هل يصل ثواب قراءة القرآن إلى الأموات؟
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا نعمته، و رضي لنا الإسلام دينا، وجعلنا من خير أمة أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله ربه شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً أما بعد : فإن الكثيرَ مِن المسلمينَ يسألونَ سؤالاً هاماً، وهو :
هل يصل ثواب قراءة القرآن إلى الأموات ؟
فنقول وبالله تعالى التوفيق:
أمور تنفع المسلم بعد موته
روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه ِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. (مسلم حديث:1631)
روى البخاريُّ عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْـمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا.
حائطي المخراف: أي البستان المثمر. (البخاري حديث:2756)
روى البَزَّارُ عن أَنَسِ بْنِ مَالِك -رضى الله عنه- أن النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: سبعٌ يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: مَن عَلَّمَ علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورَّثَ مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته . (حديث حسن) (صحيح الجامع للألباني حديث3602)
حُكْم إقامة سرادقات العزاء
اعتاد الناسُ على إقامة سرادقات لتلقي العزاء، محتجين بأنه لا يوجد لديهم مكان يتسع لمن يأتي إليهم، فأقول وبالله التوفيق :
هل أقام النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرادقاً لأحد من زوجاته أو أولاده أو أصحابه الذين ماتوا في حياته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ؟
هل أقام أحد من الصحابة -رضى الله عنه- سرادقاً لتلقي العزاء في وفاة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد موته؟
هل اتخذ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو أحد من الصحابة الطعام لضيافة الواردين للعزاء ؟
روى ابن ماجةَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَة. (حديث صحيح) (صحيح ابن ماجة للألباني حديث 1308)
حكْم الاحتفال بذكرى الأربعين والسنوية
كان القدماءُ المصريون يحيون ذكرى الميت على رأس أربعين يوم بعد أن ينتهوا فيها من تحنيط الميت لدفنه، فانتقلت هذه العادة إلى المسلمين بإحياء ذكرى الميت عند الأربعين، كما أن إحياء ذكرى الميت بمرور سنة على وفاته عادة انتقلت إلينا من النصارى، ونبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد نهانا أن نتشبه بأهل الكتاب من اليهود و النصارى. وليسأل كل منا نفسه :
هل احتفل نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذكرى الأربعين أو السنوية بعد موت أحد من أصحابه؟
هل احتفل الصحابة بذكرى الأربعين أو السنوية بعد موت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ؟
هل احتفل أحد من التابعين بذكرى الأربعين أو السنوية لأحد من الصحابة بعد موتهم ؟
فتوى دار الإفتاء المصرية في إقامة مآتم الأربعين
إقامة مأتم الأربعين بدعةٌ مذمومةٌ، لا يَنالُ منها الميت رحمةً، ولا ثواباً، ولا ينالُ منها الحي سوى المضرة، ولا أصل لها في الدين. (فتاوى دار الإفتاء المصرية جـ 4، رقم 682، صـ 1491)
فتوى الشيخ / محمود شلتوت (شيخ الأزهر السابق)
قال الشيخ / محمود شلتوت (رحمه الله) (شيخ الأزهر)
إقامة المآتم ـ ليلة فأكثر على الوجه المعروف من نصب السرادقات، و الإنفاق عليها، بما يظهر بهجتها ـ فهي قطعاً إسراف محرم بنص القرآن، و تشتد حرمتها إذا كان وارث الميت قاصراً، يحمل كل هذه النفقات، أو كان أهل الميت في حاجة إليها، أو كانوا لا يحصلون عليها إلا عن طريق الربا المحرم، و لم تكن التعزية عند مسمى العصور الأولى ألا عند التشييع، أو عند المقابلة الأولى لمن يحضر التشييع . و من هنا لم يكن معروفاً في الإسلام ما يعرف اليوم من خميس صغير و لا كبير، فضلاً عن الأربعين و المواسم و الأعياد التي يجدد فيها الناس اليوم الأحزان، و يعيدون بها المآتم، ويشغلون بها الناس عن أعمالهم النافعة في الحياة . (فتاوى الإمام محمود شلتوت صـ 217)
فتوى الشيخ / عطية صقر
قال الشيخ / عطية صقر(رحمه الله) رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً: هناك اتفاق بين الأئمة على أن إقامة السرادقات - ومثلها دور المناسبات - لتقبل العزاء غير محمودة، وأقل درجاتها الكراهة أو خلاف الأولى، مع العِلْمِ بأنها إذا كانت للمباهاة كانت حرامًا، وإذا أنفق عليها من أموال القصَّر كانت حراماً أيضاً .
