الأصابع الخفية (4)
الحمد لله الذي لا يهدي كيد الخائنين، ويوهن كيد الكافرين .. وبعد :
فمازال الحديث موصولاً عن مؤامرة اليهود ضد البشرية بعامة ، والمسلمين بخاصة .
** وفي ( البروتوكول السادس عشر): يتحدث اليهود عن الجامعات، فيقررون تغييرها بعدة وسائل منها : الإعداد الخاص برؤساء الجامعات وأساتذتها !! وترشيحهم بعناية بالغة، ومنها: وضع برامج لطلبة الجامعات بحيث يتخرجون منها - كما يريد اليهود لهم - ولا يسمح لهم بحمل الأفكار التي لا تناسب خطة أبناء صهيون !!
كما يقرر اليهود تدمير التراث ، وتشويه صورة الماضي في نظر الجيل الحاضر ، ويتم ذلك من خلال دراسة الجوانب المظلمة من التاريخ القديم ، وإبراز الصفحات السوداء بهدف طمس العصور الماضية من الذاكرة ، وإخراج جيل يكفر بكل ما هو قديم ولو كان وحيًا سماويًا ، ويؤمن بكل ما هو جديد ولو كان إلحادًا أرضيًا !!
ويعترف اليهود في نهاية هذا البروتوكول أنهم الذين وضعوا أخطر نظام لإخضاع عقول البشر ، وهو نظام التربية البرهانية !! أو التعليم بالنظر ، وخلاصته : ( تعليم الناس الحقائق عن طريق البراهين النظرية ، والمناقشات الفكرية ، لا التعليم عن طريق ملاحظة الأمثلة وإجراء التجارب عليها للوصول إلى الحقائق أو القواعد العامة ، والتربية في أكثر مدارسنا برهانية ! تهتم بإثبات الحقيقة بالبرهان النظري عليها ، ومن شأن هذه الطريقة أن تفقد الإنسان ملكة الملاحظة الصادقة ، والاستقلال في إدارك الحقائق ، وفهم الفروق الكبيرة أو الصغيرة بين الأشياء المتشابهة ظاهرًا ، وهي على العكس من طريقة التربية بالمشاهدة والملاحظة والتجربة ودراسة الجزئيات ، وهذه الطريقة الأخيرة تعوّد الإنسان على حسن الملاحظة والاستقلال الفكري والتمييز الصحيح بين الأشياء ، والتربية البرهانية غالبًا استدلالية ، والثانية غالبًا استقرائية تجريبية ، وضرر التربية البرهانية أكثر من نفعها ، فهي تمسخ العقل ، وتمد له في الغرور والعمى والكسل والتواكل ) .
** وفي (البروتوكول السابع عشر) : يذكر اليهود أن احترام القانون يجعل الناس يشبون باردين قساة عنيدين ، ويجردهم - كذلك - من كل مبادئهم ، ويحملهم على أن ينظروا إلى الحياة نظرة غير إنسانية ، بل قانونية محضة !!
** ثم يستطرد اليهود قائلين: ( لا محامي يرفض أبدًا الدفاع عن أي قضية إنه سيحاول الحصول على البراءة بكل الأثمان بالتمسك بالنقط الاحتمالية الصغيرة في التشريع !!) .
كما يقرر اليهود موقفهم من العلماء ورجال الدين ، فيقولون : ( وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين - غير اليهود - في أعين الناس !! وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كئودًا في طريقنا ، وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يومًا فيومًا ، واليوم تسود حرية العقيدة في كل مكان (1) ، وسوف نقصر رجال الدين وتعاليمهم على جانب صغير جدًّا من الحياة !!) .
** وفي (البروتوكول الثامن عشر): يقارن اليهود بين حكومتهم المرتقبة، والحكومات الأخرى، ويضعون علامة تعرف بها الحكومة الضعيفة فيقولون: ( إن حراسة الملك جهارًا تساوي الاعتراف بضعف قوته !! وإن حاكمنا سيكون دائمًا في وسط شعبه !! ) .
وهذا من علامات قوة الحاكم عند اليهود أن يمشي في الشارع بلا حراسة معلنة، إشارة إلى قوته وهيبته وتقديس شعبه له .
