شيخ المقرئين: زيد بن ثابت
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة و السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث رحمةً للعالمين،نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه ،والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:فإن زيد بن ثابت،هو أحد علماء الصحابة، وأحد الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام ،فأحببت أن أُذَكِرَ نفسي وإخواني الكرام بشيء من سيرته العطرة،وتاريخه المشرق المجيد،لعلنا نسير على ضوئه فنسعد في الدنيا و الآخرة .
أسألُ اللَه تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعَ به طلاب العِلْمِِ.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين .
وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين.
اسمه ونسبه:
هو: زيد بن ثابت بن الضحاك بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي.
أمه:النَّوَّار بنت مالك بن معاوية غنم بن عدي بن النجار.
كُنيته : أبو سعيد.
(أسد الغابة لابن الأثير جـ2صت137)
أولاد زيد بن ثابت:
رزق اللهُ تعالى زيد بن ثابت من الأولاد ثمانية وعشرين:من الذكور:تسع عشرة،ومن الإناث:تسع.
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 428)
إسلام زيد بن ثابت وجهاده:
أسلم زيد وهو ابن إحدى عشرة سنة، واستصغره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر وأحد، فرده ، وشهد الخندق ،وكان ينقل التراب مع المسلمين،واشترك في غزوة تبوك، وهو الذي تولى قسمة غنائم معركة اليرموك،واشترك في حروب الردة،في خلافة أبي بكر الصديق.
(الاستيعاب لابن عبد البر جـ 1صـ 112) (أسد الغابة لابن الأثير جـ 2صـ137)
مناقب زيد بن ثابت:
(1) روى البخاريُّ عَنْ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ:لَمَّا نَزَلَتْ( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ )( وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ادْعُ لِي زَيْدًا وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ وَالْكَتِفِ أَوْ الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ ) وَخَلْفَ ظَهْرِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنِي فَإِنِّي رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ؟ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)( وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )( غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ) (البخاري:حديث:4990)
(2) روى البخاريُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ، أُبَيٌّ بنُ كعبٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ. قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قَالَ: أَحَدُ عُمُومَتِي. (البخاري حديث:3810)
(2) روى أحمدٌ عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: تُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ(لغة اليهود) إِنَّهَا تَأْتِينِي كُتُبٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ:فَتَعَلَّمْهَا .فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا.
(حديث صحيح)(مسند أحمد جـ 35صـ 463 حديث:21587)
(3) روى الترمذيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ ،وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ(أعلمهم بعلم المواريث) زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. (حديث صحيح) (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث:2981)
قال القاسم بن محمد: كان عمر بن الخطاب يستخلف زيدَ بن ثابت في كل سفر.
(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ274)
زيد بن ثابت رجل المواقف:
روى أحمدٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَامَ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ فَجَعَلَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ :أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ، وَالْآخَرُ مِنَّا قَالَ: فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّمَا الْإِمَامُ يَكُونُ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: جَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ حَيٍّ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ.
(حديث صحيح)(مسند أحمد جـ 35صـ 489 حديث:21617)
زيد يجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق:
روى البخاريُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ، قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ عُمَرُ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قَالَ زَيْدٌ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، لَا نَتَّهِمُكَ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ .فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ (جريد النخل) وَاللِّخَافِ (الحجارة الرقيقة) وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ،
( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ )حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.(البخاري حديث:4986)
زيد يجمع القرآن في عهد عثمان بن عفان:
روى البخاريُّ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ .(البخاري حديث:4987)
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ:
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ. (البخاري حديث:4988)
منزلة زيد بن ثابت العلمية:
روى عن زيدِ بنِ ثابتٍ : أبو هريرة، وابنُ عباس، وقرأ عليه(القرآن)، وابنُ عمر، وأبو سعيد الخدري، وأنسُ بن مالك، وسهلُ بن سعد، وأبو أُمامة بن سهل، وعبدُ الله بن يزيد الخطمي، ومروان بن الحكم، وسعيدُ بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب ; وابناه: الفقيه خارجة، وسليمان، وأبان بن عثمان، وعطاءُ بن يسار وأخوه سليمان بن يسار، وعُبيد بن السَّبَّاق، والقاسمُ بن محمد، وعروة، وطاووس، وبُسرُ بن سعيد ; وخَلْقٌ كثير. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 426)
(1) قال أبو سَلَمة بن عبد الرحمن: أخذ عبدُ الله بن عباس لزيد بن ثابت بركاب الدابة، فقال زيدٌ: تنح يا ابن عم رسول الله - -صلى الله عليه وسلم--. فقال ابن عباس: هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ275)
(2) قال عبدُ الله بن عباس : زيد بن ثابت، من الراسخين في العِلْمِ.
