نشرت مجلة الأزهر في عددها الصادر في شهر جمادى الآخرة لسنة 1405 هـ مقالاً بعنوان وحدة الوجود يدافع فيه عن الحلاج وابن عربي وهذا المقال قد سبق نشره في شهر جمادي الآخرة سنة 1384هـ أي منذ 21 عاماً والمقال بقلم الدكتور عبد الحليم محمود. والرجل قد أفضي إلى ربه فأمره موكول إلى الله تعالى ونحن نطمع في رحمة الله الواسعة.
إلا أن الحديث عن العقائد الضالة يطول. والعلماء يقسمون الأقوال الضالة إلى ثلاثة أقسام:
الأول : قول فرق المسلمين المخالفة لقول أهل السنة والجماعة مثل فرق الشيعة والخوارج والمعتزلة والمرجئة.
الثاني : قول الفرق التي تنتسب للإسلام وليست منه فهي خارجة عن الملة يعد العلماء منهم أصحاب القول بالحلول وأصحاب القول بوحدة الوجود بل يذكرون فرقة خاصة باسم (الحلاجية).
الثالثة : قول أصحاب الملل المخالفة للإسلام ولا ينتسبون إليه كاليهود والنصاري والمجوس وغيرهم.
وأصحاب القول الثاني أكفر من اليهود والنصاري.
يقول ابن تيمية : قال الشيخ إبراهيم الجعبري لما اجتمع بابن عربي صاحب كتاب الفصوص : رأيته شيخاً نجساً يكذب بكل كتاب أنزله الله وبكل نبي أرسله الله (مجموع الفتاوي جـ 2 ص 130).
ويقول في ص 480 من اعتقد ما يعتقده الحلاج من المقالات التي قتل عليها الحلاج فهو كافر مرتد باتفاق المسلمين.. إلخ . وحتى لا يطول الحديث فإني أنقل ما نشرته مجلة الهدي النبوي (1) في عدد رمضان سنة 1384 هـ رداً على مقال مجلة الأزهر عندما أصدرت المقال للمرة الأولي ليكون رداً على نشره في المرة الثانية وهو بقلم الشيخ محمد نجيب المطيعي ويليه تعقيب الشيخ عبد الرحمن الوكيل.
والله أسال أن يرجع أصحاب ذلك القول إلى الصواب ولا يشتتوا المسلمين في اعتقادهم.
وهذه العقائد الضالة الفاسدة من بهائية وادعاء النبوة وادعاء علم الغيب تطالعنا الصحف بما يقطع الفؤاد. ويا مجلة الأزهر، يا لسان حال أقدم الجامعات الإسلامية: عرفي الناس بدينهم الصحيح وكفانا تشتتا وضياعاً وضلالا فلا تنبشوا القبور.
(1) مجلة الهدي النبوي كانت هي لسان حال جماعة السنة المحمدية حتى سنة 1387هـ.