إن مهمة الدعوة إلى الله عز وجل هى تكليف الله سبحانه وتعالى لأنبيائه ورسله وهى أيضاً تشريفه لهم . وجماعات الدعوة تتشرف بحمل هذه الأمانة .
لذا كان من الضرورى :
أولاً : ضبط السلوك فى الدعوة إلى الله عز وجل على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ"يوسف .
ثانياً : أن يطلب الأجر فيها من الله سبحانه " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " الشعراء .
ثالثاً : أن نعلم أننا ضعاف ولكننا نستمد العون فى دعوتنا بل فى سائر حياتنا من الله سبحانه الذى لا حول ولا قوة لنا إلا به سبحانه فهو القوى المستعان فى كل أمر ، وما مثلنا فى حقل الدعوة إلا كمثل الزارع يبذر بذرته ويتعهدها بالرى والحرث والذى يأذن لها فتنبت هو الله رب العالمين الذى يبلغ الأشجار نموها والثمار نضجها .
رابعاً : أن الدعوة إلى الله فى مسيرتها قديمة وقد قام بها سلفنا الصالح حريصين على نفى الضلالات عنها يجيبون على كل بدعة وقول باطل ونحن نود أن نلحق بهذه الطائفة فنعلم أن الحق فى القرآن والسنة بفهم سلف الأمة لحديث معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما عند البخارى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين وإنما أنا قاسم والله يعطى ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتى أمر الله " البخارى كتاب العلم .
خامساً : أن الدعوة الجماعية دعوة مباركة لقوله تعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " ومن ثم فلا يصح ونحن نتعاون فى الدعوة أن يستأثر بعضنا دون البعض فيتحول فرع الجماعة العامل إلى فرد واحد فتضيع بركة الدعوة الجماعية .
لذلك فإنه ينبغى أن نتعاون فى ذلك فنعمل .
أولاً : على تصحيح العقيدة فى قلوب الناس بكل وسائل الدعوة المتاحة لنا لأنه لا يصح السلوك إلا بعد تصحيح اعتقاد صاحبه . لذا كانت الدعوة إلى ( لا إله إلا الله ) سابقة على كل دعوة فى منهج الأنبياء جميعاً .
ثانياً : أن نعتنى برسالة الله التى أرسلها إلينا وجعلها المعجزة الخالدة والآية الباقية ألا وهى القرآن الكريم فنشجع على حفظه وفهمه حتى نرى وفرة ممن يحفظون القرآن الكريم كاملاً رجالاً ونساءً ، شباباً وفتيات آملين من الله العون فى أن يعمر القرآن الكريم كل بيت بل ينقاد له من الناس كل عضو .
ثالثاً : إن اللسان العربى من أهم الأهداف التى يسعى لتحطيمها الغزاة والأعداء لأنه وسيلة ربط المسلم بكتاب ربه عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لذلك لابد لكل مسجد من مساجدنا أو فرع أن يهىء فرص الدراسة اللغوية التى تقوِّم اللسان وتصحح الأفهام .
رابعاً : أن نتعاون فى تعلم المعلوم من الدين بالضرورة فى مشروع تثقيف عام يمحو به الله الأمية الدينية المتفشية بين الخاصة والعامة .
خامساً : أن نعمل على تكوين جيل من الدعاة المتخصصين الذين يمكنهم ملء الفراغ الواسع فى أمر الدعوة إلى الله عز وجل .
على هذه الملامح ينبغى أن نحاسب بعضنا البعض وأن نتنافس فى تحقيقها وتوسيع نطاقها "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ " وذلك فى منهج متكامل وأسلوب متعاون واتزان مع كل العاملين فى حقل الدعوة إلى الله مستفيدين من كل الجهود المبذولة والإمكانات المتاحة والله من وراء القصد .