الاستعداد ليوم المعاد

2010-12-04

صفوت نور الدين

الحمد لله سبحانه رب كل شيء ومليكه بيده ملكوت كل شيء علق سعادة ‏الدارين بطاعته، وشقاءهما بمعصيته ومخالفة رسله : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا ‏يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ‏الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) [ طه : 123 ، 124 ] .‏

ولما كانت الدنيا دار ممر لا دار مستقر ، ودار اختبار وابتلاء لا دار مكافأة ‏وجزاء ، لم يجعل فيها من صنوف الجزاء إلا ما يتعلق به التذكرة والعبرة ، ‏بل أعطى الكافرين فيها عطاء طغوا به : ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) [ ‏التوبة : 55] .‏

ومن شفقته سبحانه بخلقه أن لم يجعل المال والمتاع في الدنيا حكرًا على ‏الكافرين ، فقال سبحانه : ( وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً  لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ ‏فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ(33)وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا ‏يَتَّكِئُونَ(34)وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ ‏لِلْمُتَّقِينَ(35)وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ ‏قَرِينٌ(36)وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) [ الزخرف ‏‏: 33 - 37] .‏

واعلم أخا الإسلام أن الدنيا قليلة في أمدها ونعيمها ، بل قليلة في عذابها ‏قليلة في شقائها وسعادتها ، وأن ما في القبر من العمر أطول من حياة العبد في ‏الدنيا ، ومن الأهوال أشد وأفظع ، ويهون ما في القبر من الأهوال ، إذا قيس ‏بما أعد الله ليوم البعث يوم القيامة ، يوم الحساب والنشور ، وأن الأشد ‏والأكثر والأدوم والأطول من العذاب ما كان من عذاب في النار ، أجارنا الله ‏وإياكم منها ، وجعل الله للأنبياء ومن تبعهم من المؤمنين العاملين مخرجًا ‏ونجاة من كل ذلك ، وجعل عاقبتهم جنة عرضها كعرض السماوات والأرض ‏أُعدت للمتقين ، فالفائز المفلح الذي ينجو يوم العرض فيزحزح عن النار ‏ويدخل الجنة : ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ) [ آل عمران ‏‏: 185] .‏

والعذاب الأخروي كثير الألوان شديد الوقع ، لا يحتمله أهل الصبر والجلد ، ‏بل ولا يطيقه من الخلق أحد ، وجعل رب العزة عذاب يوم القيامة مقدمة له ‏لا يطيقه الصابرون ، ويشفق منه الأنبياء والمرسلون ، فيقولون : ( سلم . سلم ‏‏) .‏

من ذلك العذاب الأخروي الفضيحة على ملأ الخلق جميعًا : ( ينصب لكل ‏غدرة لواء يُقال : هذه غدرة فلان ابن فلان ) .‏

ومنه العطش الشديد الذي تنقطع منه الأعناق، ومنه الفزع والهلع الذي ‏تنقطع منه القلوب وتبلغ القلوب الحناجر، ومنه دنو الشمس من الرءوس ‏قدر ميل أو ميلين، وزيادة العرق، حتى يغرق فيه الخلق .‏

وربنا الرحمن الرحيم أعد في هذا اليوم العظيم للمؤمنين العاملين من كل هم ‏فرجًا ، ومن كل ضيق مخرجًا ، فالعامل المخلص لربه المتتبع لشرعه يتغمده ‏الله برحمته الواسعة في ذلك اليوم العصيب ، فيحميه بفضله ، وينجيه من ‏كل كرب ، من ذلك أن جعل في ذلك اليوم للمؤمنين من العطش حوضًا يشرب ‏منه الصالحون ، فلا يصيبهم الظمأ أبدًا ، وتقف ملائكة على الحوض تقصي ‏أصحاب المحدثات ، فلا يشرب منه إلا من كان بالسنة مهتديًا ، وبالرسول ‏صلى الله  عليه وسلم مقتديًا ، وجعل في ذلك اليوم سترًا يستر به عباده ، فمن ‏ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله تعالى يوم القيامة ، وجعل لمن فرج عن مؤمن ‏كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، وأعد ‏سبحانه في ذلك اليوم من الحر والعرق ظلاً لا يأوي إليه إلا من أرادهم الله ‏برحمته ، فعدهم أصنافًا لا يملك غيرهم أن يشاركهم أو يستظل معهم إنما ‏يبلغ الله ظله لأهل الظل وريه لأهل الري وستره لأهل الستر وهو على كل ‏شيء قدير .‏

فانظر أيها العاقل الذكي ، يا من تستعد في الدنيا من عزوبتك لزواجك ، ومن ‏ليلك لنهارك، وتستعد طوال سنتك إن كانت طالبًا ليوم امتحانك ، انظر ‏فذلك اليوم أحق أن تستعد له : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ‏مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18)‏ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(19)‏ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ(20)‏ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ ‏الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون ) [الحشر : 18 - 21]، (يَاأَيُّهَا ‏الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [ آل عمران : ‏‏102] .‏

انظر أيها العبد بما تستحق الجنة وهي لا تنال بالأماني ، إنما بالتقوى : ( ‏ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) [ مريم : 72] .‏

واعلم أن السالكين الصابرين من قبلك كثير ، قد صبروا على ما أوذوا حتى ‏أتاهم نصر الله فأدركهم في الدنيا فأنجاهم الله من ضوائقها ، كما نجى موسى ‏من فرعون ، ونجى لوطًا من قومه : ( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين ) [ الأنبياء : ‏‏88] ، وإن لم يدركهم الله في الدنيا بالنجاة اختبارًا لهم وإعلاء لقدرهم ، فهم ‏مع المؤمنين من مثل أصحاب الأخدود قال عنهم الله سبحانه: ( إِنَّ الَّذِينَ ‏ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ ‏الْكَبِيرُ ) [ البروج : 11] ، واذكر قوله سبحانه : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ‏أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا ‏وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ‏وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ ‏حُسْنُ الثَّوَابِ(195)لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ(196)مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ ‏مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(197)لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ ‏تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ) [ ‏آل عمران : 195 - 198] .‏

واعلم أيضًا أن المفرطين من قبلك كثير كانوا أشد منك عتوًّا وجبروتًا فأخذهم ‏الله أخذ عزيز مقتدر وجعلهم في قبورهم : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ‏‏) [ غافر : 46] ، ولا يكون ذلك نهاية مصيرهم ، إنما عذاب الآخرة أشد ، ‏فأين أنت من فرعون ذي الأوتاد ، وعاد الذين استكبروا في الأرض بغير الحق ‏‏، وقالوا : من أشد منا قوة ، وثمود الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتًا ، ‏وأصحاب الأيكة الذي بخسوا الكيل والميزان ، وطغوا بأموالهم ، وقالوا ‏لنبيهم : فأسقط علينا كسفًا من السماء إن كنت من الصادقين ، وكل أولئك ‏الجبابرة : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ) [ الأنفال : ‏‏59] ، فالعذاب الدنيوي لا يفوتهم ، فلا يجد عاص متكبر في معصيته إلا ‏الذل والهوان ، وإن ظن ظان أنهم لم يكافئوا في الدنيا ، فإن في الآخرة عذاب ‏النار لا ينجو منه كافر أبدًا قد زال عنه ملكه وسؤدده ، وجاءوا : ( خَاشِعَةً ‏أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ) [ المعارج : 44] .‏

هذا ، وينبغي أن يؤمن العبد :‏

أولاً : أن الأعمال أسباب يدخل بها الجنة أو النار ، وليست أثمانًا للجنة ، ‏فإن العبد يدخل الجنة برحمة الله تعالى ، فجعل المولى سبحانه من تعرض ‏لأسباب الرحمة فاز بالجنة بسبب الصالحات من الأعمال ، كالعبد يؤذيه ‏الحر في الدنيا فيأوي إلى الظل ، والظل من رحمة الله، جعل الله الانتقال إليه ‏سببًا لدفع الحر ، فإن غاب الظل فلا يطيق له ثمنًا ، ولو بذل ما يملكه.‏

ثانيًا : يؤمن العبد أن الله غني عن الخلق ، والخلق له فقراء فيسرع الفقير إلى ‏باب الغني الكريم يدق الباب حتى يُفتح له ، ويعلم أنه إن لم يفتح له الباب ‏فلا رحمة تشمله ، ولا خير يدركه ، فيحرص كل الحرص على طاعة ربه ، ‏وطاعته في الإخلاص لله في العمل ، والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ليقبل ‏عند الله سبحانه ، ورب العزة كريم لا يحرم عاملاً أخلص لربه وعمل بهديه ‏الذي بعث به رسله .‏

ثالثًا : ينتقد عمله قبل العرض على الله سبحانه ، فالله مطلع على القلوب ‏يعلم خفاياها ، فيقدم على ربه بعمل عبد معترف بنعم ربه المتفضل ، يوقن ‏أن عمله عمل العبد الضعيف لربه القوي الذي خلقه ورعاه ، وهو محاسبه في ‏الآخرة على دقيق العمل وجليله : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)وَمَنْ ‏يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) [ الزلزلة : 7 ، 8 ] .‏

رابعًا : الناس يوم القيامة على قسمين : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ(6)‏ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(7)وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ(8)فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ(9)وَمَا أَدْرَاكَ ‏مَا هِيَهْ(10)نَارٌ حَامِيَةٌ ) [القارعة : 6 - 11] .‏

انظر أيها العبد بما تستحق الجنة وهي لا تنال بالأماني ، إنما بالتقوى : ( ‏ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) [ مريم : 72] .‏

فهل الصلاة وهي أرجى الأعمال خلصت من سرقة الشيطان ونجت من سيطرة ‏حاجات الدنيا عليك فيها فانشغلت في ذهنك بها ، وأنت تعلم أنها بيد الله ‏رب العالمين ؟ وهل الزكاة خلصت من حظ النفس فأعطيت الزكاة للمحتاج ‏لحاجته ، لا لحاجتك أنت في وصل قريب ترجوه ، أو عامل ترجو خدمته أو ‏غير ذلك ؟ وهل الصوم جعلته صوم المراقبين لربهم ؟ تستشعر ما جاء في ‏الحديث القدسي : ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ؟!‏

وهل حجه حج من لم يرفث ولم يفسق ؟ فلم تؤذ الحجاج بزحام ، وترفعت ‏عن سفاسف الكلام لترجع من ذنوبك نقيًا كيوم ولدتك أمك ؟ وهل أعددت ‏توبة من الذنوب التي وقعت منك والملائكة شهدت عليك فيها وكتبتها في ‏صحفك ، ذلك لتقبل على ربك بلا ذنب تؤخذ به ، فاليوم عظيم خطره ، ‏شديد على الخلق كربه لا يستطيع عبد منه هربًا ولا يملك أن يخفي من ‏سيئاته شيئًا ، فلا منجا ولا ملجأ من الله إلا إليه .‏

فما أحوجنا أن نراجع أنفسنا ونعلم أن مولانا سبحانه جعل للفوز بالنعيم ‏والنجاة من العذاب الأليم أسبابًا وأن من هذه الأسباب أسباب الظل يوم القيامة يوم الحر الشديد والعرق العزيز وتلك التي  جمع النبي صلى الله منها سبعًا في حديث واحد ، ‏وفرق بقيتها في أحاديث كثيرة ، ذكرتها كتب السنة التي وصلتنا ، فلما ‏أحوجنا للعلم بها وبسائر أسباب النجاة علم العبد المشفق على نفسه من ذلك ‏اليوم الشديد العصيب ليعمل هربًا من الكرب وطلبًا للنجاة والفوز ، فالعذاب ‏أليم شديد لا يطاق ، والنعيم مقيم عظيم .‏

خامسًا : حال الآخرة ليس كحال الدنيا يملك العبد فيه من سلوكه ما يملكه ‏في الدنيا ، فالعبد لا يستطيع لوجهه تحويلاً إلا أن يوجهه ربه ، ولا ‏يستطيع إن أراد السجود سجودًا إلا أن يمكنه ربه : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ‏وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) [ القلم : 42] .‏

أيها العبد العاقل ، كم جمعت لدنياك ، وهي قصيرة زائلة لا تجمع فيها إلا ‏ما قدر الله لك ، وكم أضعت الوقت والجهد في ذلك ، قارن بين هذا وبين ما ‏جمعت لآخرتك وهي طويلة لم يضمن لك فيها جنة ولا نار ، إنما من قدم ‏وجد ، ومن لم يقدم فقد خسر ، فأي الرجلين أنت، وإلى أي الفريقين تأوي ‏‏، والفائز من فاز بالجنة ، فأين العمل ليوم المعاد .‏

والله من وراء القصد .‏

عدد المشاهدات 10323