ».
هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في خمسة مواضع من صحيحه ؛ أولها في كتاب الجهاد والسير باب فضل الطليعة برقم (2846)، وباب هل يبعث الطبيعة وحده برقم (2847)، وثانيها في كتاب الجهاد والسير وحده برقم (2997)، وفي كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب الزبير بن العوام برقم (3719)، ورابعها في كتاب المغازي باب غزوة الخندق، وهي الأحزاب برقم (4113)، وخامسها في كتاب أخبار الآحاد باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم الزبير طليعة وحده برقم (7261).
وكذا أخرجه الإمام مسلم في صححه في كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما برقم (2415).
وأخرجه الإمام الترمذي في جامعه باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه برقم (3745).
وأخرجه الإمام ابن ماجه في سننه في كتاب السنة باب فضل الزبير رضي الله عنه برقم (122)، كما عزاه الإمام السدي في الأطراف إلى الإمام النسائي في الكبرى في المناقب والسير.
وأخرجه الإمام أحمد في «المسند» (3/307، 314، 338، 365).
أولاً: ترجمة الزبير رضي الله عنه
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الأسدي، كنيته أبو عبد الله، أمه صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن أخي خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وزوج رسول رب العالمين، قال الأثير في «أسد الغابة»: كانت أمه تكنيه أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب، واكتنى هو بأبي عبد الله بابنه الأكبر فغلبت عليه.
قال ابن الأثير في «أسد الغابة»: أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة. قاله هشام بن عروة. وقال عروة: أسلم الزبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة. رواه أبو الأسود عن عروة، وروى هشام بن عروة عن أبيه: أن الزبير أسلم وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل: أسلم وهو ابن ثماني سنين، وكان إسلامه بعد أبي بكر رضي الله عنه بيسير، وكان رابعًا أو خامسًا في الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وإلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود لما أخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش.
قال أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: لم يتخلف الزبير عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان الزبير أول من سل سيفًا في سبيل الله عز وجل. وروى عن سعيد بن المسيب قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، والله لا يضيع دعاءه. وروى أيضًا بسند الزبير بن بكار إلى عروة: أن أول رجل سل سيفه في سبيل الله الزبير، ذلك أنه نفخت نفخة من الشيطان أُخذ رسول الله، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلى مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما لك يا زبير ؟» قال: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له ولسيفه.
مدحه حسان بن ثابت مفضلاً إياه على الجميع فقال:
أَقَامَ عَلَى عَهْد النَّبي وَهَدْيِهِ
جَوَارِيُّهُ والقَوْلُ بالفَعلِ يُعْدَلَ
أَقَامَ عَلَى مِنْهَاجه وطريقه
نوالي وليّ الحقّ والحقُّ أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي
يصول إذا مَا كان يَوْمُ فحجلُ
وإن امرأ كانت صفية أمه
ومِن أسد في بيته لمرٌ فَّلُ
له من رسول الله قربى قريبة
ومن نصرة الإسلام مجد فؤثل
فلكم كربة ذَبَّ الزبير بسيفه
عن المصطفى والله يعطي ويجزل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها
بأبيض سباق إلى الموت يُرقل
وقال ابن الأثير قبل روايته هذه الأبيات: قيل: كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فما يدخل إلى بيته منها درهمًا واحدًا، كان يتصدق بذلك كله، وكذا قال ابن عبد البر، وزاد: وفضله حسَّان على جميعهم، كما فضل على أبو هريرة على الصحابة أجمعين جعفرَ بن أبي طالب.
وقال أيضًا: سمع ابن عمر رجلاً يقول: أنا ابن الحواري، فقال له: إن كنت ابن الزبير وإلا فلا.
قال ابن الأثير: وشهد الزبير بدرًا - وكان عليه عمامة صفراء معتجرًا بها - فيقال: إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير، أي على صفته، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا والخندق والحديبية وخيبر والفتح وحنينًا والطائف، وشهد فتح مصر، وجعله عمر رضي الله عنه في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
قال ابن عبد البر: ثم شهد الزبير رضي الله عنه الجمل، فقاتل فيه ساعة، فناداه عليّ رضي الله عنه، وانفرد به، فذكر الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له - وقد وجدهما يضحكان-: «أما إنك ستقاتل عليًا وأنت له ظالم». فذكر الزبير ذلك، فانصرف عن القتال، فاتبعه ابن جرموز عبد الله.
أتى قاتل الزبير عليًا برأسه يستأذن عليه فلم يأذن له، وقال للآذن: بشره بالنار، فقال:
أتيت عليًا برأس الزبير
أرجو لديه به الزلفة
فبشر بالنار إذ جئته
فبئس البشارة والتحفة
وسيان عندي قتل الزبير
وخبر طه غير بذي الجحفة
وكانت سن الزبير يوم قُتل - رضي الله عنه ورحمه - سبعًا وستين سنة، وقيل: ستًا وستين، وكان الزبير أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية، رضي الله عنه وأرضاه.
ثانيًا شرح الحديث
قوله: «من يأتينا بخبر القوم» يوم الأحزاب، قال الحافظ في الفتح: في رواية وهب بن كيسان عن جابر عند النسائي: «لما اشتد الأمر يوم بني قريظة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يأتينا بخبرهم» الحديث، وفيه أن الزبير توجه إلى ذلك ثلاث مرات، ومنه يظهر المراد بالقوم في رواية ابن المنكدر، وأنهم بنو قريظة، لأن الأحزاب من قريش وغيرهم لما جاءوا إلى المدينة، وحفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق بلغ المسلمين أن بني قريظة من اليهود نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين، ووافقوا قريشًا على حرب المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك يريد أن يعرف حقيقة موقف يهود بني قريظة».
قوله: «إن لكل نبي حواريًّا، وحَوَاريّ الزبير». أي خاصتي من أصحابي وناصري، وأمَّا ضبط حَوَاريَّ فقال الإمام النووي في شرح مسلم: اختلف في ضبطه، فضبطه جماعة من المحققين بفتح الياء كمُصْرِخِيَّ، وضبطه أكثرهم بكسرها.
ثالثًا: من فوائد الحديث
قال الحافظ في الفتح: في الحديث جواز استعمال التجسس في الجهاد، وفيه منقبة للزبير، وقوة قلبه، وصحة يقينه، وفيه جواز سفر الرجل وحده، وأن النهي عن السفر وحده إنما هو حيث لا تدعو الحاجة إلى ذلك، قال: واستدل به بعض المالكية على أن طليعة اللصوص المحاربين يقتل وإن كان لم يباشر قتلاً ولا سلبًا، قال: وأخذه من هذا الحديث تكلف. والله أعلم.
رابعًا: بعض ما ورد من مناقب الزبير رضي الله عنه
أ- الزبير من الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح:
عن عائشة رضي الله عنها: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}، قالت لعروة: يا ابن أختي كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: «من يذهب في إثرهم ؟ فانتدب سبعون رجلاً كان فيهم أبو بكر والزبير». أخرجه البخاري ومسلم.
ب- شجاعة الزبير رضي الله عنه:
عن هشام بن عروة عن أبيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشدُّ فنشد معك ؟ فقال: إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر. قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير، قال عروة: وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ، وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس ووكل به رجلاً.
جـ- الرسول صلى الله عليه وسلم يُفَدّي الزبير بأبويه:
1- عن عبد الله بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثًا، فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف، قال: أو هل رأيتني يا بني ؟ قلت: نعم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «م يأت بني قريظة فيأتني بخبرهم؟» فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: «فداك أبي وأمي». متفق عليه.
2- عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد. أخرجه أحمد في المسند.
د- حسن توكل الزبير على ربه وشدة يقينه:
عن عبد الله بن الزبير قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه، فقال: يا بني، إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أُراني إلا سأُقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همي لديني، أفترى يبقى دينًا من مالنا شيئًا؟ فقال: يا بني، بع ما لنا فاقضِ ديني، وأوصى الثالث - وثلثه لبنيه - يعني بني عبد الله بن الزبير - بقول ثلث الثلث - قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بنيّ إن عجزت عن شيء فاستعن عليه بمولاي، قال: فوالله ما دريت ما أراد حتى قتلت: يا أبت من مولاك ؟ قال: الله. قال: فوالله ما وقعت في كربة من دَيْنه إلا قلت: يا مولى الزبير اقْضِ عنه دينه، فيقضيه.. الحديث. [أخرجه البخاري في كتاب فرض الخمس باب بركة الغازي فعاله حيًا وميتًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر].
هـ- ثناء عثمان رضي الله عنه على الزبير:
عن عروة قال: أخبرني مروان بن الحكم قال: أصاب عثمان رضي الله عنه رعاف شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى، فدخل عليه رجل.... قريش قال: استخلف. قال: وما قالوه ؟ قالك نعم، قال: ومن؟ فسكت، فدخل عليه رجل آخر - أحسبه الحارث - فقال: استخلف. قال عثمان: وقالوا: فقال: نعم. قال: ومن هو ؟ فسكت. قال: فلعلهم قالوا: الزبير ؟ قال: نعم. قال: أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم واعلمني، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري.
و- نزول الملائكة على سيمائه يوم بدر:
قال الإمام الذهبي في السير: قال هشام بن عروة عن أبيه قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير. قال محقق السير: نسبة الهيثمي في المجمع إلى الطبراني، وقال: هو مرسل صحيح.
وقال: عن أبي جعفر الباقر رحمه الله، قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزلت الملائكة كذلك.
وقال: وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن الزبير:
جدِّي ابن عمة أحمد ووزيره
عند البلاءِ وفارسُ الشَّقراء
وغداة بدر كان أول فارس
شهد الوغى في اللأمة الصفراء
نزلت بسيماه الملائكة نصرة
بالحَوْضِ يوم تألب الأعداء
ز- الزبير يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء، فتحرك، فقال: «اسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد». وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير. [أخرجه مسلم].
ج- الزبير أحد العشرة المشهود لهم بالجنة:
1- عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، ولو شئت أن أسمي العاشر». [أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه].
2- وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة». [أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن أبي عاصم في السنة].
ط- الزبير ممن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ:
عن عمرو بن ميمون قال في حديثه عن قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه قال: لما طعن عمر رضي الله عنه، قالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف، قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر - أو الرهط - الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، فسمى عليًا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحمن. [أخرجه البخاري ومسلم].
هذا قليل من كثير مما ورد في مناقب الزبير، بالإضافة إلى ما ورد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، ولا شك أنهم أول من خوطب بهذه الآية، فهم على ذلك خير أمة أُخرجت للناس، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}. وكذلك هم أول من خوطب بهذه الآية، فهم الأمة الوسط التي تشهد على الأمم، وقال الله تعالى فيهم أيضًا: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ}، فأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مذكورون في التوراة والإنجيل قبل نزول القرآن، فأي فضل هذا ؟ ومَن مِن البشر نال هذا الفضل غير هؤلاء الصحب الكرام، نسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرة أصحاب نبينا وتحت لوائه، وأن يرزقنا الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
والحمد لله أولاً وآخرًا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.