لقاء الرئيس العام مع الشيخ محمد المهدي - رئيس تحرير مجلة الفرقان اليمنية
في لقاء الرئيس العام مع الشيخ محمد المهدي رئيس تحرير مجلة الفرقان اليمنية . تحدث الرئيس العام عن نهج أهل العلم من السلفيين في التعامل مع الخلف في المسائل التي يسوغ فيها الاختلاف بين أهل العلم . وقد نصح فضيلته الشباب بأن يكون ولاؤهم لله ورسوه الكريم - صلى الله عليه وسلم - وأن يحبوا أهل العلم والفضل والخير كما تحدث عن أقرب الطرق إلى نهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وعن الجمعيات الخيرية وعن بعض الأخطاء التي تشوبها . والكثير والكثير مما يدور بالذهن . والذي تم تسجيله في اللقاء على الوجه التالي:
س : فضيلة الشيخ محمد حفظك الله نحن إخوانك في اليمن أسسنا بعض الجمعيات والمجلات والمدارس ونحرص على نجاحها . فهل من خطوط عريضة لنجاح العمل تذكرونها لنا ؟.
ج : الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلقه وبعد .
إخواني الأحباب رئيس وأعضاء جمعية الحكمة اليمانية نفع الله بجهودهم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
فإن الله جلت قدرته قال آمرًا نبيه الكريم: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).
فيظهر من الآية الكريمة أن خطوط الدعوة إلى الله سبحانه التي يرجي لها النجاح تبدأ بالإخلاص لله سبحانه فيتجرد الدعاة إلى الله في دعوتهم فلا دعوة إلى حزبية ولا لرفع ذات أو لكسب مادي ولكن بتقوى الله سبحانه والحرص على تذكر أننا جند لله سبحانه نعمل حيث أمرنا . ثم البصيرة التي تعني العلم والحكمة . فأنْ تَعْلَمَ حكم الله لتدعو به وسنة رسوله لتوافقها في قولك وعملك وحكمك ، وأن تعلم حال من تدعوهم فتعالجهم بما فيه صلاح أمرهم وزوال منكرهم وتعينهم على الحق وتثبتهم عليه .
وكذلك يظهر من جماعية الدعوة إلى الله تعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان . في قول الله تعالى : ( أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) . فأولى ما تعاون عليه المسلمون هو إرشاد الضال وتبصير الجاهل فالله سبحانه وتعالى يقول : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) . والداعي إلى الله كالطبيب يتحسس المرض ويصف الدواء فهو الناصح لمن يدعوه بغير اتكال عليه . ولكن بتواضع وخفض جناح وأخوة إيمان لقوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .
وعلى إخوة الدعوة الحرص على صدق الصلة بالله سبحانه واستمرارها وأن يكون لهم في خلوتهم تعبد لله هو خير من علانيتهم وأن يتمثلوا ما يأمرون به الناس فلقد عاب الله على بني إسرائيل فقال : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُون ) ، وأن يضع نصب عينيه أن الله عنه وعن دعوته غني قادر على هداية خلقه وأن الله سبحانه أشد منه غيره على الحرمات فلا يخرجه العمل على أن يستخدم المنكر في دعوته للناس لا منكرات الأقوال ولا الأفعال فليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر فالله سبحانه وتعالى يقول : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) .
وأن يعلم الدعاة إلى الله سبحانه أنهم بدعوته ينقذون أنفسهم ويعملون لمرضاة ربهم سبحانه فإن فتح الله على أيديهم قلوبًا حمدوا الله لأن الله كرمهم بذلك إن أبقى الله القلوب مغلقة لا يخرجهم ذلك إلى وسائل غير مشروعة لأن الله قال لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - : ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ) ، فعلينا أن نستمر في موافقة الشرع بدعوتنا . فلا تطغنا الكثرة ولا تفتتنا القلة . فإن من الأنبياء من قضى دعوته لربه ولم يتبعه أحد . ولقد قال الله عن نبيه الكريم ورسوله الأمين لوط عليه السلام : ( فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) . وما أجمع سورة العصر لمن تدبرها فهي رأس الخير حيث جمعت أسباب النجاة في الإيمان والعمل والتواصي بالحق والصبر والله الهادي للصواب.
ما هي أقرب طريقة إلى منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في التربية للأجيال ؟
ج : إن طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الطريق الذي ورثه عنه أصحابه فحملوه وعملوا به وعلموه لمن بعدهم من التابعين فسار أهل القرون الثلاثة الأولى عليه فأسس أئمة الأمة مدارسهم التعليمية عليه فكانوا أئمة التربية بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام وإن كتب العلم قد حملت لنا سبيلهم في التعليم وطرقهم في التربية مبينة في تفسير القرآن الكريم ، ثانيًا في شروح السنة المطهرة ، ثالثًا في سير الرجال الذين ساروا على منهاج النبوة فطريقة أئمة الهدى مثل أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من أمثالهم هي الطريقة التي ينبغي أن نبحث عنها لتكون النهج العملي لنا في تربية الأجيال وهي واضحة من خلال الكتب التي جمعوها ومن خلال سيرتهم التي كتبها عنهم أهل العلم في تعليمهم لطلبة العلم وتتمثل هذه الطريقة في :
أولاً : القدوة الحسنة التي يجعلها الداعي مثالًا لطلبة العلم عنده .
ثانيًا : أن يرد كل حكم إلى الله ورسوله .
ثالثًا : أن يعلم أن الصحابة هم خير جيل نقل الإيمان والعمل لمن بعدهم وأن خير من جاء بعدهم هم أئمة الهدي من التابعين وتابعيهم وأن فرق الضلال جميعها قد أظهرها الله سبحانه في هذه القرون الثلاثة فحذر منها أئمة الهدى قولاً وخالفوها عملاً وسلوكًا والتزموا ما روثوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام .
رابعًا : الرفق والشفقة بالمعلمين لأن الله ما أمر أن يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا وهو أقدر من خلقه على إزالته إنما أمرنا بذلك اختبارًا لنا وإقامة للحجة على خلقه سبحانه .
خامسًا : توقير أهل العلم فهو رأس الوسائل في طلب العلم بأن تعرف لأهل العلم منزلتهم وإن خالفتهم في الفهم .
سادسًا : مراعاة المتعلم وقدرته ، فلقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن زجر من بال في المسجد ورفق بمن جاء يستأذنه في الزنى . بينما شدد القول لمعاذ بن جبل لما شق على الناس فأطال صلاته بهم .
سابعًا : ألا نضيع من المناسبات شيئًا إلا اغتنمناها للتعلم . فلما ركب معاذ وابن عباس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم لهما وصية ، ولما رأى جديًا ميتًا ذكر أصحابه بهوان الدنيا فقال: (أيكم يأخذ هذا بدرهم ؟ فلما زهدوا فيه قال : للدنيا أهون على الله من هذا عليكم).
س : هناك من يحارب الجمعيات الخيرية لوجود بعض الأخطاء فيها في زعمهم . فهل يجوز محاربة الجمعيات الخيرية مع ما يوجد فيها من أعمال خيرية لمجرد وجود خطأ إن وجد ؟ .
ج : جماعية الدعوة وجماعية الإصلاح واجبة على الأمة المسلمة ، ونصوص الشرع في ذلك تتضافر كقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) وقوله تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) . ولا شك من وجود أخطاء في طريق الدعاة إلى الله سبحانه وذلك أدعى لجماعية العمل في الدعوة حتى يرشد بعضهم بعضًا ويكمل بعضهم بعضًا . وهم أولى الناس بالمناصحة لأنهم يناصحون الناس . وينبغي على القائمين بالدعوة في ذلك ألا يضيقوا ذرعًا بالناصحين إذا قدموا إليهم النصيحة . وأن يتبرؤوا من معاصي ومخالفات العصاة والمخالفين وإن كانوا بين صفوفهم مع الحرص عليهم والإبقاء على أخوتهم لأن الله أمر نبيه بقوله : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُون ) ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) ، ولم يمنعه ذلك من أخوة خالد والحرص عليه والدعاء له .
وأحرى بالذين يحاربون الجمعيات الخيرية أن يجردوا حربهم لسبل الشيطان سواء أكانت فردية أم جماعية لأن الإصلاح على مدار التاريخ الإسلامي لم يقم إلا بالعمل الجماعي لكن الولاء إنما يكون لله ورسوله ولمن والى الله ورسوله والبراء إنما يكون من الشيطان وسبله فلا تدعو جماعية الدعوة إلى الموالاة على باطل أو موالاة الكافرين المبطلين ولا إلى البراءة ممن يخالفوننا في الفروع العملية التي لهم فيها من الشرع دليل من الأئمة سلف .
س : شيخنا كيف نهج أهل العلم من السلفيين في التعامل مع الخلف في مسألة أو مسائل مما يسوغ فيها الاختلاف بين أهل العلم ؟
ج : للخلاف عند أهل العلم مراتب أربع . الأولى ما كان من اختلاف التنوع كالوتر قبل النوم أو قبل الفجر بعد أن يستيقظ من نومه. فهذا وأمثاله لا يجوز الحكم على أحد أطرافه بالخطأ.
الثاني : ما كان من قبيل إعمال الأصول الفقهية في النصوص الشرعية التي تحمل وجوهًا ، فيخرج أهل العلم فيها بأوامر عملية يختلفون فيها كمسائل الوضوء والتيمم وغيرها من المسائل العملية بشرط ألا يكون في المسألة إجماع سابق . فهذا النوع من الخلاف هو المسؤول عنه وهو يدعو أهل العلم أن يجمعوا الأدلة ويستخدموا أسباب الاستنباط والترجيح للوصول إلى الصواب في المسألة أو إلى الأقرب إلى الصواب بغير حجر على فهم المخالفين . وهذا النوع لا يجيز لأطرافه عداء ولا براء ولا يمنع موالاة ولا محبة ، ومن عادى ووالى على ذلك فقد ابتدع في دين الله ما ليس منه فقلد كان أئمة الهدى من قبل يختلفون في هذه المسائل ويجتهدون في البحث للوصول إلى الصواب ويؤوب بعضهم لبعض وينزل بعضهم لبعض إذا ظهر الدليل أو بانت الحجة وإن بقي الخلاف بينهم فيها فإنه لا ينقص المحبة ولا ينفي الموالاة ولا يجيز الهجر ولا البراءة ولا العداء .
الثالث : وهو الخلاف الذي وقعت فيه فرق الضلال كالرافضة والخوارج والمعتزلة والمرجئة وإن لم يخرجهم به عن ملة الإسلام لأنهم من أهل القبلة إلا أن الأمر في ذلك شديد وعليه إجماع الأمة فلا يجوز موافقتهم ولا السكوت على من شابههم وإن كنا لا نلحق بهم عوام المسلمين الذي شابهوهم في مسألة أو أكثر إنما نسرع بتحذيرهم من مشابهة فرق الضلال وبيان منهج أهل السنة والجماعة في ذلك وبذل النصح لهم والترغيب والترهيب حتى يرجعوا إلى الصواب.
الرابع : وهو الخلاف الذي خرجت به بعض الفرق من الملة كالباطنية فطعنوا في حجية الشرع أو جاءوا بأقوال أهل الكفر فهؤلاء لابد من مفاصلتهم والبراءة منهم ولا يجوز موالاتهم كل ذلك بالضوابط الشرعية التي بينها أهل العلم.
س : ما هي نصيحتك للشباب الذي يتحزبون للجماعات والشيوخ ويعادون أشخاصًا وجماعات تحزبًا لجماعات وشيوخ آخرين ؟ .
ج : على شباب الأمة أن يكون ولاؤهم لله ولرسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - وأن يحبوا أهل العلم والفضل والخير ويتعاونوا معهم ولا يفسدوا على أهل العلم طريقهم بتحزبهم لهم فإنهم بذلك يكونون أضر على أهل العلم من أعدائهم . فإن كل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكل واحد من أهل العلم رد على غيره ورد غيره عليه ولم يترك ذلك عداء بينهم. والحزبية والعصبية هذه التي يفعلها بعض شبابنا المتحمسين أرشدهم الله تخالف نهج سلفنا الصالح وتضر بالدعوة إلى الله وتحدث المفاسد الكثيرة .
س : هناك مشكلة في أوساط الشباب الصالح أدت إلى الفرقة والعداوة والبغضاء بينهم في ذلك أن مجموعة يكفرون الحكام مقدمًا ولا يقبلون الحوار مع الآخرين إلا الذين سلموا لهم بتكفير الحكام وثم فصيل آخر يدافع عن الحكام ويلتمس لهم الأعذار ومع أنها لا تقبل عذرًا للعلماء فهل هناك توسط بين هذين النوعين من الإخوة وهل من نصيحة ؟.
ج : نقول لإخواننا وأحبابنا هؤلاء الشباب من أهل الصلاح والتقى إن أصل الإسلام هو الرضى بالله ربًا والإسلام ديننًا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًا ورسولاً .
ومن سمات ذلك ألا نقدم بين يدي الله ورسوله . فإن الله سبحانه يقول : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون ) وهي نص واضح صريح لا يجوز القول بخلافه .
أما تنزيله على الأفراد والأعيان فله شروط وموانع فلا يجوز للشباب الصالح أن يقدم بين يدي الله ورسوله فيلحق الحكم بالأعيان وإنما عليه أن يحرص على عبوديته لربه فيطلق ما أطلق الشرع ويعين ما عينه عالمًا أن الشيطان لن يرضى حتى يحتال عليه بالحيل ويزين له الأقوال ويزخرف له الأمر حتى يوقعه في المحذور فيعين الكفر والفسق والنفاق على الذين أطلق الشرع ذلك فيمن عملوا بمثل أعمالهم .
كما لا يجوز أن نخالف الشرع فنجعل أعمال الكفر إيمانًا ولا أعمال الضلال هدى لأن الله سبحانه حكم في ذلك وهو رب العالمين .
وليعلم شبابنا الصالح فتح الله عليهم وبصرهم وأرشدهم أن قضية الوعد والوعيد هي أول قضية خالف فيها أهل الضلال من خوارج ومرجئة ومعتزلة خالفوا فيها أهل السنة والجماعة.
وكان لأهل السنة والجماعة أوسط الأقوال وأجعمهم للأدلة وأسعدهم بمتابعة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - فلم يقدموا بقول أو فهم بين يدي الله ورسوله .
أما فرق الضلال فكلهم وقع في ذلك وتناقض ورد الأدلة الصحيحة وجزم في غير موضع الجزم وتشكك وتردد في موضع الحسم.
فعليك أيها الأخ الكريم بطريق السلامة وهو طريق السلف الصالح وانظر إلى سلفنا الذين عذبوا في الفتن قديمًا كالإمام أحمد في فتنة خلق القرآن والقول بها أشد من وقوع الظلم من الحكام.
انظر كيف حكموا على القائل بالكفر ولم يعينوا في ذلك من القائلين أحدًا فاعرف والزم واحرص ولا يستغوينك الشيطان جمعنا الله وإياكم على الهدى .
س : وجود الطاعة لرئيس الجماعة أو الجمعية أو شيخ الدعوة تجد معارضة عند بعض الشباب ويحاربون ذلك ، فهل عندكم أدلة على مشروعية الطاعة في حدود البر والتقوى ؟.
ج : الجماعات قسمان :
أ - جماعة التمكين : وهي الجماعة التي لا يجوز تعددها في بلد المسلمين ورئيسها يسير الجيوش وهذه الجماعة واجب على كل أحد طاعة رئيسها في كل أمر أحبه أو كرهه مالم يكن معصية الله عز وجل لقول الله تعالى : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) .
ب - جماعة الدعوة : وهم المتطوعون بالدعوة أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر وتنظيم هذه الجماعات من أجلّ القربات إلى الله سبحانه فعلى أفراد هذه الجماعة الطاعة لأميرها في مسائل البر والتقوى التي تقوم بها الجماعة وأن يبذل لهم النصح من جهده وعلمه حتى يحقق الله على أيديهم إزالة المنكرات ونشر الفضائل والقضاء على الرذائل وتعليم الجهال وإرشاد الضلال ذلك لأن هذا من التعاون على البر والتقوى والأدلة على ذلك فوق الحصر والله أعلم.
س: جماعة أنصار السنة المحمدية معروفة أنها جماعة سلفية قديمة الوجود في مصر وصاحبة منهج سلفي سديد فهل يمكن إعطاءنا فكرة عن نشاطها وأعمالها حتى نستفيد من ذلك؟.
ج : جماعة انصار السنة المحمدية، أسأل الله لهم الرشاد والهداية والتوفيق ، تأسست بجهد جماعة من العلماء الغيورين على دين الله سبحانه سنة 1926م . وقد قامت لقمع البدع وإعلاء السنن وهي اليوم بحمد الله تدير عملها من خلال أكثر من مئة فرع تنتشر في أنحاء مصر وتملك أكثر من ألف مسجد ذات منابر للدعوة فيها الدروس المتعددة وبفروع عدد غير قليل منها معاهد الدعوة لإعداد الدعاة والوعاظ والمدرسين ولها مكاتب لتحفيظ القرآن ودُور لحضانة الأطفال وتقوم بعمل الدورات التعليمية للدعاة والأسابيع الثقافية لتوعية العوام وتنظيم المسابقات لفئات الناس المختلفة حثًا وتعليمًا والأبحاث لطوائف المتعلمين تنشيطًا لهم وتجديدًا لفهمهم وعلمهم . وبعمل الندوات البحثية المفيدة . وللجماعة مجلة التوحيد التي تروج في مصر وخارجها . وتنشط الجماعة في طباعة الكتب والأبحاث ونشر الرسائل المفيدة والرد على الفتاوى كتابة ومشافهة .
كما تعمل الجماعة في أبواب البر من كفالة طلاب العلم وإعالة الفقراء والأرامل والأيتام والإنفاق على العاجزين من أبناء المسلمين.
كما للجماعة جهود طيبة في المصالحات وإزالة المشاحنات والحكم في المجالس العرفية لرفع الخصومة وتحقيق المحبة والألفة بين الناس.
كما تقوم الجماعة بإنشاء وتأثيث المساجد ودور تحفيظ القرآن ودور الحضانة والمستوصفات الطبية والمستشفيات والمدارس والمعاهد والعلمية وسائر المشروعات الخيرية . ونحن نعترف بقصورنا ونسأل الله جبرًا لعجزنًا وسدادًا لخطانا ونسأله الهداية إلى الصواب .
س : هل عندكم خط عمل لتوحيد الجماعات السلفية
ج : دعوة المسلمين للالتزام بالقرآن والسنة بفهم سلف الأمة هي توحيد الجماعات السلفية وإن تباعدت ديارهم .