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 437)
(3) قال قتادة: لما مات زيد بن ثابت ودُفِنَ قال ابن عباس: هكذا يذهب العِلم.
(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ361)
(4) قال سليمان بن يسار : ما كان عمر بن الخطاب، ولا عثمان بن عفان يُقَدِّمان على زيدِ بنِ ثابتٍ أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة.(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ274)
(5) قال محمد بن شهاب الزهري: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض، لرأيت أنها ستذهب من الناس.
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 435)
(6) قال قبيصة بن ذُؤَيب: كان زيد بن ثابت مترئساً بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض في عهد عمر وعثمان وعلي في مقامه بالمدينة وبعد ذلك خمس سنين حتى ولي معاوية سنة أربعين، فكان كذلك أيضاً حتى توفي سنة خمس وأربعين. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ275)
(7) قال مالك بن أنس: كان إمام الناس عندنا، بعد عمر بن الخطاب، زيد بن ثابت.وكان إمام الناس عندنا، بعد زيد، عبد الله بن عمر. (الاستيعاب لابن عبد البر جـ1صـ112)
(8) قال أحمد بن عبد الله العجلي: الناس على قراءة زيد، وعلى فرض زيد.(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 435)
(9) قال عامر الشعبي: غلب زيدٌ بن ثابت الناسَ على اثنتين: الفرائض والقرآن.(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 432)
(10) قال مسروق بن الأجدع :كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عمر بن الخطاب، وعليٌ بن أبي طالب، وعبدُ الله بن مسعود، وزيدُ بن ثابت، وأُبيُ بن كعب، وأبو موسى الأشعري
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 433)
(11) قال عليٌّ بن المديني: لم يكن من الصحابة أحدٌ له أصحاب حفظوا عنه، وقاموا بقوله في الفقه، إلا ثلاثة: زيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس.(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 438)
زيد بن ثابت قاضياً:
(1) روى ابنُ سعدٍ عن نافع قال: استعمل عمرُ بن الخطاب زيدَ بن ثابت على القضاء وفرض له رزقاً (راتباً)
(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ274)
(2)قال عامر الشعبي: القضاة أربعة: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 433)
(3) قال عامر الشعبي: تنازع أُبيُ بن كعب وعمر بن الخطاب في جَداد نخل(قطع ثمرها).فبكى أُبيُ، ثم قال: أفي سلطانك يا عمر ! قال: اجعل بيني وبينك رجلاً.قال أبي:زيد بن ثابت.فانطلقا، حتى دخلا عليه، فتحاكما إليه.فقال: بينتك يا أبي ؟ قال: ما لي بينة.قال: فأعف أمير المؤمنين من اليمين.فقال عمر: لا تعف أمير المؤمنين من اليمين إن رأيتها عليه. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 435)
(4)روى البيهقيُّ عَنْ مَكْحُولٍ : أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا نَبَطِيًّا( عبدٌ من غير العرب) يُمْسِكُ لَهُ دَابَّتَهُ عِنْدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَبَى فَضَرَبَهُ فَشَجَّهُ فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ : مَا دَعَاكَ إِلَى مَا صَنَعْتَ بِهَذَا؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرْتُهُ أَنْ يُمْسِكَ دَابَّتِى فَأَبَى وَأَنَا رَجُلٌ فِىَّ حُدٌّ فَضَرَبْتُهُ. فَقَالَ : اجْلِسْ لِلْقِصَاصِ. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : أَتُقِيدُ عَبْدَكَ مِنْ أَخِيكَ؟ فَتَرَكَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ الْقَوَدَ وَقَضَى عَلَيْهِ بِالدِّيَةِ.(السنن الكبرى للبيقهي جـ8صـ 32)
حرص زيد بن ثابت على مال المسلمين:
قال يوسف بن سعد : كان وُهَيْب عبدٌ لزيد بن ثابت، وكان زيد على بيت المال في خلافة عثمان فدخل عثمان فأبصر وهيباً يُعِينهم في بيت المال فقال: من هذا؟ فقال زيد: مملوك لي، فقال عثمان: أراه يعين المسلمين وله حق. وإنا نفرض له، ففرض له ألفين. فقال زيد: والله لا نفرض لعبد ألفين. ففرض له ألفاً.
(الاستيعاب لابن عبد البر جـ 1صـ 113)
مجالس زيد بن ثابت:
قال ثابت بن عُبيد: ما رأيتُ أحداً كان أفكه(يحب المزاح) في بيته، ولا أحلم في مجلسه إذا جلس مع القوم مِن زيد بن ثابت. (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 1صـ706)
ذكاء زيد بن ثابت:
(1) روى ابنُ سعدٍ عن أنس بن سيرين قال: دخل علينا زيد بن ثابت ونحن ستة إخوة فيهم محمد فقال إن شئتم أخبرتكم من أخو كل واحد لأمه هذا وهذا لأم وهذا وهذا لأم وهذا وهذا لأم فما أخطأ شيئاً
(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ7صـ193)
(2) قال أبو الحسن بن البراء: تعلَّمَ زيدُ بن ثابت اللغة الفارسية من رسول كسرى في ثمانية عشر يوماً، وتعلَّم اللغة الحبشية، والرومية، والقبطية(اللغة المصرية القديمة) من خُدام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(البداية والنهاية لابن كثير جـ8صـ31)
وفاة زيد بن ثابت:
تُوفي زيد بن ثابت بالمدينة سنة خمس وأربعين من الهجرة، وهو ابنُ ستٍ وخمسين سنة.وصلى عليه مروان بن الحكم. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ275)
(1) روى البيهقيُّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ قَالَ:لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَعَدْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِى ظِلِّ قَصْرٍ، فَقَالَ: هَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ، لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ.(السنن الكبرى للبيقهي جـ6صـ 211)
(2) قال أبو هريرة، حين مات زيد بن ثابت: اليوم مات حَبرُ(كبير عُلماء) هذه الأمة، ولعل الله أن يجعلَ في ابنِ عباس منه خلفاً. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ276)
(3) قال سالم بن عبد الله بن عمر: كنا مع عبد الله بن عمر يوم مات زيد بن ثابت فقلت: مات عالِم الناس اليوم. فقال ابنُ عمر :اليوم فُقِدَ. كان زيدٌ عالِم الناس في خلافة عمر وحَبْرها، فَرَّقهم(أي الصحابة) عمر في البلدان، ونهاهم أن يفتوا برأيهم وجلس زيد بن ثابت بالمدينة يفتي أهل المدينة وغيرهم . (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ2صـ275)
(4) رثى حسان بن ثابت،زيداً فقال:
فمن للقوافي بعد حسانَ وابنِهِ * ومَن للمثاني بعد زيدِ بنِ ثابتِ.
(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2صـ 440)
رَحِمَ اللهُ تعالى زيدَ بن ثابت، رحمةً واسعةً، وجزاه عن الإسلام خير الجزاء. ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة. وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين.
وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين .