حرمة أهل العلم
1- فضل العلم والعلماء:
أولا:فى القرآن
قال الله تعالى : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}[1].
ويقول - سبحانه -: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء}[2].
ويقول - جل وعلا -: { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[3].
وأولو الأمر- كما يقول أهل العلم - :هم العلماء، وقال بعض المفسَّرين : أولو الأمر: الأمراء والعلماء.
ويقول الله - جل وعلا - : {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}.[4]
ثانيا:في السنة
وعن معاوية بن أبى سفيان أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين. )[5]
قال ابن المنير - كما يذكر ابن حجر - : ( من لم يفقهه الله في الدين فلم يرد به خيراً ).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»[6]
وروى أبو الدرداء رضي الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر. العلماء هم ورثة الأنبياء . إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به ؛ فقد أخذ بحظ وافر ))[7].
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة - كما يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - : ( أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة ) ، أي أن أهل السنة والجماعة ، يتقربون إلى الله - تعالى - بتوقير العلماء ، وتعظيم حُرمتهم .
قال الحسن: ( كانوا يقولون : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار ).
وقال الأوزاعي: ( الناس عندنا أهل العلم . ومن سواهم فلا شيء ).
وقال سفيان الثوري: ( لو أن فقيها على رأس جبل ؛ لكان هو الجماعة ).
وحول هذه المعاني يقول الشاعر :
الناس من جهة التمثال أكفاء ****** أبوهمُ آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب ****** يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ ****** على الهدى لم استهدى أذلاء
وقدر كل امرأ ما كان يحسنه ****** والجاهلون لأهل العلم أعداء
من هذه النصوص الكريمة ، ثم من هذه الأقوال المحفوظة ؛ يتبين لنا المكانة العظيمة ، والدرجة العالية ، التي يتمتع بها علماء الأمة ؛ ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم والتقدير والإجلال وحفظ الحرمات ، قال الله تعالى: { ومن يُعَظِّم حُرٌماتِ الله فهو خيرٌ له عند ربه }.[8]
ويقول- جل وعلا- : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تَقْوَى القلوب }.[9]
والشعيرة- كما قال العلماء - : كلُّ ما أذِنَ اللهُ وأشعَرَ بفضله وتعظيمه. العلماء - بلا ريب - يدخلون دخولاً أولياً فيما أذِن اللهُ وأشعر الله بفضله وتعظيمه ، بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإِيراد
إذن ، فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يُعدُّ إعراضاً أو تقصيراً في تعظيم شعيرة من شعائر الله
وما أبلغ قول بعض العلماء : ( أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم ).
وإن مما يدل على خطورة إيذاء مصابيح الأمة ( العلماء )
ما ذكره أبوهريرة - رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال من "عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".[10]
أخي الحبيب: كلنا يدرك أن منْ أكل الربا فقد آذنه الله بالحرب، إن لم ينته ويتبْ عن ذلك الجرم العظيم كلنا يدرك هذا ؛ ولكن هل نحن ندرك - أيضاً - أن من آذى أولياء الله فقد حارب الله -جل وعلا - كما تبين من الحديث السابق !؟ هل نحن نستحضر هذا الوعيد الشديد ، عندما نهم بالحديث في عالم من العلماء ؟!
روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا: ( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي ).
قال الشافعي: ( الفقهاء العاملون ). أي أن المراد : هم العلماء العاملون ، ثم إنه لما كانت غيبة العلماء من أشد وأقبح أنواع الغيبة ، فإن هذا لا يعني أن لحوم غيرهم من الناس مباحة ، بل هي محرمة كذلك ؛ قال تعالى : { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيُحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه }[11].
وقال- سبحانه -{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً }[12].
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.[13]
وعن بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن دماءكم وأموالكم قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".[14]
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته".[15]
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "لما عرج بي ربي عز و جل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم".[16]
فكيف بالذي يقع في أعراض العلماء؟ ! أنه انتهاك بشع.
ولابن القيم - رحمه الله- كلام نفيس في هذا المعنى ، خليقٌ أن يكتب بماء العيون ؛ لأنه ينطبق بدقة على حال كثير من طلاب العلم ، يقول : ( وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول ).
ورحم الله ابن عساكر حين قال : (( أعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، بلاه الله قبل موته بموت القلب )).
{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.[17]
أسباب الخوض في أعراض العلماء
1- الغَيرَة والغِيرة :أما الغَيرَة -بالفتح - فهي محمودة ، وهي أن يغار المرء وينفعل من أجل دين الله، وحرمات الله - جل وعلا- لكنها قد تجر صاحبها - إن لم يتحرز- شيئا فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء من حيث لا يشعر .
وأما الغِيرَة - بالكسر- فهي مذمومة وهي قرينة الحسد،والمقصود بها هو : كلام العلماء بعضهم في بعض من ( الأقران ) .
قال سعيد بن جبير: ( استمعوا لعلم العلماء ، ولا تصدقوا بعضهم على بعض،فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في ضرابها ) . أي : استفيدوا من علم العلماء ،ولكن لا تصدقوا كلام العلماء بعضهم على بعض ، من الأقران.
ولذلك قال الذهبي:(كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به،لاسيما إذا كان لحسدٍ أو مذهب أو هوى).
2- الحسد :والحسد يُعْمي ويُصمّ ، ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال، فقد يطغى بعض الأقران على بعض ، ويطعن بعضهم في بعض ؛ من أجل القرب من سلطان ، أو الحصول على جاه أو مال.
3- الهوى:إن بعض الذين يأكلون لحوم العلماء لم يتجردوا لله - تعالى -وإنما دفعهم الهوى، للوقوع في أعراض علماء الأمة . و اتباع الهوى لا يؤدي إلى خير قال تعالى : { ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله }[18]
وقال - سبحانه - :{ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم }[19]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( صاحب الهوى يُعْميه الهوى ويُصمه ).
وكان السلف يقولون: ( احذروا من الناس صنفين، صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه ).
4- التقليد:لقد نعى الله - تعالى - على المشركين تقليدهم آباءهم على الضلال.
{ إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون }[20]
والتقليد ليس كلُّه مذموماً ، بل فيه تفصيل ذكره العلماء . ولكنني في هذا المقام أُحذر من التقليد الذي يؤدي إلى نهش لحوم العلماء ، فإنك - أحياناً - تسمع بعض الناس يقع في عرض عالم، فتسأله: هل استمعت إلى هذا العالم؟فيقول : لا والله . فتقول : إذن كيف علمت من حاله وأقواله كذا وكذا؟! فيقول: قاله لي فلان هكذا يطعن في العالم تقليداً لفلان ، بهذه السهولة ، غير مراعٍ حرمة العالم .
قال ابن مسعود:( ألا لا يقلدنا أحدكم دينه رجلاً إن آمنَ آمن ، وإن كفرَ كفر ، فإنه لا أسوة في الشر).
وقال أبو حنيفة: ( لا يحلُّ لمن يُفتي من كُتُبي أن يُفتي حتى يعلم من أين قلتُ ).
وقال الإمام أحمد: ( من قِلة علم الرجل أن يقلِّد دينه الرجال ).
5- التعصب:أن الذين يتحدثون في العلماء - و بخاصة طلاب العلم و الدعاة – تجد أن التعصب من أبرز أسباب ذلك . والباعث على التعصب هو الحزبية ، الحزبية لمذهب أو جماعة أو قبيلة أو بلد ، الحزبية الضيقة التي فرقت المسلمين شيعاً.
حتى صدق على بعضهم قول الشاعر :
وهل أنا إلا من غُزية إن غوت ****** غويت وإن ترشد غزيةُ أرشد
ولقد رأينا قريباً من ينتصر لعلماء بلده ، ويقدح في علماء البلاد الأخرى، سبحان الله ! أليست بلاد المسلمين واحدة ! أليس هذا من التعصب المذموم ! أليس من الشطط أن يتعصب أهل الشرق لعلماء الشرق ، وأهل الغرب لعلماء الغرب ، وأهل الوسط لعلماء الوسط ! .
إن هذا التعصب مخالف للمنهج الصحيح، الذي يدعونا إلى أن نأخذ بالحق مهما كان قائله .
قال أبو حامد الغزالي في ذم التعصب:( وهذه عادة ضعفاء العقول ؛ يعرفون الحق بالرجال،لا الرجال بالحق ).
6- التعالم :لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء، و لتفنيد آرائهم وتقوية قوله ، وهذا أمر خطير ؛ فإن منْ أجهل الناس منْ يجهل قدر نفسه ، ويتعدى حدوده .
7- النفاق وكره الحق :قال الله - تعالى - عن المنافقين :{ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا }[21]
{ وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنُؤمِن كما آمن السفهاءُ ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون}[22]
{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون }[23]
إن المنافقين الكارهين للحق؛من العلمانيين ، والحداثيين، والقوميين، وأمثالهم من أقوى أسباب أكل لحوم العلماء؛ لما في قلوبهم من المرض والبغض للحق وأهله .
إن العلمانيين الآن يتحدثون في علمائنا بكلام بذيء ، يعفُّ القلم عن تسطيره ، مما يدُلّ على ما في قلوبهم من الدغل ، ومعاداة ورثة الأنبياء ؛ وما يحملونه من الحق .
الآثار المترتبة على الوقيعة في العلماء :
إنّ هناك عواقب وخيمة ، ونتائج خطيرة ، وآثاراً سلبية ، تترتب على أكل لحوم العلماء؛ والوقوع في أعراضهم . يدرك تلك الآثار من تأمل في الواقع ، وأبعد نظره ، وإليك أهمها :
1- إن جرح العالم سبب في رد ما يقوله من الحق :
إن جرح العالم ليس جرحا شخصياً، كأي جرح في رجل عامّي ، ولكنه جرح بليغ الأثر ، يتعدى الحدود الشخصية ، إلى رد ما يحمله العالم من الحق .
ولذلك استغل المشركون من قريش هذا الأمر ، فلم يطعنوا في الإسلام أولاً ، بل طعنوا في شخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؛ لأنهم يعلمون - يقيناً - أنهم إذا استطاعوا أن يشوهوا صورة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أذهان الناس ؛ فلن يقبلوا ما يقوله من الحق، قالوا : إنه ساحر، كاهن ، مجنون ولكن باء سعيهم بالخسران .
وقد كانوا قبل بعثته يصفونه بالأمين، الصادق ، الحكم ، فما الذي تغير بعد بعثته ؟ ما الذي حوله إلى كاهن، مجنون ، ساحر؟ إنهم لا يقصدون شخص محمد بن عبد الله ، فهم يعلمون أنه هُو هُوَ، ولكنهم يقصدونه بصفته رسولاً يحمل منهجاً هم يحاربونه ، فيعلموا أنهم إن استطاعوا تشويه صورته في نفوس الناس ؛ فقد نجحوا في صدهم عنه، وعما معه من الحق . هذا هو أسلوب المنافقين اليوم .
2- إن جرح العالم جرح للعلم الذي معه وهو ميراث النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ إذ العلماء ورثةُ الأنبياء، فجرح العالم جرحٌ للنبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا هو معنى قول ابن عباس : ( أن من آذى فقيها فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله - جل وعلا - ).إذن فالذي يجرح العالم ؛ يجرح العلم الذي معه.
ومن جرح هذا العلم ؛ فقد جرح أرث النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ وعلى ذلك فهو يطعن في الإسلام من حيث لا يشعر.
3- أن جرح العلماء سيؤدي إلى اجتناب طلاب العلم لعلماء الأمة، وحينئذ يسير الطلاب في طريقهم بدون مرشدين ؛ فيتعرضون للأخطار والأخطاء ، ويقعون في الشطط والزلل ، وهذا ما نخشاه على شبابنا اليوم .
4- أن تجريح العلماء تقليل لهم في نظر العامة، وذهاب لهيبتهم ، وقيمتهم في صدورهم ، وهذا يسُرُّ أعداء الله ، ويفرحهم .
قال أبو سنان الأسدي : إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس فمتى يفلح؟[24]
ورحم الله إبراهيم بن أدهم إذ يقول : "كنا إذا رأينا الشاب يتكلم مع المشايخ في المسجد أيسنا من كل خير عنده.
ولله در الإمام ابن جرير عندما يقول : "لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة ، ثبت عليه ما دعي به ، وسقطت عدالته ، وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار ، لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه"
وقال الإمام الذهبي رحمه الله : "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفور له ، قمنا عليه وبدعناه وهجرناه لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا من هو أكبر منهما ، والله هو هادي الخلق إلى الحق وهو أرحم الراحمين فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة.
وقال الذهبي في ترجمة الإمام ابن خزيمة - رحمه الله - : "ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده - مع صحة إيمانه ، وتوخيه لاتباع الحق - أهدرناه وبدعناه ، لقل من يسلم من الأئمة معنا رحم الله الجميع بمنه وكرمه".
واجبنا نحو العلماء والدعاة
1- توقيرهم وإجلالهم والتواضع لهم وإنزالهم المنزلة التى تليق بهم
وانظر كيف كان السلف يوقرون علماءهم:
• قال الشعبي: أخذ ابن عباس بركاب زيد بن ثابت، وقال: هكذا يصنع بالعلماء.
• وقال أيوب عن مجاهد أن ابن عمر أخذ له - أي لزيد - بالركاب.
• وأخذ الليث بركاب الزهري.
• وقال الثوري عن مغيرة: كنا نهاب إبراهيم - النخعي - كما نهاب الأمير.
• وكذلك كان أصحاب مالك مع مالك
ولذلك قال الشاعر:
يدع الجوابَ فما يراجَع هيبة والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى فهو الأمير وليس ذا سلطان
• وقال الربيع المرادي تلميذ الشافعي: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر هيبة له.
• وقال الشافعي: إذا رأيتَ رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيتَ رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• وقال الفضيل بن عياض: ارحموا عزيز قوم ذلَّ، وغني قوم افتقر، وعالماً بين جهال.
• أخذ أحمد بركاب الشافعي ومشى راجلاً مودعاً له.
• وقال أبو داود صاحب السنن: ما لعنتُ أحداً قط إلا أحداً سمعته ينتقص مالكاً.
• وأنشد الشافعي رحمه الله لنفسه:
ومنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه من الفقيه
فهذا زاهد في قرب هذا وهذا فيه أزهد منه فيه
إذا غلب الشقاء على السفيه تنطع في مخالفة الفقيه
• وأمر أحمد رحمه الله بهجر من انتقص مالكاً رحمه الله.
قال العراقي: (لا ينبغي للمحدث أن يحدث بحضرة من هو أولى منه بذلك، وكان إبراهيم والشعبي إذا اجتمعا لم يتكلم إبراهيم بشيء ).
وقال ابن الشافعي: ( ما سمعت أبي ناظر أحداً قط فرفع صوته ).
وقال يحيى بن معين: ( الذي يحدث في بالبلد وفيها من هو أولى منه بالتحديث فهو أحمق ).
وقال الصُّعلوكيّ: ( من قال لشيخه: لم - على سبيل الاستهزاء - لم يفلح أبدا ).
وتأدب ابن عباس - رضي الله عنه - مع عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه - حيث مكث سنة يريد أن يسأله عن مسألة من مسائل العلم ، فلم يفعل .
وقال طاووس بن كيسان : ( من السُّنة أن يُوقر العالمُ ).
وقال الزهري : ( كان أبوسلمةَ يماري ابن عباس ؛ فحُرم بذلك علماً كثيراً ).
وقال البخاري : ( ما رأيت أحدا أوقر للمحدثين من يحيى بن معين ).
وقال المغيرة: ( كنا نهاب إبراهيم كما نهاب الأمير ).
وقال عطاء بن أبي رباح : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنُصت له كأني لم أسمعه أبداً . وقد سمعته قبل أن يولد ).
وقال الشافعي: ( ما ناظرت أحداً قط إلا وتمنيت أن يجري الله الحق على لسانه).
ذكر أحد العلماء عند الإمام أحمد بن حنبل - وكان متكئاً من علة - فاستوى جالساً وقال لا ينبغي أن يذكر الصالحون فنتكئ .
فبمثل هؤلاء يحسن الإقتداء { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده }[25] .
2- أن نعلم أنه لا معصوم إلا من عصم الله ، وهم الأنبياء والملائكة.
وعلى ذلك فيجب أن ندرك أن العالم معرضٌ للخطأ ، فنعذره حين يجتهد فيخطئ ، ولا نذهب نتلمس أخطاء العلماء ونحصيها عليهم.
ولقد كان سلف الأمة - رحمهم الله - يستحضرون هذا الأمر ، ويفقهونه حقَّ الفقه .
قال الإمام سفيان الثوري: ( ليس يكاد يثْبُتُ من الغلط أحد ).
وقال الإمام أحمد: ( ومن يعرى من الخطأ والتصحيف !! ).
وقال الترمذي: ( لم يسلم من الخطأ والغلط كبيرُ أحدٍ من الأئمة مع حفظهم ).
وقال ابن حبان : ( وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحة عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك تُرك حديث الزهري، وابن جُريج، والثوري ، وشعبة ، لأنهم أهل حفظ وإتقان، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في رواياتهم ).
3- أن ندرك أن الخلاف موجود منذ عهد الصحابة وإلى أن تقوم الساعة :
لا يكاد يختلف اثنان ممن يعملون الآن للإسلام أن العقبة الكئود التي تقف في طريق الصحوة، وفي طريق الحركة الإسلامية هي الخلاف، التشرذم، التهارج، فالخلاف شر وعذاب، ويكفي أن تعلم أن الذي حذر من ذلك هو الملك التواب، وحذر من ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا }[26] فالفشل قرين التنازع، { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } فالتنازع يبدد القوى، التنازع يبدد الجهود ولو كانت جبارة.
{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ }[27]
قال ابن عباس : تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدعة والاختلاف.
وقال الله تعالى: { وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }[28] ، الخلاف شر.
وهناك حديث باطل يتردد في الغالب على ألسنة البعض، ألا وهو ( خلاف أمتي رحمة )، فهذا حديث باطل لا أصل له، فالخلاف شر وعذاب.
لكن الذى ينبغى علينا أن نتعلمه في هذا الزمان هو أدب الخلاف
ولن تأتلف القلوب إلا إذا التقت الأبدان بعد القلوب على كلام علام الغيوب، وكلام الحبيب المحبوب { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }.[29] فالسبل ضلال، والصراط المستقيم نجاة وسعادة وفلاح في الدنيا والآخرة.
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال خط النبي عليه الصلاة والسلام خط على الأرض خطاً مستقيماً وقال: هذا صراط الله مستقيماً، وخط عن يمينه وشماله خطوطاً متعرجة وقال: هذه سبل، وعلى رأس كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ) فاختر لنفسك أن تسلك طريق الرحمن أو طريق الشيطان, لذلك يجب أن تتسع صدورنا للخلاف بين العلماء ، فلكل واحد منهم فهمه ، ولكل واحد إطلاعه على الأدلة ، ولكل واحد نظرته في ملابسات الأمور ؛ فمن الطبيعي أن يوجد الخلاف بينهم .
4- أن نفوت الفرصة على الأعداء، و ننتبه إلى مقاصدهم وأغراضهم، وأن ندافع عن علمائنا،لا أن نكون من وسائل تمرير مخططات الأعداء من حيث لا يشعرون.
5-أن نحمل أقوال علمائنا وآراءهم على المحمل الحسن، و ألا نسيء الظن فيهم ، وإن لم نأخذ بأقوالهم.
حقاً أننا لسنا ملزمين بالأخذ بكل أقوال العلماء،لكن ثمة فرقاً كبيراً بين عدم الأخذ بقول العالم- إذا كان هناك دليل يخالفه - الجرح فيه ، فلا يعني عدم اقتناعنا برأي العالم أن نستبيح عرضه ، ونأكل لحمه
ولقد كان الإمام الشافعي - رحمه الله - يقول: ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) ونُقل ذلك عن غير واحد من الأئمة ؛ فقد كانوا يُدركون أنه ليس أحد متعبداً بقول عالم ، فقد يكون قوله مخالفاً للدليل ، لأنه لم يبلغه - مثلاً - لكن تبقى حرمةً العالم مصونة ً من الطعن والوقيعة .
قال الحسن البصرى رحمه الله - : ( لا تحملن كلمة لأخيك على الشر وأنت تجد لها فى الخير محملا).
إن إحسان الظن بالمخالف، وعدم التماس العيب للبرآء، أدب عالٍ، أحسن الظن بمخالفك، أنت قد تكون على حق أو باطل، ومخالفك قد يكون على حق أو باطل، لاتزكي نفسك وتتهم غيرك؟ لا ينبغي أن يزكي واحد منا نفسه على الإطلاق
قال تعالى: { فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى }[30]
قال تعالى:- { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[31]
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث )
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }[32]
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن الكريم: ظن السوء بمن ظاهره الصلاح يحرم في دين الله.
6- الانشغال بإصلاح النفس وتزكيتها بدلا من الخوض والتفكه بأعراض المسلمين عامة والعلماء خاصة.
7-التثبت من صحة ما ينسب إلى العلماء وما يشاع عنهم.
فقد ُتشاع عن العلماء أقوال ؛ لأغراض لا تخفي . فيجب التأكيد مما يُنقل عن العلماء ،فقد يكون غير صحيح ، ولا أساس له ، وكم سمعنا من أقوالٍ نُسبت إلى كبار علمائنا، ولما سئلوا عنها تبين أنمهم بُراءُ منها إذن، فالتحقق من صحة ما يُعْزي إلى العالم واجب على الناس جميعا.
8-الإنصاف والعدل والإخلاص والتجرد من الأهواء
والعدل الإنصاف هو منهج أهل السنة والجماعة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( أهل السنة أعدل مع المبتدعة من المبتدعة بعضهم مع بعض ).
وهذا يقتضي أمورا منها:
1- عدم التجاوز في بيان الخطأ الذي وقع فيه العالم , فإذا وقع أحد العلماء في خطأ، وأردت أن تبين خطأه، فلا تذهب تُحصي جميع أخطائه ، وتستطيل في عرضه ،وإنما احصر حديثك في القضية التي تريد بيان الحق فيها, وأن ينصب كلامك على الخطأ لا على المخطأ.
2- سلوك المنهج العلمي في بيان الحق.
إن على منْ يتصدى لبيان الحق في مسألة أخطأ فيها أحد العلماء ، أن يسلك المنهج الدقيق المنصف الذي رسمهُ رجال الحديث - رحمهم الله – فإن هذا المنهج من أعدل المناهج في بيان الأخطاء وتجرد عن الهوى، أخلص في النصيحة، ولتكن بأدب وبحكمة وبرحمة، وإن كنت صادقاً فانطلق مباشرة إلى الشيخ الذي أخطأ، وبين له الخطأ بأدب، لا تدق الطبول بزلة أو بخطأ
ورحم الله من قال:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة لكن عين السخط تبدي المساويا
فالإخلاص والتجرد من الأهواء من أعظم الآداب التي يجب أن نتأدب بها في حالة الخلاف.
9- ثم لتعلم أننا لا ندعو إلى تقديس الأشخاص ، أو التغاضي عن الأخطاء ، أو السكوت عن الحق. بل ندعو إلى المنهج الصحيح في بيان الحق، بدون انتهاك لأعراض العلماء. فلا إفراط ولا تفريط ،ولا غلو ولا جفاء.
10- اعلم أن من أساء الأدب مع العلماء فسيلقى جزاءه عاجلاً أو آجلاً.
قال الإمام الذهبي في ترجمة ابن حزم : ( وصنف كتباً كثيرة ، وناظر عليه ، وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب . بل فجج العبارة، وسب وجدع فكان جزاءه من جنس فعله، بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها ، ونفروا منها ، أحرقت في وقت ).
والواقع يشهد أن الذي يسب العلماء، ويتجرأ عليهم ، يسقط من أعين العامة والخاصة.
ويقول الحافظ ابن رجب: ( والواقع يشهد بذلك، فإن من سبر أخبار الناس ، وتواريخ العالم ؛ وقف على أخبار من مكر بأخيه ، فعاد مكره عليه، وكان ذلك سببا لنجاته وسلامته ) أي : سبباً لنجاة الممكور به وسلامته .
وعلى العلماء وطلاب العلم الذين يبتلون بالتعريض للطعن ، وكلام الناس فيهم ؛ عليهم أن يصبروا ويتقوا الله ، وأن ليعلموا أنهم ليسوا أفضل من الأنبياء والمرسلين، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يسلم من الكلام فيه ، وطعن حتى في أهله كما وقع فى حادثة الإفك.
فللعلماء أسوة في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فليقتدوا به ، وليعلموا أن العاقبة للمتقين
قال تعالى : { قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين }[33]
وقال - جل وعلا - عن موسى : { قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين }[34]
وقال - سبحانه - : { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله }[35]
ثم احذر من التعميم : فإن قضية التعميم في الأحكام قضية خطيرة جداً ، وقد وقع كثير من الناس في هذه الظاهرة التي تدل على قلة الوعي وعدم الإنصاف ، ترى أحدهم يقول : العلماء فعلوا ، والعلماء قالوا ، والعلماء قصروا ، والعلماء غلطوا - بهذا التعميم - . والتصرف السليم أن يُعمَّم في الخير ، ولا يُعمَّم في الشر ، ومن فضل الله تعالى أن الرحمة تعم كالمطر ، والعقاب يخص { وكلا أخذنا بذنبه } ومن كرمه سبحانه أن الرحمة تشمل خليط الأخيار - وإن لم يكن منهم - : (( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )) . ولقد اطلع الله على أهل بدر فقال : (( اعملوا مت شئتم فقد غفرت لكم )) متفق عليه . وأما العقاب: {ولا تزر وازرة وزر أخرى }[36].
وأخيراً أقول للمتحدثين في العلماء: اتقوا الله، توبوا إلى الله، أنيبوا إلى الله ، واثنوا على العلماء بمقدار غيبتكم لهم، و إلا فأنتم الخاسرون ، العاقبة للمتقين .
وما مثلكم إلا كما قال الأول :
كناطح صخرة يوما ليوهنها ****** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.
وقول الآخر :
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه ****** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
[1] - [ سورة الزمر ، الآية : 9 ]
[2]- [سورة فاطر ، الآية : 28 ]
[3]- [ سورة النساء ، الآية : 59 ]
[4] - [ سورة المجادلة، الآية : 11 ]
[5] - رواه البخاري عن معاوية بن أبي سفيان - كتاب العلم / 23
[6] - صحيح البخاري (1/ 31)
[7] - أخرجه أبو داود والترمذي والدارمي ، وهو حديث حسن
[8] - [سورة الحج ، الآية : 30 ].
[9] - [ سورة الحج ، الآية : 32 ]
[10] - صحيح البخاري (8/ 105)
[11] - [سورة الحجرات ، الآية : 12 ]
[12] - [ سورة الأحزاب ، الآية : 58]
[13] - صحيح مسلم (4/ 1986)
[14] - صحيح مسلم (3/ 1305).
[15] - صحيح مسلم (4/ 2001).
[16] - مسند أحمد (3/ 224).
[17] - [ سورة النور ، الآية
: 63 ].
[18] - [سورة ص ، الآية : 26 ]
[19] - [ سورة القصص ، الآية : 50 ]
[20]- [ سورة الزخرف ، الآية : 22 ]
[21] - [سورة البقرة ، الآية : 10 ]
[22]- [سورة البقرة ، الآية 13 ] .
[23] - [سورة البقرة ،الآية : 14 ] .
[24]- ترتيب المدارك ، (2 14/15) .
[25]- [ سورة الأنعام ، الآية : 90 ]
[26]- [الأنفال:46]
[27] - [آل عمران:105-106]
[28] - [هود:118-119]
[29] - [الأنعام:153]
[30] - [النجم:32]
[31] - [آل عمران:188].
[32] - [الحجرات:12
[33]
- [سورة يوسف ، الآية :90 ] .
[34] - [سورة الأعراف ، الآية : 128 ]
[35] - [سورة فاطر ، الآية : 43]
[36] - [ سورة الأنعام ، الآية : 164 ].