وقال رحمه الله أيضاً : ما يعمل للميت من تجديد الحزن وتقبل العزاء في يوم الخميس أو الخامس عشر أو الأربعين، أو الموعد السنوي فأمر لا يتفق مع الدين . (فتاوى عطية صقر جـ 1 فتوى رقم 194 صـ 324 /صـ 325)
زيارة القبور للرجال والنساء
تشرع زيارة القبور للرجال والنساء مِن أجل الاتعاظ وتذكر الدار الآخرة وذلك بشرط أن لا نقول عندها ما يغضب الله تعالى، أو يخالف سُّنة نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ. (مسلم ـ كتاب الجنائزـ حديث 108)
روى مسلمٌ عن بُرَيْدَةَ أن النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُور ِفَزُورُوهَا (مسلم حديث 977)
روى الشيخانِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي. ( البخاري حديث 1283/ مسلم حديث 926)
قال ابن حجر العسقلاني(رحمه الله) : في هذا الحديث لم ينكر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المرأة قعودها عند القبر وتقريره حجة. وممن حمل الإذن على عمومه للرجال والنساء عائشة رضي الله عنها. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ3، صـ 177)
روى الحاكمُ عن عبدِ الله بن أبي مُلَيْكَة أن عائشةَ أقبلت ذات يوم مِن المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين، مِن أين أقبلتِ؟ قالت: من قبر أخيعبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسولُ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، "كان قد نهى، ثم أمر بزيارتها." (حديث صحيح) (مستدرك الحاكم جـ1 صـ376)
روى الحاكمُ عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسولَ الله-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها، فإنه تُرِقُ القلبَ، وتُدمِعُ العينَ، وتُذَكِرُ الآخرةَ، ولا تقولوا هُجْرا. "(الكلام الذي يُغضِبُ الله تعالى) (حديث حسن) (أحكام الجنائز للألباني صـ 228)
وقفة مع زيارة النساء للقبور
ينبغي عدم الإكثار مِن السماح للنساء بزيارة القبور والتردد عليها، لأن ذلك قد يفضي بهن إلى القيام بأعمال تخالف الشريعة مثل: الصياح والتبرج واتخاذ القبور مجالس للنزهة، وتضييع الوقت في الكلام الذي لا فائدة فيه، والذي قد يجرُّ النساءَ إلى الغيبة والنميمة والكذب والقول على الله بغير عِلْمٍ، وهذا مُشَاهَد أمام أعيننا. وهذا هو المراد مما رواه الترمذيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ. (حديث حسن) (صحيح الترمذي للألباني حديث 843) قال الإمام القرطبي (تعليقا على هذا الحديث) :
هذا اللعن إنما هو للمكثرات مِن الزيارة لما تقتضيه الصفة مِن المبالغة، ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك مِن تضييع حق الزوج والتبرج وما ينشأ منهن من الصياح ونحو ذلك فقد يُقالُ: إذا أُمِنَ جميع ذلك فلا مانع من الإذن، لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء. (فتح الباري، لابن حجر العسقلاني جـ3صـ 178)
ما يُقالُ عند زيارة القبور
مِن سُّنةِ نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يقولَ المسلمُ عند زيارة القبور:السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ. (مسلم حديث 975)
حكْم قراءة القرآن للأموات
مِن المعلوم أن أساس التشريع الإسلامي هو القرآن والسُّنة، والله تعالى أنزل القرآن لنقرأه ونطبق ما فيه من أحكام.ولقد ثبت عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يزور القبور ويدعو للأموات بأدعية عَلَّمَها أصحابه -رضى الله عنه- جميعاً،
وتعلموها منه. ولم يثبت عن نبيما -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات، مع كثرة زيارته لقبورهم، ولو كان ذلك مشروعاً لفَعَله نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبيَّنه لأصحابه، رغبة في الثواب ورحمة بالأمة، وأداء لواجب البلاغ، فإنه كما وصفه اللهُ تعالى بقوله( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم) (التوبة:128)
ومن المعلوم أن تلاوة القرآن من أعظم القربات إلى الله تعالى، ولو كان ثوابها يصل إلى الأموات، لأخبر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصحابه بذلك.
وهذا نبينا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد مات له في حياته بعض أزواجه، خديجة بنت خويلد، وزينب بنت خزيمة، وكل أولاده، إلا فاطمة، وعلى الرغم من ذلك لم يثبت عنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قرأ القرآن على أحد منهم، ولم يقرأ أيضاً على أحد من أصحابه الذين استشهدوا معه في المعارك، فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه، دل على أنه غير مشروع، وقد عرف ذلك أصحابه -رضى الله عنه- فاقتفوا أثره، واكتفوا بالدعاء للأموات عند زيارتهم،
ولم يثبت عنهم أنهم كانوا يقرؤن القرآن للأموات، ولذا فإن تلاوة القرآن عند المقابر بدعة تخالف سُّنة نبينا-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
روى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ. (البخاري حديث 2697/ مسلم حديث 1718)
(1) فتوى الإمام الشافعي في إهداء ثواب قراءة القرآن إلى الأموات
قال الله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (النجم:39)
قال ابن كثير: مِن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي(رحمه الله) ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى؛ لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم؛ ولهذا لم يندب إليه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمته ولا حثهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة، رضي الله عنهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص، ولا يُتصرفُ فيه بأنواع الأقيسة والآراء، فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما، ومنصوص مِن الشارع عليهما. (تفسير ابن كثير جـ13صـ 279)
(2) فتوى الإمام أحمد بن تيمية
قال ابنُ تيمية (رحمه الله): (لَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَةِ السَّلَفِ إذَا صَلَّوْا تَطَوُّعًا وَصَامُوا وَحَجُّوا أَوْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ أن يَهْدُوا ثَوَابَ ذَلِكَ لِمَوْتَاهُمْ الْمُسْلِمِينَ وَلَا لِخُصُوصِهِمْ، فَلَا يَنْبَغِي لِلنَّاسِ أَنْ يَعْدِلُوا عَنْ طَرِيقِ السَّلَفِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ وَأَكْمَلُ . (فتاوى ابن تيمية جـ 24 صـ 323)
(3) فتوى دار الإفتاء المصرية في إهداء ثواب قراءة القرآن للأموات
سُئِلَ مفتي مصرالسابق الشيخ / حسن مأمون (رحمه الله) عن حُكْم إهداء ثواب قراءة القرآن للأموات ؟
فأجاب (رحمه الله) :إن هذه المسألة خلافية. و المتفق عليه أنه لم يرد عن أحد من السلف أنه قرأ القرآن وأهدى ثوابه إلى الميت . (فتاوى دار الإفتاء المصرية جـ 5 فتوى رقم 708 صـ 1610)
و بناء على ما سبق أقول وبالله التوفيق: إن ما يفعله الكثير مِن الناس من استئجار بعض القراء في السرادقات، أو على المقابر، أو إهداء ثواب التلاوة للأموات من البدع، ولا يصل من التلاوة شيء للأموات؛لأن ذلك مخالفٌ لسُّنة نبينا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم يفعله أحد من الصحابة أو التابعين .
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم , وأن ينفع به المسلمين في كل مكان .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .