المجاهد الجوَّاد: طلحة بن عبيد الله

2011-09-17

صلاح الدق

المجاهد الجوَّاد: طلحة بن عبيد الله

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ ، الذي أرسله ربه هادياً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.أما بعد: فإن طلحة بن عبيد الله أحد العشرة الذين بشرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة.من أجل ذلك أحببت أن أُذَكِرَ نفسي وإخواني الكرام بشيء من سيرته العطرة، لعلنا نسير على ضوئها فنسعد في الدنيا و الآخرة .

 أسألُ اللَه تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعَ به طلاب العِلْم.ِ

وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين .

وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اسمه ونسبه:

هو: طلحة بن عُبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. ويُكنى أبا محمد.ويُعرفُ بطلحة الخير،وطلحة الفيَّاض.

أمه: الصَّعبة بنت عبد الله بن عماد الحضرمي .

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ160)

أولاد طلحة بن عبيد الله:

رزق اللهَ تعالى طلحة من الأولاد باثنتي عشرة، تسع من الذكور، وقد سماهم بأسماء الأنبياء، وهم:محمد، وعِمران، وموسى، ويعقوب، وإسماعيل، وإسحاق، وعيسى،

ويحيى، وصالح.وثلاث من الإناث، وهن: أم إسحاق، والصَّعبة، ومريم.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ160)

حدث عنه بنوه: يحيى، وموسى، وعيسى، والسائب بن يزيد، ومالك بن أوس بن الحدثان، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس التميمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون.

(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ1صـ24)

إسلام طلحة بن عبيد الله:

روى ابنُ سعدٍ عن طلحة بن عُبيد الله قال: حضرت سوق بُصرى(ببلاد الشام) فإذا راهب في صومعته يقول سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة فقلت: نعم أنا فقال هل ظهر أحمد بعد ؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحَرَّة وسباخ فإياك أن تُسبقَ إليه. قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة فقلت هل كان من حدث؟ قالوا: نعم محمد بن عبد الله الأمين تنبأ وقد تبعه ابن أبي قحافة قال فخرجت حتى دخلت على أبي بكر فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم فانطلِقْ إليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق فأخبره طلحة بما قال الراهب. فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم طلحة وأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بما قال الراهب فسر رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك فلما أسلم أبو بكر وطلحة بن عبيد الله أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تيم وكان نوفل بن خويلد يُدعَى أسد قريش فلذلك سُمي أبو بكر وطلحة القرينين.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ161)

هجرة طلحة بن عبيد الله إلى المدينة:

هاجر طلحة بن عُبيد الله إلى المدينة،فلما آخى النبي صلى الله عليه و سلم بين المهاجرين والأنصار ، آخى بين طلحة وأبي أيوب الأنصاري.

(الإصابة لابن حجر العسقلاني جـ2صـ221)

علم طلحة بن عبيد الله:

روى طلحة بن عُبيد الله ثمانية وثلاثين حديثاً،اتفق الشيخانِ على حديثين،انفرد البخاري بحديثين،ومسلم بثلاثة أحاديث.

(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ1صـ24)

صفات طلحةبن عبيد الله الخلْقية:

كان طلحة رجلاً آدم (أسمر)كثير الشعر ليس بشديد الجعودة ولا بالسبط(الناعم) حسن الوجه ،دقيق الأنف، إذا مشى أسرع، وكان لا يغير شعره.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ164)

جهاد طلحة بن عبيد الله:

 لم يشهد طلحة بن عُبيد الله بدراً لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسله ومعه سعيد بن زيد في مهمة عسكرية.

روى ابنُ سعدٍ عن حارثة الأنصاري:لما تحين رسول الله صلى الله عليه و سلم وصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسبان خبر العير، فخرجا حتى بلغا الحوراء فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرت بهما العير وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه فندب أصحابه وخرج يريد العير فسارت عير قريش نحو الساحل، وأسرعت وساروا الليل والنهار فرقاً(خوفاً) من الطلبة وخرج طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يريدان المدينة ليخبرا رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر العير ولم يعلما بخروجه فقدما المدينة في اليوم الذي لاقى رسول الله صلى الله عليه و سلم في النفير من قريش ببدر فخرجا من المدينة يعترضان رسول الله فلقياه منصرفاً من بدر فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة وضرب لهما رسول الله بسهامهما وأجورهما في بدر فكانا كمن شهدها.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ162)

وشهد طلحة أحداً وما بعدها من المشاهد وبايع بيعة الرضوان وأبلى يوم أحد بلاءاً عظيماً ووقى رسول الله صلى الله عليه و سلم بنفسه واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه وضرب على رأسه وحمل رسول الله صلى الله عليه و سلم على ظهره حتى صعد الصخرة.

(أسد الغابة لابن الأثير جـ2صـ476)

(1) روى النسائيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ: حَسِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ. (حديث حسن)(صحيح سنن النسائي للألباني جـ2صـ 387)

(2) روى ابنُ سعدٍ عن عائشة وأم إسحاق ابنتي طلحة بن عُبيد الله قالتا: جرح أبونا يوم أُحد أربعاً وعشرين جراحة وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه (يعني عرق النسا )وشلت إصبعه وسائر الجراح في سائر جسده وقد غلبه الغشي ورسول الله صلى الله عليه و سلم مكسورة رباعيتاه مشجوج في وجه قد علاه الغشي وطلحة محتمله يرجع به القهقرى(إلى الخلف) كلما أدركه أحدٌ من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشِّعْب (اسم مكان) (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ163)

مناقب طلحة بن عبيد الله:

(1) روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ عَلَى حِرَاءٍ(اسم جبل) هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتْ الصَّخْرَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اهْدَأْ ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ.(مسلم حديث:2417)

(2) روى الترمذيُّ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ:كَانَ عَلَى النَّبِيِّ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دِرْعَانِ يَوْمَ أُحُدٍ فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَأَقْعَدَ طَلْحَةَ تَحْتَهُ فَصَعِدَ النَّبِيُّ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: أَوْجَبَ طَلْحَةُ.