** وفي (البروتوكول التاسع عشر): يذكر اليهود أن الثورة - أي : ثورة الشعوب على الحكومات - ليست أكثر من نباح كلب على فيل !! وليس على الفيل إلا أن يظهر قدرته بمثل واحد متقن حتى تكف الكلاب عن النباح !
وقد أوحى اليهود - كما يقولون - إلى غيرهم من الشعوب أن القاتل السياسي شهيد !! مما جعل الكثير من الشعوب تتمرد على حكومتها طمعًا في إدراك الشهادة المزعومة تقتل القادة ورجال السياسة ، مما أشاع حالة من الفوضى والاضطراب في كثير من الدول بعد أن استغل اليهود جهل أبنائها الذين أصبحوا بلا إرادة مستقلة ، يفكرون بعقول غيرهم ، وينظرون بغير عيونهم !!
** وفي (البروتوكول العشرون): يتحدث اليهود عن المال، ودوره الخطير، وتأثيره على الحكومات والشعوب، كما يتحدثون عن القواعد والأسس التي سيكون عليها النظام المالي في الحكومة اليهودية المرتقبة، ويمكن للقارئ الوقوف على هذا الجزء من المخطط اليهودي من خلال النصوص الآتية:
· ( حين نصل إلى السلطة فإن حكومتنا الأوتوقراطية - من أجل مصلحتها الذاتية - ستتجنب فرض ضرائب ثقيلة على الجمهور ، وستتذكر دائمًا ذلك الدور الذي ينبغي أن تلعبه ، وأعني به دور الحامي الأبوي !! ) .
· ( إن فرض ضرائب تصاعدية على الأملاك هو خير الوسائل لمواجهة التكاليف الحكومية، وهكذا تدفع الضرائب دون أن ترهق الناس ، ودون أن يفلسوا !!) .
وأريد أن يتذكر القارئ أن هذا الكلام قد كتبه اليهود في سنة 1901م ونحن الآن في سنة 1996 م !؟ .
· ( وستكون هناك ضرائب دمغة تصاعدية على المبيعات والمشتريات !! ) .
· ( ولن يكون الملك في حكومتنا محوطًا بالحاشية الذين يرقصون عادة في خدمة الملك من أجل الأُبَّهة ، ولا يهتمون إلا بأمورهم الخاصة مبتعدين جانبًا عن العمل لسعادة الدولة !! ) .
· ( والحكام الأمميون - غير اليهود - من جراء إهمالهم، أو بسبب فساد وزرائهم، أو جهلهم- قد جرّوا بلادهم إلى الاستدانة من بنوكنا !؟ حتى إنهم لا يستطيعون تأدية هذه الديون).
وفي نهاية هذا البروتوكول يقرر اليهود حقيقة واقعة ، فيقول زعيمهم في مؤتمر حكماء صهيون : ( وأنتم أنفسكم تعرفون إلى أي مدى من الاختلال المالي قد بلغوا باهمالهم الذاتي ، فلقد انتهوا إلى إفلاس رغم كل المجهودات الشاقة التي يبذلها رعاياهم التعساء !! ) .
وبعد أيها القارئ الكريم : إن قراءة هذه الحلقات المتتابعة عن أصابع اليهود الخفية التي تعبث بسياسات الحكومات ، واقتصاد الشعوب المسلمة - هذه القراءة توقفك على حقائق مذهلة وخصائص فاسدة قد انفرد بها اليهود ، وتحدث عنها القرآن الكريم في مواضع مختلفة .
ومع هذا فنحن بحاجة ماسة - بعد القراءة والتدبر - إلى أمر أهم !؟
وهو المقارنة بين أقوال اليهود والواقع الذي يعيشه العالم اليوم.
إن الحقيقة المؤلمة يعبر عنها واقع الأمة، فلقد نجح اليهود نجاحًا ظاهرًا في تنفيذ المؤامرة، واختراق جسد الأمة الضعيف.
وإلى لقاء - بإذن الله - في الحلقة الأخيرة من هذه المقالات .
والله من ورائهم محيط .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
(1) يجتهد اليهود في تشكيك الناس في الديانات عن طريق النقد الحر ، وعلم مقارنة الأديان ، وحرية العقيدة ، والحط من كرامة رجال الأديان ، وهم يحافظون على بقائها - شكلاً فقط - حتى تفسد فسادًا تامًا نهايئًا !!
روابط ذات صلة: