- القلب المؤمن يستمد منهجه من خالقه ويرجع الله كل شؤونه.
- من شواهد القلب المؤمن تعظيم شعائر الله .
- من استهان بالشرع مرض قلبه وصار المعروف عنده منكراً والمنكر معروفا.
خلق الله لكل إنسان قلباً واحداً وجعله سبباً لنجاته وهلكته فيقول سبحانه :{ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } وقال عن إبراهيم عليه السلام: { إذ جاء ربه بقلب سليم}.
والقلب السليم هو يستمد منهجه من خالقه
فيرجع فى كل شانه له سبحانه ، وهو الذي ينجو صاحبه من النار ويفوز بالجنة { وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد . هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ . من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود }
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- يبين أن القلب سبب النجاة والهلكة فيقول : " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .
والمضغة : القطعة من اللحم التي تناسب المضغ في حجمها تعبيرا عن صغرها وبها نجاة البدن وهلكته على كبر حجمه ، والله سبحانه يبين طريق صلاح القلب ببيان مصدر غذائه ونمائه وحياته فيقول سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون } فالوحي مصدر غذاء القلب وحياته. والقلب الحي هو الذي يتغذى بالوحي، يصبح قلباً ميتاً ويوم القيامة يبعث صاحبه للحساب { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين . إنما يستجيب الذين يسمعون . والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون } وهكذا فالقلب يتغذى على الوحي فيسمع فتستجيب الأعضاء لربها ، لأن القلب سمع . فكأن عدم امتثال المرء الله دالٌّ على أن القلب لم يسمع - وإن سمعت أذناه - لن القلب طبع الله عليه فتعطلت وظيفة السمع من الأذن وإن بلغها الصوت وذلك قول الله سبحانه : { ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم . والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } أما من سمع قلبه فإنه يتبع الهدى بالعمل والامتثال فيزيده الله هدى بالتوفيق والتيسير .
والوحي منه الذكر الذي يطمئن به القلب فيطيع {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله . ألا بذكر تطمئن القلوب . الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب } { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } بل إن الامتثال لشرع الله والبعد عن الشبهات يطهر القلوب { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } .
فصحة القلب وسلامته في طمأنينته بذكر الله تعالى. وداؤه وشفاؤه في وحي الله والذكر الذي أنزله { يا ليها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشقاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمه فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } ويقول سبحانه:{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا} ويقول عز وجل : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى }.
فالقلب السليم يسمع به صاحبه { إنما يستجيب الذين يسمعون } ويعقل به صاحبه { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها } والقلب السليم يبصر به صاحبه ويشعر. أما القلب الذي لا يغذيه وحي فإنه يفسد فتفسد بفساده سائر الحواس. ذلك لن غفلته عن شرع الله تنحدر به ليتساوى أو ينزل عن درجة الحيوان { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون } ويقول سبحانه : {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور}.