(حديث حسن)(صحيح سنن الترمذيُّ للألباني حديث:1383)

(3) روى الترمذيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.

(حديث حسن)(صحيح سنن الترمذيُّ للألباني حديث:2940)

(4) روى الترمذيُّ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ:دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ.

(حديث حسن)(صحيح سنن الترمذيُّ للألباني حديث:2559)

طلحة بن عبيد الله أحد أصحاب الشورى:

قال عمر بن الخطاب: والله لودت أني خرجت منها كفافاً،لا عليَّ، ولا لي وأن صحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت لي ، ولو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من هول المطلع، وقد جعلتها شورى في عثمان وعلي وطلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد .  (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ 126)

كرم طلحة بن عبيد الله:

(1) روى موسى بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن عُبيد الله، أنه أتاه مال من حضرموت سبع مئة ألف، فبات ليلته قلقاً.فقالت له زوجته: مالكَ ؟ قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته ؟ قالت: فأين أنتَ عن بعض أخلائك فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع فَقَسِّمه.فقال لها: رحمك الله، إنكِ موفقة بنت مُوفق، وهي أم كلثوم بنت الصديق، فلما أصبح، دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي بن أبي طالب منها بجفنة، فقالت له زوجته: أبا محمد ! أما كان لنا في هذا المال من نصيب ؟ قال: فأين كنت منذ اليوم ؟ فشأنك بما بقي.قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ165)  (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ1صـ31:30)

(2) قال علي بن زيد: جاء أعرابي إلى طلحة يسأله، فتقرب إليه برحم فقال: إن هذه لرحم ما سألني بها أحدٌ قبلك، إن لي أرضاً قد أعطاني بها عثمان ثلاث مئة ألف، فاقبضها، وإن شئت بعتها من عثمان، ودفعت إليك الثمن، فقال: الثمن. فأعطاه. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ1صـ31)

(3) قال محمد بن إبراهيم : كان طلحة بن عُبيد الله يغل(ما يحصل عليه) بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف، ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر وبالأعراض له غلات وكان لا يدع أحداً من بني تيم عائلاً(محتاجاً) إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله وزوج أياماهم وأخدم عائلهم وقضى ديْن غارمهم ولقد كان يرسل إلى عائشة،رضي الله عنها، إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف ولقد قضى عن صبيحة التيمي ثلاثين ألف درهم. (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ166)

موقعة الجمل:

أخي الكريم : من عقيدتنا وجوب السكوت وعدم الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً, وذلك بعد مقتل عثمان بن عفان،  ونعتقد أن فتنة الجمل قد تمت من غير اختيار من علي بن أبي طالب،  ولا من طلحة بن عبيد الله،  ولا من الزبير بن العوام رضي الله عنهم،  وأن عائشة رضي الله عنها خرجت للإصلاح بين المسلمين،  مع العلم بأنهم جميعاً من الذين بشرهم رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- بالجنة.

وفاة طلحة بن عبيد الله:

قُتِلَ طلحة بن عبيد الله يوم موقعة الجمل وكان يوم الخميس ،العاشر من جمادى الآخرة، سنة ست وثلاثين وكان عمره أربع وستين سنة،ودُفِنَ،بمدينة البصرة بالعراق.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ168)

أخوة الإسلام بين علي وطلحة:

(1) رأى عليٌّ بن أبي طالب، طلحة بن عبيد اللَّه، في وادٍ مُلقى(وهو ميت) فنزل عليٌّ فمسح التراب عن وجهه (وكان بينهما قتال) فقال: عزيزٌ عليَّ يا أبا محمد بأن أراك مجندلاً في الأودية، تحت نجوم السماء، إلى اللَّه أشكو عُجري وبُجري(سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي) (سير أعلام النبلاء جـ1صـ36)

(2) قال أبو حبيبة: مولى طلحة بن عبيد اللَّه: دخل عمران بن طلحة على عليٍّ بن أبي طالب بعدما فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال: إني لأرجو أي يجعلني الله وأباك من الذين قال الله (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)(الحجر: 47) قال ثم قال لعمران كيف أهلك من بقي من أمهات أولاد أبيك؟ أما إنا لم نقبض أرضكم هذه السنين ونحن نريد أن نأخذها إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس يا فلان: اذهب معه إلى ابن قرظة فمره فليدفع إليه أرضه وغلة هذه السنين. يا ابن أخي:إن كانت لكَ حاجة فأتنا.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ168)

تركة طلحة بن عبيد الله :

روى ابنُ سعدٍ عن سُعدى بنت عوف،أم يحيى بن طلحة قالت: قُتشلَ طلحة بن عُبيد الله وفي يد خازنه ألفا ألف درهم، ومئتا ألف درهم، وقُوِّمت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم.

(الطبقات الكبرى لابن سعد جـ3صـ168)

رَحِمَ اللهُ طلحة بن عُبيد الله رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء. ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.

 وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين .

عدد المشاهدات 11645